Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
جدلية الطبيعة والفن ومعطياتها الجمالية
BY Artist Giuseppe Penone
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
جدلية الطبيعة والفن ومعطياتها الجمالية في أعمال الفنان "جوزييه بينونة" ضحى عبد الرؤوف المل ترتكز العملية الإبداعية في أعمال الفنان "جوزييه بينونة" (Giuseppe Penone) على جدلية الطبيعة والفن، ومعطياتها الجمالية المتجسدة بأشكالها وأحجامها وتغيراتها الفيزيولوجية، وما يطرأ عليها من تحولات يتأثر بها الإنسان، فيوظفها إبداعيًا لتتبلور المفاهيم الجمالية التي يسعى إليها من خلال الطبيعة ومادتها المحاكية للإنسان. مما يعزز الفكر الفني ويغنيه، ويضع الفنان وجهاً لوجه أمام مادة حية تحتضن قدراته الفنية من نحت ورسم وخلق إبداعي، وما إلى ذلك. ليتنافس معها ضمن الأسس المسخرة للإنسان. حيث يحيا مع الجمال ومع ما هو ناظم له فنياً، ليحاكي الذات بموضوعية العناصر الحياتية المتواجدة ضمن الطبيعة والحركة المتجددة فيها، وبتفاعل بصري يثير فكر الإنسان من حيث دورة الطبيعة وكينونته المتشابهة معها، وهذا ما يحاول الفنان "جوزييه بينونة" الانطلاق منه في فن نحت مواده من الطبيعة، وبأسلوب إبداعي يميل إلى التأليف والبناء من مادة الخشب وعناصر الطبيعة. يتجاوز الفنان "جوزييه بينونة" مادة الخشب أو أغصان الأشجار، وما إلى ذلك من مواد أخرى هي من صميم الطبيعة وكينونتها، ونسبية الحركة والسكون فيها المتوائمة مع ما قدمه من أعمال تأخذ البعد اللانهائي المفتوح على إعادة إيحاءات. لتتشابه مع الإنسان في أبعادها وتشكلاتها المماثلة. لمنظور الإبداع والفكر النحتي أو الفراغي من حيث التوازن البصري، وقدرات الإنسان في تشكيل معرفة جمالية لطبيعة معاصرة تشاركه فنونه ضمن بيئة طبيعية، يأخذ منها ما هو حي أو تالف كإعادة تصنيع أو إيجاد منحوتات هي من مواد بيئية حولها إلى عمل جمالي بمقاييس ومعايير نحتية تثير الجدل لفن معاصر برؤية طبيعية وجمالية ترتكز على مسائل جدلية وكينونة إنسانية. يستكشف الفنان "جوزييه بينونة" قدراته البصرية في التشكيل النحتي المبني إبداعيًا على معرفة كنه الطبيعة، والتماشي مع مادتها ليسيطر على المادة من خلال معرفة كينونتها الطبيعية، وما هي قادرة عليه في اتخاذ الأشكال التي يسعى إليها فكريًا وبصريًا دون أن تستعصي الأشجار في منح خصائصها التكوينية، المؤثرة على فكرته الأساسية وجوهر مفهوم النحت أو العمل الإبداعي الفني المعاصر بشكل عام. إذ يبدو نمو الجذع مشابهاً لنمو الحركة ضمن سكون تتكون من خلاله الفراغات التي يتركها. ليحدد الشكل ضمن تناسب إيقاعي يثير الحس الفني عند المتلقي من حيث الأبعاد والقياسات، والتآخي مع المادة لخلق تناقضات فنية تتضاد مع الفضاءات التخيلية التي يتركها ضمن مماثلة بصرية لمقارنة انطباعية فلسفية تؤثر في النفس الإنسانية التي يسعى إلى مواجهتها بأفكاره الجدلية عن الطبيعة والفن والإبداع النحتي الذي يعتمد على نمو المادة والتأقلم مع كينونتها الطبيعية. حوارات داخلية تجذب البصر إلى عمق أعمال "جوزييه بينونة" الفنية، لفهم تفاصيل الحركة الداخلية، وسكونها الخارجي مع الاهتمام بوضعية الشكل أفقيًا