Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الغموض في لاوعي اللوحة الفنية
BY Artist Anas Homsi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الغموض في لاوعي اللوحة الفنية ضحى عبدالرؤوف المل يمزق "أنس حمصي" الألوان، فتتقاطع الأشكال وتتناقض حركتها الانفعالية تبعًا للعلاقة الداخلية المنبعثة من كتلة العناصر المترابطة بين الفنان واللوحة والألوان والخطوط. إلا أن السماكة اللونية تؤلف عناوينها من خلال اختلاط الوجوه مع بعضها، وهذا يوحي بإصرار الريشة على خلق أشكالها المتنوعة، المندفعة من اللاوعي الفني الذي يترجم قوة التفاعلات مع اللون، ومستوياته الموجية والتدرجات بين الفاتح والغامق، وما يثيره التضاد الفني في الأشكال المختلفة أحجامها، من عصف ذهني يؤدي دوره الفعال في جذب الأحاسيس إلى الأنماط الموضوعية وذاتية الفكرة التي انطلقت بلاوعي نحو فضاءات لوحة رسمها وفق تصورات إنسانية تتنازع فيها مفاهيم الغضب والشفافية، والتسامح، والحب والكره، وحيوية أضاف لها قوة اللون النابض بتعابير مزجها بأحاسيسه المتناقضة الباحثة عن الغموض داخل لاوعي اللوحة الفنية. يخفي "أنس حمصي" استفزازات حسية في نتف اللون ومزاجية الخط، والشكل المتلاشي وسط متاهة الملامح المتداخلة مع بعضها البعض. إلا أن التعبيرات البصرية انحصرت في تقنية اللون وحركته الوجدانية، المؤثرة في النفس. إن تهذيب التقاطعات التي نشأت من التمزقات اللونية أو فيما يشبه (déchiquetage de petits papiers)، ولكن بلغة اللون الواعي والمستفز للبصر، مما يخفف من نسبة احتقانه، ويمنحه بهجة مريحة في أبعاده الإيحائية التي ينبغي للخط أن يترجم كل حركة فيها، بمرونة تشكيلية تاهت في لوحات أخرى، تتذبذب فيها المواضيع الاجتماعية التي تكشف عنها كل لوحة يحاكي فيها الذات بوجودية الوجه الغامض، البارز كمستطيل مغلق يعج بكثافة يظللها انعكاسيًا. لتتراءى من الملامح أحاسيس مختلفة سواء الغضب أو التسلط. ساس "أنس حمصي" الخط، وجرده من ذاتيته التكنيكية، وقسا عليه بسماكة لون، أو أخفاه بطبقات متتالية، أو تركه ضمن لونيات ينقاد إليها بخريشات غامضة تجذب إليها البصر تلقائيًا، وتستحث الوعي الناضج في بلورة المعاني النفسية التي نتجت عن اختلاط المفاهيم الفنية مع النفسية، فنتج عنها لوحات تحاكي اجتماعيًا العائلة، وتكويناتها الإنسانية، والألفة، والمحبة، والطفولة الباحثة عن الحنان، والحب، والدفء العائلي ضمن سوسيولوجيات قدمها "أنس حمصي" بصدق فني جعلكه لونيًا. ليمارس رفضه لكل قسوة عاطفية، تتسبب بخيال يجنح نحو فضاءات تخيلية، مثقلة بتقنية لونية ذات طبقات متتالية تتكرر إيقاعيًا حركتها الضوئية، المتفاوتة نسبيًا تبعًا لتدرجات كل لون أغرقه بظل لون آخر. تبرز نتؤات اللون من خلال الفواصل المتراكمة بين