Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
بورتريه أو أوتوبورتريه مرتبط فنياً
BY Artist Oussama Baalbaki
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بورتريه أو أوتوبورتريه مرتبط فنياً وجمالياً بالإيحاء الحركي. ضحى عبدالرؤوف المل يحبك "أسامة بعلبكي" رؤيته الواقعية، ويمنحها حقيقة ذات ملامح تصويرية لها طقوسها التعبيرية التي توحي بمعنى المشهد الذي يتخذ من المخيلة البصرية الحقائق الحسية. فالفلسفة الذهنية هي لون موحد أو تفاصيل فنية تتخذ من انعكاساتها الضوئية دلالات ذات تحليلات سيميائية لها تحولاتها وتغيراتها التي تتمرد على البورتريه التقليدي أو حتى على الأوتوبورتريه، وحتى الطبيعة الصامتة، وكأنه يخلق إيقاعات ذهنية تتغلغل في حواس الرائي، فتحاوره ليبني منطلقات فنية تتنوع فيها الأشكال والألوان والكتل، لتختلط المفاهيم التصويرية مع الضوء وقوة الانطباعات التي تتخذ من مفهوم التضاد لغة فنية لها، وبعفوية تتشكل تباعًا وفق تدرجات الخط واللون أو حتى التوحد مع اللوحة. يتنقل "أسامة بعلبكي" بين الماضي والحاضر بقوة ملاحظة تقنية وهمية تترك المتلقي يتأرجح بين زمنين، وفي الحقيقة الزمن واحد. لكن لعبة الألوان والضوء والتعتيم والتفتيح والتدرجات التي تتخذ من معنى الصورة أسسًا لها، هي بمثابة نغمات ذات أبعاد خاصة. لأن الطقوس الفنية في أعماله تتراوح بين الذاتية والموضوعية، وبين التصوير والإيحاء الواقعي المتخيل كمضمون يعالج من خلاله بصريات يتركها وفق مفارقات يستكشف منها الرائي في كل مشهد موضوعًا ما. من خلال الرمز، كالذي يضع يده على عينه ليرى بعين واحدة، وفي هذا حركة تمثيلية داخل لوحة فنية تتخذ من الموضوع الاجتماعي أو السياسي أو الفطري منحًى لها. لتتشكل العناصر الفنية بوضوح لا يخلو من إيحاء حسي يترجمه وجدان الفنان "أسامة بعلبكي" بالحركة التفاعلية بين التناقض الحيادي، وبين الألوان المشتركة بين اللوحات في معرض ذي تضاد حيوي يترك المتلقي في حيرة مشهدية غارقة بالمعاني والتناقضات الحسية المبنية على التضاد الفني. يتفنن "أسامة بعلبكي" في صياغة المفارقات اللونية والكتل، حيث تتمازج الخطوط المتماثلة، وتتميز الأبعاد المؤثرة بالطول والعرض والحجم والمساحات والظل والفراغات المغطاة بضوء يوحي بالتعتيق أو بإعادة بناء آثار تتناسق عناصرها الفنية وتتوحد مع اللون وفق تكرار موسيقي منظم ومتزن بصريًا، حيث تكتسب الجوانب الجمالية ديناميكية تكمن في المعادلات اللونية ونسبة اختلافاتها الضوئية، حيث يلعب اللون الداكن جمالية لها زمنيتها التي توحي بأمكنة تعشش في الذاكرة، وهي حاضرة الآن. لتصبح مع الماضي قطعة فنية معلقة على جدار الزمن، ليخلق حركة مرئية تتناغم مع الأعلى والأسفل، والرؤية الفيزيائية الارتدادية والمعاكسة للسكون الذي يوحيه اللون الأسود والأبيض، وحتى اللون الحيادي. كما يمسك أحيانًا بالحركة، ليتركنا في ماضيه عبر صورة يسطر عليها ويبثها من معالمه الملامح الضرورية، لتبدو كصورة ذاتية التقطت بوسائل قديمة تحتفظ بخصوصية الإيقاع الزمني الذي يترجمه اللون والخط والفراغ. إن لب الحركة الزمنية هو ما يميز أعمال الفنان "أسامة بعلبكي"، حيث تنسجم مع فضاءات الموتيفات التي يوزعها بنسبية مؤطرة