Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
لغة رمزية تتضمن معاناة الإنسان
BY Artist Zuhdi El Adawi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لغة رمزية تتضمن معاناة الإنسان عامة والفلسطيني خاصة ضحى عبدالرؤوف المل يتحرر اللون الأحمر ليمتد على قماش الوسادات في سجن عسقلان، أو بالأحرى تمزق أقمشة الوسادات كي لا تنام العيون قريرة إلا بعد أن ترسم الأنامل معاناة شعب فلسطين، ومعاناة الإنسان المقيد أو المأسور في سجون لا عدل فيها. إذ ترتسم المعاني على أقمشة تحمل رسائل إلى شعوب العالم بقوة اللون والتعبير القادرة على جعل المعنى هدفًا يصل إليه السجين جوهريًا، وإلى حواس كل من يرى ويتأمل ويتفكر. فرسومات الفنان "زهدي العدوي" (Zuhdi Al Adawy) هي نزف يدمي القلوب ويضع الفكر أمام الرموز التشكيلية التي تجسد الواقع، إن بزمن ماضٍ أو حاضر. إلا أنها تؤرخ للحظة أحس بها الفنان، وتسربت إلى قماش مخدته لتصبح لوحات تنادي بالحياة للإنسان عامة. ما بين الدال والمدلول في لوحات الفنان "زهدي العدوي" لغة رمزية تتضمن معاناة الإنسان عامة والفلسطيني خاصة. حيث تخضع لوحاته لمنطق الصورة التخيلية المحسوسة عن الواقع المرئي الذي يجمعه في ذهن لوحة تنقسم لغتها التشكيلية إلى معنوي وجوهري، وموضوعي، وبنظم سردية ذات جماليات تتعلق بهيمنة الصراعات الإنسانية على رؤيته التي يجسدها من خلال مشهديات اللون والشكل والمعاني الدلالية المؤكدة على صدق الحدث الذي يترجمه بسمات ترتكز على جوانب فنية عديدة لها معانيها ومفاهيمها البصرية، التي تجعل منها رسالة تحاكي الشعوب بما تتضمنه من تصوير تخيلي زاخر بالمكونات والخصائص الفنية. يربط الفنان “زهدي العدوي” بين اللون والزمن، والحاضر والماضي، محاكيا المستقبل بلهجة الحكاية أو السرد البصري التصويري، مع تباين أساليب القهر والظلم والاستبداد التي تمارس بحق الإنسان. فاللون الأحمر المهيمن على أغلب اللوحات هو الغضب الكامن في النفس من قيود يراها عبر خطوط مستقيمة عامودية ذات مدركات حسية، يلتقطها الوجدان بسلاسة بصرية خاضعة إلى إضافات وظيفية لها جمالها وشواهدها التي تتيح للتنوع نوعًا من المحاكاة المستترة، رغم وضوح الدلالات في الأشكال التي يرسمها الفنان "زهدي العدوي"، تعبيرًا عن واقع مجتمعي وسياسي تمارس فيه شتى أنواع عذابات الإنسان، وحتى أحلامه التي يتصارع معها ويحاول تحقيقها بشتى الطرق، وإن بالفرشاة أو الأصابع والألوان وأقمشة الوسادات الممزقة التي استطاعت الهروب من سجن عسقلان والبقاء ضمن ذاكرة الفن التشكيلي. تعزز الألوان في لوحات الفنان "زهدي العدوي" المضمونَ بإثراء الجوانب الرمزية من حيث اختلاطات الألوان النارية الفاتحة والمتوهجة بالقوة، وبتفاعلات تقنية تسرد الحدث بأشكال تتعلق بتساؤلات فكرية ذات صيغ لها مساحاتها البصرية وفراغاتها المتروكة، لبث وجدانيات هادئة تترك الفكر في حالة تحليلات تتمثل بنوعية الموضوع المرسل أو أهداف الرسالة البصرية المرسومة كمشهد تشكيلي مبني