Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
المعنى الإنساني الغارق بالرسومات الموحية
BY Artist Long Nguyen
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الانسجام مع المعنى الإنساني الغارق بالرسومات الموحية ضحى عبدالرؤوف المل تشتعل الألوان في لوحات الفنان الآسيوي "لونغ نيوغن" (Long Nguyen) لتنبض المعاني الإنسانية وتتوهج بسطوع مع كل لون على سطوح لوحات تحمل مضمونًا إنسانيًا يعالج من خلاله مفاهيم الحرب والسلام. مما يدفع الألوان إلى الانسجام مع المعنى الإنساني الغارق بالرسومات الموحية بالفكر القادر على بلوغ الذهن، كالأيادي المجتمعة فوق بعضها البعض، وكأنها صورة للدماغ البشري المتفاعل مع القضايا الإنسانية التي تدفع بالبشرية لخلق صراعات تدميرية من شأنها نزع الجمال والأمن والسلام. وهذا ما يجسده "لونغ نيوغن" في لوحاته الزاخرة بالألوان الضوئية التي من خلالها تتضح التعبيرات القوية المعنى، والواعية أسلوبيا لمفاهيم الفن الإنساني الهادف، لخلق جماليات تنطوي على إيحاءات فنية ذات تصويرات انفعالية متزنة من حيث الفراغات، والكتلة، والتوازن اللوني الموشح بأشكال نستطيع من خلالها إدراك الرسالة التي يهدف "لونغ نيوغن" إيصالها بشكل بصري إلى العالم. يقول هربرت ريد: "إن الفن طريقة للتعبير لتبليغ معنى". إن التوزيع الضوئي ضمن الألوان الممزوجة بتقنية مكثفة يجعلنا نشعر بقوة طبقات اللون المتماسك، مما يوحي بالزمن المتمثل في الأبعاد الهادفة إلى منح اللوحة قوة محاكاة الماضي والحاضر والمستقبل. إذ تكمن أهمية المضمون في الأشكال المتراصة التي تتخذ من الإنسان العمق الوجودي أو مفهوم الحياة والموت منحى فنيًا تشكيليًا من شأنه استخراج كل ما هو باطن. مما يحرك الأحاسيس الإنسانية، لتعي لذاتها وتؤثر في الوجدان متجاوزة الرؤية المادية للوحة من قياسات هندسية، وتقنية لونية وبراعة في توزيعات الضوء نحو الرؤية المعنوية أو الروحية للوحة، ومعناها الإنساني المستند إلى قيمة الإنسان واحترام حقوقه، وإظهار جمالية الفن التشكيلي والخصائص الفنية الشديدة التباين. خطوط منحنية توحي بالتأثر العاطفي مع اللون الدافئ، والفراغ الفاصل بين المعنى والمعنى، وكأنها تعتمد على التكرار الإيقاعي ذات الخاصية السيمترية التي تقتصر على التناظر، والتماثل، والإضاءة، وجمالية التكوين، والتجريد التعبيري المنسجم مع واقعية الرؤية التي يهبها تدرجات لونية ذات مستويات متعادلة، تتأرجح بين المنخفض والعالي، ولكنها تحافظ غالبًا على توازنات بصرية، وسينوغرافيا جمالية تحاكي الحواس بواسطة التكوينات المحاكية للإنسان. إذ يعتمد "لونغ نيوغن" على قدرة الأشكال والألوان، وتأثيراتها الغنية بموضوعية تشكيلية ترتبط بفكرة الصراع الإنساني، والحرب التي تؤدي إلى عتمة فكرية تجعل الإنسان يصبح كتلة من لحوم بشرية تؤدي إلى الفناء والدمار، وتمنع البشرية من بناء الحضارات التي تتمتع بالجمال والسلام. تتكون في لوحات "لونغ نيوغن" لغة فنية تشكيلية ذات مفردات حياتية، تتناقض في مفاهيمها الوجدانية المتعلقة بالحياة والموت. إلا أن للبرتقالي والأصفر، ومركبات درجات اللون الباردة مع الحارة محاكاة تختلف فنيًا، وكأنه يبحث عن الجمال الإنساني الفاقد للحيوية التي يمنحها اللون. ليتوهج ويؤثر ويولّد جمالية ذات منحى تشكيلي، حيث تتحاور وتتجاور الألوان مع الأشكال الرياضية الممزوجة بواقعية تعبيرية، وانطباعات حسية تتشكل تبعًا للإيحاءات التي تنبثق من كل شكل، ولون، وفراغ، وخط، مما يمنح اللوحة تصويرات ذات مشاهد سينوغرافية تستند على دراميات الألوان وحيويتها المبنية على الأخضر المعتم، المعاكس للبرتقالي وللأصفر المشرق المنعكس على بقايا الإنسان، وأسس