بفكر فلسفي فني، وبالعمق الجوهري للفكرة التي تكمن في لوحاته. فالابعاد تتنافر وتتضافر بحيث تتشكل العناصر البصرية بموازاة الألوان وبتقنية مزجها وتعتيقها، لتبدو معتمة طبيعيًا أو هي صورة من ذاكرة عتيقة تتنافس مع ذاكرة الحاضر الفنية التي يرسم من خلالها المشاهد الدرامية ذات الرموز الإنسانية، والطبيعة الجمالية التي ينتقدها بيئيًا، حين امتدت إليها يد الإنسان، وبأسلوب غير مباشر في الرسم والتصوير الواقعي التعبيري الرمزي تختلط فيه المفاهيم الفنية. ليجمعها في بورتريه أو أوتوبورتريه مرتبط فنياً وجمالياً بالإيحاء الحركي. افتراضات فنية يقدمها الفنان "أسامة بعلبكي" مع الموضوع الإنساني والبيئي حيث الإنسان والطبيعة، وعناصر الجمال والتكوينات الفنية المتناغمة مع الجزء الحركي الذي تتولد عنه حركات محسوسة بصريًا، وكأن العين واليد هي عدسة ضوئية قادرة على تسليط الضوء على موضوع حياتي ما. فالتداخل بين الفضاءات التخيلية والواقعية هو بمثابة مكونات تتفاوت وتتنوع فيها الخطوط حيث تبرز الأشكال دقيقة في مساراتها الفنية. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
Artist Oussama Baalbaki
Oussama Baalbaki was born in Lebanon in 1978. Baalbaki and his six siblings are all successful musicians and painters, following in the footsteps of their father, multitalented artist Abdul Hamid Baalbaki. Baalbaki graduated from Lebanese University's School of Fine Arts in 2002.
النظم الفنية الإيقاعية المؤثرة نفسيًا
BY Artist Zeina Assi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
النظم الفنية الإيقاعية المؤثرة نفسيًا على الحواس والوجدان ضحى عبدالرؤوف المل تنتقد "زينة عاصي معالم" المجتمع الأنثروبولوجي بأسلوبها الفني البنائي الذي يعكس تجمعات تنوعت مضامينها. إلا أنها تحمل الإنسان على الظهور تبعًا لمفاهيمها المدركة، وتبرز التغيرات الجوهرية المتأثرة بالجماليات المحيطة بنا دون الاهتمام بالداخل المعافى، الخالي من التأثيرات السلبية الملموسة في شكل الأصابع، وفي اللغة الجسدية، والحركة العمرانية في المدن الكبرى، وحتى في الطبيعة. إلا أن التغيرات الإنسانية تبدأ من الداخل قبل الخارج. لهذا نكتشف في داخل اللوحة كل ما هو باطن وظاهر بصريًا رغم الكثافة في العناصر الفنية والموتيفات. فالسيمترية في الخطوط والأشكال والزخرفة التشكيلية، والانتقاد المبني على المبالغة الفنية في الشكل والحجم، والفراغ، والضوء، والظل، والتشابه، والتكرار، وكل ما هو مختلف لونيًا ومتنافر عن التشكيلات الروتينية. تعتمد "زينة عاصي" على النظم الفنية الإيقاعية المؤثرة نفسيًا على الحواس والوجدان، والتي تتيح اكتشاف الذات من خلال موضوعية الفكرة التي تطرحها في لوحات تحمل نفحة من الفن المعاصر، وتقنية معاصرة ذات معطيات جمالية ترافقها فلسفة ذات حضارات سطحية. تهتم بالأشكال الخارجية، والصياغات المتشابهة المشبعة بالتقليد، والمصاغة بأسلوب بيئي تكراري. ولكن منحَتها "زينة عاصي" جمالية خاصة وزعتها على المواضيع المتنوعة بين الإنسان والمدنية، والمجتمعات الافتراضية التي امتصت الحواس ووحدت اللغة الإعلامية التخاطبية وحصرتها بأصابع شبه عظمية. لتحقق