طبقة وطبقة لونية استطاع تركها تتجمع، وتنكمش تبعًا لعناصر المادة التشكيلية التي يصر على إيضاحها مرئيًا. بل وترويضها، لتظهر كما يريد لها أن تبدو متماسكة متآلفة، ومحبوكة بقساوة ريشة تبحث عن الليونة في ضوء ترك ثغراته بين الظل والعتمة، والغوامق من الألوان الحارة والباردة، لتبدو ثنايا الخطوط تتعرج مع الألوان رغم استقامتها عموديًا أو أفقيًا أو حتى دائريًا، وفي المنحنيات الأكثر ليونة من الخطوط الأخرى. تناسقات انسيابية تتشكل متحاورة ومتجاورة وفق اتجاهات الخط واللون، والمعنى التجريدي المتضمن إيحاءات تعبيرية تندرج مع الحس السيميائي، وبروز الألوان بخشونة على سطوح اللوحة المنضبطة إيقاعيًا والعشوائية لونيًا مع المربعات والمستطيلات، وتعرجات الألوان البنائية في أغلب أشكالها المتنافرة والمنسجمة مرئيًا، مع الحركة الداخلية والخارجية للضوء وانعكاساته. كما تكشف الانفعالات اللونية عن حركة أشكال تبدو ملامحها الإنسانية الباكية، والضاحكة، والعابسة، والمبتسمة مع الاهتمام بإظهار تفاصيل الجرأة المستوحاة من الحقيقة الواقعية، لمفهوم العائلة في المجتمع العربي بشكل خاص. يحدد "أنس حمصي" حجم كل شكل تبعًا للكتل اللونية المشبعة بدرجات معينة من كل لون أساسي أو مركب، فتتميز الكتل بزواياها المتفردة حسيًا من حيث الاتساع والإضاءة، والتعتيم، ومن حيث جمالية التعبيرات والاتجاهات، والصياغات الفنية المحبوكة بأسلوب يرتكز على كثافة الطبقات اللونية المتوائمة مع الموضوع والأسلوب، والتصغير والتكبير في أحجام النتؤات اللونية، وتنوعها في مختلف التشكيلات البارزة حسيًا وبصريًا متخذًا من الوجه مساحة تعبيرية خاصة منفصلة عن مساحة اللوحة. إن التشابه بين لوحات "أنس حمصي" هو إصرار على تشكيل نفسي يندمج نوعًا ما مع مفهوم (art brut) الذي ينتج عنه مفاهيم جمالية تنبع من عمق الفرد النفسي غير آبه للقياسات، ولقانون الأكاديميات الفنية، إنما تتشكل تبعًا للحس والذوق الفني التشكيلي، وعن قدرة الفنان في بث اللوحة نفحة من فطرية تلقائية مقترنة بالإبداع الذي يعالج به النزاعات النفسية التي تتحاور مع الفنان واللوحة والرائي، وذلك برشاقة وقساوة بين الألوان نفسها أيضًا. إذ أن التوحد في الشكل مع المستطيل هو حالة من الذوبان والتلاشي مع المربع اللوني، والأبعاد المجردة من الزمان والمكان، والمحدودة ضمن ثنائية معنوية تتراوح بين "أنا" و"نحن"، وتلك الشخصية الجريئة التي تروم أعماله أكثر مما ينبغي، وفي هذا إصرار فني على تواجده، وكأن الريشة تحاول إظهاره برغم تغطيته بأكثر من طبقة لونية. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء.
×
Artist Anas Homsi
ولد أنس حمصي في سوريا عام 1987، تخرّج في معهد الفنون الجميلة في دمشق
ريشة شفافة تلتقط أحاسيسها من مزج تقني.
