Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
ما بين الخيال ومهارة التقاط اللحظة
BY الكاتبة ضحى عبدالرؤوف المل
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التصوير الفوتوغرافي ما بين الخيال ومهارة التقاط اللحظة ضحى عبد الرؤوف المل تتطلب اللقطة الفوتوغرافية مهارة حركية حاسمة، وخفة يد تتطابق مع قوة ملاحظة سريعة بديهية. إذ تحتفظ الصورة بمكنونات الزمن، فتحيا من خلال لحظة حدثت في الماضي ضمن لحظات أخرى من الحاضر والمستقبل. فاستمرارها عبر أجيال متعددة يجعلها ذات أهمية أثرية لا تقل عن الأثر التراثي أو العمراني أو الجمالي. لأنها قادرة على الاحتفاظ بكل هذا من خلال المعالم التي تبقى ظاهرة فيها بتباينات تتفاوت بين الماضي والحاضر، واللحظة الآنية التي تم التقاطها بها. يقول "ليوناردو دافنشي": "ينبغي أن يكون ذهن المصور كالمرآة، يمتلئ بعدد من الصور يوازي قدر ما يوضع أمامه من أشياء." إن نقطة النظر الأولى تبدأ من الأشياء التي تظهر ذهنيًا قبل أن تتبلور في عدسة تتضمن انعكاسات ضوئية مهيأة لبث الصورة بكل التفاصيل الفنية المتناسقة مع بعضها من حيث التوازنات، والتباينات، والمنظور الفوتوغرافي المتزن نسبيًا. إذ يعتبر الضوء موسيقى وإيقاعًا جماليًا للصورة المتزنة، وللتذوق الجمالي بمختلف زواياه واتجاهاته الفنية. يقول أستاذ فن التصوير "بسام لحود": "الصورة الفوتوغرافية لحظة تحدث، وإذا أردنا خلق هذه اللحظة نحتاج إلى تقنيات من ضمنها الفوتوشوب وبرامج الكمبيوتر في الكاميرا والهواتف الخلوية." أما في التقنيات القديمة، كنا نخلق هذا الخيال من خلال عدة تقنيات في الغرفة السوداء. يتفنن المصورون اليوم بالأساليب الرقمية لتحديث المفاهيم الفوتوغرافية، وتقديمها وفق اختيارات تختلط فيها المفاهيم الثانوية. إلا أن الصورة وجمالياتها ما زالت تعتمد على الأسس الأولية التي تحتفظ من خلالها بالتكوينات والظلال، وزوايا مساقط الضوء العميقة الدلالة والبسيطة تعبيرًا. فهذا الفن الواقعي والمتخيل والقابع داخل عدسة تتأثر بحجم فتحة الضوء من حيث الضيق والاتساع هو جزء من عين على الحياة ترى كل ما من شأنه أن يدفعها إلى الالتقاط الفوتوغرافي. وحين سألنا المصور الفوتوغرافي "نينو مليوري" خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان لماذا تثير الخطوط العمودية والأفقية عدستك أكثر من غيرها؟ قال: "لعبة الخطوط نابعة من الزوايا التي يختارها المصور لالتقاط صورته، وتبعا لهذه الزاوية يبرز هذا النوع من الخطوط أو ذاك." أما عن الجمال الفوتوغرافي وخفة الالتقاط فقال: "الصورة تشبه الكلمة. الكلمة في حد ذاتها ليس فيها شيء من الجمال، ولكن إذا جمعنا معًا صورتين أو ثلاثًا أو أربعًا أو عشرًا، يمكن أن نؤلف نصًا أدبيًا أو شعريًا. الأمر نفسه ينطبق على الصورة. إذا عالجنا موضوعًا معينًا بالكاميرا، وبالصور الفوتوغرافية، يمكن أن نحوّل هذه المعالجة إلى ما يشبه الأدب أو الشعر. الصورة بهذا المعنى يمكن أن تكون قصيدة." إن اختلافات الضوء تثير العدسة، كما تثير البصر من حيث التشوق والاستبصار، ومنح اللحظة الزمنية خفة التقاط متأثرة بالحدث مع الالتزام بقوانين التصوير من حيث الخطوط، والأشكال، والمساحات. برغم مؤثرات الحدث