توازنات فكرية تتواكب مع الجمالية التشكيلية المبنية على سيمترية الخطوط العمودية في معظمها، والتي تحمل صفة العولمة التي تتماشى مع الأماكن والأزمنة، والأبعاد المحفوفة برؤية تساهم في تأصيل الفكرة التي تقدمها "زينة عاصي" بصريًا. تبرق المعاني الإنسانية المستوحاة من الضعف البنيوي للإنسان المعاصر الذي بات اهتمامه ينحصر في الكماليات، وفي الخارج مصاب بموجة البوب آرت والإيقاع السريع. لهذا نلمس في ألوانها تنقلات بصرية سريعة تعتمد على العدد، وفي هذا الأسلوب عفوية تخرج من المكنون النفسي البارز في تكويناتها العاصفة بهندسة تمتلك في العمق رؤية حضارية معولمة. تستفز الحواس وتثير البصر من خلال الخطوط التي تفوح منها واقعية تتنامى بتعبيرات جسدتها على الملامح العامة بتكامل جزئي، وبشفافية رؤية معاصرة متمسكة بالانتقاد الاجتماعي الجذاب الذي وظفته في خدمة الفكرة، كمغامرة مسكونة بالانعتاق من القياسات المحدودة. وكان في كل لوحة مدينة تكرر نفسها في عالم إنساني مختلف من الداخل، برغم العولمة التي تجمعه في صفات تتشابه بمؤثراتها النفسية، وبموروثاتها الفنية، وهذا ما نشهده في فن المعمار، وفي الفنون الإنسانية حيث المدى البصري يضيق ويتسع تبعًا للضوء، والظل، والمساحة، واللون، والفراغ المتسامي بفضاءاته التخيلية المبنية على رؤية واقعية تراها "زينة عاصي" بمقاييس حسية، وبدلالات اجتماعية تسعى إلى التحرر منها، والانفلات من العادات والتقاليد حتى بالبناء واللباس، وبطبيعة داخلية باتت تتأثر بالأفكار والرؤى. سمات خاصة لأعمال تتيح استخلاص تحليلات من شأنها إلقاء الضوء على مفاهيم جديدة، ولكن في أسلوبها الفني المعاصر الذي يحمل في طياته سياسة خطوط تنفصل وتتصل، وتؤلف عامودية تقسو أحيانًا من خلالها "زينة عاصي" على اللوحة، محاولة كسر رتابة من نوع نفسي. لكنها قدمت رؤية فنية ذات موضوع جمالي بطابع تشكيلي يعتمد على الوحدات التكرارية، والتعتيق اللوني أحيانًا، لتغطي الألوان الفاتحة بداكنة أخرى، حيث تجمع بين العتمة والضوء ليتأرجح الظل ويتوافق مع التذبذبات اللونية الفاتحة والداكنة التي تنطوي على خصائص تكوينية ذات مسطحات تتناسب مع الأحجام وتوليفاتها الحسية التي تتسم بجمالية تنبض بالحياة وبمواضيع لها أهميتها البصرية، ومحاوراتها الكامنة بديناميكية التقارب والتباعد، والضوء، والظل، والتعتيم، والتفتيح، حيث تنعكس أغوار النفس على الأشكال المثيرة للاستكشاف، وللخطوط وموسيقاها التراتيبية المنغمسة بألوان حارة وباردة. ما بين العشوائية والتنظيم، لا يتيه البصر بل تحافظ "زينة عاصي" من خلال ذلك على تنوعاتها من الأكريليك وحتى الكولاج، من التجريد والتعبير حتى الواقع بكل حيثياته ومعانيه. لتضعنا مباشرة أمام كل مشهد تحرر من الصياغات الأكاديمية المتحررة من المقاييس الخاصة. إلا أنها تعبيرية الأسلوب الاجتماعي المؤدي إلى إحياء الحيوية في لوحاتها التي تخاطب بها الإنسان والمجتمع والعالم بشكل عام، لأنها تحافظ على القيم النفسية في لوحاتها. فالألوان هي لغة انسلخت عن الأشكال، لتحاكي البصر بسرد درامي محبوك، بخيوط واقعية تؤدي الشخصيات فيها أدوارها. إلا أن لكل خلفية تجريد خشن الملامس وكثيف الحركة مع التجانس الذي يتضمن جمالية تزيد