Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
النظرة الفنية الملتقطة للأماكن العمرانية
BY الفنان أورهان بابا
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
النظرة الفنية الملتقطة للأماكن العمرانية لها أهميتها في طرابلس. ضحى عبدالرؤوف المل يؤلف الفنان "أورهان بابا" من اللحظات الواقعية الصادقة انطباعات ذات منظور جمالي يحافظ على أبعاده الرؤيوية، ليضيف إلى الألوان تقنية بانورامية زاهية تجذب البصر إلى المواقع الأثرية وجمالياتها التي نراها في طرابلس من خلال انطباعات الفنان "أورهان بابا"، وبعضها المختبئ في ذاكرته الفنية التي ترجمتها الريشة الجريئة في مزج الألوان التي تختلج باللون الزهري الأكثر إشراقًا في لوحات أكثر حيوية. إن من حيث المنظور العمراني أو من حيث التظليل النسبي الذي يعتمد على الإحساس العميق، والتأثيرات المنسجمة مع المعنى، خصوصًا في لوحة النهر والبيوت العمرانية الرازحة على كتفه، محافظًا بذلك على النظرة الفنية الملتقطة لأماكن عمرانية لها أهميتها في طرابلس، كالبحصة في السويقة الممهورة بجمالية ذات نكهة قديمة. تتوازن المساحات برصانة بصرية، كحلها بخطوط انعكاسية تضفي على اللوحة تباينات تنساب مع الأبنية، ومع سطوع الألوان الفاتحة والهادئة عند اقترانها باللون الزهري المركب المرتفع في ألوانه بنسبة تتناقض مع الألوان الأخرى التي تتمحور بحركة معمارية مؤثرة تحقق متعة بصرية عند المتلقي، حيث تجذبه نحو آثار طرابلس القديمة، وما تحتويه من مضامين تاريخية هي بمثابة تفاعل مكاني مرتبط بكينونة ابن طرابلس المتأمل جمالية المشهد والتكوينات الملائمة انطباعيًا مع واقعية العمران، وما أضاف له "أورهان بابا" من مخيلته مع الحفاظ على الإضاءة والتعتيم في الألوان الداكنة والفاتحة. يقول دكتور شاكر عبدالحميد: "إن الخاصية اللونية المرتبطة بالأشياء وعلاقات الألوان ببعضها البعض تصبح أكثر تمايزًا من خلال جودة وتنوع العلاقات البصرية." يحاول الفنان "أورهان بابا" خلق تعبيرات تتصل بالواقع القديم، وبنظرته الخاصة لمساجد رسمها بحس انطباعي جمالي أُزدان بتكثيف الخطوط في الشكل، وعناصره التقنية الأكثر استجابة حتى في بورتريه لصورة الرئيس الراحل "رشيد كرامي" التي أضاف عليها رؤيته الخاصة للوجه، ولتفاصيله الهادئة. ليستخرج من النفس المعالم الأساسية التي تترجم الصورة بشكل أساسي، وتمنحها تغييرات بصرية تنتمي لحركة الضوء والظل في بورتريه حمل من صفات الرئيس "رشيد كرامي" ما جعلني أتأملها بعمق لأقرأ تفاصيل بورتريه تميز بالبساطة والجمال الفني. يهتم الفنان "أورهان بابا" بالمساحة فينظمها تبعًا للحس العمراني المتأثر به، والغارق بنغمات تعتمد إلى حد ما على الألوان الفاتحة، وذات الإشراقات الضوئية المثيرة للحس الجمالي، وبالمحاكاة التاريخية للأماكن العمرانية القديمة في طرابلس، حيث تكتسب فنِّيًا قيمة هوية لطرابلس هي بمثابة مزج انطباعي بين الماضي والحاضر. ليتوحد الفكر مع اللوحة ومعناها. إن من حيث المعنى الفني أو من حيث المضمون والأسلوب