على رمزية الواقع ومعناه، والألم الذي تحتضنه اللوحة في ألوانها للولوج بشكل تخيلي نحو ما هو مخفي في الصورة التي لا يمكن رؤيتها مباشرة والموجودة في ذاكرة كل سجين في سجن عسقلان، حيث تمزقت أقمشة الوسادات وأصبحت أسسًا لوحات تشكيلية يراها البصر بفكر ارتبط بحركة اللوحة في الخط، واللون، والمساحة، والفراغات، والفواصل، والتفاصيل الرمزية لكل شكل وحركة وضوء. حنين إلى الوطن والعودة، وامرأة هي فلسطين، ولون هو قاعدة البناء للوحة متماسكة بموضوعها وموضوعيتها، والسمو اللامتناهي مع اللون والحركة والضوء والظل، وفطرية رسومات تخرج من جوهر المعاناة الإنسانية للإفصاح عن مكنونات الأسرى الذين يحلمون بفلسطين محررة من كل ظلم ومن شعب أحب العيش في وطنه بسلام. إذ تتشظى الخطوط وتمتزج الأشكال ببعضها أحيانًا بهدوء فراغي، وأحيانًا تكتظ المعاني تبعًا لقوة الانفعالات التي تترجم أحاسيس الفنان بخصائص تشكيلية تعكس موقفه والخصائص البصرية التي يريد إيصالها للمتلقي بمصداقية السجين والمناضل والمدافع عن قضية فلسطين. أعمال الفنان "Zuhdi Al Adawy" (زهدي العدوي) من مجموعة متحف فرحات.
×
Artist Zuhdi El Adawi
زُهدي عداوي وُلد في مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة عام 1950؛ وهو من أصل مدينة اللد. تُظهر رسوماته التعبيرية المعاناة النفسية والتعذيب الجسدي الذي عاناه هناك. أثناء سجنه في سجن عسقلان، قام زُهدي العداوي بتعليم نفسه فنون الرسم. وهو يعيش الآن في مخيم للاجئين في دمشق، سوريا.
بساطة فنية في عمق رؤية
BY Artist Fatat Bahmad
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بساطة فنية في عمق رؤية تدل على التأثر بالطبيعة ومعانيها ضحى عبدالرؤوف المل تثير الفنانة "فتاة باحمد" (Fatat Bahmad) طبيعة اللون ومعناه الداخلي والخارجي، لتحاور بتساؤلاتها التشكيلية الإنسان وطبيعته الذاتية الخاضعة للاستمتاع بجمالية الصورة أو المشهد أو المقتطفات التي تفوح بالحيوية والتآلف، والانسجام البصري المتوازن مع خصائص اللون وتناقضاته التي تنعم بظلال الضوء، وخصوصية فلسفية عميقة في تجلياتها الطبيعية والعاطفية المتحررة من الانفعالات بعقلانية، تسمو بنا حسياً وتتجاوز حدود اللوحة، لتتكون طبيعتها المتخيلة تبعاً للصورة الداخلية التي ترسمها الفنانة "فتاة باحمد" بإشباع لوني كثيف المعاجين وبتراخي في جوهر المعاني المنسابة في عالم المثل التشكيلية المنسوجة بدفء وشاعرية وتناغم بين الشكل واللون. توافق سلس مع الطبيعة وتآخي مع المساحات اللونية المزركشة بأزهار تتناغم خطوطها وسماكتها مع شفافية حسية تستثيرها ريشة الفنانة "فتاة باحمد" ومصطلحاتها التي تشع بالرومانسية والانطباعات الساكنة، المستمدة من الحواس المرتبطة بالعناصر المتشابهة أو التكرار الإيقاعي المتماثل مع الطبيعة وموتيفاتها المزدهرة بالحياة، وبجمالية التجدد اللوني المتغير في انطباعاته المتأثرة بالظلال والضوء، مما يدفع إلى تأمل اللوحة والإحساس بها استطيقياً