أو عموديًا أو بالأجزاء الصغيرة. لتفاصيل العمل حيث تكتمل الرؤية ببساطة، لتمثل المعنى الهادف إلى السعي للمحافظة على الطبيعة والبيئة الجمالية لها من حيث التناسق والتماثل والسيمترية، وتشذيب الزوائد التي تتنامى، وكأنه يدعو الحس الإنساني للابتعاد عن الملوثات الحسية أو بالأحرى التلوث البصري المعتمد أولًا وبأهمية خاصة على الطبيعة، وما تؤمنه من مادة تخدم الإنسان ليعيش بجمال وسلام. وعي فني معاصر وحس نحتي هو نقيض لنمو في خلايا المادة واتساقها الشكلي عبر أحجام تختلف طبيعيًا، والتي تحتاج لتربة وماء، وهواء وبيئة هي الجزء الأهم في تكوين النباتات أو الأغصان وتفرعها العبثي أو حتى التربة وأوراق الأشجار التي تحلل ضمن الدورة الطبيعية للحياة، وهذا يتناقض مع ما يؤسسه الفنان "جوزييه بينونة" من فن يعتمد على المقاييس والمعايير، والنسب الهندسية البنائية، والفنية، والفكر الرياضي أو المتناقضات الملموسة والمحسوسة، وما إلى ذلك. مما يمنح الإنسان عقلية ذات انفعالات محسوبة بدقة يحتاجها العمل الفني، ليتكون وفق تكامل العناصر، وتمازجها مع هندسية الفكرة، وخصائصها الفلسفية والجمالية من حيث النقائض بين الإنسان المبدع والطبيعة البكر والتشكيل النحتي المعتمد على النسب بينما الطبيعة عفوية في جمالياتها المتعددة. تحقق الحركة الفنية في أعمال "جوزييه بينونة" الربط الجدلي بين المفاهيم التكوينية في منحوتاته أو أعماله الإبداعية، وبين الطبيعة الأم وأبعادها الكونية المجهولة تكوينيًا في خلاياها أو طبيعتها الحياتية من حيث وجودها أو لا وجودها بعكس الفن الذي يؤسسه الإنسان من فكرة تنشأ عن نظرة معرفية أو أسلوبية أو مادة مشتركة جماليًا بين المفاهيم عامة. إذ يضبط أعماله بنظم بصرية تؤهلها لخلق معادلة موضوعية مبنية على منهجية الصورة الفنية، والتحولات الكونية بمفارقات الزمن والمكان. أي تواجد العناصر الطبيعية وفق مناخات محددة لها، وهذا ينعكس على مفهوم النحت من حيث مكانه وزمانه، وكيفية الحفاظ عليه خصوصًا أنه متكون من مادة حية مأخوذة من الطبيعة كالخشب مثلاً. وهذا يخضع لمفهومين نقيضين: الثابت والمتحرك أو الثوابت النحتية والمتحركات الطبيعية، وما تمثله من توافق وتعارض بين الكل والجزء، وبين الطبيعة والإنسان. وهذا يؤدي إلى خلق يقين فني مختلف بين أصغر وأكبر أو الطبيعة كمثال أكبر للفن النموذجي فيها، والإنسان كمثال فني أصغر. إلا أنه هو القادر على بث الجمال في البيئة من حوله، وبكل زخمها التحاوري معه. وهذا ما نلمسه في أعمال الفنان "جوزييه بينونة" حيث يستخلص من الشجرة جوهر الفكرة وعمقها والرؤية الكونية لسنن الطبيعة المشابهة للإنسان. أعمال الفنان "جوزييه بينونة" في مركز بيروت للفن (Beirut Art Center) تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء لبنان.
×
Artist Giuseppe Penone
جوزيبي بينوني (وُلِد في 3 أبريل 1947 في غاريسيو) هو فنان نحات إيطالي، معروف بمنحوتاته الضخمة التي تمثل الأشجار. يهتم بالعلاقة بين الإنسان والعالم الطبيعي. غالبًا ما يرتبط عمله المبكر بحركة "آرتي بوفيرا". في عام 2014، تم تكريمه بجائزة "برايميم إمبريال" المرموقة. يعيش ويعمل حاليًا في تورينو، إيطاليا.