وطريقة الأداء في تنظيم المساحات ذات الفضاءات المحصورة بالواقع العمراني والجمالي في طرابلس القديمة على وجه الخصوص. يتجاوز الفنان "أورهان بابا" مواصفات الطبيعة من خلال طبيعة أخرى متخيلة، ولكن ضمن أزمنة وأمكنة تختلف عن وجودها في الحاضر حيث يشعر الرائي بالصورة القديمة، وكأن الألوان الفاتحة والمضيئة تجدد الإحساس بإعادة الحياة وتصوراتها الزمنية من وجهة نظر الفن التشكيلي، وما تعنيه الموتيفات المضافة للصورة أو للوحة المرسومة بريشة تكشف عن علاقات الأماكن التركية القديمة مع الحاضر الآن. مثل مسجد "أورغان شاه" وما يحيطه من أبنية محاها الزمان، ولكنه رسمها بجمالية عمرانية أضافت للمنظور ديناميكية اصطبغت بالآثار الفنية وطبيعتها الذاتية القديمة. إن الواقع الخارجي في الصورة التشكيلية لا يتناقض جماليا مع انطباعية المحيط أو ما هو مرتبط بالخبرة الجمالية عند الفنان "أورهان بابا" حيث تتمتع لوحاته ببساطة الرؤية مع الاهتمام بانطباعيته الخاصة للزمان والمكان، وكأنه مستشرق يرسم في الزمن الحاضر ما تفتقده طرابلس من صلة تراثية تدمج القديم مع الجديد. لتؤرخ بفن تشكيلي يستذكر تفاصيل طرابلس العمرانية ولوعي أبناء طرابلس في حفظ تراثها من خلال استحضار رؤية تتجدد من خلال اللوحات التشكيلية. يضيف "أورهان بابا" بصمته الفنية الخاصة على لوحات تميزت بالمحاكاة، وبخاصية مدينة اعتمد على تصويرها إبداعيًا من خلال الصور الذهنية التي تتماهى مع بورتريه الرئيس الراحل "رشيد كرامي" مضيفًا بذلك قيمة ترتبط بطرابلس بشكل خاص. لأن الإدراك الجمالي في لوحات الفنان "أورهان بابا" يرتبط بمفهوم الزمان والمكان، وتجديد النظرة لتاريخ ترك من الآثار ما يكفي، لتجذب العين لالتقاط تفاصيله الباطنية والظاهرة والتي تسمو على الانفعالات. ليبدو المنظور حسب تصوره أكثر عقلانية رغم شاعرية الألوان الحارة والباردة على السواء. تزداد انفعالات الرائي عند لمس الألوان وجماليتها بصريًا، لأنه يربط تكنيك اللون بالفضاءات المفتوحة على عدة تأويلات، وبالفراغات المتسعة والمتعلقة بصياغة الصورة وانجذاب الحواس لها. إن من ناحية الزوايا أو الخطوط وتقاطعاتها الشديدة التأثر بالقيمة العمرانية لتلك الأبنية أو المساجد ذات المسحة الحسية المتجانسة مع الأشكال والألوان والأحجام وقدرة التخيل للواقع الباطني للزمن. معرض الفنان "أورهان بابا" في الرابطة الثقافية بالاشتراك مع الفنان عمران ياسين والفنان محمد نابلسي. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
الفنان أورهان بابا
لاحقا
ضبابية اللون الأبيض المنبعثة من أرز عكار
BY الفوتوغرافي نزيه قمر الدين
