Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
انعكاسات تفرضها الريشة التجريدية
BY Artist Joseph Faloughi
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
معرض الفنان جوزيف فالوغي: انعكاسات تفرضها الريشة التجريدية ضحى عبد الرؤوف المل تكشف لوحات الفنان «جوزيف فالوغي» (Joseph Faloughi) عن أشكال لطيفة منسجمة مع تجاذب الألوان وموسيقاها، لفهم المعنى واستكشاف التناقض من مكونات ذات اتجاهات اختارها لتلعب الانعكاسات دورها في تكوين القيم الجمالية مع الاحتفاظ بالغموض المستوحى من ثنائية الانعكاسات والنوافذ، والتأملات التي تفرضها الريشة التجريدية وإيحاءاتها المستبطنة دراماتيكياً، محتفظاً بأهمية فهم التناقضات واستكشافها بصرياً، والتي ترمز إلى الزمان والمكان والغياب والحضور بشكل مجازي، هو جملة من الإيقاعات والألوان التي تتماهى في مساحات حرّرها من الضوء ضمن جاذبية الفواتح والغوامق، وما يتولّد عنهما من تجديد يحتضن الفراغات أو الأشكال والدلالات والإمكانيات التي تحفظ قيمة كل شكل ومكانه في اللوحة، ليثير دهشة بصرية ذات تعابير تجمع ممارسات ريشة تتجه مع الضوء بحساسية التدرجات، وماورائية المعنى الممتص لهالات التجريد ومعانيها دون مباشرة في التشابيه بين اللطشات ذات السماكة اللونية، ليخلق من التوهجات رؤية تجريدية إدراكية تمثل الزمان والمكان وغموض التصورات المقترنة بالتطورات الوجودية ومصادرها، وضمن المنظور الحاضر الغائب أو بصمة الإنسان في الحياة رغم الألوان المختلفة. فهل من ثنائيات بين التجريد والتعبير وملامسة الغموض في اللوحة؟ تستفزُّ أعمال الفنان «جوزيف فالوغي» البصر، فتسهم في إضافة عنصر الجذب إلى اللوحات المختلفة في تطلعاتها وأشكالها الاستفزازية للحس الفني وجمالية الخصائص اللونية المتناقضة، لاستخلاص التحليلات التي ينبغي أن تقترب من الرؤية الخاصة به حول الأشياء ووجودها، ضمن الزمان والمكان، والاختزال الحقيقي للضوء الذي يجذب الأشكال إليه. ربما لا تستطيع العين التقاطه، وإنما يستقر في الحواس التي تنجذب نحو معرفة المعنى، في لوحات تستقطب الأفكار أو الانعكاسات المرئية المدعمة بنظريات يثبتها «جوزيف فالوغي» ليعطي المحتوى أو المضمون حكمة فنية احتمالية تتطلب دقة في الاتجاهات والانعكاسات، ضمن مؤثرات السماكة والشفافية، لخلق تضاد بينهما، وأيضاً لتوضيح البُعد الزمني وآثاره على بصمات الألوان التي يتركها الإنسان، لتترجم وجوده فيما بعد. فهل تحاول أشكال «جوزيف فالوغي» اللونية السباحة في فضاءات الأمكنة ضمن اللوحة، ليثري مخيلة المتلقي ويمنحها الغموض والجمال؟ يترك فالوغي بصمته على اللوحة لتحفيز الاستكشافات من خلال الحركة للضوء بين الفواتح والغوامق، لتمييز الشفافية والسماكة اللونية ضمن المتغيرات البصرية المائلة إلى إثارة البصر، ودفعه نحو البحث عن الانضباط الذي تفرضه الريشة على عشوائيات تجريدية تتجه نحو نفسها، مما يثير الكثير من التصورات عند التأمل في العمق، لتنبثق الأفكار من الإيماءات وانصهارها في تقنية ديناميكية بعيداً عن التقاليد الروتينية، وفق أصالة الأسلوب الذي يتمسّك بالرؤية وطبيعتها الفنية، والتي تنتمي إلى التجريد بمختلف اتجاهاته الملتزمة بفوضويات العصر، ولكن ضمن نظم الريشة ومشاهداتها وإيقاعاتها ذات النضارة والحيوية والإيقاع في لوحة هي الألوان في الزمان والمكان والحضور والغياب، والحركة الضوئية التي توسّع الإحساس بارتجال غريزي يمنحه اللون لفالوغي الملتزم ببناء اللوحة التجريدية وقدرتها على استقطاب الحواس. يقدّم لنا الفنان «جوزيف فالوغي» في هذا المعرض التجريد الذي يرتبط بالمفهوم الفعلي لخصائص الشكل وأهميته من خلال التركيز على لطشات الألوان واتجاهاتها لتنشيط الذهن، وحثّه على الاستكشاف بمعزل عن الوضوح، تاركاً للخصائص الأخرى من غموض وسواه خلق المقارنات ضمن نوع معين من المستطيلات والخطوط المائلة والمنحنية وغيرها، والتي بدورها يمكنها إعادة إنتاج أخرى للشكل وتطوره، كنوع من إلتقاط الواقع المتعارض مع الفن التجريدي. فهل يحاول منح الشكل الكثير من المشاعر من خلال الألوان والأشكال اللانهائية؟ برؤية أخرى عند النظر إلى لوحات جوزيف فالوغي، يشعر المتلقي بموجة من الانفعالات الحسية الفورية. الألوان تتناغم، كما لو كانت ترقص معاً في إيقاع مرئي، مما يخلق حالة من الاستغراق. تعكس اللوحات تجاذباً بين الضوء والظل، مما يثير فضول المتلقي ويعزّز من شعوره بالدهشة. تتسم أعمال فالوغي بتوازن دقيق بين الأشكال والألوان. الأشكال التجريدية تتداخل وتتقاطع، مما يمنح المشهد عمقاً وإحساساً بالحركة. كل لوحة تشكل بمثابة مقطع موسيقي، حيث تتردد الألوان وتتراقص بطرق متعددة، مما يخلق تجارب بصرية غنية ومعقدة. تتجاوز لوحات فالوغي الأبعاد البصرية لتغوص في عمق النفس الإنسانية. تعكس الانعكاسات في الألوان والعناصر التوترات النفسية، حيث تمثل الأشكال والفضاءات تجارب وجودية مختلفة. هنا، تنشأ مشاعر الغياب والحضور، مما يخلق توتراً داخلياً