صراعه الذي ينتج عنه الموت بكل أشكاله. فالتفاعل الفني بين الجزء والكل يشبه تماسك الكتلة في أعمال "لونغ نيوغن" الملحمية المؤثرة في النفس الإنسانية من حيث القدرة على التعاطي مع موضوعية اللوحة، وذاتية اللون المنضبط مع الفكرة والإيحاءات الفنية المدروسة تشكيليًا بدقة ريشة ذات فضاءات خاصة. يعتمد "لونغ نيوغن" على تنظيم العناصر الفنية تبعًا للمضمون والأسلوب المساعد في بناء اللوحة. إلا أن الإحساس بالعشوائية هو نتيجة كثافة الفكرة التي تعتمد على التكرار الإيقاعي، حيث تبدو الحالة الانفعالية للريشة من خلال العتمة، والضوء، والظل، وثلاثية الخط، والشكل، واللون المحيط بالكتل، وبتموجات حركية ذات تناقضات مرئية تزيد من الإحساس بالإضاءة، والمحاور الفاصلة بين المسافات الداخلية التي تتسع كلما تعمقنا بصريًا بتأمل لوحاته المشبوبة بمسطحات سابحة، وبتخيلات تمتص معنى انتهاكات الإنسان لأخيه الإنسان، وتخفف من حدة الموضوع أو من رؤية أشلاء الإنسان أو الأيادي الغارقة، والعيون الحائرة وما إلى ذلك. إن طبيعة اللوحة اللونية تؤثر بالأبعاد الوهمية ذات الخطوط الضوئية المتلاشية في العمق بحيث تظهر للبصر عند الابتعاد عن اللوحة، فجغرافيتها العشوائية ذات قيمة فنية تتجلى في التضاد البصري، وتقنيات الضوء في كل لوحة، مما منحها من المواضيع الإنسانية ما يحاكي بها ريشته التي تستند على قواعد نسبية في المزج والتقنية، والإضاءة المالئة لمواطن الظلال المتوازنة مع بعضها، والمتناغمة مع الكتل والفراغات. فالمساحات الكثيفة التكوين تتعادل مع الفضاءات التخيلية المفتوحة على عدة تأويلات حيث يترك سماتها للمتلقي. ليتكون المفهوم الإنساني بموازاة مع الداخل، والخارج، وثلاثية لوحة فنان متلقٍ. إن درجة التأثير النفسي في لوحات الفنان "لونغ نيوغن" هي بمثابة ملحمة بصرية نستمتع بالإنصات لها مرئيًا، حيث تبدو الحركة الغامضة كإيقاعات تتناغم مع الفكرة، والمضمون، والأسلوب، والمشهد الفني المساعد في تجسيد قضايا الإنسان القديم والمعاصر ضمن تحديثات رؤيوية معاصرة تحافظ عليها اللوحة ذات الجمال المعرفي، والأسلوب، واللون المخضب بالحياة والموت. إلا أن هذه المفاهيم تتلاحم بصريًا بحيث توحي بالتناسب في لقطات الريشة وانطباعاتها التعبيرية المتأثرة بتدرجات السلم اللوني، والتناسب الضوئي الذي يرفع من قيمة الشكل واللون المكمل للون الآخر. أعمال الفنان الآسيوي لونغ نيوغن (Long Nguyen) من مجموعة متحف فرحات. تم نشره في جريدة اللواء عام 2014
×
Artist Long Nguyen
لونغ نيوغن هو فنان مرئي وممثل حاصل على جوائز. لون هو فنان متمرس وقد عرض أعماله في معارض دولية. تم افتتاح معرضه الاستعادي في منتصف مسيرته في عام 2003 في متحف سان خوسيه للفنون. ثم انتقل المعرض الاستعادي إلى متحف هيلستروم للفنون في مينيسوتا في فبراير 2005. لوحات لون موجودة في المجموعات الدائمة لمتحف أوكلاند للفنون، ومتحف سان خوسيه للفنون، ومتحف تريتون. من بين العديد من جوائزه، كان لون أحد الحاصلين على منحة مؤسسة الفنون الوطنية، ومنحة مؤسسة فليشهكر، ومنحة مجلس الفنون في كاليفورنيا مرتين. كممثل، فاز لون بجائزة "أفضل ممثل" في مهرجان نيوبورت بيتش السينمائي عن دوره في فيلم "رحلة من السقوط" (من إخراج هام تران). وقد مثل مؤخرًا في فيلم "مطلوب ممثلة" (من إخراج مين نجوين) وله دور متكرر في مسلسل "Lodge 49" على قناة AMC و"NCIS-LA" (الموسم 8 و9). كان لون قد شارك في أدوار مساعدة في الأفلام التالية: "سبعة مجانين" (من إخراج مارتن ماكدونا)، "لمسة" (من إخراج مين نجوين)، "السماء والأرض" (من إخراج أوليفر ستون)، "عملية إسقاط دامبو"، "في الهواء الرقيق"، "التنين الأخضر"، و"الذئب ينتظر".