الحسية، والمؤدية في بعض الأحيان إلى تصوير المآسي، كما في صور المصور الفوتوغرافي "محمود الزيات"، الذي منح العدسة قوة إظهار الوجع الإنساني في انتهاكات حقوقه الحياتية التي مارستها إسرائيل على الشعب والأرض، محاكيا العالم فوتوغرافيًا. لتتكون طبيعة ترابطية بينه وبين العدسة والمتلقي. لتبقى صور الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 كجزء مؤرشف يحتفظ باللحظة التي فجرت الصورة من خلال خفة الالتقاط الحاسمة، والعين الحادة المدركة لقيمة الحدث الذي ترك أثره في النفوس. كما في التصوير الضوئي الإبداعي الذي ارتكز على الأطُر الصامتة للدمار، وعلى سكون الحياة بعد الفاجعة المريرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الإنسان. فهي لم ترحم الأطفال والعجائز، وكل ما أظهرته عدسة "محمود الزيات" التي تابعت الحدث فوتوغرافيًا. لتختزل الحركة كل كلمة بصورة تحاكي قوانين الفوتوغرافيا من قيمة ضوئية، ومن قيمة إنسانية تمنح الصورة أهدافها التحقيقية التي تسعى إلى تسجيل صورة لتؤرشف في تاريخ الأمم الانتهاكات، ولتراها كل عين في العالم. يقول بيكاسو: "إن الفنان يحيط به العديد من القيود، وهي ليست دائمًا من القيود التي يمكن أن يتخيلها الإنسان العادي." إن هذه القيود تختلف بين الخيال ومهارة الالتقاط، إذ تعتمد على اللحظة الملتقطة وما تظهره من جمالية، أو أن تكون إعلامية صادقة تبحث عن الخبر الذي يصعب رؤيته بالكلمة لتكون كمؤثرات منحرة ومقيدة في آن. ففي الأحداث المؤلمة التي مرت على لبنان في تموز 2006، استطاع "محمود الزيات" بخفة لقطته السريعة التي أرادت تسجيل كل ما تراه العين ضمن صورة صحفية حديثة احتفظ فيها، لتكون الشاهد الزمني على الجرم الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل بحق شعب لبنان. بينما يفتح المصور الفوتوغرافي "علي حشيشو" عين عدسته على اتساعات تأملية تخدم المعنى، أو بالأحرى المضمون المتمرد في صورة تحررت أركانها الفوتوغرافية من القيود، لتظهر مكنونها الجمالي بتوازن مع الأسلوب المتآخي مضمونًا، كتصويراته الفوتوغرافية في حق العودة يوم 15 مايو، وما تمثله الفوتوغرافيات من فضاءات مفتوحة تعبيرًا نحو تأويلات ودلالات تمنح الرائي الأمل في رؤية الغيوم الحركية ضمن السماء الزرقاء التي مدها ضوئيًا، لتظهر معانقة كل من رافقها من طبيعة تحتضن البشر والحجر. وكان المناسبة هي عرس الحياة أو عرس الطبيعة الإنسانية المتشوقة لحق العودة. وما بين الحدث المؤلم في صور الفنان الفوتوغرافي "محمود الزيات" وصور الفنان الفوتوغرافي "علي حشيشو"، خفة التقاط تتمثل بالتضاد المعنوي أو المضموني، وبالتوافق في الرؤية التي سعى من خلالها كل من "محمود الزيات" و"علي حشيشو" إلى تجسيد قيمة الحفاظ على الإنسانية أو جمالية السلام، وإن برؤية معاكسة في فوتوغرافيات "محمود الزيات"، لأنه منح الأرشيف الزمني كل ما يؤلم الإنسان ليكتشف اليد الإسرائيلية المجبولة بالدم والأسى. أما "علي حشيشو"، فاستطاع فتح عدسته الجمالية نحو حق العودة، وما تمثله الصور من قوة الإرادة لشعوب تبحث عن الحق. ربما ما تحمله صور "محمود الزيات" من فوتوغرافيا صحفية حديثة مرنة، تهدف إلى إعلام مرئي بصري ذي خيوط بصرية تؤثر