من عناصر التأثر والتأثير في كل لوحة مبنية على مشهد مضموني خاص. إن الأسلوب يتنوع في خاماته وخطوطه، وألوانه، والتحرر من النموذج الخاص. لشخصيات شحنتها بمعاني اجتماعية خاصة، فمنها تتضح المواضيع الساخرة من الإنسانية التي تعاني الضعف النفسي المؤدي إلى شكل يقترب من هيكل عظمي يكتسي من الألوان الباردة والحارة ما يجعله كاريكاتوريًا نوعًا ما وجذابًا للبصر. ومن هزال بنيوي حتى لتوحي بذلك من خلال الألوان الحيادية في أكثر اللوحات حركة حيث جمال الأشكال وغرابتها تتخذ طابعًا محوريًا مختلفًا في الخامات والأسلوب والمضمون. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
Artist Zeina Assi
زينة عاصي هي رسامة لبنانية ولدت عام 1974 وتخرجت في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة(ألبا). وتعيش وتعمل ما بين بيروت ولندن. وقدمت العديد من المعارض الفردية منذ عام 2008. ومن هذه المعارض؛ «ألوان» في بيروت، و«آرت سوا» في دبي، و«البارح» في البحرين. وفي أبريل عام 2011، وصفتها دار «كريستيز» بأنها فنانة معاصرة ناشئة على الصعيد العالمي. وقد شاركت زينة في مهرجانات عالمية للفن التشكيلي المعاصر في لندن، وباريس، والولايات المتحدة الأمريكية، وبيروت. لمعرفة المزيد عنها يمكنكم زيارة موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%8A
السرد المخفي بين الخطوط
BY الفنانة أحلام المشهدي
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
السرد المخفي بين الخطوط من خلال تحرر الألوان ضحى عبدالرؤوف المل تكتسب الخطوط في لوحات الفنانة "أحلام المشهدي" صفة حركية ذات أنماط مماثلة، لتبدو الشعيرات الحمراء كعصبونات نابضة بالألوان الحسية التي تحركها منحنيات تتماوج مع درجات اللون بليونة. ولكن ضمن تداخلات معقدة لا تخلو من غرائبية لا واعية، تمنح البصر حكايا شهرزاد في بعضها. لأن توهجات الألوان القوية والكثيفة تكشف عن بصريات تلونت بالضوء، إذ ترصد تحولات الشكل في الصورة الفنية، وغالبًا ما تجسد تحرر المرأة في دواخلها الحالمة بالجمال الأسطوري الذي يمنحها قوة تخيل نلمسها في لوحات عرائسية تفوح منها الأنوثة التي تحقق في وجودها نوعًا من الحضور المعاكس للواقع. غير أنها فتحت علاقة جدلية بين الفن والأسطورة، لتجسد في بعض لوحاتها الأخرى أسلوبًا ثابتًا في الهوية الفنية، التائهة منها في خضم الانفعالات الشاعرية التي تبحث عنها "أحلام المشهدي" من خلال اللون الذي ينطوي على تضاد تصويري يرتبط بالخيال، وبعفوية تلقائية تتخبط بين الوعي واللاوعي. لذا نجد في معرضها لوحات تداخلت فيها المدارس الفنية. تترجم "أحلام المشهدي" أحلامها من خلال الألوان، لتبدو كل لوحة تنطق بفنتازيا ترتبط بمفاهيم اللاوعي النفسي، وتأثيرات الخطوط ذات الأهمية الحركية المتمايلة نحو الأعلى والأسفل. وكأن إيقاعات الخطوط المتمايلة هي جزء من موسيقى اللوحة، وتشبه إلى حد ما حركة الأنامل المشبعة برومانسية فنية، وبريشة سردية تحكي الحكايا لشهريار منتظر، طمست معالمه في خضم بحور الألوان الحارة والباردة ذات السماكة في أماكن كثيرة منها، خاصة الأزرق، وما يحمله من انعكاسات ضوئية على الألوان الأخرى. إلا أن اللوحات الأخرى تعتمد على الخطوط الحمراء