يعبر عن البحث عن الهوية والذات. الجمال في لوحات فالوغي لا يقتصر على الشكل أو اللون، بل يتمحور حول التعبير. الألوان، بتدرجاتها، تعكس حالات عاطفية متباينة، من الحزن إلى الفرح. كل ضربة فرشاة تبدو كأنها تنقل إحساسًا أو فكرة، مما يسمح للمتلقي بالتواصل مع العمل على مستوى أعمق. يمثل الإيقاع في أعمال فالوغي تجسيداً للحركة المستمرة في الحياة. تتشكل اللحظات من تداخل الألوان والأشكال، مما يخلق شعورًا بالاندماج والامتزاج. الإيقاع هنا ليس فقط بصرياً، بل يتجاوز إلى إحساس الحركة والزمان، مما يتيح للمتلقي الشعور بتجربة حسية متكاملة. تتفتح الرؤى البصرية في أعمال فالوغي، حيث تنعكس التجارب الإنسانية من خلال عدسة التجريد. الأشكال غير المحددة تفتح المجال للتفسير الشخصي، مما يجعل كل تجربة فريدة. المعاني تتباين من متلقي لآخر، حيث يلقي كل فرد ضوءه الخاص على العمل، مستخلصًا تجارب جديدة. يُعدّ جوزيف فالوغي فنانًا يعيد تشكيل العلاقات بين الألوان والأشكال بطريقة تعكس تعقيدات النفس البشرية. تُظهر أعماله توازناً بين الجمال والإحساس، مما يجعل كل لوحة دعوة للتأمل والتفاعل. من خلال رؤاه البصرية وإيقاعه الحسي، يعيد فالوغي للمتلقي شعورًا بالتجدد والاكتشاف، مؤكدًا على قوة الفن كوسيلة للتعبير عن الأبعاد الداخلية للوجود. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9/%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d9%81%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ba%d9%8a-%d8%a5%d9%86%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d9%81%d8%b1%d8%b6%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%b4%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%a9/
×
Artist Joseph Faloughi
وُلد جوزيف فالوغي عام 1950 . درس أصول فنّ الرسم والتصوير في مَعهَد الفنون الجميلة. تخرّج عام 1977 بعد أن قدّم أطروحة تناوَلَت فنّ عُمر اللوحة للفنان جوزيف فالوغيأُنسي البَيروتيّ المَولِد والذي يعتبر من أهم وألمع رسّامي النهضة الفنية اللبنانية إن على صعيد الزيتيات أو المائيات. ولا بدّ من الإشارة إلى أن ألأُنسي، قد أُعجب بانطباعية (impressionisme) استاذه الأول خليل الصليبي، فالقرية اللبنانية، بطبيعتها، وعاداتها وتقاليدها ووجوه أهلها شكَّلَت مَصدَر الوحي والإلهام لجميع الفنانين. عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين. له عدة معارض فردية أهمّها (Interférence) ٣٤ زيتية (huile sur canevas Biography: Date of birth: 16/11/1950 Marital status: Married - 3 children Academic status Elementary & Secondary School: Marist school Jounieh 1958-1965 High School Champville College 1966-1969 University - 1974 Bachelor degree in Philosophy - LU - 1977 Bachelor degree in Psychology - LU - 1977 Bachelor degree in Sociology - LU - 1978 Diploma in Drawing & Painting - LU - 1978 Bachelor degree in Law - LU - 1985 Master degree in Philosophy - LU Senior Projects 1978 Diploma project in Drawing & Painting subject "Omar Onsi". 1985 Master project in Philosophy "Foreign exchange in the economic philosophy". Art exhibitions - 1974 - 2015, Participant in different group exhibitions in Lebanon. - 1986 - 2002, Participant at "Autumn exhibition" at Sursock Museum, Beirut, associate since 1995. - 1988, Single exhibition at Rumors gallery -Kaslik. - 2006, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Dialogues". - 2008, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Echos du Regard". - 2010, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Interference". - 2013, Solo exhibition at gallery "Surface Libre" Jal-el-Dib - "Pulsations". - 2015, Solo exhibition at Exode Gallery "Point de vue" - 2016, Solo exhibition at Exode Gallery "Taqasim" - 2018. Solo exhibition at Exode Gallery "Qassa'ed" - 2019, Solo exhibition at Exode Gallery "Reflets et Fenêtre" Associations - Member of Lebanese Art Association - Member of the Board 2018 - Member of Cultural Committee of Grand Bikfaya Prizes - 1970, Poetry prize from "Dar el Fan Wal Adab" - 1980, Drawing prize for the "5 Lebanese Pounds" from "Banque du Liban" - 2013, 1st place Lombard Award, 22nd Annual Open Members Show, Dayton Visual Arts Center (DIVAC), Exhibition Theme: Water Water Everywhere" - 2016, Prize of the painting section of LAPS Professional status 1994 - 2014 - Executive Director of the Financial Markets Department at "Banque du Liban" - Beirut Syndicate experience 1993-1997 Secretary of Central Bank's employee's syndicate 2005-2009 President of Central Bank's employee's syndicate Member of the board of Bikfaya and Mhaydseh Municipality Languages Arabic - French - English Hobbies Chess and general sports