ذهنيًا على منح الحدث المحاكاة الديالكتيكية القادرة على خلق إبداعات برغم مرارة الحدث، وهي نوع من المذهب الإنساني الذي يهدف إلى احترام حقوق الإنسان، وهذا أيضًا ما حاول إظهاره بلغة جمالية "علي حشيشو" لاحترام إرادة الشعوب في حق عودتها إلى أرض مباركة محفوفة بالفضاءات الواقعية والمتخيلة. فالفوتوغرافيا هي الفن الضوئي المثير للدهشة في كل لقطة مهما كانت أنواعها أو الأحداث التي احتفظت فيها. فهي ذاكرة لا تموت. يقول المصور الفوتوغرافي صلاح الرفاعي: "لا شك أن الفوتوغرافيا قد تحررت من أولوية التقنية والميكانيكية التي شغلت إلى وقت طويل كبار مصوري القرن الماضي، لصالح الإصرار على أن التصوير هو وسيلة تعبير وإن كانت بمضامينها تنقل رؤية وفكر المصور. أنا لا أعتقد أن هناك صورًا تأخذنا حاليًا إلى الخيال الفوتوغرافي. بأعتقادي أن الصورة ما زالت تحاكي الرؤية المباشرة وصولًا إلى الواقعية... من هنا ما زالت الصورة تحمل مصداقيتها ومن الصعب التفريط بها. أما التقاط اللحظة الحاسمة بالنسبة لي فتعني: أن يشاهد المصور كل شيء عبر عدسته، إنما بكامل حواسه وليس عينه فقط، إلى أن يشعر بدنو اللحظة... وهنا يلعب التخيل دوره بعيدًا عن الميكانيكية. أود أن أشير إلى أن نظرية التقاط اللحظة الحاسمة قد وضعها المصور الفرنسي الأول "هنري كارتييه بريسون"، وقد أسماها "التقاط اللحظة الحاسمة"." إن التقاط اللحظة الحاسمة هو الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال، وبين كل ما من شأنه تحقيق الصدق والعفوية مع الحفاظ على جمالية الصورة ومقاييسها الضوئية، لتجذب البصر إلى بؤرة الموضوع الأساسي. كما في صور حق العودة لعلي حشيشو المفتوحة نحو لا نهائية الحدود المؤطرة بظل انسيابي اختلفت فيه النسب الضوئية، لتزداد التعابير الحسية متانة وجمالًا. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
الكاتبة ضحى عبدالرؤوف المل
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
ألوان تدفع بالنفس نحو جمالية الوجود
BY Artist Lena Aidinian
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بؤرة الضوء الفنية المشبعة بألوان تدفع بالنفس نحو جمالية الوجود ضحى عبدالرؤوف المل تمتزج العلاقات اللونية برومانسية تشكيلية تبثها ريشة الفنانة "لينا ايديان" بفلسفة لونية تعتمد على الاندماج الحسي بين الفاتح والداكن للون الواحد، وتدرجاته القصيرة والطويلة المدى من حيث قوة الضوء وخفوته، وجمالية التشابك بين الخطوط الانفعالية والخطوط الواعية بتضاد حسي جمعته ضمن المخيلة والواقع. وبرمزية تتضح من خلالها دقة الدلالات النفسية وجماليتها اللونية التي تنبعث من المعنى الجمالي في لوحات هي بمثابة فن تشكيلي نفسي، يبوح بخاصية أنثوية تهدف إلى بث الشاعرية من خلال اللون وقوته الضوئية، وتأثيراته على النفس الإنسانية الباحثة عن الوجود ومعناه في التفاصيل الحياتية التي منحتها "لينا ايديان" مختلف الألوان والأشكال والأحجام، وحتى الاتجاهات الهندسية المبهمة. إلا أنها تتجه دائمًا نحو نقطة البداية، وكأنها بؤرة الضوء الفنية المشبعة بألوان تدفع بالنفس نحو جمالية الوجود. تتجه "لينا ايدينيان" بتأملاتها نحو الفراغات المملوءة بضوئيات تدفع بالمخيلة