اتجاهات اللون الأسود والقدرة على الإمساك بتوازناته
BY Artist Sadik Kwaish Alfraji
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
اتجاهات اللون الأسود والقدرة على الإمساك بتوازناته الضوئية ضحى عبدالرؤوف المل تتعدد الأشكال والأحجام في أعمال الفنان "صادق الفراجي" واللون واحد: هو الأسود الواعي، الزاخر بصريًا بانعكاسات الظل والخيال والحركة والانعكاس، والتفكر الكلي بالإنسان والوجود. وفيه صعوبة الخروج من الظلمة إلى الضوء أو الانبعاث الجديد الذي يبحث عنه "صادق الفراجي" داخل العقل اللاواعي في وعي فني إبداعي يتميز بالحركة واتساع الظل الإيحائي المداعب لإيحاءات الذهن. ليعصف بالحواس برمتها ويترك المتلقي في حالة من الاستبصار التمثيلي المنضبط تشكيليًا. فالقدرات الحركية الانعكاسية بين الفراغ واللون الأسود هي الأبيض الممتد كلغة هادئة، يظهر من خلالها الفراجي الحس اللوني داخل فكرة التضاد الرياضي بين كبير وصغير، طويل وقصير، ساكن ومتحرك، فارغ ومملوء، دون أن ينسى الشفافية بين اللونين، وما تحتاجه اللوحة من حيادية يبرزها بأسلوب تكنيكي مرن. لا يخلو من تعقيدات بصرية. يحاول المتأمل في أعماله فك شيفرتها بتفكر وتأنٍ وجمال. تؤدي التغيرات الضوئية دورها في أعمال الفنان "صادق الفراجي" من خلال التميز الفكري في بناء درامي تمثيلي، يحاكي تشكيليًا رسومات الأبيض والأسود، والحركة المرئية الناتجة عن تعاقب اللونين بين الغياب والحضور، ولذة التفاوت بينهما بحيث تتوزع الشحنات الانفعالية في اللون الأبيض، والشحنات العقلانية في الأسود. لتتوازن حركة الأسود وتنضبط حركة الأبيض ضمن معايير جمالية يحددها الفراجي حسًا بقوة على عمله الفني الملتزم بسيكو دراما معينة يريد لها الوصول للعالم، ليروي قصته الذاتية العراقية تحديدًا، وتراثيات طفولته التي ما يزال يحاكيها بنضوج واعٍ محبوك من حيث الأسس الهندسية والمرئية القادرة على تشكيل هوية خاصة به، تعيد له البيئة العراقية التي تحتضنها ذاكرته الطفولية ومشاعره الفنية وعقله الواعي المؤثر في اتجاهات اللون الأسود، والقدرة على الإمساك بتوازناته الضوئية. تطغى الإيقاعات المتفاوتة بصريًا على إيقاعات اللون الشديد السواد أو المنخفض بنسبية ترتفع وتنخفض تبعًا للحجم والشكل، والطول والعرض، والخط الرفيع والعريض، والأضداد البصرية التي يتم التركيز عليها سلوكيًا من حيث المضمون والأسلوب، وشدة التأثر والتأثير الانفعالي المؤثر على الحواس وقدراتها الفنية. مما يحقق الإشباع الذاتي عند المتلقي، فيفهم الحكاية التي يرويها الفراجي بواسطة الحركة والسكون، واللون الأبيض والأسود في أعمال تحمل من سيرته الذاتية ما يكفي. لنحاكي مجريات كل لوحة وموضوعيتها من خلال أسطورة تاريخية، أو حقيقة واعية، أو صورة متخيلة نابعة من حي عراقي، منقوشة في أعمال تناقش مجريات الماضي بلغة الحاضر، وتمتد بصريًا إلى مستقبل فني مرئي آمن وخالٍ من تعقيدات اجتماعية يتمنى "صادق الفراجي" نفيها من الوعي إلى اللاوعي الأبدي، والثابت في لونين اختزل بهما ألوان الحياة بشكل عام، هما الأبيض والأسود في انعكاس مفاهيمي للضوء والظل، وتعاقب الليل والنهار، أو بالأحرى تعاقب الماضي والمستقبل الذي يرمز إليه الفراجي بالتداخلات والتقاطعات، والإيماء السيكودرامي المبني على التقمص لشخصية واحدة تجمع أعماله تحت مفهوم واحد هو الفن اللاواعي المنبعث من الوعي الإنساني. يحاول "صادق الفراجي" التنفيس نفسيًا عما يخالجه من مشاعر طفولية ما زالت تحيا في الأنا، من خلال رسومات إبداعية تحمل ميزات متعددة من حيث القياس الهندسي واتزانه في لوحة كبيرة، أو لحركة فيزيائية ضوئية أو لظل ممتد أو لجمال حكاية توحي بشخصيات أسطورية، كجلجامش أو سيزيف أو سواهما، مما توحيه لوحاته على ذهن المتلقي من حكايات إنسانية ملتزمة بقضايا الحياة بكل تنوعاتها. فهو يضعنا أمام مسرحه التشكيلي كمتفرجين، نشاركه أحاسيسه الفنية بتقنية إدراكية يتسرب إلى العقل بقوة المحاكاة الداخلية والخارجية، لتبادل الأدوار معه، ومع شخصيته الفنية الممزوجة بحس عراقي متمسك بكل تفاصيل ماضيه. ليطوعها في خدمة أسلوبه الإبداعي المتوافق مع المضمون الذي يبثه للوجدان وللفكر لدى كل متلقٍ. من وجهة نظر الفنان آلان ريدون، "الأسود هو أكثر الألوان تمثيلًا للوعي"، وهذا ما يزيد من قيمة المعنى المرئي لحركة اللون الأسود، ومفهومه غير المألوف في