التشظي الضوئي ضمن مساحات اللون الواحد
BY Artist Marcello Carrozzini
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التشظي الضوئي ضمن مساحات اللون الواحد ضحى عبدالرؤوف المل يحلّق الفنان الإيطالي "مارسيللو كاروزيني" (Marcello Carrozzini) في عوالم تشكيلية ما بين البارد والحار، وما بين الهواجس الإنسانية ذات المعاني الوجودية التي تضع الفكر أمام "الليمبو" (limbo) من نوع آخر، أو برزخي إن شئنا التعبير الفني، وكأنه في لوحاته يبحث عن روح اللون داخل الشكل الذي يرسمه برمزية بسيطة تستتر بين طيات الألوان، وتجريداتها السكونية الممزوجة بميثولوجيات وإنسانيات وأساطير، وحتى من انطباعات تتجاوز حدود اللون وسطوعه. فالمعايير المضمونية وتشكلاتها ضمن اللوحة الفنية تحاكي الإنسان وميوله الطبيعية في التفكير والتخيل، والتشظي الضوئي ضمن مساحات اللون الواحد المستقل بتدرجاته الداكنة والفاتحة، وما تمثله من سمات جمالية تكشف عن منطق ذي معدلات صياغية ينسجها بخاصية إنسانية واجتماعية تختزل واقعية تنطوي على مفاهيم علوم الإنسان والبيئة المحيطة به. إضافة إلى الحركة المتداخلة مع الظواهر الإنسانية التي يرسمها وفق محاكاة بصرية تعتمد على تقنية ذات مصطلحات تشكيلية متآزرة مع لغة إنسانية يقدمها ضمن علوم الإنسان بشكل عام. تتخذ الخطوط وضعيات تأليفية كنوتات يتركها لتتناغم مع مضمون اللوحة وفكرتها الفنية المتوهجة بحيثيات تتنامى كلما أمعن المتلقي النظر فيها، وبنسق الأشكال الطبيعية أو الميثولوجية المبعثرة بغموض بين الألوان المتفاوتة انفعاليًا. لنجد أن اللوحة هي صورة إبحائية عن الإنسان وأفكاره المتخيلة والواقعية، والمنسجمة مع شطحات الألوان وحتمية الترابط الموضوعي بين الأشكال والألوان والمساحات والضوء والظل والتعتيم والامتداد اللوني الشفاف المؤثر على بنية اللوحة من حيث الكل والجزء، وجمالية الرؤية ومعناها التكويني، وأبعادها التوصيفية المرتبطة باللون والانفعالات، والتشكيلات الفنية المفتوحة نحو مديات واسعة، ضمن الحركة والتكثيف المحمل بخطاب بصري منفتح دلاليًا على فضاءات اللون وتنوعاته المبسطة، والمتعلقة بالمفهوم الإيمائي الذي يسمو باللوحة نحو إنسانيات عميقة الجذور فكريًا، ثقافيًا وفنيًا. يحاول الفنان "مارسيللو كاروزيني" جعل بنية اللوحة الفنية نافذة نرى منها الماضي والحاضر، بأسلوب فني يميل نحو الأسطورة التي تنفلت منها واقعيات لا شكلانية لتجريد غامض باحث عن الحقيقة في الطبيعة والإنسان، ليجسد المعنى ضمن التفاصيل والأشكال والمفردات المسبوكة بتكرار يعتمد على النسق الفني المتناغم مع الوعي الحسي، المعطى للون بدينامية الحار والبارد والفاتح والداكن، وحتى الامتزاج الذي يجعل منه بنية لونية ذات معنى ميثولوجي يميل إلى خلق انعكاسات متناقضة بين الإيقاعات المنغمة التي تؤدي إلى عصف ذهني نسترجع من خلاله حكايا الحياة، والمواضيع الإنسانية المتضمنة الإحساس بالأطر والخصائص التشكيلية الهادفة إلى إبراز فلسفة تجمع بين فيزيولوجية الشكل وما يوحي له من معاني مختلفة. تتكيف المعاني الفنية مع تشكيلاته البصرية المحاكية لفكرة يطرحها مع مراعاة لحدود الشكل، وفق