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ضبابية اللون الأبيض المنبعثة من أرز عكار ضحى عبدالرؤوف المل تساهم الصورة الفوتوغرافية في تكوين الأفكار التي تتشكل كهوية تبرز من خلال الرؤية الجمالية التي استطاعت العدسة التقاطها باتساع معنوي انصهر مع الرؤية الجمالية وتكويناتها المؤدية إلى نشوء لقطة تتميز بدقة الأبعاد المؤثرة مناخيًا على الانعكاسات بين الألوان، وبيئتها الحاضنة لهذا الجمال التأثيري الملموس، والمتمثل بتكوينات واتجاهات الطبيعة المتمثلة بلون الأرز الأخضر المعانق لثلج تراكم على أكتاف الأرز، استطاعت عدسة "نزيه قمرالدين" التقاطه بفطرية فوتوغرافية، ودقة ضوئية لمس فيها ضبابية اللون الأبيض المنبعثة من أرز عكار، وما يمثله جماليًا لعدسة تحيط بشكل مباشر بواقعية طبيعية. لصورة خلاقة بصريًا تشكلت من مكونات الطبيعة في عكار، وما يحيط بها. فأرز لبنان الزاخر بالخضرة على مدار الفصول ينعم بتجليات من شأنها منح الصورة الفوتوغرافية قيمة جمالية تؤدي المعنى المستوحى لهوية لبنان، والخاضع لموضوعية اللقطة واتساعها. لإظهار العلاقة التي تربط بين العدسة والعين بشكل مباشر، وبدون تحسينات مضافة على معطيات الفكرة بشكل عام. حقيقة طبيعية جمالية التقطها "نزيه قمر الدين" بعدسة حسية تمتلك مدلولات روحية تستحث البصر على الاستمتاع بطبيعة لبنان الجمالية من حيث البيئة والمناخ، ومن حيث الأحراج المحمية بيئيًا، وماهيتها ذات الصيغة الفنية المرتبطة بالمفاهيم الفوتوغرافية، وقوة العدسة وتأثيراتها الضوئية المتآلفة مع لون الثلوج وقوة سطوعها المتوازنة مع رمادية السماء، وتعبيراتها الغائمة المستعدة لذرف ثلوج أكثر على أرز امتلأت أكمامه بالبيض الشتوي المستفز للبصر، والممتع للنفس من حيث اللقطة المباشرة، ومعناها الاتساعي لإظهار المشهد وفق الأرض والسماء، والأرز الأخضر مع الحفاظ على لون الحجر البركاني الأسود الذي تشتهر به أكثر المناطق اللبنانية في عكار خاصة. تنمي الصورة الفوتوغرافية الفنية بشكل خاص الحس الوجداني الذي يتخذ من العدسة طريقًا، لتكوين هوية ذات خاصية تهتم بالجمال في عكار تلك المنطقة الغنية بالطبيعة الخلاقة، والبكر في بعض منها خصوصًا في أعالي المناطق التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بنسبة كبيرة، والتي تحتاج لعين عدسة تُخرج المنطقة العكارية من المخبوء البيئي إلى الخارج العالمي. لتكتسي منطقة عكار ثوبها الحقيقي المحفوف بجمالية بيئتها، والتي لم يسمح لها حتى الآن الظهور كما تستحق أو بالأحرى اكتشاف كنزها الحقيقي من قبل المهتمين بالشؤون البيئية أو الجمعيات والتي بدأت تنشط الآن نوعًا ما. أما بسبب التقصير أو بسبب الإهمال المعرفي بجمالية هذه المنطقة، وما تمتلكه من جمال إبداعي تتضح عناصره في صورة التقطها "نزيه قمرالدين" واستطاع من خلالها إيصال رسالة أرز عكار لكل عين تتفكر بالعناصر الفوتوغرافية، وأهميتها في رؤية ما لم يستطع البعض رؤيته بالعين المجردة في هذه المنطقة الغنية بالثروة الحرجية. الأرز الأخضر هوية لبنان هو الحياة الدائمة الخضرة، والخلود المتجذر في الأرض اللبنانية بشكل عام، وفي الأرض العكارية بشكل خاص، فالمؤثرات الضوئية المتقاطعة مع ضوئية الثلوج أضافت للصورة جمالية تميزت بالتضاد البارز في الحجارة السوداء. أو التي تميل إلى الرمادية المتوافقة والمنسجمة بصريًا مع السماء. جمعها "نزيه قمر الدين" برسم فوتوغرافي فطري ذي نسبية مدروسة في الخطوط البصرية، وما تشكله من مرئيات اجتمعت خيوطها الفوتوغرافية بين طيات أكمام الأرز المتثاقل، والمتراخي والموحي بتراث لبنان الثلجي أيضًا، الذي ينتظره السائح كل عام. فهل من هوية حرجية تستحق العناية السياحية في عكار كما هي الحال في غيرها؟ يقول جورج سانتيانا: "الجمال هو قيمة إيجابية نابعة من طبيعة الشيء خلعنا عليها وجودًا موضوعيًا. الجمال هو لذة نعتبرها صفة في الشيء ذاته." تهب صورة أرز عكار للمصور "نزيه قمر الدين" النفس راحة ببصرية لاتساعها الضوئي، ولمكنونها الجمالي المنتمي إلى لبنان، فالبرودة المنبثقة من الثلوج المتماسكة مع الأرض لم تحذف حرارة الحجارة البركانية التي تنتمي بخاصية إلى أرض عكار، وتأثيراتها الفسيولوجية على الحواس أو البيولوجية من حيث نوعية البيئة، ونظافة طبيعتها البكر رغم الإهمال المتأصل فيها منذ سنين. لكونها تحتاج لاكتشافات تضعها على الخارطة السياحية، فهل استطاعت العدسات في مسابقة أرز عكار حصد فوتوغرافيات هي هوية عكارية بامتياز؟ وهل التلقائية في التصوير هي انجذاب حسي نحو الجمال المستحق للتأمل والتفكر فيه؟ اختلاف لوني أظهرته بقوة السماء الرمادية اللون، المختلطة مع تأثيرات اللون الأخضر المبهج للنفس، الباعث على رؤية أعمق لتفاصيل كل لون وفراغاته الاتزانية رؤيويًا، الملائمة فوتوغرافيًا مع المشهد التصويري من خلال تكويناته الضوئية المؤثرة على نسبة الفاتح والغامق والتوازن الطبيعي للون، وأبعاده الجمالية المتعلقة بكمية الضوء المرتبطة على الخصوص باللون الأبيض والسطوع المعتدل، والمتناسق بينهما. كما أنه حافظ من خلال الصورة على قيمه اللون وكنه الأسس التصويرية الملتقطة بحس وجداني وبتآلف وترابط بين المعنى والشكل، وكانه يقول من خلال الصورة أرز عكار يحافظ على أخضراره في كل الفصول فخلوده من خلود لبنان. الصورة الفوتوغرافية الفائزة بمسابقة أرز عكار التصويرية التي أقامتها الجمعية اللبنانية للإنماء الريفي وهي للفوتوغرافي نزيه قمر الدين. تم نشره في جريدة اللواء عام 2014
×
الفوتوغرافي نزيه قمر الدين
لاحقا
منحوتة «معاً نبني» لـ عبد الناصر ياسين
BY الفنان عبدالناصر ياسين
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
منحوتة «معاً نبني» لـ عبد الناصر ياسين ضحى عبدالرؤوف المل استخدم الفنان «عبد الناصر ياسين» تصميمًا مفعمًا بالحيوية وفق تقنية بسيطة هي أجزاء من أنماط هندسية مركبة تركيبًا معماريا يتطلب عدّة قطع توحي بالمشاركة الجماعية، لقدرتها على استيعاب الكثير من القطع الصلبة من المادة التي اختارها، لتتواءم مع رؤيته الهندسية أولاً، ومن ثم بمعالجات ظاهرية لأشكال مكونة من مقاييس محددة، ومركبة بإحكام، لتمثل الصعود والبناء، والصبر والتعدد القادر على التأليف والتآلف، وبثبات يؤكد من خلاله «عبد الناصر ياسين» على الاستمرارية الحياتية حسيًا، وعلى الاستمرارية البصرية لمكونات هندسية قادرة على إنشاء المجسم دون أن يعتمد على نظام أحادي، بل اعتمد على الأداء الجماعي المرن الذي يؤكد من خلاله على التماسك والانصهار الثقافي