تقاسيم تشكيلية تخضع لعدة مستويات تجريدية
BY Artist Joseph Faloughi
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تقاسيم تشكيلية تخضع لعدة مستويات تجريدية ضحى عبدالرؤوف المل تتضافر الأشكال في لوحات الفنان جوزيف فالوغي (Joseph Faloughi) عبر تكوينات ذات تيارات حركية موحية، بألوانها القادرة على بث الحياة بغنى بصري، محورها الخطوط بتعقيداتها وبساطتها، وبتنوع يغمره تجريدياً بتراكيب لا شعورية تختزن الكثير من الرؤى الفنية. إذ يستمد من مخزونه الفلسفي الإيحاءات النفسية التي يطلقها في لوحاته، تاركاً للمتأمل استخلاص الفكرة بغض النظر عن التناقض والائتلاف في خصوصية كل لوحة، التي تهدف إلى تلمس الفن التجريدي عبر الطبيعة والانطباعات الأسلوبية الناتجة عنها، بدينامية يستحضر من خلالها جوزيف فالوغي عدة مصطلحات تشكيلية تخضع إلى تسخير الريشة، ليقودها فكره التجريدي حيث يريد اللون. وتتأرجح المعاني بشاعرية تهيمن عليها النغمة التشكيلية المتوازنة ضمن العناصر التي تخدم المعنى والمضمون، عبر الأشكال التي تنبثق من عزف ريشة حساسة تتلاءم مع الهواجس التشكيلية، وإيحاءاتها الطبيعية التي تنتمي إلى التجريد، وجمالية غموضه وحركته البصرية، بل محاكاته الفنية للمتلقي. تؤلف الأشكال في لوحاته مفردات تتناغم وتتنافر تبعاً للمزواجة بين حرية اللون والتناسب الضوئي، المبني على ارتباطات الأشكال وتوزيعها، بمنهج إرادي ولا إرادي. فتارة يتقيد جوزيف فالوغي مع أحاسيسه وأحياناً يطلقها، ليقدم للمتلقي لمحات وجودية بين عدة مستويات من السماكة والشفافية، والظل والضوء والجزئيات التي تتجمع كمجموعات تتصف بالبانورامية الحركية، المعتمدة على نقاط بصرية يوزعها بين المساحات، لتوحي بالسكون والحركة، والبناء التجريدي المغزول ضمن ظواهر الطبيعة المحسوسة والملموسة، وبين التعرجات والاستراحات التي تتسع وتضيق. إن بين المستطيلات التجريدية وقياساتها، أو التلاعب بالألوان الداكنة والفاتحة وتدرجاتها، أو عبر التجاور والتحاور والانعكاس الفكري الذي تمارسه الحركة في كل لوحة، تتميز بنبض إيحائي تفرضه دلالاتها على متأملها بعمق، ليشعر بالعصف الذهني ويتساءل عن العديد من المفاهيم التي تطرحها اللوحة، أو عبر السرد المعقد في حضور الطبيعة ضمن لوحاته. تقاسيم تشكيلية تخضع لعدة مستويات تجريدية تتماسك ألوانها، ويتحرر فراغها الممسك بالأشكال أحياناً، لتتشكل حبكة ذات تقسيمات داخلية تنفرد فيها المعاني، كوحدات عشوائية في شكلها الظاهر، إلا أنها تنضبط وفق أحاسيس ريشته المغموسة بثقافات شعرية متآلفة النغمات، وتضم في عمقها بنية فنية لها أثرها التشكيلي المنبثق من دوران الحركة الكونية وتأثيرها على الطبيعة التي تتناغم مع ما حولها، كما تتناغم الأشكال مع الألوان في لوحات جوزيف فالوغي وتجليات فلسفته الحاضرة بشكل إيحاءات تتعاطف معها الأفكار عبر التعبيرات العفوية، لكل لون تأثر الضوء بتدرجاته، أو عبر التدفق العاطفي الذي يمتاز به الأسلوب الذي يحاكي العقل والوجدان، بتذبذب بين البسيط والمركب في لوحات تطول تقاسيمها أو تقصر وفق مقاييس اللون وقدرته على التناغم مع السماكة أو الشفافية التي يفرضها جوزيف فالوغي على اللوحة. حالة إنسانية بكل تفاصيلها تغمر لوحات الفنان جوزيف فالوغي القادرة على بث مؤثرات بصرية مريحة للنفس، وتمثل الواقع والمتخيل في التجريد المتأزم، المسترخي في طياته اللون وتصورات الشكل عبر فضاءات اللوحة ورؤيتها المنبثقة عن القيم والأفكار التي تتجسد بالتعبيرات داخل التجريد، أو داخل بناء اللوحة التي يراعي فيها قدرات اللون إلى الحد الأقصى، لتحقيق الأبعاد التي تحتل في لوحاته أهمية تحفزه على خلق كل نغمة وترك الحرية لأثرها الفني وجوداً ضمن التقاسيم ونمط عاطفتها أو عقلانيتها، وفي كلتا الحالتين تنم عن سكون وحركة أو صخب وهدوء. إن في الطبيعة أو في النفس الحاضرة بالوعي واللاوعي والمحملة بجمالية فنية برزت في لوحات تشكيلية ذات تقاسيم حسية هيمنت على الحدس الجمالي سواء ظاهرياً أو باطنياً، أو حتى على صعيد مستوى التقاسيم التشكيلية برمتها. فهل التجريد المحاكي عاطفة اللون وعقلانية الحركة هو نهج جوزيف فالوغي في التشكيل؟ ينتهج الفنان فالوغي في لوحاته صياغة تنصهر مع معطيات اللوحة وقدرتها على خلق إيحاءات فلسفية وفق رؤية تجريدية تزدان بالحركة اللونية، والكثافة في الأشكال والألوان مع الحفاظ على ضربات الريشة وتوازناتها في خلق المعاني التي يصبغها برؤية تتميز باستثارة الخيال في توليد الشكل المتناغم مع التجريد المحاكي عاطفة اللون، وعقلانية الحركة ونوتات موسيقية تنصهر مع المضمون وتمنح المعنى تناغماً له خاصيته، فالتقارب والتباعد بين الألوان له نغمته الخاصة التي تساعد في تحفيز الإيحاءات التجريدية لترتسم أمام المتلقي. تتنامى الألوان في لوحات الفنان جوزيف فالوغي بدينامية بصرية تنبثق من الوعي الحسي للجمال التشكيلي التكويني في ضرباته الموسيقية الهادفة إيجاد مفردات فنية يقودها فالوغي ببساطة دون تعقيد في الأبعاد والرؤية، والريشة التي تنتهج بموضوعية تأويلات تتنوع مع تنوعات الألوان، والخطوط المندمجة في عمق التفاصيل الفنية العابقة بالشاعرية، وبالنظرة الإنسانية المحفوفة بالحس الإدراكي، والحركة اللاشعورية في الأشكال المثيرة لشعور غامض أو وهمية الوجود وبحس مرهف، ففضاءات اللوحة الخاضعة لنفي الزمان والمكان، وترك المعنى المتجدد لجوهر الأشياء المتناقضة والمتناغمة والخاضعة لمنهجية المنطق التجريدي وتوليفاته التي تختزن الأفكار الإيحائية، وجمالية المشاعر المتغلغلة في الأجزاء الغامضة، وخصائص الجمال الذي يرتكز على الخيال دون مفارقة الواقع وإيحاءاته المحسوسة في لوحات جوزيف فالوغي واللغة التجريدية المثيرة للتساؤلات وغيرها. تماثل وانسجام بين الأسلوب والمضمون. إن من خلال اللون ومعانيه المتذبذبة بين التضاد والتوافق، أو بين الفواتح والغوامق، وتدرجات الألوان بشفافيتها وكثافتها، وبين الفراغات والظل والضوء، والربط بين المحاور التجريدية المتآلفة والمتكاملة بين الداخل والخارج، وخصائص المعاني المتناغمة مع الأشكال المتحررة من قيود الفن التشكيلي، وإنما ضمن إيقاع وحدات اللون والنسبة الجمالية ذات المعايير التي تسمو، وتتجاوز حدود المعنى التجريدي إلى تكوين بصري متآلف حسياً، ويوحي بالواقع والقدرة على تنمية الإحساس بالجمال من خلاله، فهل أراد جوزيف فالوغي بناء تخيلاته من واقع الحياة بسلبياتها وإيجابياتها وحقائقها ذات الانعكاسات الجمالية بشكل عام؟ خلق فني تخيلي ينطق بخيال هو واقع بنّاء لأشكال ذات تكرار إيقاعي، خاضع لاختزالات في مساحات تبعث على التأمل الجمالي بين شيئين متناقضين: السكون والحركة، والعتمة والضوء، والفاتح والداكن، والمحدود واللامحدود، والوعي واللاوعي، ليضفي كل عنصر على الآخر ما بداخله من معنى يتضمن العلاقات المترابطة في الحياة وضرورتها رغم تضادها وتناقضها وتنافرها. لأن الترابط اللوني والتماثل الخاص ضمنياً يشبه الطبيعة والإنسان والنفس ودوافعها التي تتشكل عبر لوحة فنية هي نظرة جمالية لا تنفي المسافات والأبعاد بين الأنماط الفنية وموسيقاها الداخلية، وإنما تتقمص الواقع بتجريد مجازي يتوق إلى خلق العوالم الخارجية المحاكية للعوالم الداخلية، وبفلسفة الاندماج بين الكل والجزء والعكس صحيح. تتضمن لوحات الفنان "جوزيف فالوغي" تحليلات فنية لتكوينات تجريدية ظاهرة وخفية، تتضمن الكثير من المستويات اللونية المتفاوتة بدرجاتها المتباينة، وبشكل حيوي وتمايز بصري يساعد على مخاطبة الحس المعرفي والفني في آن واحد. وبتفكير منطقي يضع المتلقي أمام المتغيرات الكونية من خلال وجهة نظر تشكيلية يقدمها الفنان "جوزيف فالوغي" بأسلوب درامي منسجم مع بانورامية المجتمع، وعوالمه الوهمية المطموسة تجريدياً في لوحات تعكس أنماط الجمال الحركي وأحاسيسه الفنية ذات الألوان المتماهية بشفافية مع المعاني المحسوسة والمتخيلة. إذ يمنح اللوحة الفكرة والعاطفة والمحاكاة، والبعد الإيجابي للون لتختلط المفاهيم قبل أن يسكبها تجريدياً في رموز هي محسوسات نظرية تعددت دلالاتها وأشكالها بالتزامن مع خواطر النفس، والانفعالات المؤثرة على طبيعة تكوين اللوحة، ووظيفتها الجمالية المزدانة بلغة تشكيل تحقق المتعة البصرية والفنية. فهل حركة جزئيات اللون في لوحات "جوزيف فالوغي" النابضة بالحياة هي مدرسة دقيقة المعايير بصرياً؟ تتدفق الألوان الصارمة وفق نظم إيقاعية تعزفها فرشاة انعكاسية غنية بالضوء، وبقدرة التماهي الوهمي بالفراغات المتصلة والمنفصلة، لتبرز مزايا لغة الفنان "جوزيف فالوغي" الحياتية التناقضية، وفلسفته النابضة بالفن البصري الذي يعتمد على حركة جزئيات اللون، والتلاعب بالفواصل والفراغات والأبعاد، وكأنه يكتب نوتات أوبرالية تعتمد على التوازن والتضاد، والإحداثيات الهارمونية لكل حجم لوني تم تشكيله جيومترياً وسيمترياً، ليتوافق مع الأحجام الأخرى، ولتتشكل الأبعاد الثلاثية وفق نقاط ثابتة ومتحركة، وكأنه يترك للبصر سرعة ملاحظة مبنية على السكون والحركة من خلال اللون والحجم، والشكل التجريدي في مساحات تفتح حدود البصر. لنتأمل اللون وسماكته، وحركة ضربات تتنازع فيها المشاهد الحسّية، لتظهر بين العتمة والضوء بوصفها سرديات سيمترية تتجاور وتتحاور من خلالها الألوان بشكل موازٍ للخطوط القلقة المتراخية حينا والمشدودة أحياناً. كتلة متماسكة تتمزق فيها الأشكال وتتوزع ضمن أطر هندسية، حسية توحي بأشكال متعددة. نرى فيها أكثر من صورة، فاللوحة بنيوية تجريدية ذات طبقات يتراءى من خلالها المضمون المنسجم مع الأسلوب الرياضي. مما يجعل اللوحة متعددة القراءات، ومن أوجه مختلفة حيث تبدو التقاطعات كظواهر طبيعية ما زالت تبحث عن أسس وجودها، ومتجاوزة بذلك حدود الصورة، وكأنه يبحث عن جزئيات نقطة ماء أو أوراق خريفية أو تكاثر بشري