قياسات الخطوط والحركة والسكون، والبعد التشكيلي المتناغم مع الأضاد اللونية المنعكسة على السطوح التي تعتمد على الفواصل، والربط الموضوعي بين فضاءات الشكل والمضمون، وما يثيره من قضايا فكرية تبحث في علوم الإنسان وكينونته النفسية المتوائمة مع منطق اللوحة الفني وواقعها المرئي المسبوغ بأفكار تثير انطباعية واقعية تتنوع في ماهيتها، ونزعتها الإنسانية والفنية في آن. تضاد وتباين وتناسق، وتوظيفات رمزية وإيحائية مبسطة تشكيليًا بعناصرها المحبوكة لونيًا، حيث تشكل علامات استفهام بصرية متعددة، وتزيد من حدة التساؤلات الذهنية المؤثرة على طبيعة كل لوحة وتطابقها الصياغي من حيث التعبير والتجريد، والانطباع الحسي المتفاعل مع الأنماط التي يرسمها "مارسيللو كاروزيني" بتؤدة فلسفية فكرية تحيط بعلوم إنسانية يستنكرها ويتوافق معها، كأنها ترمز إلى آثار فنون الطبيعة القديمة، ولكن بلغة فن معاصر يندرج تحت مفاهيم الجمال، وما تمثله من أهمية في الفنون التشكيلية من حيث أهمية اللون وتقنيته، والخط واتجاهاته ومساراته مع إضعافه أمام اللون ونفوذه الجمالي داخل بنية اللوحة، وهذا يتضح بتنوع الألوان وكثافتها، وتناغمها الانفعالي ضمن لاوعي حركي يسمو فعليًا مع إيمائية اللون وتفاعلاته التكوينية، مما يخلق إثارة بسيطة يصعب إدراك كنهها عند المتلقي. تفصح مكونات اللوحة في أعمال الفنان "مارسيللو كاروزيني" عن تكوين لوني يهدف إلى تعزيز الرؤية بالنسبة للأثر الإنساني، ومفارقاته التي تنطوي على أسرار الماضي والحاضر، مع الحفاظ على التمازج الحسي مع المستقبل. لتحرير جوهر اللون ومنحه تعبيرات إيحائية قادرة على إضعاف الخط، لاستكشاف قيمة اللون وقدراته، وغموضه التجريدي في بعض الأحيان، وضمن لغة تشكيلية تعبيرية ورمزية تؤدي دورها في سبك اللوحة، وشدّ أواصرها اللونية من حيث الحفاظ على قيمة الحركة والضوء والظل، والتناسب بين الجزء والكل والتحولات التشكيلية المرتبطة بالبنية الاجتماعية للإنسان وطبيعته الزمكانية المنعكسة على معنى الوجود. لاوعي فني يتسم بنقد ذاتي في أعمال الفنان "مارسيللو كاروزيني" يتنقل بين مدارس فنية هي بمثابة أسلوب ريشة تفتش عن لغة خاصة الغرض منها إيجاد مساحات غنية بالرؤية البصرية، وأفكارها الفنية ذات المغزى الأسطوري أو المتعلق بالعالم الماورائي ما بين الموت والحياة، والتخبط بين اللون والخط والمعاني المفتوحة على عدة إيحاءات تشكيلية ذاتية وموضوعية. لتشتيت الذهن وإعادة تصفيته تبعًا لخزين ميثولوجي يجعل المتلقي قادرًا على قراءة اللوحة من خلال ثقافته وفكره وتذوقه للفن التشكيلي بشكل خاص. أعمال الفنان مارسيلو كاروزيني (Marcello Carrozzini) في غاليري روشان تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Marcello Carrozzini