نحو الازدواجية الملموسة في معرضها هذا، والحنين للآخر الذي توجته بوشوشات لونية خضراء. هي بمثابة تحولات وتغيرات فيسيولوجية متأثرة بليونة الخط المنحني في ملامح الوجهين الغامضين، وحتى في الخطوط المشتركة المتصلة والمنفصلة بصريًا. بينما تركت التجريد في خلفية تضج بالأسرار الحيوية الناشطة لونيًا. لتمنح اللوحة لغة حوارية ذات جمالية شاعرية توحي بالحب والحياة، وفلسفة الوجود التي تكتمل من خلال الآخر الذي يضج بالمشاعر. كما ألوانها الفاتحة والداكنة، والمعاني الجمالية المنبعثة من لوحاتها ذات الألوان الزاهية، والمثلثات اللينة والقاسية ذات الرؤوس المبرومة أو الحادة، وفي كلتا الحالتين هي تركت التعبير للريشة وللون بصدق وعفوية. لتترجم ما بداخلها في لوحة هي جزء من أنثى تعشق الحياة. رمزية لونية تنبعث نفسيًا من الداخل إلى الخارج، لتخلق تأثيرات بصرية توحي بالمشاعر الإنسانية التي تستقطب في كل اتجاهاتها الضوء. فالخطوط تتميز بالألفة والابتعاد عن الانعزالية من حيث القدرة على خلق تصورات نفسية تتجمع عند نقطة تتوافق من خلالها الخطوط الانعكاسية، والاتجاهات المختلفة في ضربات الريشة الراقصة، والمتناغمة مع ما تبثه الألوان من حرارة ووضوح، وخصوبة تتضح في تفاصيل اللون الأخضر والأصفر، والاختلافات النسبية بين تحت وفوق، وعند الزوايا المضبئة التي تدفع بالمتلقي لتأمل كل التفاصيل في لوحات هي بمثابة ربيع حياة، وأمل في وجود جديد تجسد في همس بين رجل وامرأة، اختلفت ضربات الريشة في ملامح كل منهما. إلا أن الخط متوحد بينهما بمرونة جمالية توزعت بإيحاء يهدف إلى إبراز التوافق بين الجزء والكل، وبين المرأة والرجل. تتضح آثار اللاوعي في لوحاتها من خلال رمزية اللون والمعنى، والسريالية الخفيفة في التفاصيل المبهمة المندفعة من داخل النفس، وميولها الشاعرية التي تنساب بتناسق بصري مع وحدة الشكل والمضمون، والتماسك بين الخطوط واللون الممتزج بالمعايير الحسية التي توحي بثقة ريشة تدرك أنها تترجم بوعي ما بداخل النفس من إحساس فني هو بمثابة قصيدة مؤلفة من شكل ولون، وخط، ومساحة، وفراغ، وضوء، وإيحاءات رمزية تخفي من خلالها الأنا الأنثوية المتصلة بعمق وسيمترية مع الآخر، والتكوينات الحياتية المختلفة مع الحفاظ على الخط الفاصل بين كتلتين. وفي هذا بوح فلسفي تشكيلي تطغى عليه لغة الحوار الثنائية أو لغة الخط واللون، والضوء والظل، والفراغ والأشكال الهندسية، وخاصة المثلث المتشكل من عدة وجوه جمالية في لوحات تشكلت من اللاوعي الفني. بين الوعي واللاوعي جدلية فلسفية تنطق بجمال ذهني يتكون ضمن رسومات تثير المخيلة، وتدفعها نحو اكتشاف المزيد من التفاصيل التي تلاعبت بها بثقة أحاطت بجميع موتيفاتها الكثيفة ذات المنظور الفني المغاير عن رؤيتها الانعزالية. لتتجه بوشوشاتها النفسية نحو الهمس الموجه لحواس تحتفظ بها، تحاورها، ترسمها، تضعها أمام الحقائق الحياتية الملموسة باللون، وديناميكيته النابضة بفرويدية تنحصر باللاوعي. تاركة للوعي جماله الحاضر في تفاصيل مختلفة بعضها مبهم بين الخطوط، وبعضها الآخر هو جزء من الأسلوب الجاذب للبصر، وللتفكر بالمعاني المنبثقة من لوحة أودعتها وشوشة محسوسة ذات إيقاعات صامتة، تتجلى في حركة الخطوط والضوء