للارتقاء باللون وقيمته والشكل، ومعناه نحو المفهوم البيئي في الطبيعة البكر وجمالها الخاص. أنماط معينة من الأشكال زركشتها "فتاة باحمد" برقة يستجيب لها المتلقي بحساسية فنية تتوافق مع الرؤية الانطباعية أو التعبير أو الحركة أو السكون أو نارية لون ما أو برودة تحتاج لأبعاد وفراغات تتهيأ فيها الجوانب الوجدانية بدينامية وتحليلات مجازية للظل واتجاهاته. لتتكون الخطوط وفق انزياحات نسبية ومألوفة تعكس المشاعر بتلقائية تأملية مدفوعة نحو الألوان وتضادها، وتدرجاتها مع الحفاظ على نسبية الفاتح والداكن عند حدود الظل بتصوير انطباعي ذي طبيعة تتوق إلى التحرر والانفلات من العتمة والضوء، لتحتفظ بدرجة جمالية لها فلسفتها ووجودها في عالم اللوحة التشكيلية التي تتركها الفنانة "فتاة باحمد" تحتفظ ببكارتها الفنية وزركشاتها، كتطريزات لونية تنمنم بها وجدانياتها الشاعرية المتدفقة. حالات خاصة تعيشها "فتاة باحمد" بخريشات تنفصل عن المساحات، وعن خطوط تكوينية تزدهر بنوع من مفاهيم سايكولوجية تعصف بالمسافات والاندماج بالألوان التي تحتاج إلى تذوق بصري مبني على تفاعلات عفوية في تطلعاتها الفنية إضافة إلى رؤية تتوحد مع الأشكال على نحو إيقاعي حركي وموسيقي في طبيعته المثيرة للجمال البسيط أو السهل الممتنع بتشابه، واختلاف يعتمد على تكنيك خاص وارتقائية في الأسلوب السردي للون وطفوليته النابعة من المخزون الشاعري أو الوجدان الغني بترجمات بصرية قوية تسطع في جوانب اللوحة حيث تتفاوت الخيالات في اعتدال هارموني قائم على أساس الطبيعة والمشاهد الحيوية فيها. إن من حيث استفاضة اللون أو من حيث التعرجات ذات السماكة الإيجابية في التشكيل، وسلبية العناصر الأخرى المحاطة بهالة تكوينية ذات بساطة زخرفية تعكس أهمية الإحساس بالطبيعة، والتحرر الكلي من مادية اللون وقوانينه في المزج والتشكيل. بساطة فنية في عمق رؤية تدل على التأثر بالطبيعة ومعانيها الكامنة في فكرة الجمال النابع من الحياة نفسها، بذاتية يجمعها اللون في بوتقة الخطوط، كخيوط تزهر تدرجات متعددة في اللون الواحد وحساسيته مع الضوء الذي سخرته الفنانة "فتاة باحمد" ليبدو مع فواتح اللون وميلان الخطوط، كحركة نحافظ من خلالها على توازن اللوحة وشاعريتها ورهافة الأداء في التكوين الشكلي، لكل جزء من لون أو تغريدة ذات فراغ تدعو إلى التأمل، ولفتح الآفاق نحو استدلالات تتناسب وبموضوعية مع الشكل واللون، والمساحة، والفراغ، والتكثيف الجوهري لمعنى الفن والطبيعة والجمال. تم نشره في جريدة اللواء عام 2015 ضحى عبدالرؤوف المل
×
Artist Fatat Bahmad
لاحقا
تموّسق فني يكشف عن معانٍ نفسية
BY Artist Pascal Massoud