أو المجتمعي من خلال منحوتة تركيبية تنتظم، وتتوزع أجزاءها تبعًا للفكرة القائمة على المستطيل والدائرة، وبأحجام ومقاسات ذات خصائص استغلها ياسين لتكوين النحت الظاهري، وبكفاءة قادرة على الارتفاع والازدياد إلى ما لا نهاية، ليشير إلى التماسك الاجتماعي في طرابلس وقوته في الثورة الحالية، ضمن الرؤية الثقافية المتمسك بها فنيا، ليكون المجسم النحتي هو رسالة بصرية تتوحد معها التكتلات أو بالأحرى القطع النحتية المركبة، بتوزيع منتظم يؤديه مع استدارات لينة رغم قساوة المادة. فهل «معًا نبني» تشير إلى الكل من خلال الجزء وأهميته في البناء؟ أم أنها ترمز إلى أهمية كل فرد في المجتمع لبناء الحياة بجمالية تتعلق بالانصهار والتفاعل الثقافي والحياتي معًا؟ تصميم يعتمد حسيًا على الضعف والقوة من خلال التركيب ورمزياته المستبطنة فعليًا في الازدواجية والوسط، وعلى المفهوم التراكمي من خلال عدد الأجزاء التي تتألف منها المنحوتة أو المجسم القادر على التوسع ما بين مستطيلات ومربعات متوارية، ودائرة في الوسط حيث تجتمع المعاني النحتية وفق نظرة هندسية معمارية تستند على الطول والعرض لكل جزء، وهو قريب من شكل قلعة تتسلح بالأسلوب التأسيسي لما يسمى البناء والاتحاد والقوة الجماعية، وما إلى ذلك من مصطلحات توحي لها كناتج جمالي نحتي قائم على التنوع والإعداد والتطور، لإضفاء المعنى الحقيقي للتآخي بين المذاهب والطوائف في طرابلس بشكل خاص، وفي لبنان والعالم بشكل عام. وإن ضمن ارتفاعات معينة اختارها لكل جزء من منحوتته، إلا أنه يمكن لها أن تكون البناء الثقافي والجمالي لرمزيات ووضعها في هذه المنحوتة أو المجسم الهندسي. قطع حجرية بأشكال مختلفة مكدسة هندسيًا ببساطة وسلاسة معمارية، وفتحات متعددة المقاييس للإشارة إلى الفراغات وأهميتها المعقدة، لأنها تركز على الأشكال الفنية نفسها المتكررة، والتي تشهد على المحاكاة والتناغم معتمدة على أحد المفاهيم الهندسية المعمارية، للتعبير عن الإنماء والوجود والتكاثر والبقاء، عبر التجريد الهندسي من حيث تفكيك المعنى وجمعه ضمن فلسفات جمالية قائمة على الشكل المعارض في الالتواءات أو نصف الاستدارة، وكأنها الدرج المفتوح للصعود نحو القمة من خلال اللاشكل الحسي. فهل أسلوبية التصميم تمّت من خلال تطوير النظرة الفنية القائمة على فكرة «معًا نبني»؟ أم أن ياسين قدّم تمثيلاته الهندسية الموحية إلى التكتل الكلي المجتمعي في سبيل النهوض والتقدم والازدهار من خلال هذه المنحوتة؟ «معًا نبني» تم وضعها في ساحة من ساحات طرابلس بمشاركة مدير الرابطة الثقافية الأستاذ رامز فري ومحترف عمران ياسين، والفنان خالد الحجة، وحشد من المهتمين. تم نشره عام 2019 في جريدة اللواء https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D9%86%D8%AD%D9%88%D8%AA%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7-%D9%86%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86/
×
الفنان عبدالناصر ياسين
لاحقا
ترجمة الحدث بلغة فوتوغرافية
BY Photographer Mahmoud Zayat