والظل، والتناغم الحسي المتناقض مع مفاهيم التضاد المتغلغل داخل الانعكاسات الضوئية المرتبطة بقوة الإحساس عند الفنانة "لينا ايدينيان" وريشتها الفرويدية. إشباع بصري يشعر به المتلقي عند تأمله أكثر من لون تشع منه معاني الأمل، والفرح، والحياة، وجمالها النابع من التوحد مع الذات، والتصالح مع النفس التواقة للألوان المختلفة، حيث تتضافر العناصر الفنية بتقنية ترتكز في معظمها على رمزية اللون وتأثره بالنفس، وبجمالية التشكيل المثير للتخيل، والقادر على خلق فضاءات فراغية داخل عوالم النفس التي تتنازعها الأفكار الفلسفية، وجدلية الوجود المبني على التناظر والتماثل والسيمترية في المفاهيم الجمالية الكامنة باللاوعي. فالاكتفاء بالانطباعات النفسية في لوحات الفنانة "لينا ايدينيان" هو العنصر الذي يلامس نفس المتلقي، ويحقق من خلاله حوارات متعددة منها تحليلية وسيميائية ذات خصائص موضوعية ترتبط باللون ورمزيته. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
Artist Lena Aidinian
لينا ايدينيان من مواليد 1972 بدأت ترسم منذ طفولتها وهي على مقاعد الدراسة، لكن شاءت الظروف ان تدخل مجال الصيدلة فتخرجت من الجامعة اليسوعية عام 1996 واتخذت من الصيدلة مهنة تعتاش منها بعد ان افتتحت صيدليتها الخاصة، لكنها لم تتخل ابداً عن حلم الرسم حيث كانت ترسم دائماً في اوقات الفراغ
الفن التجريدي في المدرسة الأمريكية
BY Writer Doha El MOL
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفن التجريدي في المدرسة الأمريكية ضحى عبدالرؤوف المل تتنوع الفنون في عصرنا هذا، بل وتتوسع لتشمل الفنون الرقمية، وما زالت المسميات تتخذ معالمها في الأعمال الفنية من واقعي، وانطباعي، وكلاسيكي، وتجريدي، وما إلى ذلك. ويبدو أن الرؤية الفنية حين تتشكل وتبدأ بمسارات جديدة، تحمل في طياتها فكرة وُلدت بعد ثورة أو نضال، لإثبات ذاتها من خلال النوع دون الفصل الفني بين الأنواع. لأنها في النهاية تصب في الفنون التشكيلية، مهما اختلفت وتنوعت أساليبها أو مفاهيمها، لأنها تمتلك المادة واللغة اللونية، وتكنيك الضوء وما إلى ذلك. مما يجعلها متصلة بسمات مشتركة دائمًا، وهذا ما لمسناه في الفن التجريدي الأمريكي منذ الشرارة الأولى لبدايته التي تأثرت بالتجريد الفرنسي. لينطلق من خلال ذلك نحو لغة تجريدية جديدة لها خصائصها التي تميزها عن سواها. كما تجلى هذا من خلال أعمال الكثير من الفنانين، ومن أبرزهم الفنان "جاكسون بولوك". فالرؤى العميقة لهذا الفن تكونت على أسس تعبيرية تتحرر من خلالها الأحاسيس لتتشكل وفق تعبيرات مجردة من الخطوط الواقعية أو من كلاسيكية الفن ومقاييسه المحددة. ما من حضارة نشأت إلا وحملت إرثًا فنيًا انتشر عبر الثقافات المختلفة، عربية كانت أم غربية. ولكن يبقى السؤال: كيف تحيا الأعمال الفنية التشكيلية؟ ومن يرعاها لنقرأ من تراثها ومن أساليبها مفاهيم أزمنة مضت؟ إن تحديد هوية اللوحة والانتماء الفني لها يحتاج إلى قراءات بصرية تعتمد على فهم العمق المضموني للون، وتقنيته، وأسلوب المزج، بحيث تحتفظ اللوحة بجمالية خاصة تجذب البصر إليها لتثير الذهن وتتولد شحنة من الانفعالات، إما سلبية أو إيجابية. وهذا ما يفعله الفن التجريدي غالبًا، لأن غموض اللوحة يولد الإدهش البصري غالبًا. مما يعطي الفن التجريدي تأثيراته التي تترسخ في الذهن من خلال ألوانه والفلسفة التي تحملها ريشة جمالية تبحث عن جمالية اللون وسحره وتأثيره على النفس. كما في أعمال الفنانة الأمريكية "جوان ثورن" (Joan Thorne) التي لم تخل من هندسة، ولكنها تحرر مع اللون، وانطلقت مع إشراقته نحو فضاءات عشوائية انسجمت مع الانضباط في عمق اللوحة، إلا أنها لم تستطع التخلي عن الخطوط الهندسية في العديد من أعمالها، بحيث مزجت الخط اللوني مع المزج التقني بين الألوان المتناقضة، والمشرقة ضوئيًا في الغالب تاركة التعبير التجريدي يترجم انفعالاتها بحرية تفاعلت معها الريشة التجريدية المنسابة مع الخطوط العريضة والرفيعة، معتمدة بذلك على أساليب فنية معاصرة ذات تأصيل تشكيلي يمتلك فلسفة روحية مفتوحة الفضاءات، باعتبارها مساحة لا محدودة وتمتد مضامينها مع لا نهائية اللوحة الجمالية المتماشية مع الأسلوب والخصائص المتميزة فيه. إن مسألة الفن التجريدي الأمريكي لا يمكن حصرها بمقال، فهي تحتاج إلى أبحاث جادة من خلال حصر الأعمال ودراستها. بل ومنح القراءة الجادة لكل لوحة، بحيث نحاول تفكيك اللون لفهم البيئة المحيطة بالفنان، لنتوحد مع المفهوم المؤثر في ولادة اللوحة، وتحديد خصائصها. ولكن أحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على بعض الأعمال الفنية التي من شأنها توضيح النظرة العامة بشكل خاص. ربما أنطلق بعدها نحو البحث الجاد في هذا الفن الذي يحمل من الغموض ما يكفي. لنشعر أن جماليته نفسية بامتياز، ولكنه يحتاج إلى مخزون ثقافي وهندسي وفيزيائي وبيولوجي... فهو برغم بساطته في الظاهر، إلا أنه يحمل في طياته لغة خاصة به، هي لغة تجريدية ذات تعبير داخلي يظهر من خلال اللون وفلسفته العميقة التي تختلف من فنان لآخر، ومن مفهوم لمفهوم من حيث المصطلحات والقدرات والتأثيرات البيئية المحيطة. حين تمتزج الهندسة بالتجريد، تبرز جمالية هذا الفن وتتضح معالمه التحررية أكثر، لتصبح الخطوط الهندسية مبنية على الغموض المرافق للون. كما في لوحات الفنان الأمريكي "ويد هوف" (Wade Hoefe) الإبداعية ذات المنظور اللوني المرتبط بالخط اللوني، وبالرؤية الفضائية التي تعتمد على نظرة عشوائية منظمة بخطوط لون ينكشف من خلالها الظل والفراغ في المفهوم التجريدي الملفوف بالإيحاء والخيال، والحركة الضوئية المتأصلة بالضوء وتحولاته المبنية على درجات كل لون وفروقاته من تعتيم وتفتيح، واقترانه بالألوان الأخرى الباردة والحارة. لتتمثل تأثيرات التجريد من خلال التفاصيل التعبيرية التي توحي بلغة هوف الفنية. لغة أنيقة تجريديًا تميل إلى سرية البوح العفوي باعتباره المحور الأساسي في كل لوحة تجريدية تعبيرية كانت أم هندسية أم ذات النظم الإيقاعية المتناغمة مع الجزء والكل، ومع التباينات المسطحة والمتميزة بسطوعها وجماليتها المتمثلة باللا نهائية المفتوحة الفضاءات. إن الدلالة الفكرية والثقافية في العديد من الأعمال الفنية هي جزء من تاريخ التشكيل الذي يؤرخ لمراحل تمتد عبر الأمكنة والأزمنة، ليصبح فيما بعد من تراثيات البلدان والمدن أو بيئات تختلف من حيث الائتلاف والاختلاف، وتذويب الحدود والأطر لتنفتح على كل المفاهيم الفنية نوعًا