أنا رسام إيطالي، ورسام توضيحي، ومصمم، وُلدت في ساساري على جزيرة سردينيا، حيث بدأت مسيرتي الفنية في عام 1976. بعد العديد من المعارض الجماعية والفردية في مدن إيطالية وأوروبية مختلفة، استقريت في باريس، فرنسا في عام 1990. هناك، أسست استوديو لتصميم الأنسجة وأنتجت العديد من مجموعات الأقمشة الفاخرة للأثاث التي انتشرت في جميع أنحاء العالم. من عام 1993 إلى 2000، شاركت في المعارض الدولية مثل "إنديغو" في ليل و بروكسل، "هايم تكستيل" في فرانكفورت، و"سورتيكس" في نيويورك. انتقلت إلى لبنان في عام 1998 وكنت مسؤولاً عن إدارة الإنتاج الإبداعي في وكالة "إيكونا للتصميم" (وكالة إعلانات)، إلى جانب مسيرتي في الرسم والمشاركة في المعارض الفنية الفردية والجماعية. منذ عام 2017، أعيش في برشلونة، إسبانيا وأخصص وقتي بالكامل للرسم. لقد كنت أرسم لأكثر من 40 عامًا. وبعبارة أخرى، أصبحت الفن لغة ثانية لي تتيح لي التعبير عن مشاعري وآرائي حول الأمور الأساسية في الحياة بشكل أفضل من الكلمات. المصدر
الاختلاف والتجانس بين الكل والجزء
BY Artist Raffi Yedalia
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الاختلاف والتجانس بين الكل والجزء في العمل التشكيلي أو النحتي ضحى عبدالرؤوف المل تتوازى الخطوط في أعمال الفنان "رافي يداليان" (Raffi Yedalian) ليقارن ويشابه بين الذات والآخر، مع تفاوت نسبي بين الخطوط وارتفاعها والتوازي بينها ضمن فراغات يشقها. ليفصل بين كينونتين متقاربتين يصعب الفصل بينهما واقعيًا لثنائية كل منهما ضمن العلاقة التي يضعها في خانة الفن التشكيلي أو النحتي، وثلاثية الأبعاد القادرة على إظهار الاختلاف والتجانس بين الكل والجزء في العمل التشكيلي أو النحتي أو حتى التركيبي الإبداعي. فهل يحاول "رافي يداليان" خلق استحالة هندسية تقابلها استحالة فنية تعيدنا فطريًا إلى محور الذات ووجدانية اللون، ليخفف من واقعية الحياة ومفاهيمها التي أسقطها على أعماله الفنية؟ يستخرج الفنان "رافي يداليان" من الوعي خطوطه الكامنة في مفاهيم فنية جمالية يراها في وجه الإنسان كمعالم جمالية تؤول إلى معانٍ ثنائية ازدواجية، ونسبية لونية منسجمة ومتعادلة مع الضوء وإشراقات اللون والأشكال الهندسية المخفية ضمن الأشكال. بل ومتناغمة مع جماليات تتشابه مع الحياة، ويرمز إليها بالخطين المتوازيين والفاصل بينهما هو ما يجمع بينهما. إذ يترك للضوء والفراغ واللون فتحات أو ثغرات تنبثق منها حركة الفضاءات المتخيلة، ليحقق رؤية هندسية بنائية مبنية على مفهوم هندسي وصفي أسسه خطوط الحياة المرتسمة في ليونة حركية عند الإنسان أولًا لتشكل منحوتاته أكروباتيا دينامية حيوية للرؤية بشكل عام. حوارات صامتة ذات خطوط جدلية تؤدي إلى خلق منظور تتلاشى فيه الخطوط اللونية المتناغمة مع العناصر والفواصل التي يتركها ترتسم عبر الفراغات، ليرسم ما ينحت وينحت ما يرسم ضمن الأبعاد المرنة المؤدية إلى نقطة تلاشي واحدة يمزجها مع اللون تاركًا للبصر متعة تأملها في منحوتاته ورسوماته. فالتغيير في الذات لا يعني التغيير في الآخر، فجماليات الأشياء في أضدادها وفي خلق هارمونية بين الألوان المختلفة التي يتركها. لتمثيل الحار والبارد، وقدرة الخط على الفصل بين ما نريده، وما لا نريده ضمن نظرة فنية تشكيلية أو نحتية تركها كتعبير عن الحضارات الإنسانية التي نراها من منظور الخطاب الفني التشكيلي والنحتي والبعد الواحد بينهما. إلا أن التحاور والتجاور بين الخطوط والألوان تتقاطع أحيانًا بتناظر حسي متبادل من طرفين لا