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تموّسق فني يكشف عن معانٍ نفسية ونواحي جمالية ضجى عبدالرؤوف المل تتنوع الألوان الداخلية في أعمال الفنانة التشكيلية "باسكال مسعود" (Pascale Massoud)، فينتج عنها حركة لونية ذات موسيقى تمتلك مفاتيح نغماتها البصرية بشاعرية وفلسفة تتخطى من خلالها حدود اللوحة لتفتح فضاءات المخيلة نحو علاقات سيميائية وإيحاءات ذاتية وخصائص فنية ذات سمة ديناميكية، كأنها تربط بين الذات والآخر بموضوعية وصياغة تعبيرية لها تجريدها الذي يعصف بالذهن. إن من حيث الداخل أو الخارج أو الحدود اللامتناهية المسبوغة بتحليلات نفسية ونواحي جمالية مختلفة في مضمونها وأسلوبها، فالألوان غارقة في الشاعرية، والحركة فلسفية في اتجاهاتها البسيطة والعفوية، متخذةً من التجريد تعبيرات تتصف بإحساسات غامضة تترجم الذات الإنسانية، والانفعالات المرتبطة بالحياة. تناسب لوني عفوي منسجم مع الرؤية الفنية التي تقدمها الفنانة "باسكال مسعود" في لوحات تتصف بالحيوية، فطبقات الألوان تعتمد على إبراز الحركة باتجاهات الريشة التصاعدية غالبًا، وبعمق فني يهدف إلى خلق أبعاد ظاهرة هي مجموعة حزم لونية تؤلف منها سمفونية بصرية تلائم طبيعة اللوحة وتكويناتها المتناغمة مع الشفافية الضوئية، وسماكة المعاجين أحيانًا أو أبعاد الألوان واندماجها مع الخطوط الخاضعة لحرية الريشة وكيميائية التأليف الفني. والانعكاسات التجريدية توحي بطبيعة النفس وقوتها في خلق كينونة تترجم من خلالها أفكارها بخاصية لها إيجابياتها وسلبياتها تبعًا للمتلقي وما يستقرأه بصريًا من مفاهيم حياتية تتناقض فيها المعاني، وتضاد معها الألوان الفاتحة والداكنة بحرارة وبرودة، وثنائية مشبعة تشكيليًا بالضوء ومعادلاته اللونية. تختزن الألوان التجريدية المتحررة من قيود ذي مقاييس تتشظى فيها الاتجاهات والمعايير، والمعاني عمقًا نفسيًا تترجم من خلاله الفنانة "باسكال مسعود" مشاعرها وفلسفتها بتوازن فني ذي أضداد فكرية تسترسل خطوطها مع المشاعر المنسابة ببنارميا لها معانيها الرومانسية، الغارقة بإيحاءات تلهب المشاعر المتدفقة من الألوان الحارة، والانسياب التشكيلي المتماثل مع فلسفة الشكل الوهمي المخفي ضمن خطوط اللون والتكرار بمعاييره الجمالية المتوافقة حسيًا مع عقلانية الرؤية وتكويناتها. إذ تحتدم اتجاهات الحركة بين صعود وميلان أو بين عامودي ومنحني، مسخرة العاطفة والقساوة، لمفهومي القساوة والليونة والسلاسة المرتبطة بحوارات الألوان مع بعضها، وجدلية الخطوط والشكل عبر تجريد ينبثق عنه صياغات تتشابك فيها التصورات التخيلية مع فراغات اللون المرتبطة بالأبيض المتوافق مع الألوان كلها. تراكيب لونية فنتازية تبعث على الحيوية والنشاط، والتفكر بمعنى الشكل واللون ودلالات التناغم بثنائية الحزن والفرح، والانزياحات الأسلوبية التي ترتكز على التنوع التجريدي البسيط والعفوي، المنبعث من النفس وانعكاساتها على الحركة الداخلية والظاهرة عبر سمفونية زاخرة بالألوان تكشف عن لغة تشكيلية ذات ثيمات مشحونة بتعابير جمالية توحي بقيمة الحياة وتناقضها داخل كل منا. إذ تضئ خطوط اللون فراغات الزمن المتحرر من المكان، والمقيد مع خطوط الطول القادرة على جذب البصر عبر ليونتها التصاعدية المتمثلة بتغصنات لها أشكالها الإيحائية الشفافة والمباغتة في بعضها، حيث تبدو حالمة في تلاشيها