ما، ومدلولاتها الهندسية والتجريدية والتعبيرية التي تجتمع في لوحة تضم في ألوانها الخيال والحقيقة الجوهرية المختبئة في الضوء الذي يجمع كل الفنون على السواء. فالفنان الأمريكي "ميشيل ستيوارت" (Michelle Stuart) يعتمد على الضوء في لوحاته التجريدية ذات الآفاق الفراغية المرتبطة بالضوء مباشرة، وعلى هندسة تجريدية تتأرجح بين الوضوح والغموض، فالتكوين اللوني في لوحاته إيقاعي النغمة، وينسجم مع الأحاسيس والعاطفة المتدفقة من الألوان المتحاورة والمتجاورة، والمندفعة في نزوعها نحو التحرر، فتبدو المعاني الجمالية كمفردات ضوئية انعكاسية تعتمد على البارد والحار، كما تحمل في طياتها ذاتية وجود تتميز بالانطلاقة الضوئية اللانهائية. الأعمال الفنية من مجموعة متحف فرحات بقلم ضحى عبد الرؤوف المل dohamol@hotmail.com تم نشره في جريدة المدى عام 2014
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
تلقائية عشوائية نابعة من اللاوعي الفني
BY Artist Vanessa Stafford
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تلقائية عشوائية نابعة من اللاوعي الفني ضحى عبدالرؤوف المل تعبث “فانيسا ستافورد” بالأشكال، لتلامس بها سيريالية تصويرية ذات خصائص لونية شفافة. تتوازي فيها الخطوط والأشكال والفراغات المتراكمة بين الألوان الفاتحة ذات الصفات الجمالية، المتأثرة فنياً بالأساطير والفنتازيات التخيلية التي تحتل معظم مساحات لوحاتها، الممتلئة بالأشكال والألوان. مما يجعلها تتسم برمزية سيريالية تختلط فيها الرؤى الواقعية، والألوان التعبيرية التي توحي بفطرية المزج التقني، والرومانسية التي تحرر انفعالاتها على الأقمشة، وضمن لوحات ترسم خطوطها ببساطة وتلقائية عشوائية نابعة من اللاوعي الفني، ومن المخزون القصصي المشبع بالأحلام والسريالية المفرطة بعاطفة مشبوبة بفواتح الألوان التي تبث الهدوء النفسي للمتلقي. تتشح عوالم "فانيسا ستافورد" بالمشاهد الغنية بالحركة البصرية ذات الخطوط الانعكاسية، المتلاحمة مع الألوان القادرة على بث تغييرات داكنة وفاتحة في اللون الواحد. إذ تكثف من تدرجات الألوان الإيجابية والسلبية، ومن خلال أسلوب تقني سينوغرافي، وكأنها تقدم عروضها المسرحية من خلال الريشة، والخط، واللون، والأبعاد المعرفية في مفاهيم الواقع، والأسطورة، والخيال. لتستفيض المشاعر الدرامية المخزونة في اللاوعي المتماثل من خلال الفروقات التعبيرية بين الإنسان والكائنات الأخرى، وكأنها تسعى إلى تصوير التعبيرات الانفعالية التي تبرز على الوجوه من خلال اللون، والحركة، والضوء، والظل المثير وجدانياً، والذي يمنح الحواس تأملات ذات طبيعة فنتازية. إن حكايات الفنانة "فانيسا ستافورد" تداعب الخيال والإحساس بطفولتها الفنية، والفطرة الإنسانية الواعية القادرة على إبراز الواقع من خلال لغة تشكيلية متنوعة في معطياتها الإيحائية والرمزية، فهي تخوض مع الألوان انفعالاتها الخاصة من حيث تشكيل شخوصها، وتكوين الكائنات الغريبة التي تختلط بمرونة مع انفعالاتنا الحسية التي تغني من قيمة المحاكاة، والحوارات الداخلية بين المتلقي واللوحة. فهي بمثابة تنشيط ذهني إذ تعصف رسوماتها بالذهن، وتفتح أبواب عوالمها على مصاريعها. ليستكشف الكائنات كلها مع