يلتقيان، ولونين مختلفين كالأصفر والرمادي بتدرجاته الفاتحة والداكنة والخطوط الداخلية فيه. لتمكين البصر من الفصل بين السالب والموجب أو المرأة والرجل، ولكن ضمن كينونة حياتية واحدة تتضاد فيها الأشكال والأحجام وتنسجم معها الرؤية الحسية فنيًا. يجمع "رافي يداليان" بين البداية والنهاية والفصل بينهما أيضًا ضمن حيادية لونية تتساوى عندها السطوح. لينشئ مقارنة حسية بين ما هو متضاد ومتوافق في آن معًا، مترجمًا بذلك التعابير الإنسانية إلى خطوط تم تجريدها من التفاصيل من خلال الرؤية الفنية، والانفعالات المؤدية إلى سردية لون يساعد بصريًا في خلق توازنات ثنائية تثير التناقضات، وتفصل بخط ذي اتجاهات قدرية معينة تركها مفتوحة للزمن وضمن صياغة تكوينية وتقنية لونية نكتشف من خلالها قيمة اللون في إبراز التناقضات الجمالية التي تثير البصر. يقول "رافي يداليان": "نتأثر بالعاطفة الإنسانية وألوانها المختلفة وبما حولنا من الأحاسيس والانفعالات، فهذه المجموعة هي الإنسان وهي النضال والثورة، وأيضًا هي تعبير عن الحب المختبئ خلف الحقيقة والواقع الإنساني بمختلف ألوانه الذي يرى الواقع أو الحقيقة. وهذه الأفكار جسدتها في لوحاتي من خلال الخط المتعامد أو صلة الوصل بين الأرض والسماء أو الخط القدري، وأيضًا في منحوتة مقسمة تشير إلى الإنسان المخفي خلف أقنعة في الحياة، وهذا ما نراه عبر تقسيمات أو أي انفصال جزئي أو كلي ولكن بأسلوب تصويري تعبيري." معالجات فنية وتقنية متنوعة تضفي على البناء الفني نوعًا من رؤية حضارية تعيدنا بالذاكرة إلى تطورات عصفت بالإنسان، وبهواجس حياتية نخفيها عن بعضها البعض، رغم أننا ندرك بإنسانيتنا القيم الجمالية التي يحملها الإنسان ضمن خطه الحياتي المرسوم له. إلا أن "رافي يداليان" ترك للخط الفاصل سماته الموضوعية، وللبنية الداخلية معانيها الخاصة من حيث اللون والخط، والشكل، والحجم، والكثافة المرتبطة بحركة اللون وتدرجاته من حيث التعتيم والتفتيح، فثمة دلالات وإيماءات قابلة لخلق حوارات داخلية يدركها المتلقي تبعًا لرؤاه الخاصة المتناغمة أو المتناقضة مع الصورة وثيمتها الوظيفية في خلق معنى مرئي متعدد الوجوه. يفصح "رافي يداليان" عن مكنونات حياتية انفعالية هي جزء من أحاسيس ذاتية داخلية تركت للريشة حرية التعبير عن مفاهيمها الخاصة من خلال الانقسامات التي نراها حيث نشعر بحركة الأجزاء المفصولة لونيًا، والمتلاحمة من حيث الخط والشكل، وهذا التناقض البصري منح اللوحة معاني حياتية وشاعرية، وقيمة للخط والشكل ولرسومات تحررت نحتيا. لنراها ضمن تناقضات رباضية تستند على إيضاحات دقيقة الملاحظة كالعين الواحدة الغارقة بالسواد، والعين الأخرى العادية ذات اللونين أو كالخط الأحمر الفاصل بين الأجزاء والأبيض أيضًا. تم نشره عام 2014في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Raffi Yedalia
https://raffiyedalian.com/?page_id=16
معالم الصراع البشري في الفن
BY Artist Amir-Hossein Zanjani