عالم الألوان الأخرى، والمصبوغة بقدرات حذفها من ذاكرة لوحاته. ليترك القوة في لون مشبع بالوعي والحزن، والإيحاءات التي يمسك بها من خلال حجاب المرأة العراقية القديم الأسود. فتارة نراها تتجلى بصورة أمه، وتارة أخرى كحمامة سوداء، وتارة ثالثة سيزيف والانحناء الإنساني المثقل بالمتاعب، وبتاريخ طويل من محاولات تعيد له قيمته الإنسانية. تاركًا لشخصية اللوحة صياغة حسية إدراكية ذات صفة فنية معاصرة باعتبارها مساحة من تراث حضاري تميز به كفرد عراقي عاش في جماعة وحي شعبي أحبه. يتعامل "صادق الفراجي" مع عمله الفني بفكر فني مستحدث ابتكره، ليحقق به رؤية مختلفة تثير خيال الرائي. ويجدد التصورات الزمنية الإنشائية مكانيًا، والتغيرات السريعة في العالم رابطًا الماضي مع الحاضر، بقدرات مستقبلية جاذبة لتساؤلات تمتزج بالذاكرة والخيال الحسي لتصورات تتعلق بعالم الأساطير والحكايات، والتراثيات الإنسانية الحضارية الوثيقة الصلة بالماضي والحاضر، والعلاقة المتكاملة مع الكل. لهذا يجمع في وثائقي كل هذا في مفهوم مرئي لا يغفل العناصر، والموتيفات الأخرى التي لا تمر مرور الكرام في لوحاته دون أن تحمل معنى ما. لأن "صادق الفراجي" أضاف لتصاميمه هويته العراقية الخاصة. تأثيرات بصرية تمنح الأسلوب منظورًا فيزيائيًا، يختلف في السيمات التشكيلية الثانوية، وينسجم معها في الأساسيات المدروسة بدقة ورصانة تشكيلية، وفكرة انتظمت فيها المواضيع والأساليب، والقياسات الحيوية المرتبطة بنظم إيمائية تتداخل ضوئيًا مع بعضها البعض. مما يؤثر على انطباعات الخطوط الوهمية التي يشكلها تبعًا للخطوط البارزة بسيمترية يواجه بها الحجم الكبير والصغير، وحركة العناصر المتنافرة والمتناغمة داخل المساحات والفراغات الزاخرة بالقيم الإبداعية والجمالية. أعمال الفنان العراقي صادق الفراجي (Sadik Alfraji) تم نشره عام 2014
×
Artist Sadik Kwaish Alfraji
صادق كويش الفراجي (بغداد، 1960) فنان متعدد المواهب، مصور ورسام رسوم متحركة ومنتج فيديو وفنان تركيب عراقي معروف بإنتاج أعمال "وجودية" مع شخصيات مهمشة وخيالية تتحدث عن الضعف البشري. الحياة و الوظيفة ولد صادق كويش الفراجي في بغداد عام 1960. عمل في البداية رسامًا وعامل طباعة، وحصل أولاً على دبلوم الفنون التشكيلية والرسم من معهد بغداد للفنون الجميلة (1982) ثم بكالوريوس الآداب من أكاديمية الفنون في بغداد (1987).درس الفن بعد فترة وجيزة من وصول صدام حسين إلى السلطة. مثل العديد من الفنانين الآخرين، أدرك الفراجي أن حزب البعث كان يحاول استمالة الفن والثقافة لاستخدامهما كدعاية. ومع ذلك، فإن الفنانين لديهم القدرة على التلاعب بالمفاهيم، وبدأوا في إخفاء رسالتهم المقصودة باستخدام التجريد وتقنيات أخرى لتكوين رسائل احتجاج لا تستطيع السلطات فهمها. وأشار إلى أن "الدكتاتوريين أغبياء، ولن يقرؤوا بالضرورة ما بين السطور".كفنان شاب في بغداد في الثمانينيات، عمل الفراجي كرسام رسوم متحركة لتلفزيون الأطفال. أثار هذا اهتمامًا مدى الحياة بالرسوم المتحركة والإنتاج متعدد الوسائط، والذي أصبح منذ ذلك الحين أساسًا لكثير من أعماله. في زمن الحرب الإيرانية العراقية، أنتج الفراجي سلسلة من النقوش للمرضى النفسيين بالإضافة إلى كتاب فني، سيرة رأس (1985)، قصة رأس بلا جسد. بعد الحرب، أدى نقص المواد الفنية ووسائل الإعلام إلى إجبار العديد من الفنانين، بمن فيهم الفراجي، على استخدام المواد "الموجودة" مثل الشظايا والرصاص، والتي دمجت في أعمالهم الفنية.غادر الفراجي العراق في التسعينيات لأسباب سياسية واستقر في وقت لاحق في أمرسفورت بهولندا حيث حصل على الجنسية الهولندية. بعد وصوله إلى هولندا، عاد للدراسة، والتسجيل في Constantijn Huygens Kampen، هولندا وحصل على دبلوم في التصميم الجرافيكي في 2000. عاد إلى العراق مرة واحدة فقط، عام 2009، وقت وفاة والده. في هذه الزيارة، أصبح لقاء مع ابن أخيه البالغ من العمر 12 عامًا مصدر إلهام لفيديو الرسوم المتحركة الخاص به، Driven By Storms، الذي حصل عليه المتحف البريطاني منذ ذلك الحين. يوضح الفنان https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82_%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%8A
صورة فوتوغرافية قديمة واضحة المعالم
BY Photographer Mohamad Turjman
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