الخطوط والألوان، والتصويرات من خلال تشابكها وتلاحمها، وانسجامها المتأثر بالضوء والظل، والتفتيح، والتعتيم، فالمشاهد الواقعية أو الأسطورية من إيحاءات تخيلية تحاكي بها "فانيسا ستافورد" الإنسان، والمعاني الحياتية الأخرى. من طبيعة خلاقة عميقة الرؤية، وطفولية في معناها الفني، المندرج مع فطرية التشكيلات المستوحاة من سريالية وواقعية توحي بذهن فني منفتح نفسياً على عالم الألوان. حوارات لونية، وجدليات خطوط عمودية، وأفقية، ومائلة، ومنحنية، وحتى خطوط أخرى وهمية مبنية على أسس ومفاهيم جمالية عفوية، ولكنها ذات انطباعات غامضة ومعقدة. تكمن في التصويرات والأشكال السيمترية ذات الجماليات التشكيلية، والإيقاعية التي تكشف عن ارتدادات بصرية ذات معاني أسلوبية. تنحصر في الصياغة الإخراجية التي تكشف عن تداخل بين اللون واللون، وأسلوب المزج المرن مع القدرة على استنساخ الأشكال من مخيلة غنية بشخوص حركية تلامس الكرتونيات الثلاثية الأبعاد، وتتناقض مع البعد الواحد، فزمكانية لوحاتها وسيميائيتها تجعل من كل لوحة حكاية نقرأ من خلالها الواقع بلغة الأحلام السريالية المحببة للنفس، والتي تترجم انفعالاتنا ومخاوفنا من الواقع الحياتي. تتراكم الأشكال الفوضوية أحياناً في أعمالها، وأحياناً تلتزم بالمنظور وبمسارات الخط المشدودة مع بعضها التي تتجلى في مساحات مفتوحة فضائياً نحو أزمنة تتشكل ضمن بصريات الألوان المتوهجة، والمستويات المرئية الغامضة مع التشكيل الجمالي الملموس في كل لوحة رسمتها الفنانة "فانيسا ستافورد" بطفولة واعية، وتعقيدات مسحت عنها النظم اللونية، وتدرجاتها. لنشعر بتفوق لون على لون آخر أو بالأحرى سيطرتها على الألوان، كالمزج بين الحار والبارد، وبالعكس. مما يمنح عشوائيتها جمالاً له خاصية نفسية نتجت عن الوعي النفسي، وعن خلق تعبيراتها الموحية بقيمة. اللوحة من مجموعة متحف فرحات تم نشره عام 2014 في جريدة المدى
×
Artist Vanessa Stafford
ولدت فانيسا ستافورد في كاليفورنيا عام 1954، وحصلت على بكالوريوس في علوم التصميم الجرافيكي من جامعة ولاية سان خوسيه. إنها فنانة حظيت بشرف التعرف عليها كصديقة وفنانة محترفة على مدار العقدين الماضيين. وهي واحدة من الفنانين القلائل ذوي الأسلوب الساذج الذين تجذبني أعمالهم. لقد قمت بجمع لوحاتها بسبب خصائصها وميزاتها الفريدة. استخدامها للألوان المائية كوسيلة، واختيارها للألوان الزاهية، وخيالها الفريد يعطي انطباعًا أوليًا وكأنها رسومات لكتب الأطفال. ومع التدقيق الأكثر، يكشف العمل عن واقعية مفهومية عميقة. تقدم فانيسا أفكارها في شكل قصة. القصة هي انعكاس لتجارب حياتها الشخصية. في لوحتها التي تحمل عنوان "الحلم في الغابة"، تستند فانيسا إلى صورة رأت في حلم. في حلمها، كانت نائمة بعمق على ظهر فيل محاط بأعشاب أكلها، وكان هناك زرافة على اليسار وأسود على اليمين، في وسط الغابة. في الحلم، تحدثت مع القديس ميخائيل وأمرها بأن تكشف عن روحها للآخرين. بعد أن كشفت عن نفسها للأعشاب آكلة النباتات، تعرضت للهجوم بواسطة سهام طائرة تنبع من جميع الاتجاهات. كان الحلم يمثل قبولها اللاواعي للهشاشة والتعرض للهجوم من قبل أشخاص سيئين بعد أن أصبحت أكثر انفتاحًا.
«
127
128
129
130
131
»