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لغة الفن التشكيلي التي نرى من خلالها معالم الصراع البشري ضحى عبدالرؤوف المل تأسر ريشة الفنان "أمير حسين زنجاني" (Amir Hossein Zanjani) بتعبيراتها عن الحروب تفاصيلَ ألوانٍ تميزت بالانفلات من قيود الرؤية السياسية، فلجأت إلى لغة الفن التشكيلي التي نرى من خلالها معالم الصراع البشري وقساوة ذلك على الحياة العمرانية، والمؤثرات المؤدية إلى خرابها بيئيًا قبل إنسانيًا. وهذا ملموس في تعبيراته الملونة بضربات ريشة حيوية تحاول إظهار سلطة الحرب على الإنسان والانقياد الأعمى لها من قبل جنود تهشمت معالمهم الإنسانية في لوحات "أمير حسين زنجاني" المحاكية للحروب بكل مضامينها ومساوئها. وكأنه ما بين التعبير والواقع لجأ إلى نوع من التجريد الحي، لنشعر أن لغة الكلام المقيدة قد تحررت بين الألوان والأشكال، بل أظهرت حالة من التعاطف مع مظاهر الحروب وقسوتها التي لا يحصدها إلا الإنسان الذي انطبعت في ذهنه معالمها بكل التفاصيل المؤلمة. جنون حرب أم جنون سياسة في لوحات الفنان "أمير حسين زنجاني"؟ يتساءل من يتأمل لوحاته عن هذه النزعة الانقيادية التي يظهرها من خلال ملامح الرجال الذين يقاتلون والحافلة بالطاعة العمياء، والانقياد لسلطة السلاح ولغة الحروب في مشاهد فنية مليئة بالتدمير. فهل من ربح وخسارة في الحرب، أم هي خسارة في كل وجوهها التي تجعل من الجنود يرفعون أسلحتهم كعلامات انتصار؟ حيث تبدو على لوحاته لغة الانقياد المتناقضة مع طبيعة الإنسان المحب والشغوف بالجمال والسلام. بناء لوني متماسك وألوان داكنة تتضاد مع الظل والضوء، والسرد التعبيري المجبول بلغة الحروب لظهور سلبياتها بتجريدات سينوغرافية تثير الغموض حسّيًا أحيانًا، وأحيانًا بواقعية قاسية تعانق الأفكار المنبثقة من لوحاته، والباحثة عن معنى الحروب ومدى عقلانيتها. وكان الواقف أمام لوحاته الفنية التي تخاطب بمعانيها الانفعالية المتلقي كالمتفرج على مشاهد الحرب باستسلام لا ينهي الصراعات التي تزيد من دمار البشرية، ومحو كل جمال فيها ليضفي على الإنسان قيمة الطبيعة والحياة، والصراعات الإنسانية المؤدية إلى إشعال الحروب أكثر وأكثر. فهل يبحث "أمير حسين زنجاني" عن صحوة إنسانية تجعله يميل عن لغة الحروب في لوحاته التي تتسع مساحاتها لمشاهد يفصلها عن الحرارة؟ لنشعر أن برودة الألوان من برودة الحرب التي يرسمها بكل تفاصيلها المؤثرة على الحس البصري والفكر الذي يقتصر على الأوامر العسكرية المسببة لانقياد الشعوب أو الإنسان خلف الحروب المتسببة في دمار البشرية. إدراك فني يتنامى بسيمترية رؤيوية للحرب ومفاهيمها المبنية على السلطة وقواها القادرة على تسخير الإنسان لخدمتها دون الرجوع إلى مبادئ الإنسان التي وُلد من أجلها، وهي التآخي مع الطبيعة واستنباط الحياة وجمالياتها. وهذه الحقيقة المتناقضة مع الطبيعة يواجه بها "أمير حسين زنجاني" المتلقي، ليتفكر في تفاصيل لوحاته الفنية المبنية على رؤى الحروب، وبواطنها ومخططاتها التي تسعى إلى التدمير، وخلق بشاعات تتناقض مع الفن التشكيلي الذي يجسد من خلاله "أمير حسين زنجاني" قدراته الفنية في خلق جدلية الحرب والجمال، والصراعات النفسية ضد الحرب من حيث التشتت والتهشيم في الأشكال والألوان. فالحرب في لوحاته هي للخراب والدمار، وليس لقتل الإنسان جسديًا، إنما