صورة فوتوغرافية قديمة واضحة المعالم ضحى عبدالرؤوف المل يتصاعد خط الزمن ويهبط، فتختفي أماكن قديمة وتنشأ أماكن جديدة أخرى. وحدها يد الإنسان هي التي تؤرخ لزمكانية مرسومة في تفاصيل رؤية فنية مصحوبة بشغف فوتوغرافي يبدأ بنظرة من عدسة، وينتهي عند نيجاتيف محمل بمعالم أزمنة وأمكنة نحتاج للتدقيق في تفاصيلها. لأنها قد تكون في لحظة ما هوية تثبت أن اللحظة هي ملك للإنسانية بكاملها، خصوصاً وأن المستقبل هو حصيلة لماضٍ يتجدد وفق تصحيحات نستنتجها عبر الأجيال. فماذا لو دققنا جيداً في تفاصيل ذاكرة الشعوب، وما تحمله من تراث فوتوغرافي مرسوم بعين عدسة بحثت عن الاحتراف، فتركت للعتمة أن تلتقط كل ما هو مضيء على سطوح انعكاسية. في أسلوب "محمد ترجمان" لقطات عفوية عامة وخاصة، نتجت عن عمل تصويري يهدف إلى البحث عن لقمة العيش، ومن ثم تسرب حب المهنة في نفسه. لتصبح العدسة رفيقة عمر ودرب تأخذه حيث المنظر الجميل، وحيث الابتعاد عن هموم الحياة. ليشعر في لحظة ما أنه بحاجة لتصوير ذاتي، لكن الدمعة خانته، فتساقطت على خديه لتصبح في ذاكرة النيجاتيف ظل دمعة انعكست تحت ضوء شمعة. وهنا كانت بداية نظرة جديدة جعلته يحتفظ بتواريخ كل لحظة يلتقطها لتتجمد، وتتجدد كلما نظر إليها الناس. لتشتمل الصور على مراحل حياتية مختلفة، بقى منها ما أفلت من يد جيوش الاحتلال سنة 1982 ليحيا ما تبقى في ذاكرة لبنان والعالم من خلال ما التقطته يد "محمد الترجمان" وعينه الضوئية. تتنوع الصور في تراث "محمد ترجمان" الفوتوغرافي ما بين مواقع أثرية في صيدا وصور تثير الإعجاب لما تحمله من وضوح في الرؤية مع التقاط لأغلب الأماكن اللبنانية، ولحظات حياتية شبه يومية أو تاريخية أو أثرية أو من ثورات وحروب، وحتى لوجوه زعماء في مناسبات متعددة أو لعائلات من مدن مختلفة، كصورة لرجل وامرأة من عائلة الباشا حيث تظهر فيها ملامح البورتريه التي تعكس التراث اللبناني، وما ارتبطت به العائلات الملتزمة في تلك الفترة الزمنية التي أصبحت من الماضي في حاضر يبحث عن هويات يرصد من خلالها كل حركة زمنية توقفت في صورة تلعب دوراً مهماً في بناء مفاهيم جديدة عن صور فوتوغرافية تم التقاط أغلبها بأسلوب عفوي توثيقي يحافظ على التماثل المرئي في الفن الفوتوغرافي الفطري. تحاكي الصورة بكينونتها الحيوية حواس المتلقي، فهي تترجم بصمتها كل تعبير نلمسه من وجه أو لباس أو مكان أو منظر طبيعي، وما إلى ذلك. لأنها بكل تفاصيلها تنقل المشهد، وكأنها تعيد إسقاطه من عدسة مختلفة على ورق لحفظ تفاصيل مرحلة سعيدة أو حزينة. كما في صورة العيد في صيدا عام 1950 وما تمثله من فرح يغمر الكبير قبل الصغير حيث الأرجوحة الخشبية القديمة، وما تمثله من جماليات في زمن احتفظت به صورة التقطتها عدسة لبنانية جمعت ذاكرة مشحونة بأحداث مختلفة حتى بثورة سنة 1958 التي رسم لنا ملامحها "محمد ترجمان" بعدسته الضوئية من خلال صور نشاهد فيها مجموعات الشباب والأسلحة القديمة المستخدمة في صور حفظت لنا بثبات فوتوغرافي لحظات من الماضي يفتخر بها لبنان. صور مداخل مدينة صور، المراكب الخشبية، حارة الكاثوليك، بورتريه لوجوه متعددة، طوابع بريدية من بلدان عديدة، عملة نقدية معدنية ما زال يحتفظ بهم "محمد ترجمان"، رغم ما ضاع منهم، إلا أنه يمتلك من الصور ما يحاكي به زمان الماضي والحاضر، وما يجعله يتمنى عودة الزمن ليتفاعل مع العدسات الجديدة، والتقنيات القديمة ليدمج الأزمنة في صور ما زال يطمح في التقاطها خصوصاً وأن التقنيات اختلفت. إلا أن للعدسة الضوئية فتنتها، فهي ما تزال في أيدي الهواة والمحترفين تبحث عن لحظة لتؤرخها في أرشيف جيل يبحث عن تفاصيل الماضي. يقول المصور "محمد ترجمان": "يا ليت زمن الصورة الأولى التي التقطتها عام 1948 يعود من جديد لأمارس فن التصوير الفوتوغرافي أكثر وأكثر." إن الصور القديمة من اللونين الأبيض والأسود ترتكز على أساسيات ضوئية لم يكن يمكن تجاهلها ولو عفوياً. لأنها تحتاج لمعرفة في نسب معينة ولمقدار من الكثافات المختلفة من اللون الرمادي، وهو مجموع الأبيض والأسود بتدرجات مختلفة مع تسليط الضوء على موضوع الصورة الأساسي دون أن نتناسى الخلفية، ومجموعات الخطوط وتوزيع الكتل والعناصر الفنية. وفي أغلب صور "محمد ترجمان" الفوتوغرافية نلمس هذا التوزيع الحسي الفطري فنياً. فوضوح الصورة وسطوعها، وتبسيط مشاهدها هو ما يميز أغلب الصور التي تم التقاطها نهاراً، وعند ارتفاع الشمس عند نسبة معينة، وهذا ما يجعل الظل يتراءى في بعض الصور بشكل يوحي بالوقت. وفي هذا يقول "محمد ترجمان": "غالباً ما كنت أحمل الحصيرة لاستخدمها كخلفية في حال اضطررت لالتقاط صورة سريعة لشخص ما." فهل سيحمل لبنان صور "محمد ترجمان" لتصبح كهوية وثائقية فوتوغرافية، وتزور معارض عربية وعالمية لنحاكي التاريخ اللبناني من خلال صورة فوتوغرافية قديمة واضحة المعالم؟.. أعمال المصور الفوتوغرافي محمد ترجمان تم نشره عام 2014في جريدة اللواء