وسردية في تجريدها وذاتية في خلق صورها الموغلة حسيًا في لوحة تفيض منها المشاعر الجمالية والفنية. حنين وهواجس تطوع انفعالات توقظ الحواس وتثير المشاعر الوجدانية المحاكية للنفس، فالحركة تغلب السكون بضوء له معانيه المرتبطة بالشكل والظل والتحرر من الذات نحو ذاتية اللوحة وموضوعيتها في آنٍ. مضامين بصرية تتجدد عند التعمق حسيًا بمعنى اللون لتولد الخطوط تبعًا للحس التجريدي والإدراك الوجداني المرتبط بموسيقى اللوحة وجماليتها المتميزة بفرح وحزن، تشابكت من خلالهما التدرجات الداكنة والفاتحة ومستويات الخطوط تاركة العواطف والإحساسات للفراغات واللون الأبيض. تمشط ريشة الفنانة "باسكال مسعود" الألوان برقة فنية لها أنثيالاتها الزمكانية الموصولة بالحالة الذاتية المترجمة للمشاعر الجمالية ذهنيًا وتخيليًا، لينشأ الشكل الفنتازي دون مبالغة نرجسية وبمحاكاة لونية محبوكة بصريًا بالأبعاد وبرؤية الذات الخاصة بكل لون يميل إلى الغوامق والظل، وبتوافق حسي فني ذي تدرجات بصرية قادرة على دمج طبيعة اللون مع اتجاهات الخط اللوني كموسيقى هامسة، وبمجازية تساعد على انسياب المعنى مع كل لون منفرد ومتآخٍ مع غيره وإن بتوهج وخفوت، وبترابط لوني مع الحالة النفسية وانطباعاتها التجريدية المترجمة بانعكاسات ذات اشتداد وتراخي، وتموّسق فني يكشف عن معانٍ نفسية ونواحي جمالية تثير التأمل والتفكر. تم نشره في جريدة اللواء عام 2015
×
Artist Pascal Massoud
لاحقا
تساؤلات ذهنية تعصف فنياً بالمتلقي
BY Artist Sandro Sanna
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تساؤلات ذهنية تعصف فنياً بالمتلقي وبكونية الوجود وعدمه ضحى عبدالرؤوف المل ينطلق الفنان الإيطالي "ساندرو سانا" من البنية الأساسية وأشكالها المرئية واللامرئية المحددة بصياغة تتميز بمعطيات كونية تتسامى بتغيراتها نحو فضاءات لامتناهية، مغمورة بتناقضات تهدف إلى خلق قوى ماورائية تندمج بشكل جزئي مع الأطر اللامرئية الموحية بطاقة سلبية وإيجابية تؤثر بصرياً على الإنسان، والمتمثلة بمفاهيم رياضية يتركها للتفكر والتأملات الخاضعة للتوازن الذاتي المتعلق بمفاهيم الفناء والوجود، محاولاً اكتشاف ما هو غير مرئي. يضع البصيرة أمام حقائق كونية لا بد من تحفيز دلالاتها برمزية هندسية للتقرب من المقاييس والأبعاد، وفك المعاني الهندسية التي ترتبط بتحديات الأشكال وطبيعتها الجمالية التي تكتسب في لوحة الفنان "ساندرو سانا" بعداً فنياً لا متناهياً يتصارع بين المرئي واللامرئي، لينتج تساؤلات ذهنية تعصف فنياً بالمتلقي وبكونية الوجود وعدمه، تاركاً للبدايات والنهايات نقطة وهمية سابحة في فضاءات متخيلة ولا متخيلة. لينحاز إلى الوجود بين ما هو واقعي وما هو تجريدي نراه كونياً في كل ما حولنا. سمة جوهرية هي أصل العوالم الحقيقية التي يبحث عنها "ساندرو سانا" من خلال الفن البصري وأشكالها اللامرئية، وانعكاسها المرئي على الأشياء، لتتجلى الحقيقة من خلال الأبعاد التي يتركها سابحة في فضاءات انعكاسية