أو لون واحد متماسك وقوي. ليظهر للرائي فضاءات مستقلة عنه وعن اللوحة، فيحاول تشكيل لوحته الخاصة بواسطة الجزئيات اللونية الحركية المبنية بشكل سيميائي على تناغم الضوء مع الريشة، والألوان الحارة والباردة والقوية بصرياً، فتنبثق بذلك الرؤية من داخل التشكيلات الحسية التي تتجلى منها الفكرة، وهي قوة الحياة في كل جزئية كونية تراها العين أو تتألف منها الأجسام التصويرية المحسوسة والملموسة. تكوينات مورفولوجية ذات قفزات مورفولوجية تحقق صياغات جمالية ترتبط باللون الأحمر، والأصفر، والأخضر، وحتى استراحات الأبيض الممتد في أكثر من لوحة اعتمد في قياساتها على المربع، وانعكاساته الداخلية والخارجية. مما يجعل للبعد العاطفي مكاناً في لوحات عقلانية تعتمد على الشكل، والحجم، والكتلة، والأبعاد الثلاثية، لأن الفكرة في لوحاته البيولوجية بُعدا فلسفياً. يجعلها تخضع لسلوكيات واجتماعيات، ورؤى إنسانية تتجمع داخل الشكل الفني، وسوناتته التشكيلية المتفاوتة بين البطيء والسريع. مما يؤثر على التفاعل مع إيحاءاته التجريدية، والتنغيم الموسيقي لظلال اللون المعتم والمضيء، المتكرر فنياً. فالخطاب الفني في لوحاته يعتمد على البساطة والتعقيد، والتحويل، والتركيب، والتواصل المرتبط بالتجانس المؤدي إلى توازن الحركة مع اللون والضوء. الكامن في عمق كل كتلة تكشف عن فعالية فنية تستقطب حسياً العين، وقدرتها على اكتشاف الدلالات للحركة والتوازن والقوى الفاعلة المنبثقة من قدرات اللون وجزئياته النابضة بالحياة. أناقة حسية جمالية تتألف من انعكاسات ذاتية للشكل، وقوة انغماسه في فضاءات اللوحة التي تتسع وتضيق، وفقاً للحركة بين الداخل والخارج، مما يوطد التبدلات الظاهرة على سطوح لوحة مليئة بتوليفات تعبيرية تمتلك مستويات بصرية. تتيح لاكتشاف الإيقاع والنبض الذي يبدو كأساس أنثروبولوجي يتشكل من خلال اللون والخط والإيحاء الرمزي، وقدرته الفلسفية على إظهار المفاهيم الاجتماعية والإنسانية، المرتبطة فنياً بموضوعية المعايير المرتسمة في فضاءات تخيلية. تعتمد على السرعة الإيقاعية للون الصارخ أو القوي بدرجاته الغامقة والفاتحة، وديناميكية العلو والارتفاع، والتكرار الحركي المنتظم فنياً. لأن النقاط الثلاثية في لوحات "جوزيف فالوغي" هي عبارة عن تجمعات تشكيلية مضغوطة في لوحة تم تزويدها بمفاهيم تفكيكية، رغم أسلوبه التجريدي الذي لم يخلُ من إيحاءات تعبيرية، وبتضادات زمانية ومكانية أي الخط الأفقي والعامودي. لأشكاله الثقيلة والخفيفة من حيث السماكة والشفافية، والإحاطة بالتباينات المجزأة إلى وحدات فنية، وثيمات وفواصل يجمع من خلالها المعاني والآثار البصرية الداخلية التي تعتمد على عنصر الجذب الذي ينطوي على تعددية البعد الإبستمولوجي المرتبط فيزيائياً بالنقطة، وحركتها غير المرئية في لوحات تثير الحواس وتعصف بالذهن. مما يؤكد على نشوء التماسك الموضوعي لنوعين من الأحجام والأشكال الرياضية التي تتنازع فيما بينها في لوحة مربعة أو مستطيلة، فنشعر وكأن التكاثر يدفع الأشكال للتنافر والتطاير، وكأنها جزئيات كونية تجتمع ضمن توازنات تحددها ريشة فلسفية تجمع وتصنف وتعزف على أبعاقاتها الذاتية. توترات لكتل تتطاير وتتدافع، وتتحرك ضمن طواف حركي سلوكي، كأنها مجتمعات بيئية للون أو لمجتمع، أو لماديات غير مرئية بالعين المجردة التقطها "جوزيف فالوغي". الأشكال الهندسية تتراوح بين الصغير والكبير، لتظهر كأنها عاطفة تتناقض بين الذات والآخر، فتكرار الأشكال الموسيقي يميل إلى العفوية رغم التنظيمات المدروسة، والموزعة على مساحات معينة مستوحاة من النبض، وقوة الحركة المتآلفة مع الصياغات المنمطة أسلوبياً، والمصنفة سيميائياً على أنها توترات تشكيلية استطاع "جوزيف فالوغي" السيطرة عليها لتكوين سوناتة نابضة بلون يمتلك قوة الحياة. تتساءل عن طبقات اللون في لوحات "جوزيف فالوغي" لأنه كلما تراءت طبقة تنعكس من خلالها الأشكال تظهر لك طبقة أخرى. تتراىء منها الأشكال المتعددة أيضاً، لنتنقل وجدانياً بين الواقع التعبيري المأخوذ من الطبيعة وقوتها التخيلية، والخيال الواقعي المأخوذ من الإنسان سلوكياته واجتماعياته، وفلسفته القادرة على جمع الصور الكونية والحسية، والفكرية في معنى حياتي متجانس وجودياً مع الحالات الفنية التشكيلية، والمعادلات الجمالية التي يحملها اللون وجزئياته المقترنة بالضوء وبنبض تشكيلي خاص بجوزيف فالوغي ورؤيته للحياة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol تم نشره عام 2015
×
Artist Joseph Faloughi