×
Photographer Mohamad Turjman
محمد الترجمان ، عميد المصورين الفوتوغرافيين في صور والجنوب وربما في لبنان فهومصورمحترف يمارس عمله في استديو رمسيس الخاص به منذ العام 1949 تاريخ قدومه الى مدينة صور من مدينة صيدا فمن هو المصور محمد الترجمان : – ولد محمد عبد الباسط الترجمان في مدينة صيدا في شهر كانون الثاني من العام 1927 . – تابع دروسه في مدارس مدينة صيدا وحصل عام 1939 على الشهادة الابتدائية ( السيرتيفيكا الفرنسية ). – بإندلاع الحرب العالمية الثانية تأزمت الاوضاع الاقتصادية في مدينة صيدا فإضطر لان يترك الدراسة وانتقل مباشرة للعمل في مصنع للحليب يخص خاله. – عمل محمد الترجمان في مصنع الحليب منذ العام 1939 وحتى العام 1948 وكان عمله مرهقاً للغاية فقد كان يعمل من الساعة الواحدة فجراً وحتى الثامنة صباحاً بعد ذلك كان ينتقل للعمل مع والده النجار من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً . – في هذه الفترة ايضاً اهداه احد اصدقائه اول كاميرا تصوير فوتوغرافي في حياته وكانت تدعى8بوكس صور فتكرست هواية التصوير لديه وراح يذهب صيفاً الى شاطئ صيدا ليصور رواد البحر والمصطافين لقاء مبلغ ربع ليرة للصورة الواحدة . – اخذ يتردد الى المصورين المحترفين في مدينة صيدا ليعرض عليهم ما يلتقطه من صور فأعجبوا بموهبته ودعوه الى الاستمرار في مجال التصوير . – عام 1948 كان مفصلياً في حياة محمد الترجمان كما في حياة الامة العربية ، ففي هذا العام حدثت النكبة وهُجِّر الفلسطينيون الى لبنان وبقدومهم اخذت هيئات الاغاثة توزع الحليب مجاناً على الناس فأقفل مصنع الحليب حيث كان يعمل ليجد نفسه فجأة بلا عمل . – في غمرة بحثه عن عمل جديد تعرف الى احد الاثرياء الصوريين فوعده بتسفيره الى افريقيا وبناء لهذا الوعد اخذ الترجمان يتردد اليه في صور على امل السفر وبعد عدة زيارات غير مثمرة الى المدينة قرر ان يصطحب معه كاميرته عله يلتقط بعض الصور تعود عليه بما يتكبده من نفقات في الطريق من والى صور . – و خلال احدى زياراته الى صور في صيف العام 1949 اصطحب معه كاميرا فيلم 36 صورة فقام احدهم بإصطحابه الى شاطئ النبي اسماعيل في صور حيث كان معظم الصوريون يقصدونه للسباحة والاستجمام فاخذ يلتقط الصور لهم ويذكر انه صور حينها ثلاثة افلام وتمكن من كسب مبلغ 16 ليرة صافية ، عندها قرر البقاء والعمل في مدينة صور . – مصمماً على افتتاح استديو خاص به في مدينة صور تعرف الى الصوري طوني غنيمة فأصطحبه الى حي الكاثوليك في المدينة وهناك اجره احد المحلات التي يملكها آل غنيمة وافتتح الترجمان استديو رمسيس وبقي يعمل في حي الكاثوليك حتى العام 1958 ويذكر الترجمان تلك المرحلة بكثير من الشوق والحنين ويقول انه لآل غنيمة فضلٌ عليه لن ينساه فهم احتضنوه عندما قدم الى صور ومن كنفهم كانت انطلاقته في المدينة وفي حي الكاثوليك عاش اجمل ايام حياته . – ما بين العام 1956 والعام 1958 عمل مصوراً لمصلحة الصحافي نسيب المتني في جرائد الهدف والبيرق والتلغراف وبقي معه الى ما قبل اغتياله بقليل . – يتحدث الترجمان عن بداية عمله في استديو رمسيس في مرحلة الخمسينات ويقول ان صور لم تعرف الكهرباء حينها بشكل كامل فكان يضطر الى طباعة صوره في صيدا فكان ينتقل مساء السبت الى صيدا بدراجة هوائية (بسيكلات ) ويصلها بعد ساعة ونصف تماماً ليبيت ليلته ويطبع صوره صباح الاحد ثم يقفل عائداً الى صور ويذكر الصعوبات التي طالما كان يعاني منها في ذهابه وايابه وخاصة خلال فصل الشتاء والمشمع الذي كان يرتديه ليقيه من الامطار والهواء . – يؤكد انه اول من استعمل البطارية في صور لطباعة الصور . – كان المقدس سره الامام السيد عبد الحسين شرف الدين يرسل في طلبه بواسطه نجله السيد عبد الله لتصوير الوفود والطلاب الذين كانوا يقصدونه للزيارة والعلم من مختلف ارجاء العالم