الرفيعة التي تلامس في سرياليتها الفطرية الفنية حيث التجريد يبدو تصويريًا ناتجًا عن السرد المخفي بين الخطوط من خلال تحرر الألوان وتفوق بعضها على بعض من الدرجات ومستوياتها الضوئية. تستعير "أحلام المشهدي" من صفات الحكايا ما تجسده من جمالية أنثوية تكمن في عوالمها الداخلية الظاهرة على سطوح اللوحة، وأبعادها اللانهائية من متخيلات وهواجس وحتى الحس العميق في تكويناتها الظاهرة على الخطوط، وامتزاجها الجزئي المفروض على الكل، خصوصًا في البنى الفنية المتطاولة وفق عاموديات وأفقيات تتأرجح في قياساتها المتناقضة مع الشكل والمضمون، والمتوافقة مع اللون والجوانب الحسية والنفسية للوحة. لأن الوحدة الداخلية في كل جزء فيزيائي ترسمه كعصب ذات تشكلات رؤيوية مرتبطة بطبيعة الأشياء، وتماثلها ضمن التطابق السيمتري المبني على فكرة الذكر والأنثى، ككينونة خلق وتواجد جمالي يحقق في قسم منه بنية ذات علاقات تستمد جذورها من الحكايا الخيالية التي ترمز في غالبيتها إلى لغة شعرية تؤثر في النفس، وتمنحها المحاكاة الفنية القائمة على إثارة الوجدان النابعة من انطباعات تستقطب تعبيرات لونية متحررة من قيود الكتل الكلاسيكية في رومانسيتها المنسجمة مع عمق الإحساس باللون، ومعناه الشعري المتكئ على خيال سريالي يتصف بمفردات فنية تستحضرها من اللاشعور واللاوعي الفني. تحاول "أحلام المشهدي" الخروج من الواقع بواقع متخيل، وتجريد ارتبط بإيحاءات ترتكز على المرأة في غالبيتها وعالمها المنصهر بالأحلام والغني بالهواجس الحسية، ومدلولاتها ذات التشكيلات التي تعتمد على الترابطات البصرية المتداخلة مع بعضها من خلال الألوان المختلفة في معانيها وتناسقها التعبيري المنعكس على وجدانيات تشكل جزءًا جماليًا من كل محسوس. فالقدرات الديناميكية التي تظهر مختلفة من لوحة إلى لوحة تبحث عن انتماء فني ينبغي أن تلتزم به "أحلام المشهدي" لأنها تظهر غنية أكثر حين تقترب من التجريد الرمزي، الدائم الحركة والتماثل والسيمترية العشوائية التي تتسم بالتوتر، ولكن ضمن روحيانية لون أطلقتها عبر الخيال الديناميكي المشحون بتحليلات نفسية فجرتها في لوحات لاواعية نفسيًا. يقول هربرت ريد: "لقد غدا الفنان لأول مرة في التاريخ شاعرًا بمصادر إلهامه، وغدا يتحكم بإلهامه تحكمًا واعيًا، لكي يسيره في طريق الفن." إن الاتجاهات التشكيلية في لوحات "أحلام المشهدي" هي جزء من كينونة أنثوية ذاتية تنساب، فتستثير الذهن لتتولد الحكايا المختبئة في ذهن المتلقي، وكأنها تبث عبر اللون تيقظات نفسية ذات إرهاصات محسوسة تتماشى مع الشكل والصورة الرومانسية التي تتسامى مع التفاصيل والرؤى التكوينية من عاطفة وخيال، ولا شعور انعكاسي يتقد كلما تأملنا في تفاصيل النشاط الحركي المتفاعل مع كثافة الخطوط الدقيقة ومعطياتها الإيقاعية التي ينتج عنها نغمة مرئية تتعالى وتنخفض تبعًا لطول الخط اللوني وتردداته البصرية وذلك وفقًا لتصوراتها الخاصة. إن الفرح اللوني الذي تبثه "أحلام المشهدي" في لوحاتها هو بمثابة قصيدة شعرية ذات حضور مجازي في أسطوريتها المنغمسة بالرمز والخيال، والطفولية الانفعالية التي وظفتها في نطاق الشكل والعلاقات اللونية من ضوء وظل، وتفتيح، وتعتيم وتظليل ينسجم مع مكونات اللوحة وسيميولوجيتها الباردة الممزوجة بمؤثرات غامضة وأيهامية، منفتحة بفضاءاتها المفعمة بوجدانيات تشكيلية غنية بالإيقاعات الفنية المترنمة مع إيقاعات "أحلام المشهدي" الأنثوية. أعمال الفنانة أحلام المشهدي في أتيليه جدة - السعودية. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