وُلد جوزيف فالوغي عام 1950 . درس أصول فنّ الرسم والتصوير في مَعهَد الفنون الجميلة. تخرّج عام 1977 بعد أن قدّم أطروحة تناوَلَت فنّ عُمر اللوحة للفنان جوزيف فالوغيأُنسي البَيروتيّ المَولِد والذي يعتبر من أهم وألمع رسّامي النهضة الفنية اللبنانية إن على صعيد الزيتيات أو المائيات. ولا بدّ من الإشارة إلى أن ألأُنسي، قد أُعجب بانطباعية (impressionisme) استاذه الأول خليل الصليبي، فالقرية اللبنانية، بطبيعتها، وعاداتها وتقاليدها ووجوه أهلها شكَّلَت مَصدَر الوحي والإلهام لجميع الفنانين. عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين. له عدة معارض فردية أهمّها (Interférence) ٣٤ زيتية (huile sur canevas Biography: Date of birth: 16/11/1950 Marital status: Married - 3 children Academic status Elementary & Secondary School: Marist school Jounieh 1958-1965 High School Champville College 1966-1969 University - 1974 Bachelor degree in Philosophy - LU - 1977 Bachelor degree in Psychology - LU - 1977 Bachelor degree in Sociology - LU - 1978 Diploma in Drawing & Painting - LU - 1978 Bachelor degree in Law - LU - 1985 Master degree in Philosophy - LU Senior Projects 1978 Diploma project in Drawing & Painting subject "Omar Onsi". 1985 Master project in Philosophy "Foreign exchange in the economic philosophy". Art exhibitions - 1974 - 2015, Participant in different group exhibitions in Lebanon. - 1986 - 2002, Participant at "Autumn exhibition" at Sursock Museum, Beirut, associate since 1995. - 1988, Single exhibition at Rumors gallery -Kaslik. - 2006, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Dialogues". - 2008, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Echos du Regard". - 2010, Single exhibition at gallery "Surface Libre" - Jal el Dib - "Interference". - 2013, Solo exhibition at gallery "Surface Libre" Jal-el-Dib - "Pulsations". - 2015, Solo exhibition at Exode Gallery "Point de vue" - 2016, Solo exhibition at Exode Gallery "Taqasim" - 2018. Solo exhibition at Exode Gallery "Qassa'ed" - 2019, Solo exhibition at Exode Gallery "Reflets et Fenêtre" Associations - Member of Lebanese Art Association - Member of the Board 2018 - Member of Cultural Committee of Grand Bikfaya Prizes - 1970, Poetry prize from "Dar el Fan Wal Adab" - 1980, Drawing prize for the "5 Lebanese Pounds" from "Banque du Liban" - 2013, 1st place Lombard Award, 22nd Annual Open Members Show, Dayton Visual Arts Center (DIVAC), Exhibition Theme: Water Water Everywhere" - 2016, Prize of the painting section of LAPS Professional status 1994 - 2014 - Executive Director of the Financial Markets Department at "Banque du Liban" - Beirut Syndicate experience 1993-1997 Secretary of Central Bank's employee's syndicate 2005-2009 President of Central Bank's employee's syndicate Member of the board of Bikfaya and Mhaydseh Municipality Languages Arabic - French - English Hobbies Chess and general sports
فن التهشير
BY Artist Jihan kattan
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فن التهشير الذي تنتهجه "جيهان القطان" في رسوماتها ضحى عبد الرؤوف المل تلتقط الفنانة التشكيلية "جيهان القطان" (Jehan Alkatan) جمالية الظل الذي يضاعف من توسيع المساحة البصرية، وتعاريج الأحبار المختلطة والمتمددة مع القماش المتآلف وفق نوعية الحبر الذي تستخدمه في التهشير، بمعنى قيمة الخطوط وقوتها في إبراز الاتجاهات المختلفة، ومعناها في خلق التأثيرات البصرية التي تجذب البصر نحوها، لتتغلغل الحواس في عمق المعنى أو تتبع البدايات والنهايات حيث التقاطع والتوازي اللانهائي أحيانًا. وبهذا، تميل إلى التحفيز الحسي، لتدفع البصر نحو العناصر الفنية. فتتأقلم الحواس مع تأثير الظل الإضافي المؤثر في فن التهشير الذي تنتهجه "جيهان القطان" في رسوماتها، وبمحاكاة تهدف إلى خلق خطوط تسمح بظلالها في توليفات ضوئية تبرز من خلالها المعاني الجمالية التي تتشكل بين ثنايا الخطوط والألوان، والأبعاد التهشيرية في هذا الفن الذي يؤدي التكييف البصري دون أن يفقد مقومات مستويات الظل التي تقلل من الفراغات، وفق تهشير يهدف إلى التوازي والتضاد معًا. حيث تكثف الخطوط التي تؤازر المنظور الفني والأبعاد الضوئية والأشكال المحددة، وتقسيماتها التي توحي بجمالية الفن والحياة وإدراك المناظر البانورامية في لوحات تجمع فن التهشير مع الطباعة الحريرية من حيث وجهات النظر المتعددة والأسلوب الحبري الرقيق بخاماته الجمالية. تأثيرات لظلال تطمسها أحيانًا الفنانة "جيهان القطان" لتخفي البدايات والنهايات، وتترك اللوحات مفتوحة على عدة تأويلات بصرية تبعًا لقوة الخطوط ورقتها وغلاظتها وتقاطعها وتناغمها المتدرج مع خطوات الرسم واتجاهاته بطرق مختلفة منها ذات الاتجاه الواحد المعاكس أو الانعكاسي مع الخطوط الأخرى، لخلق تضاد بين الغوامق والفواتح من الألوان ومن الحبر نفسه وتأثيراته على التعرجات والزوايا والخطوط الأخرى المنحنية تحديدًا، ومن بعدها العمودي والأفقي لإظهار الوتيرة الواحدة