الاسلامي . – اندلعت ثورة العام 1958 فأنضم الترجمان الى الثوار العروبيين الناصريين في مواجهة مشروع الاحتلال الامريكي وحلف بغداد فأخذ يتجول في حارات صور القديمة الثائرة يلتقط الصور للثوار خلف المتاريس ويقول انه التقط في هذه الفترة اكثر من خمسة آلاف صورة بقي منها حوالي الخمسمئة معظمها لم يعرض حتى الان . – وكان الترجمان ايضاً مكلفاً من قبل قائده ياسر نعمه بمهمة الامن الداخلي للثوار كما كان اميناً لمستودع الذخيرة والاسلحة . – انتهت الثورة فأخذ بعض الحزبيين يضايقونه فأنتقل من حي الكاثوليك الى استديو في حي الجورة امضى فيه نحو عام ثم انتقل عام 1959 الى الاستديو الحالي قرب سينما ريفولي ولم يزل فيه حتى اليوم . – في تلك الفترة التقط اجمل الصور لمدينة صور ويقول ان البعض كان يسخر منه حينما يراه يصور الميناء او البحر او الاثارات . – في الستينات عمل مصوراً مع مصلحة الاثار فكان يلتقط الصور لكل ما يتم العثور عليه خلال عمليات التنقيب وهو شاهد اعادة بناء قوس النصر ويؤكد ان معظم اثار صور النادرة قد سرقت فور العثور عليها من قبل اشخاص كانوا في موقع المسؤولية حينها ويعرفهم فرداً فرداً . – عام 1964 نقل نفوسه من صيدا الى حي الجورة في صور بمساعدة المختار المرحوم محمد سلامي . – كان الامام المغيب السيد موسى الصدر يرسل في طلبه لتصوير كل ما ينجز من اعمال انمائية وعمرانية ويعتز الترجمان بعبارة خاطبه فيها سماحة الامام المغيب وكان يتفق معه حينها على عمل فقال له : ” لا تغلي علينا كثيراً في الاسعار لان هذه الاموال ليست لنا بل هي لاهل الجنوب المحرومين ” ويقول ان سماحته كرر كلمة المحرومين ثلاث مرات. – انتسب الى التضامن منذ تاسيسه ومن رفاقه في القلعة العروبية العريقة كل من المناضل محمد الزيات وياسر وحسين نعمة وشهيد ثورة 58 محمد قاسم . – يعتقد الترجمان انه صور حوالي 5 ملايين صورة شمسية طيلة 58 سنة وعدد لا يحصى من الصور العادية . – يتأسف الترجمان على ارشيفه الذي دمره الصهاينة خلال اجتياح 1982 وعلى الاثارات القيمة التي سرقت من صور تحت ناظريه دون ان يتمكن من فعل شيئ . – يعتب على كل من استعانوا بصوره في اعمالهم وكتبهم ولم يذكروا ان هذه الصور انما تعود اليه. – لديه مجموعة كاميرات نادرة عمر اصغرها 100 عام وهو يعتز بمجموعته . – يذكر من المصورين عاطف خالد والحاج حسين السمرا ودرويش درويش ومحمود سكيكي ويقول انهم كلهم مصورون كبار ولديهم اعمال رائعة . – يقترح تغيير اسم حي الجورة في صور الى حي الامين وطلب من موقع يا صور القيام بالحملة اللازمة لذلك بالتعاون مع الاهالي والمخاتير . – يقترح تكريم شيخ النجارين علي بحسون وملك الفرانين محمد عابد ( ابو ابراهيم ) والاسكافي القديم ابو حسن بحر والحاج سعدو زعتر ويقول انهم اشخاص قدموا كثيراً للبلد. – ما زال ابو ابراهيم مستمر بعمله في استديو رمسيس في صور بهمة ونشاط وحرفية عالية ويعاونه احياناً ابنه ابراهيم ، وبات عمره في المهنة اكثر من 58 سنة
تصويرات تشكيلية تحيل عالم الجمال إلى مادة
BY Artist Michel Karsouny
0.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تصويرات تشكيلية تحيل عالم الجمال إلى مادة انتقادية بحتة ضحى عبدالرؤوف المل ترتبك الصورة المرئية في أعمال الفنان "ميشال قرصوني"، كما تلتف الخطوط بغموض مبالغ فيه في الشكل والحجم. يسخر بطريقته الفنية من مجتمع انقلبت فيه مقاييس الجمال، بل وارتبطت بالتقليد، والاعتماد على المبالغات في كل شيء، حتى في ما يخص المحيط الإنساني وتكوينه الأساسي المبني على نسبيات تتناسق مع مفهوم الإنسان والتنوع الجمالي الخاص فيه. إذ أن العناصر الفنية في لوحات القرصوني تغوص في عمق بحر الإنسانية، لتكشف عن متاهات النفوس بتراجيديات اجتماعية بالغة العمق المضموني، وغامضة من حيث علاقات الخطوط المتشابكة، والأشكال المتشابهة، والألوان المختلفة من حيث تداخلها مع بعضها البعض أحيانًا، وبخاصية الألوان السوداء الواعية رغم عشوائيتها الاعتباطية التي تبرز من خلالها التفاصيل التكوينية الداخلية، والتدرج اللوني من الأدنى إلى الأعلى وحتى حدود الكثافة القصوى. تحتضن اللوحة صفات كل شخصية تركت الأثر النقدي اجتماعيًا فيه، أو بالأحرى الأثر الجمالي المتمثل بالشفاه والعضلات، والصدر، والتعالي الحسي عن الصفة العفوية والفطرية لتكوينات الإنسان العادية. مما يجعله يجنح بالشكل نحو