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ترجمة الحدث بلغة فوتوغرافية ضحى عبدالرؤوف المل تتماشى أعمال الفنان “محمود الزيات” الفوتوغرافية مع الأبعاد الجمالية للمعنى القادر على إظهار الفروقات التوافقية بين صورة وأخرى، لتتبلور اللقطات المؤثرة التي تحدد خصائص فنية، وفق تناسب وهمي يغلب عليه المضمون المتصل بخيوط إنسانية تتمثل في إظهار المأساة اللبنانية لحرب تموز، وما جرى فيها من ويلات، محاولًا قدر الإمكان التقاط التفاصيل الموجعة التي تختفي أحيانًا إعلاميًا، وتظهر عبر الصورة الصادقة والعين التي تسلط الضوء على المضمون. بغض النظر عن الأسلوب ومنظوره الهندسي، فإن العين التصويرية “لمحمود الزيات” متعلقة وطنيا بروح العاطفة والعين الإبداعية، واتجاهاتها المتفاوتة بين المعاناة وقوة المشاعر، والانفعالات وسلبياتها وإيجابياتها. فالصورة في أعمال "محمود الزيات" تتكلم بلسان الضوء المتباين والواقع الحقيقي دون اللجوء لتفاصيل أخرى مبطنة، وهذه عين الكاميرا القادرة على الاستطلاع، وإظهار الواقع كما هو دون اللجوء إلى تكنيكات هندسية أو مرئية. إنما ترجمة الحدث بلغة فوتوغرافية تلغي الأبعاد اللونية، وتجرد الصورة من الفواصل لتمنحها عينًا جديدة هي عين المتلقي. إبداع تقني وفني في توسيع البؤرة الضوئية، لتلتقط العين بعدستها ما هو قريب وبعيد في آن دون اللجوء إلى التأليف الفني. إنما هي صورة صحفية بحتة تلتزم فنيًا بالأبعاد، والمساحات الواسعة وقوانين الضوء النهاري والليلي، والألوان التكوينية للصورة القريبة والبعيدة والسريعة أو بالأحرى المترجمة للغة الحدث، والتي تحتوي أكبر قدر ممكن من المفردات الفنية الإيحائية، كتلك التي نرى فيها أسرة مهجرة في مدرسة، وأطفالها ينامون داخل المقاعد، بينما الرضيع في حضن أمه ووطنه الأول الأم، ليتشرد داخل وطنه ومع عائلته، وما زال في طور النمو. فالصورة تعبيرية عن واقع يبرز فيه التشرد داخل الوطن نفسه، والعلم المركون كالمقاعد الموضوعة فوق بعضها البعض، ليستطيع المكان احتواء الأزمة كما احتوت العدسة مجموعة العناصر الفنية في صورة استوقفتني فعلاً. لأن اتساع العدسة الضوئية اقترن مع التعتيم المتوازن لتظهر الصورة على طبيعتها دون مراعاة للتجميل الرقمي أو الحذف والزيادة. أبعاد داخلية وخارجية تظهر الترابط الإبداعي في صورة عجوز تتأمل الحجر أمامها، وكأن الركن الأساسي لبيتها قد وقع. لنتساءل في أنفسنا، أليس الإنسان هو الأغلى من حجارة داره؟ أم أن حجار الوطن تعاني كما الإنسان من التساقط والانهيار؟ فهل المعاناة الإنسانية هي وليدة تاريخ يتجدد ويترك من البقايا ذكرى نضعها في ألبوم تاريخ الحروب الإسرائيلية التي تشن ضد الإنسانية، لتشهد الأعين كما العدسات على القهر والقوة التي تهدم الأوطان، وتشرد الإنسان داخل وطنه؟ ولتبقى الصورة عينًا على الحقيقة التي لا تضيف أي محسنات فوتوغرافية لها، ولكن بجمالية واقعية تجعلنا نشعر أن للحروب سريالية تظهر جشع وبشاعة العدو، وقوى الشر التي تباغت العجائز والأطفال والرضع. فهل ننسى "لا تقطعوا شجرة"؟ أم نمسك بالعدسة ونلتقط كل الأوجاع الإنسانية؟ تقف متأملًا صور الفنان الفوتوغرافي "محمود الزيات" وأنت مشتت البصر، محاولًا لملمة الجزء من الكل، وكأنك لو جمعت صور حرب تموز مثلًا! لرأيت الكل يبحث عن ذاته، وعن الوطن المفقود داخل دائرة المعاناة التي تركت السيارات والبناء والتشرد المكتمل الأركان من حيث الخراب والدمار! أي الجماد كما الإنسان، وكأن العدو يتعمد تمزيق البنى التحتية وتمزيق الإنسان، فتظهر الصورة تعتيمية ضبابية مؤثرة على الوجدان الوطني، وتدفعنا نحو البحث عن بقعة لا خراب فيها أو بالأحرى فراغ بين الأجزاء المتشابكة، والمعقدة في صورة احتل الخراب فيها حتى الفراغات اللونية التي غالبًا ما تشعر أنها بألوان غبارية، وكأن الانفجارات حدثت الآن. يمتلك "محمود الزيات" الحس الوطني المتغلغل داخل عدسة تجعلنا نقرأ أخبار الحروب المدمرة، والأوضاع الفلسطينية داخل المخيمات وما تعانيه تلك الفئة الفلسطينية الموجودة داخل لبنان، والتي تتم ملاحقة أمنها وانتهاك حتى الفقر الذي تعانيه المخيمات الفلسطينية. لتزداد المعاناة تأثيرًا معتمدًا بذلك على البصر التحليلي والتفكيري والإدراكي القادر على الاستنتاج والفهم من خلال صور الأطفال خاصة، كاحتراق وجه طفل يتماثل للشفاء، فهو النقطة الأساسية في الصورة حيث إن العدسة هنا اعتمدت على التكبير والتوسيع والمباشرة في إلقاء الضوء على انتهاكات حقوق الأطفال. فالوالد الذي يبكي كطفل في حضن ابنه تختصر الف معنى مؤلم جرى في حرب سوداء. وضوح تصويري متفاوت الفروق يحقق للفكرة وصولها إلى حواس المتلقي، ليتفاعل معها بوجدانه ومفاهيمه الإنسانية، فنشعر بحرية الصورة ومصداقيتها. كما نشعر بالقيود الصعبة التي تخطاها "محمود الزيات" قبل أن يلتقط بعدسته المتحررة من كل شيء الإنسان أولًا، وما يعانيه من تفاصيل حياتية يتعرض لها، ومن حروب تشن على الضعفاء، وتترك أماكن الأقوياء كما هي لا تزحزحها انفجارات أو تهشم صورتها عدسة تبحث عن تحقيق المقاييس الفوتوغرافية فقط أو عن هدف إعلامي مشوه الحقائق. وهذه ميزة في عدسة "محمود الزيات" وهو نقل الواقع فوتوغرافيًا وبمساحات تتسع لعين المشاهد. يقول بيكاسو: "إن الفنان لا يكون في الواقع الأمر في حالة من الحرية كتلك التي يجب أن يتظاهر بها.. إن الفنان يحيط به العديد من القيود، وهي ليست دائمًا من القيود التي يمكن أن يتخيلها الإنسان العادي." لأن "محمود الزيات" لا يبحث عن القيمة الجمالية للصورة الفوتوغرافية فقط. إنما يبحث عن سيكولوجيا فنية تحقق اجتماعيًا وظيفة صحفية تعرض الواقع المرئي، وتظهر أبعاد الحروب والنتائج السياسية. لكل حدث سياسي سلبي أو إيجابي، ليعكس المؤثرات الفوتوغرافية، ويضعها في عين الرائي بمصداقية، كما هي في كل جزئياتها الفوتوغرافية، وبتوقيع واقعي يظهر المعاناة الإنسانية ونتائج الحروب السيئة على الأوطان. أعمال الفنان محمود الزيات من مجموعة متحف فرحات بقلم ضحى عبد الرؤوف المل Dohamol@hotmail.com
×
Photographer Mahmoud Zayat
لاحقا
«
126
127
128
129
130
»