BY Artist Myrna El-khoury
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ريشة شفافة تلتقط أحاسيسها من مزج تقني. ضحى عبدالرؤوف المل تتناسب الحركة الضوئية مع الألوان العاصفة، بمساحة لوحات تشكلت وفق صياغة سردية، تحاكي بها الفنانة "ميرنا الخوري" الاتجاهات الفراغية التي تتركها مع الأبعاد في ثنائية تحيطها بالأشكال والأحجام والمساحة والفواصل المتلاحمة بثغرات ضوئية مع الموتيفات التي تنسجم نغماتها مع امتدادات اللون الطويلة والقصيرة المدى، فنشعر وكأن حركة اللون الموجية تستمر منفصلة عن التجريد الذي تجعل منه سردًا حكائيًا. تروي من خلاله "ميرنا الخوري" مفهوماً فنياً تحيطه بأنوثة ريشة شفافة تلتقط أحاسيسها من مزج تقني له نسبيته التي تعلو وتنخفض تبعًا للمشاعر الراقصة على إيقاع الألوان الفواتح والمركبة، ضمن معايير ومعادلات تتقارب وتتنافر. لتتولد محاورات داخلية في كل لوحة تبثها من أفكارها ما يجعلها موضوعية بجمالياتها التشكيلية التي تتميز بالحبور اللوني ذي الإضاءة الشفافة. تكشف سطوح الألوان في لوحات الفنانة "ميرنا الخوري" عن تباين حسي يتشكل دائريًا عبر خطوط لونية وهمية، تجعلنا نشعر بحركة طواف ضوئي تصاعدي يلتف مع الاتجاهات العميقة الغور فنيًا. لأنها تميل إلى البساطة في الشكل، والعمق في المعنى اللوني، وقدرة امتزاجه مع الألوان الأخرى من حيث التحاور والتجاور بين الحار والبارد، وكأنها تبحث في التجريد عن مستويات تعبيرية تمنحها انطباعاتها الخاصة عن اللون وتقنيته، ولغته السردية المشبعة بترددات لها أسسها الحيوية التي تعتمد على المعنى البارد والحار. لكل لون مزجته بشفافية شعرية. توحي برومانسية لحظة احتفظت فيها داخل ذاكرة لوحة منحتها من الحس الفني جماله الشاعري اللاواعي انفعاليًا من حيث الإيقاع، والنغمة، والمحاكاة التي تنم عن مخيلة تتمثل في التفاصيل الصياغية، المؤازرة لقوة الحركة وانخفاضها، والتفاعلات الدلالية لتجريد ذي تعبير مخفي داخل ثنايا اللون. تصهر "ميرنا الخوري" الفراغات مع الحركة الوهمية التي تتجلى في تقنيات ترصد مؤشراتها الفنية بموضوعية، تبلغ ذروتها في اللون الأخضر الانعكاسي مع الأزرق الضوئي المنبعث من سماء تعكس صفحاتها على أخضر يميل إلى زرقة، في لوحة تجمع التجريد الانطباعي فيه بمكنون بصري ومرئي سينوغرافيا حيث تلعب الأنماط الفنية تخيلاتها وإيحاءاتها، فتبدو اللوحة للرائي متشكلة تبعًا لحالتها النفسية الداخلية والخارجية حيث تشتمل على سمات جمالية تنبعث من الألوان الفاتحة، والتظليل المتآلف بصريًا مع الضوء، ونسبة انعكاساته على السطوح التي تتسع لتخيلات تحدد ملامحها "ميرنا الخوري" بخطوط وفواصل وفراغات مشدودة على بعضها. ليسترخي اللون ويمتد بثنائية أبعاد تناصية، ذات مقامات نغمية تتكرر فيها الألوان، تبعًا للريشة وقوامها اللين المشبع بالألوان الدافئة التي تفيض بسطوعها المتمثل بالالتماعات الجزئية في كل لون مستوحى من لون السماء، والطبيعة، والأنثى المتزينة بمكنوناتها الطبيعية. تضفي "ميرنا الخوري" على الشكل ظلالًا من غوامق وفواتح نسجتها بمناخات فنية تجريدية، محبوكة بتعبير موضوعي له معانيه الجمالية من حيث ذاتية كل لون مخضب بضوء يغدو كنغمة سمفونية توحي بحوارات موسيقية، تنتجها الألوان وحركاتها الداخلية والخارجية، المدموغة بصريًا بمؤشرات تنسجم مع السرد