أو النغمات المختلفة لخطوط تظهر قيمة الضوء والظل في إظهار الشكل، وبدرجات متفوتة توحي بالتظليل السلس والجذاب عبر مساحات لا نهاية ولا بداية لها، كتعبير ميكانيكي لمادة الحبر القادرة على إبراز الخطوط المتجاورة والمتناقضة والمتوازية والمستقيمة والمنحنية وما إلى ذلك. مما يؤدي إلى منح الرسومات قوة بيانية بصرية ذات نقاط هي لفن تهشيري اعتمدت عليه "جيهان القطان" في رسوماتها الفنية وجمالية فن التبسيط فيها أو عفوية الرؤية لفكرة تنطلق منها في تكوين الأهداف التشكيلية. تدفع بيئة رسومات التهشير في لوحات "جيهان القطان" إلى رفع مقدار التظليل في التصميم الفني المتأثر غرافيكيًا بالأحجام للاندماج بسلاسة في نمو الخطوط وأبعادها، ضمن التخفيف من القواعد الصارمة في نسبية الخطوط، لتكون عفوية في معظمها عند الإحساس البصري فيها. أي الانصهار الجزئي مع الشكل ومنظومة الضوء التي تعتمدها بين الحبر والألوان والحركة المتناقضة بينهما. إذ تتجانس رغم كل الضوضاء التهشيرية الأشكال والأحجام والخطوط مع الأبعاد التظليلية البالغة الحضور بصريًا، كأنها تضع الرائي أمام رؤية بعيدة نرحل معها حيث المعنى المتشكل في نسيج الخامات والتخيلات التي تندفع مع الحواس والصيغ التكوينية الأخرى المتجلّبة بالطبيعة والإنسان والمكتسبات التشكيلية الإيحائية في الأشكال المؤتلفة والمتجانسة مع مفهوم التهشير في الرسم ضمن إطار النسيج المثقل بإيقاعات الظل أولاً، وأهمية تغلغل الضوء بين خيوط الحبر بمختلف أحجامه رفيعًا وعريضًا، أو حتى بين مختلف المستويات من الخطوط التي تتكرر بنغمية لا تتشابه فيها الاتجاهات، إنما تهدف إلى خلق ارتحالات بصرية تدفعنا إلى الاستكشاف أكثر من التلذذ بجمالية ما تؤلفه "جيهان" في لوحاتها المغطاة بمفهوم الظل في فن التهشير الملثم بطباعة حريرية أحيانًا وأحيانًا أخرى بالغرافيك. إلا أنه تهشير ينبض بخطوط الحبر المحبوكة والمتخيلة في مساحات لا بداية ولا نهاية لها. فهل يمكن لمعطيات التهشير أن تؤسس جداريات أو لوحات تحاكي الغرافيك بمواضيع جمالية يترنم معها الإحساس البصري؟ برؤية اخرى الفن التشكيلي هو وسيلة تعبير عميقة تربط بين الإبداع الفردي والواقع الخارجي. يتجلى هذا الرابط من خلال الألوان، الأشكال، والخطوط، مما يشكل تجربة بصرية فريدة. في هذا السياق، يمكن اعتبار الأعمال الفنية بمثابة تجسيد للحالة النفسية للفنان، حيث تعكس انفعالاته وأفكاره. تظهر الدراسات النفسية أن الفن يمكن أن يكون أداة للشفاء والتعبير عن المشاعر. فالفنان يستغل الألوان والخطوط كوسيلة لتحويل مشاعره الداخلية إلى أشكال بصرية. من خلال أسلوب التهشير، يمكن للفنان أن يعبر عن التوتر الداخلي أو السكون، مما يتيح للمتلقي التعاطف مع العمل والتفاعل معه على مستوى عاطفي عميق. الجمال في الفن يعتمد على التوازن بين العناصر، والتناغم بين الألوان، واستخدام الضوء والظل. في الأعمال التي تعتمد على التهشير، نجد أن استخدام الظلال بطريقة مدروسة يمكن أن يعزز من الجمال العام للعمل، حيث يخلق أبعادًا إضافية ويمنح العمل عمقًا بصريًا. يتطلب الفن التشكيلي قدرًا من الدقة والتوازن، مما يمكننا من استنباط معايير رياضية من خلال تحليل الأبعاد والنسب. يمكن استخدام قواعد التناسب الذهبي أو الهندسة التحليلية لفهم تكوين اللوحات بشكل أفضل. مثلاً، كيف تؤثر الزوايا والخطوط المستقيمة والمنحنية على جاذبية العمل؟ تتجلى الرؤى البصرية في كيفية استقبال المشاهد للعمل الفني. الألوان الزاهية قد تثير الحماس، بينما الألوان الداكنة قد توحي بالحنين أو الوحدة. وبذلك، فإن الاستجابة البصرية ليست مجرد تفاعل بصري، بل هي تجربة شاملة تدمج بين المشاعر والأفكار. إن تحليل العمل الفني من منظور شامل يجمع بين الجوانب النفسية، الجمالية، التشكيليّة الرياضية، والرؤى البصرية، يسهم في إدراك أعمق للقيمة الفنية. هذه الجوانب تتفاعل لتشكل تجربة فريدة، حيث يصبح العمل الفني جسرًا يربط بين العالم الخارجي والعالم الداخلي للفنان والمشاهد. اللوحة من مجموعة متحف فرحات Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Jihan kattan
لاحقا
المشاعر المتجاذبة بين المعنى الأدبي والفن
BY Artist Jihan kattan
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المشاعر المتجاذبة بين المعنى الأدبي والفن ضحى عبدالرؤوف المل ترتبط لوحة الفنانة "جيهان قطان" بالمعنى الفني الذي تشكل من قوله: "ولئن أكتظت شواطئكم بالسفن المشحونة، العالقة بالرمال، والتي ترتقب المد لينتشلها، فليس لكم أن تعجلوا ساعات مدكم"، وبما يرضي الإحساس البصري الذي يهدف إلى تذوق الشكل الحلزوني أو الدوائر التي تساعد في خلق حالات تعصف بالوجدان، من خلال ما يتم تشكيله، بما هو مستوحى وضمن إبداعات الخيال بعيدًا عن تبعثر الخطوط، كأنها تجمعها في خضم الأمواج بأسلوب فسيولوجي حدسي ذي معيار عائم جمالياً، على عكس ما تثيره المثالية الفلسفية المنبثقة من الأشكال التي تجتمع كأشكال في الفضاء في صورة