الفنانة أحلام المشهدي
لاحقا
ألوان الفنان "تحسين الزيدي"
BY Artist Tahseen Neama Zaidi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
النفحة التشكيلية الإشعاعية أو الفسفورية المتميزة بصريًا ضحى عبدالرؤوف المل تشتعل ألوان الفنان "تحسين الزيدي"، فتؤلف إيقاعات تتناقض فيما بينها، وتتشكل تبعًا لأحاسيسه وفق لمحة تجريدية تمسك بالواقع التصويري من نواحي متعددة. إلا أنه ينصهر مع الألوان حسيًا، ليضيء المضمون الإنساني النابع من الذات، ومن جمالية ريشة لونية تنساب بحيوية مع الألوان القوية الضوئية حيث ترتبط أهميتها بمحور الشكل الذي يتبلور مع الفراغات المتوازنة مع المساحة والشكل الخارجي والداخلي، وضمن التكوينات اللونية الجزئية المكثفة. فالنوعيات الفنية الراسخة ضمن طبقات لونية متراكمة بأسلوب فني مبني على التضاد، والانعكاس الضوئي، ليدمج بين العتمة والضوء بأسلوب تشويقي يجمع فيه عنصري الإدهاش والإبصار، معتمدًا على التناسق والتضاد في تأليف لوحاته التي تشع بالمعاناة الإنسانية. يترك الفنان "تحسين الزيدي" للكتلة تواجدها اللزج ضمن الألوان وطبقاته، مما يؤثر على الحركة التي تبدو بطيئة، لتتناقض حركة الخطوط مع حركة اللون، كما تتناقض حركة الضوء مع التعتيم، وكأنه يرسم لوحات في لوحة تتماسك كل عناصرها. لتبدو كمنحوتة زنجارية تلونت عناصرها الفنية تبعًا للضوء، وللمبالغات اللونية بين الأصفر الضوئي، والأزرق السميك مع الأحمر المشتعل، وباقي الألوان القوية انفعاليًا من حيث الكثافة وطقوسه الفنية التشكيلية المطرزة بدلالات عميقة إنسانيًا، تتزن فيها الأشكال والفراغات والكتل التي تبدو متثاقلة بحركاتها الغامضة حيث يبرز التجريد ضمن تعبيرات اللون القوية والجريئة، والتي تنطبع بصريًا في عمق الوجدان. لما تثيره من عصف ذهني مشحون بتموجات لونية سلبية وإيجابية تتجلى في الألوان وقوة انفعالاتها التعبيرية القادرة على خلق إيحاءات رمزية تشير للإنسان، وقوة معاناته في مختلف ألوان البيئة الحياتية التي يعيش فيها. فالأطر اللونية تضيق حول الكتلة وتتسع بصريًا من خلال التموجات والذبذبات، وكأنه يترك الكتلة كعين إعصار تتجه نحوها الألوان، أو كمحور منظور يتجه نحوه البصر، فتتولد التفاصيل الجمالية بديناميكية تتمتع بالبعد الواحد، وبزمكانية ترافق السطوح وسطوعها البانورامي الذي يبدو تعبيريًا كتكوينات زخرفية ذات أسس منظورية تضفي جمالية خاصة. تتعدد المواضيع في اللوحة الواحدة من خلال اللون وتركيباته وتقنية مزجه والنسبة الضوئية فيها. إلا أنه يتوحد مع الكتلة والشكل، ويتحرر مع اللون ليجمع بين الحركة البطيئة والحركة الخفيفة من خلال ازدواجية ريشة تبحث عن مفهوم القديم الجديد، أو الفن العراقي الموحي بالنقوش والألوان المشرقة المرتبطة بالتكوين، والقوة الجمالية المتفاوتة في نسبيتها التكوينية، ومستوياتها الإيقاعية المنسجمة مع التقاطعات المختلفة دراميًا من خلال