اللوني المحفز لحواس الرائي. لعل التنوع في لوحاتها هو وليدة المفردات التي تطغى على تصوير حالة المرأة النفسية من حيث المعنى الحياتي الذي يدفعها إلى التمرد، والبحث عن الجمال، ونسج الألوان المختلفة التي تتميز بها الأنثى نفسيًا. أي في المرايا الداخلية التي تعكسها "ميرنا" من خلال الحوافز الضوئية الناشطة بصريًا، وتجريد يتعاطف مع الانفعالات المرتبطة بالمعنى والموضوع والعلاقة الداخلية. يقول مصطفى سويف: "الفن محاكاة ولكنه ليس محاكاة لشيء بل محاكاة لفعل، والفن يتجه إلى الانفعالات، فيثيرها لا ليجعلها ذات طابع مرضي بل ليعيد إلى الحياة التوازن." إن اللغة السردية التي يحملها التجريد في أسلوب مزج الألوان، واسترسالها تبعًا للمشاعر ومكنونها الذاتي المصبوغ بموضوعيته، تنشذبها من القيود، فتحرر الخطوط اللونية وتتشكّل راقصة على إيقاع لوحة لامحدودة، حيث تتلاشى الحدود اللونية. لتصبح فضاءاتها مفتوحة نحو لانهائية تقترن إيحائيًا مع ما يتشكل داخل النفس الفنية، وهواجسها ومشاعرها النفسية ذات الصياغات الجمالية، ومؤشراتها اللونية ذات البعد الوجداني، والنبض الروحي التواق لريشة تجسد السمات الفلسفية في فن تشكيلي محسوس بصريًا، وهو بمثابة سرد شاعري منحته "ميرنا الخوري" من نبضها الوجداني موضوعية تحاورية تؤلف منها محاكاتها الخاصة. عوالم لونية تثير بصريًا مكنونات النفس التواقة للتوغل بعمق في لوحة تزهو بالأزرق، والأحمر، والأخضر، والألوان المركبة بتضاد تتداخل فيه الإيحاءات النابعة من منظور ضوئي، راسخ في تراكيب لون عابق بالظل، ومفعم بامتدادات لا نهائية توحي بأشكال معكوسة، يمكن رؤيتها بمختلف الاتجاهات وفق أشكال تمتزج فيها العناصر بدينامية فنية مرنة، تمثل المرأة والطبيعة فيها دورًا إيجابيًا. ترمز من خلاله خصوبة اللون الأخضر، والأزرق، والأصفر الممزوج بحمرة كبرتقالي يرمز إلى المغيب ودورة الحياة المتدفقة من أوردة كل لون استطاع بث البهجة في نفس المتلقي. تم نشره عام 2014في جريدة اللواء
×
Artist Myrna El-khoury
لاحقا
ليونة لونية تعكس روحانية
BY Artist Donia Saleh
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ليونة لونية تعكس روحانية يستكين لها البصر ضحى عبدالرؤوف المل تؤلف الفنانة "دنيا الصالح" من إيقاعات ألوانها المتحررة أشكالها الإيحائية ذات الدلالات والصياغات النحتية الثنائية الأبعاد، لتفتح أبواب الخيال الإبداعي من خلال الفنتازيا الحركية، وخاصية تكوين لوني يعتمد على ليونة لونية تعكس روحانية يستكين لها البصر، فالتجريد التعبيري يضفي على الكتل اللونية أبعادًا ثنائية متماسكة بصريًا، وذات تقنيات سردية متوالفة مع الرؤية والفكرة، والخطوط المتناغمة موسيقيًا والانكسارية ضوئيًا النابعة من حرارة اللون وبرودته، ومن شفافيته المؤثرة على الشكل المتناقض والتجريد المتوافق مع الحركة التعبيرية، التلقائية المتجاوزة حدود الواقع، والمرتبطة بالخيال الخلاق الطاغي على الواقع، حيث تظهر قوة اللون النابض بشاعرية ترجمتها "دنيا الصالح" بوعي فني منضبط وملتزم بعفوية ريشة راقصة على إيقاع الأنوثة. مساحات بصرية تتلون حسيا مع تماوجات الخطوط المنحنية، الناعمة تكوينيًا والتي تضفي نوعًا من النقاء الضوئي، لكل لون تصاحبه نغمة خاصة. لأن التأثيرات الجذابة في لوحات الفنانة "دنيا الصالح" تفصح عن مشهديات