ذهنية، هي بعفويتها تقودنا إلى المعنى دون تجسيده. هذا ما هو مقتبس من "جبران خليل جبران"، فالربط بين الأدب والفن من خلال شاعريته هو نوع من الخطوط الحلزونية اللامتناهية وغير المفهومة التي يمكن أن تكون في الأذهان مسبقًا. فالجماليات تتضح بعد كل صراع، وهذا يتناقض مع ما يرضي العين في خطوطها اللولبية المريحة حسيًا. فالجمال في كل شيء حولنا لا يمكن السيطرة عليه، إنما يمكن تجديده لولبيًا كلما زال. إذ لكل إنسان رؤاه الخاصة التي يستنتجها مما يقرأه أو حتى مما يراه. التفسيرات الفسيولوجية بين الأدب والفن هي استرشاد بشرارة لون أو خط أو فراغ أو حتى تلقي ذهني يُثمر عنه قياسات ونسب ذات اتساق تخيلي، هو محاكاة للكلمة عبر الخطوط العريضة التي تؤسس ظليًا لانعكاسات وجدانية. خصصتها "جيهان قطان" لاكتساب موضوعية جمالية نشأت من معنى أدبي غني بالصور الذهنية، وهذا ما أراده "جبران خليل جبران" الأديب والفنان، الكاتب والرسام، لتكون كلماته كلوحات تتشكل بصور مختلفة، وحتى لكل كلمة معناها الخاص. فهل من صراعات فنية يشعر بها المتلقي كتعبير عن المشاعر المتجاذبة بين المعنى الأدبي والفن؟ وهل تتعارض الجملة الموسيقية مع الخط وإيقاعاته الحلزونية كما هي الحال في لوحة جيهان قطان هذه؟ في خضم من الصراعات نعيشها في حيوات متعددة تمثل مجموعة من الخطوط اللولبية، تثير زوبعة بصرية ترتبط بطريقة ما بأسلوب العيش الذي نمارسه، وكأننا في دوامة من الصراعات التي لا تنتهي، وتتبع بعضها البعض ضمن القوة الباردة والحارة أو الخير والشر. إذ تبرز الطاقة الشاعرية في الفن عندما تبلغ الحكمة أقصاها من خلال كلمة كتبها "جبران خليل جبران" لتصبح صورة ذهنية ينبثق عنها العديد من الخطوط التحررية، وإن كانت بشكل حلزوني، تتغير فيه مستويات الجاذبية البصرية التي تمثل عدة محاور تصاعدية وأخرى تنازلية تتعلق كسلسلة ذات دوران متقطع تمثل قوة الجذب، وفق تطورات اللفظ والمعنى تمامًا. كأشكال الخط في حروف هي بحد ذاتها كالأمواج التي تعلق في تخبطها اللولبي كالسفن العالقة بين الأمواج تمامًا. كما الأنفس بمنعطفات تنطلق من نقطة وتنقطع عند نقطة أخرى، لتعود مرة أخرى وتتشكل، وكأننا نولد ونتشكل لولبيًا في حلقات نلتف من خلالها على الذات لنحيا في صور نراها، كأننا أطياف تدور حول نقطة أو حول العودة، وليس بعيدًا عن المركز. فالحلزونيات في رسوماتها هي مرادفات لمعنى مصطلحي ناتج عن حكمة الإنسان في الحياة، والتي أمسك بها "جبران خليل جبران" وترجمها في رسوماته وقصائده وحتى ما كتبه من أدب، وخاصة في قوله هذا. فهل الخطوط اللولبية في لوحة جيهان قطان تمثل الثقافات المختلفة التي انتمى لها جبران خليل جبران، الأديب والفنان؟ وهل نموت ونحيا ونكرر الالتفاف على الذات كتعبير عن قوة التجدد والإيجابية بعد كم من الكوارث التي تصيبنا؟ برؤية أخرى من خلال الرؤية التشكيلية، تتجلى الأشكال اللولبية في لوحة "جيهان قطان" كتمثيل رياضي للجمال. تعكس هذه الأشكال توازنًا ديناميكيًا بين الخطوط والانحناءات، مما يعطي إحساسًا بالحركة المستمرة. فكما تعبر الرياضيات عن قوانين الطبيعة، تعكس اللوحة تناغمًا بين الأشكال، مما يعزز الفهم البصري للفضاء. تظهر الألوان المستخدمة في اللوحة كتعزيز للمعاني العاطفية التي يحملها العمل. تتداخل الألوان بطريقة تعكس التوتر والصراع، مما يثير مشاعر مختلفة لدى المتلقي. كل لون يمثل حالة نفسية معينة، ويعبر عن اللحظات الحياتية التي يمر بها الفرد، مما يعطي بعدًا إنسانيًا للوحة. يعكس العمل مشاعر الاغتراب والصراع الداخلي. الأشكال اللولبية قد تُفسر كرموز للمشاعر المعقدة التي يعيشها الإنسان، حيث تسعى نحو التجدد والتغير. هذا البعد النفسي يعكس صراعات الحياة اليومية، كما يظهر التوق إلى الحرية والتعبير عن الذات. من خلال الرؤية البصرية، يتضح أن الخطوط والأشكال تخلق تناغمًا بصريًا يجذب العين ويدعو إلى التأمل. تتداخل الأشكال وتنسجم مع بعضها البعض، مما يخلق شعورًا بالعمق والاتساع، ويعزز من فهم العلاقة بين العناصر المختلفة في العمل. تتمتع اللوحة بتعبير جمالي عميق، حيث تتجاوز الحدود التقليدية للفن التشكيلي. يتمثل هذا التعبير في قدرة الفنانة على تجسيد الأفكار والمشاعر بطريقة تجعل المتلقي يشعر وكأنه جزء من العمل. تفتح الأشكال والحركات المجال للتفاعل الشخصي، مما يثري تجربة المشاهدة. إن الجمع بين الجوانب الرياضية والتشكيليّة في هذا العمل يعكس فكرة التعقيد البشري، حيث يندمج العقل والروح في تجربة فنية متكاملة. تبرز اللوحة كوسيلة للتعبير عن التوترات الداخلية والآمال، مما يجعلها عملًا فنيًا يستحق التأمل والتفكير العميق. باختصار، تعكس "جيهان قطان" في عملها تجارب إنسانية معقدة، من خلال توازن بين الأشكال الرياضية والرؤى الجمالية، مما يوفر للمتلقي فرصة لاستكشاف عواطفه الداخلية وفهمها من منظور فني عميق. Doha El Mol dohamol67@gmail.com اللوحة من مجموعة متحف فرحات
×
Artist Jihan kattan
لاحقا
«
110
111
112
113
114
»