تثير جدلية هندسية هي الأصل المطلق للأشياء التي يفتحها ويغلقها تبعاً لتقنية تتضاد فيها الخطوط وتؤثر على حركة البصر عبر متاهة وهمية يصنعها من خلال الخطوط، والتلاعب بها رياضياً بمسحة تجريدية هندسية تدعو إلى التأمل الجوهري بالتكوينات المختزلة والمركبة سلباً وإيجاباً. وبتطور رياضي يتجلى بصرياً كلما ابتعدنا أو اقتربنا من اللوحة حيث تظهر قيمة المتسع والضيق، والتباين المفاهيمي للألوان وخاصيتها التي يستخدمها تبعاً للحركة وسكنات الخطوط الأفقية وتعرجاتها المخفية في مساحات تحتوي على صراعات المفاهيم الهندسية والرياضية، كونها تشكل البنية الأساسية للوحة فنية هي محاكاة فلسفية لعوالم لها أصولها الكونية المبنية على قياسات تشتت البصر وتعيده وتتركه في حالة نشوة فنية ثابتة فكرياً، لها شموليتها وجزئياتها من حيث مفهومي الحركة والسكون، والعتمة والضوء، والكتلة والفراغ. ما بين اللامرئي واللامحدود يتناول الفنان "ساندرو سانا" فكرة الوجود والتحليل المنطقي للعدم، لتتكون الحركة من خلال إيقاعات حسية يعتمدها كوسيلة تعبيرية عن منطق فني يتجلى في اهتزازات فراغية تتشابه بين المعلن والمخفي أو الوهمي والموجود، تاركاً لمتاهة الفكر لذة الاكتشاف، لأن الإيحاءات الهندسية والرياضية التي ابتكرها في اللوحة تحاكي بعقلانيتها الأطر الجمالية وإشكالية الثابت والمتغير لما هو مرئي ولامرئي، كالحياة والموت وماورائية الحس الفني المتوازن في رؤاه وفلسفته التي تضع العقل أمام تساؤلات تعصف ذهنياً بالمتلقي. أشكال هندسية صاغها الفنان "ساندرو سانا" تجريدياً بنسج فني ديناميكي متحرك وساكن يؤدي إلى خلق رهبة ورغبة في التغلغل إلى عمق الخطوط ومعانيها، لتكوين تأثيرات فنية تختصر بملامحها الحسية الأبعاد المخفية والظاهرة، وبغنى مضموني ذي تقنية دقيقة في حساباتها الانعكاسية من حيث الخطوط الأفقية، وحيوية الأشكال المصقولة فنياً لإضفاء صفة وجودية ذات أصول تتشابك مع روحانية الواقع الذي يراه في متانة الخط الهندسي واتجاهاته المحورية في بناء الأشكال ووحداتها الهندسية المتكسرة أحياناً، لتتجلى الحركة في الكثير من الأشكال ذات القيمة الموسيقية المتناغمة مع إيقاعات بصرية لها معادلاتها الخاصة، هي بمثابة مقاطع هندسية تجريدية سابحة خارج الزمن، وهي أساس الأشكال كلها التي نراها مكتملة في الطبيعة بشكل عام. ولكن النسق الفني لها استقلاليتها الذاتية من حيث النظم الهندسية وقواعدها التي تنطوي على مستويات بصرية مختلفة في إيقاعاتها الداخلية التي تتصف بنيوياً بمفهوم ترتيبي له قوانينه الخاصة. إذ يلجأ "سانا" إلى حبك تتابعي مترابط في تضاده وتناغمه وتلاحمه الفيزيائي بمنهجية النظم التي يبحث عن دلائلها من خلال التجريد الهندسي ومحورية الحركة الخاضعة لعدة مصطلحات فنية أضفى عليها "ساندرو سانا" حيوية وجمالاً. تم نشره عام 2015 في جريدة اللواء
×
Artist Sandro Sanna