بانورامية تقدمها على مسرح اللوحة، كرقصة تعبيرية لها دلالاتها ومكنوناتها التشكيلية ذات المضامين الجمالية الباحثة عن الأنا والآخر، وبأسلوب أنثوي أنيق بغض النظر عن المضمون الجمالي الذي تحاول إيصالَه للمتلقي من خلال ثنائية الحركة واللون، والواقع والخيال، والتجريد والتعبير، والذكر والأنثى، والقدرة على ربط العلاقات الروحية بالإنسانية عبر الأشكال الإيحائية، والأكثر قدرة على بث الجمال وملامسة الحواس. يستكمل المتلقي الإيحاءات الراقصة تعبيرًا، ضمن تصورات ذهنية ذات توليفات تبثها الحركة اللينة المنبعثة من كل لون يتناغم مع الآخر. أو يتضاد مع الآخر، وضمن بصريات تنفرد فيها الإيحاءات الأمامية عن الخلفية التي تحاكي البعد الثالث، وتتركه ضمن متاهات زمن يؤكد على جمالية المكان الذي ترتبط فيه كل لوحة ذات مسطحات تتقاطع فيها الأبعاد. لنحتفظ بثنائية بُعد تجمع المرأة والرجل في كنف حياة تصورها "دنيا الصالح" بتؤدة وأناة وتصالح مع الذات، ومزج لوني يتميز بمنظور ضوئي تتراءى من خلاله الظلال، كسينوغرافيا منضبطة حيث ترتسم ملامح شخوصها بسريالية شكلانية مبهمة تنطوي على اقتران المألوف بغير المألوف حسيا. لكن ذلك يتوحد في مفهوم فلسفة الإنسان المجرد من أي تبعية، فهو مخلوق للحب والحياة والاستمتاع بالألوان كافة. تصيغ الفنانة "دنيا الصالح" أحاسيسها قبل ألوانها، لتمنح لوحتها ذاتية تحاكي من خلالها كل من يتأمل ويفك شيفرة التمايل اللوني، وليونته المتلاشية والمتجاوزة حدود اللوحة ورؤاها اللانهائية، المنسجمة مع الفكر الجمالي وروحانية الفن التعبيري ومعانيه التجريدية. لتعطي للرمزية دورًا في بعض لوحاتها التي تعتمد على إبراز التضاد، وخلق مؤثرات واقعية كفكرة الانحناء للدائرية. حيث يشعر المتلقي بثقل الكتلة المعلقة في الفراغ، فالفراغات في هذه اللوحة هي جزء من محاكاة فلسفية بصرية حيث العناصر الفنية تكمل بعضها البعض، وتساعد على منح الفكرة شكلاً جماليًا يتناسب مع الخطوط الوهمية التي تنطوي على مفاهيم فنية. تعتمد على مرئيات تشد الانتباه وتجذب المتلقي. مساحات تنسدل فيها الألوان المنسوجة بخطوط لون وهمية، بارزة، وشفافة، وظفتها "دنيا الصالح" فنيًا لتناسب كل شكل انفصل واتصل، واستطاع التماوج ضمن مساحات سينوغرافية تتناسب مع الموتيفات المرنة، والسمات التجريدية ذات الدلالات والرموز، والخطوط اللامتناهية الفياضة بالأحاسيس الجمالية التي تتشكل منها اللوحة، وكأنها تمتلك من الأعصاب الحسية ما يجعلها تشعر بكل ملمس بصري يؤكد على جمالياتها الشاعرية الدافئة، وتتابعها الحركي المتدفق من انعكاسات اللون البارد والحار، فهي تضعنا فسيولوجيًا أمام أشكالها المشرقة. لندرك قدرة اللون، والمنبهات البصرية الخاصة فيها كالأحمر، والأصفر، والأزرق، فالأطوال الموجية تتميز بمستوياتها المتناغمة مع المعنى الإيمائي المستوحى من جمالية التكوين الإنساني. تأثيرات ضوئية مزجتها مع الألوان، لتؤثر بصريًا على الامتاع الحسي فسيولوجيًا، كعنصر إضاءة ذات تغيرات خافتة وشديدة السطوع، ولتتباهى بالأنثى وجمالياتها. مما يؤدي إلى تكييف حسي فني يؤدي إلى إبصار كافة مستويات الضوء، والظل، واللون، والنقطة، والخط، والمساحة والفراغ، والأبعاد الزمنية الشعورية واللاشعورية السابحة ذهنيًا في قضاعات تخيلية تنعكس على مفاهيم الفرح، والرقصة، والانتشاء