العناصر اللونية المتناقضة بين الحار والحار، والبارد والبارد، والدرجات المنخفضة والعالية مع بعضها، وكأنها ثورة ألوان تكونت بكل خصائصها المتآلفة والمتنافرة، بل والمتدفقة مرئيًا، فاللمسات اللونية ذات النفحة التشكيلية الإشعاعية أو الفسفورية المتميزة بصريًا. تتماسك البنى اللونية في أعمال الفنان "تحسين الزيدي" الزاخرة بالتباين والتماثل والتكامل الصياغي المعادل لتوزيع الفراغات، وتأثيراتها المماثلة حسيًا للمحسوسات البصرية، وتوازناتها الإيقاعية المترابطة وجدانيًا مع المضمون، والدلالات التجريدية ذات التعبيرات النفسية المملوءة بأشورية دراماتيكية ساطعة بتشكيلاتها التخيلية، البسيطة بنظمها الهندسية والمعقدة بمزج ألوانها الرافيدينية، وتكرارها الإيقاعي اللاواعي تخيليًا، بخاصة التجريد اللوني ومنظوماته الحارة، كالاحمر والأصفر والضوئيات في معظم اشتعالاتها وتوهجاتها، وما يرتسم منها كفنتازيات ذات كوادر تتماهى فيها الخطوط الوهمية المتلاشية مع الألوان الباردة، مثل البنفسجي والأزرق والأخضر، كمشهد متناقض موحي بتصويرات إنسانية واقعية تتداخل فيما بينها بتباطؤ حركي يزدان بالتجريد الرومانسي، والتعبير الحسي والواقع المرتبط بالبيئة المحيطة بالإنسان ووجوده الموضوعي في الحياة. إسقاطات رؤيوية ذات تجريد يحمل من الصفات الإنسانية فسيولوجيات تكونت داخليًا وخارجيًا بتلاحم مضموني وأسلوبي، أظهر من خلالهما الفنان "تحسين الزيدي" انفعالاته الذاتية المقترنة بالضوء والظل، والفراغ وكثافة اللون المنظمة وفق نبرات عالية ومنخفضة. فالمسارات العبثية تتمثل في مفاهيم العدم والوجود والذات، والموضوعية مستخدمًا التحولات والتغيرات اللونية، ليترجم بذلك أحاسيسه الفنية العابقة بجمالية تكنيكية حارة وباردة سابحة بالمعاني، والفضاءات بأبعادها المغايرة والمتجانسة مع أبعاد اللون والتسطيحات المتوالفة مع تنافر الضوء البصري. إن أعمال الفنان "تحسين الزيدي" ممتلئة بالحركة البصرية المضادة التي تعتمد على الشكل والبعد الواحد في توزيع الكتلة مع الأبعاد المتعددة في تكنيك اللون الموحي بالغموض والوضوح في آن، وكأنه يروي من خلال ضجيج الألوان وإشراقاتها، وسطوعها حكاية ذاتية شعبية ينبثق منها تراث الوطن المتجلي في لوحاته الإنسانية الباحثة عن الجمال والسلام، وعن الهدوء والسكينة. فالبناءات العامودية والأفقية اختفت أسسها بين عبثية كل لون يحاول السيطرة على الآخر بتدرجاته الموجية، وانسياباته الباردة خصوصًا بين الأزرق والبنفسجي، والشرارات الحمراء والصفراء في بعضها، ليعكس في معرضه ازدواجية حارة وباردة تلاعب بها. إسقاطات ضوئية تستقطب البصر، وتضع المتلقي أمام تشكيلات نافرة خشنة الملمس، كأنها جداريات زمنية معتقة تبث من خلال اللون الأصفر روحانية خاصة نتعاطف معها حسيًا. لنكتشف ديناميكية ريشة تؤلف من الألوان ملحمة إنسانية تجريدية لا تتعارض مع المستويات الفنية الملموسة في أعمال الفنان "تحسين الزيدي" التشكيلية. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
Artist Tahseen Neama Zaidi
تحسين الزيدي فنان تشكيلي عراقي من مواليدبغداد له مشاركات عديدة في بغداد وسوريا والأردن و أيضاً في دول عديدة عربية و غربية.
«
128
129
130
131
132
»