وُلد ساندرو سانا في ماكومير في سردينيا. في يونيو 1965، انتقل في سن مبكرة مع عائلته إلى روما، حيث يقيم ويعمل حاليًا. كان لطفولة ساندرو وسنواته الأولى في سردينيا تأثير عميق على تطور إبداعه وطريقة تفكيره. وكان الفصل المبكر عن تلك الواقعية يمثل اللحظة المركزية التي أعطت لاحقًا مجالًا لفكرة العدمية، التي نشأت من أحداث غير قابلة للتوقع قادرة على زعزعة توازن كل شيء. ومع ذلك، فإن تلك البذرة من الحياة التي قضاها في وطنه الأم تمثل نقطة مرجعية ثابتة بالنسبة للفنان لإعادة اكتشاف إلهامه واستقبال منه العصارة الحيوية لتفكيره وإبداعه. في روما، وفي بداية مسيرته الفنية، خصص سانا اهتمامًا خاصًا بالظواهر الاجتماعية والثقافية التي أصبحت تعبيرًا عن احتياجات جيله. ومن خلال مراقبة تطور اللغات الجديدة في الفن، بفضل الإرشاد الثمين من ماريسا فوليبي، أستاذته في تاريخ الفن، اقترب من قراءة وفهم الطليعة. خلال الستينيات والسبعينيات، بلغت إبداعاته ذروتها، حيث أدرك أن كل تخصص هو تكملة للآخر: المسرح، والموسيقى، والسينما، والشعر، والفيزياء الفلكية، والفلسفة أصبحت محاورًا تؤثر في جميع أبحاثه لسنوات قادمة. في عام 1972، وفي سن الثانية والعشرين، نظم معرضه الفردي الأول مع جورج دي كانينو في الفضاء التجريبي "Bateau Ivre" في روما. في نفس العام، تمت دعوته للمشاركة في جائزة ماريو سيروني في ساساري. وفي عام 1974 بدأ تعليم الفن في أكاديميات روما. في عام 1975، تمت دعوته للمشاركة في الدورة العاشرة من "كوادريال" للفن "La Nuova Generazione"، في قصر المعارض في روما، مع ثلاث أعمال فنية من سلسلة "Paesaggi rivissuti". في عام 1979، بعد معرض فردي واسع في معرض "C.A.A.A.P." في روما، شارك سانا في معرض "Scultura all’aperto" الذي نظمه تيتو آمودي في حدائق "Sala 1 Gallery"، مع تمثال "Vulcano" المصنوع من الفولاذ والقار والمواد الساكنة، الذي يعكس تدفق الحمم البركانية وقوتها في تغيير الواقع والمادة. خلال الثمانينيات والتسعينيات، تجسد عمله الفني بشكل كامل: إنها بداية فترة إبداعية جديدة. تنتمي أعمال مثل "Campi Magnetici" و "Tra la Superficie e l’Aria" إلى هذه المرحلة: لوحات أحادية اللون بتنسيقات كبيرة حيث تصبح الحركات و"العلامات" بطلاً للعمل القائم على تقليص الصورة، مما يجعل السطح نابضًا ومشوشًا. هدفه هو تجاوز سطح المرئي، إلى ما وراء الواقع المعلن للأشياء. في عام 2000، عرض أعماله في معرض شامل قدمه ماوريتسيو كالفيسي وأوغوستا مونفيريني في قاعات "بالازو دي ريسو غالياردى" في فيبو فالينزيا. كان هذا المعرض الاستعادي يوضح بعض المراحل الأساسية في رحلة الفنان التطورية. عُرف سانا بمشاركته المستمرة في المعارض الجماعية والعروض الفردية حول العالم، بما في ذلك مشاركته في بينالي القاهرة، بينالي فينيسيا، ومعارض في نيويورك وباريس وغيرها. في عام 2010، حصل على جائزة "ليوناردو باتيرنا بالديسي" للنحت من الأكاديمية الوطنية "لينتشي"، والتي اعترفت بعمله "Meteora". https://www.sandrosanna.com/en/biografia/
«
119
120
121
122
123
»