ضخامة الأحجام أو تكبير الصورة بصريًا، لتوحي بالمعنى المحيط بنا اجتماعيًا من جميع الجوانب الموضوعية والذاتية، فهو يضاعف من عناصر الجذب الفني المثير ذهنيًا، ليحاول الرائي فهم سرياليته الاجتماعية وفك شيفرة الخطوط المتشابكة، وكأنه يمارس نوعًا من التاتو الغرافيكي المختلط بين التشكيل، والأساليب الفنية الأخرى أو بالأحرى مزج تصويري فني ينتقد به ما يشعر بالمبالغات فيه. يتقن "ميشال قرصوني" منح الأشكال التشكيلية صفة السريالية الاجتماعية التي تنتقد فنيًا التلاعب بالشكل، والتكرار التقليدي في تضخيم الشفاه أو أي عضو من أعضاء الجسد. بما فيها المباهاة بالجمال المعدوم من المقاييس البصرية المثيرة للاشمئزاز، كنوع من الإحساس النفسي الذي يستفز المتلقي نحو الغوص في المعاني وفهم رسالته الفنية من حيث البحث عن المعنى داخل الشكل، وليس عن الشكل وما يحمله من تناقضات مفاهيمية تعرضت اجتماعيًا إلى انتهاكات متعددة. فالأسود في الخطوط العريضة غالبًا هو إظهار المخفي الحسي، لتراه العين ويمتصه البصر، ليصبح كمادة فنية مقروءة تشكيليًا بلغة تراجيدية مثيرة للضحك، أي مضحك مبكي. فهو يتخذ من الشؤون الحياتية تصويرات تشكيلية تحيل عالم الجمال إلى مادة انتقادية بحتة، تتسع لتناقضات عائمة في نفوسنا، وتطرح ألف سؤال: لماذا نسعى خلف عمليات التجميل؟ وهل الجمال والقبح على كفتي الميزان اليوم؟ فلسفة جمالية اجتماعية يطرحها في معرضه الفنان "ميشال قرصوني"، إذ لا يمكن أن نتصور الجمال بدون المقاييس المتناسبة والمتناسقة مع الحجم أو بمعنى العودة إلى الفطرة الإنسانية، وجمالية اللون الطبيعي الذي نبحث عنه بعد الخروج من معرضه، وكأنه جعلنا نرى المجتمع بمكبرات بصرية نكتشف من خلالها سلبيات الفرد الباحث عن الجمال الصناعي الفاقد لروحانية الخلق، ولكنه استطاع ترجمة ذلك من خلال لوحات برزت فيها العضلات ككتلة صخرية تعج بالحركة والخطوط التي يصعب فهمها. إذ يجمع الخطوط مع الألوان بغرائبية ترهق المساحة، وتجعلها توحي بثقل الأشكال والأحجام والألوان، ولكن بلغة فنية تحمل أهدافها الاجتماعية وجمالية من نوع خاص. تبدو الرسومات ككتل متراصة تتحرك لتجتمع ضمن كتلة واحدة يصعب فك شيفرتها الغامضة. إلا أنها في العمق توحي بالإنسان الذي يسعى إلى محو الجمال بقبح فني غير مفهوم، لكنه يخاطب بكل لوحة الحس الإنساني، ويدعوه إلى رؤية الذات، والبحث عن التكامل والتناسق، وبث الاختلاف في كل شيء بات يشبه بعضه البعض، أو كخلايا حية تتحرك على الأرض. فالألوان الحارة والصارخة بتوهجاتها من الأحمر، والأسود، والأصفر المشرق، والبرتقالي الشديد الكثافة، ما هي إلا لغة لونية يتوجه بها إلى الحواس الغارقة في متاهات الشكل دون الاهتمام بالألوان وجمالياتها الطبيعية الهادئة للنفس المبتعدة عن مثيرات الألوان الصناعية القوية. وهذا ما يضع اللوحات في خانة الفن التشكيلي الاجتماعي المثير تقنيًا للجدل الفني، وقدراته من حيث لفت الذهن إلى ما يحيط بنا. يقول جورج سانتيانا: "إن التعبير عن الحقيقة قد يدخل في تفاعل القوى الجمالية ويخلع على تصوير الأشياء قيمة، لولاها لأصبحت هذه الأشياء تدعو إلى النفور والاشمئزاز." إن قوة الدلالة في أعمال الفنان "ميشال قرصوني" تطغى على الأشكال المختلفة والمنظور البعدي، بحيث يترك كل منها الأثر في النفس عند المتلقي، فهو يجعلنا نشعر بالصخب والهدوء في آن، والإحساس بالبعد والقرب من الجمال والقبح لما يحمله المعرض من تضاد في المضمون والأسلوب، ونفحة تشكيلية ناطقة بإيحاءات واقعية، مدموجة بتعبيرات حركية تبعدنا عن المكان والزمان، وتضعنا وجهًا لوجه أمام الإنسان والأخطاء الجمالية التي يقع فيها. إذ تبدو براعة الريشة في الانتقال بالمستويات الفنية التي تضفي على الأعمال قيمة جمالية واضحة في كل لوحة تحمل مضمونًا ما، وتحوله إلى خصائص فنية ذات تشكيلات تبتعد وتقترب من السريالية بل! وتلامس لغة الانتقاد الاجتماعي من خلال إظهار الانفعالات النفسية على الخطوط واتجاهاتها، والضوء وتدرجاته، والتعتيم، والتفتيح، والتظليل، والتراكيب اللونية التي تبدو كقصص فنية اجتماعية ذات مغزى إنساني معاصر، يطرح من خلالها هموم الإنسان المتعب من التغيرات والتحولات في الأشكال النابضة بالحياة. أعمال الفنان ميشال قرصوني (Michel Karsouny) تم النشر عام 2014 في جريدة اللواء
×
Artist Michel Karsouny
لاحقا
«
130
131
132
133
134
»