فكريًا، حيث لا نرى في لوحاته معالم الموت بتوازن مع معالم الخراب التي تظهر بكثرة في التفاصيل، وبين الزوايا حيث يترك لريشته ترجمة آثار الحروب على البيئة الطبيعية من حولنا. يراعي "أمير حسين زنجاني" نارية الألوان الممزوجة مع برودة ألوان أخرى، لتشتعل السماء باللون الأحمر المشرق، والممزق مع الرمادي، لتتجهم الطبيعة مع الأحداث المؤلمة التي يرسمها بديناميكية لونية، وفق لغة بصرية تحاكي ذهنية الإنسان وحواسه، محركًا بذلك عاطفة اللون في إثارة التفكر بالحلول والتأثير المباشر المفتوح أمام مشاهد الحروب، وعمق الحركة اللونية في كل مشهد مزجه بمضمون موضوعي حداثي كلاسيكي وذاتي تشترك فيها الخطوط الثابتة والمتحركة. ليجمع بين الأساليب التعبيرية المؤدية إلى ترجمة اللوحة بوعي فني يخاطب به جمهور الفن التشكيلي. ليستقر معه لغة الحروب المدمرة للإنسانية عبر نماذج تهدف إلى خلق تضاد بين اللون، والشكل، والمعنى حيث السكون الحسي يصل للمتلقي بصريًا بوضوح معنوي وفني وحسي يضعنا أمام جمالية تختلف معالمها من حيث الخط، والفراغات، والظل، والضوء والتعتيم، والتفتيح، والتلاعب بالكثافة والشفافية في أكثر من لوحة تركها ليثير التخيلات والإيحاءات. إذ رسم فيها فقط معالم الدمار، وبعضها رسم فيها سلطة الإنسان على الإنسان من خلال رجال بأسلحتهم ضمن صفوف متراصة كأنهم تم برمجتهم لذلك. يقول تورتسكي: "قد لا ترغب في الحرب ولكن الحرب ترغب فيك." وقد لا ترغب في رؤية لوحات الفنان "أمير حسين زنجاني" التي تمثل حروبنا المستمرة، ولكنها تضعك أمام مسافات فاصلة بين الحقيقة والحقيقة بوجوهها التي تمثل بشاعة الحرب وجمال الفن أو ألم الدمار وحلاوة الإنسان المبدع الخلاق ومدى تأثيره بما يراه، وبما لا يستطيع قوله إنما رسمه فقط. فهل لغة الحروب في الفن التشكيلي هي روايات بصرية ذات تأويلات وتحليلات تختصر الآف المقالات والكلمات التي من شأنها أن تمحى من ذاكرة الأوطان؟ لتبقى اللوحة هي المحاكاة الفنية التي تواجه هذه الصراعات بمشاهد عميقة لا تراها العين المجردة، إنما تقرأها البصيرة الفنية بجمالية صياغية يحتفظ فيها الفن التشكيلي. تم نشره عام 2014جريدة اللواء
×
Artist Amir-Hossein Zanjani
أمير حسين زنجاني (مواليد 1980، أصفهان، إيران) حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة في الرسم من جامعة آزاد الإسلامية في طهران، وشهادة الماجستير في الفنون من جامعة طهران للفنون. في لوحاته، يتناول قضايا اجتماعية مع الإشارة إلى القضايا السياسية والتاريخية. الإنسانية هي دائمًا في صميم أعماله. في عام 2011، حصل زنجاني على جائزة سيليستي 2011 ومنحته جامعة سيينا في إيطاليا منحة دراسية. فاز في فئة أفضل فنان ناشئ باستخدام الرسم في جوائز برودنشال آي 2015 في سنغافورة، وعُرضت أعماله في متحف الفنون المعاصرة في سنغافورة. تم الاحتفاظ بأعمال زنجاني في عدة مجموعات خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية. منذ عام 2007، أقام 10 معارض فردية محلية ودولية، وعُرضت أعماله في أكثر من 30 معرضًا جماعيًا داخل وخارج إيران. يعيش زنجاني ويعمل في طهران.
«
124
125
126
127
128
»