الكوني، والجمال. تستدعي "دنيا الصالح" الإيقاعات الداخلية، لتبثها إلى الخارج اللامتناهي، فهي تفتح أبواب الخيال ليستقر الواقع في العمق الذهني، ويشعر المتلقي بأهمية اللون السيكولوجي في منح النفس لذة إدراك حسي. تختلف انفعالاته من فرد إلى فرد تبعًا للمحاكاة التأثيرية التي حولتها "دنيا الصالح" من الفرشاة واللوحة إلى حيث كل ثنائي يتذوق روحانية الألوان، وخصوصية موسيقى كل لوحة تتوالف معها الحواس، وتتناقض معها المفاهيم الواقعية التي ربطتها بلوحات ذات مؤثرات تتوازان فيها درجات التفتيح، والتعتيم، والإشراق، والسطوع، فهي تترجم حسها الأنثوي وتكشف عن مكنوناته التي تنم عن إيقاع وحركة، ونغمة، واتزان مشبع بالرؤى المسرحية أو البانورامية فنيًا. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Donia Saleh
لاحقا
أصداف ملونة تتحرك بصريًا
BY Artist Stephanie Boueiri
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أصداف ملونة تتحرك بصريًا تبعًا للإيقاع الداخلي. ضحى عبدالرؤوف المل تحبك "ستيفاني بويري" خطوطها بعد تصميم النقاط الأساسية التي تنطلق منها في تصميماتها المزركشة لونيًا، وفي الخطوط الناشطة عبر كل الاتجاهات البصرية، والتفافاتها التشكيلية المتماسكة بخيوطها الدقيقة والرفيعة. المندمجة مع الأنماط السلسة ذات الديناميكية الموسيقية، فالحركة الرومانطيقية دائرية الشكل، وذات حلقات تتآخى مع بعضها البعض ضمن إيقاعات لونية متجاورة ومتحاورة ـ باردة وحارة، متناقضة ومتوافقة. لأن استراتيجية العمل الفني عند "ستيفاني بويري" مصممة ضمن أولويات الخطوط. ليصبح اللون فيما بعد هو وليد إيقاعات تنتجها الخطوط الدائرية والمنحنية، وحتى اللولبية، مكونة أصدافًا ملونة تتحرك بصريًا تبعًا للإيقاع الداخلي للون، وقدرته على التنافر والتوافق الحسي. ريشة حرة تمد ألوانها وفق انعكاسات تجمعها ضوءًا، وتخطو في اتجاهات معاكسة، لترسم زركشاتها في فضاءات تخيلية ذات فانتازيات سابحة في مساحة لوحة غير محدودة، ولا متناهية، وفق فراغات تأملية تبث تغصناتها ضمن حلقات ونقاط ودوائر، وأصداف هي مزيج من موتيفات راقصة إيقاعيًا تزهو مع الظل والضوء في تدرجات تنخفض وتعلو تبعًا للبصر، ولذهن يستثيره الخط الرفيع المرسوم بدقة، مما يجعل المتلقي يستمتع بلغة اللون، وحركة الخط واتجاهات الظل الماتعة، وقدرة الضوء على منح اللوحة شاعرية عاطفية تدعو إلى الأمل وإنكار كل كتلة لا تتناغم مع الفراغات والأشكال الأخرى. عوالم متصلة وتخيلات خاصة ذات أسلوب يحتاج لصبر وأنات، فهو يترجم اللاشعور الوجودي في الوجود كمتاهة لا يمكن للقلم الخروج منها، ولا للفرشاة التعبير عنها بشكل نهائي. فتجريدها الملامس للواقع والممزوج بكلاسيكية معاصرها له منظورها الخاص، وبصمة تقليدية. لكنها متجددة برؤية لها أسرارها الفنية التي يصعب قراءتها نفسيًا وسيكولوجيًا. لكنها تميل إلى الفرح الفني المبني على تكنيك اللون المعاكس، واستدارته ضمن فلسفة متصلة بحقيقة فنية لها أسسها المبنية على قياسات تحصر الخط، وتفتح فضاءات اللون نحو التعبير اللامحدود والمنطلق مع الإشراقات الضوئية والسطوع القوي، والأبعاد المسطحة ضمن حلقات متوازية وسيمترية لها تغيراتها وتحولاتها المنظورية التي تتيح للبصر لذة الاستكشاف في دخول متاهة الزركشات، ورؤية تكويناتها التظليلية وألوانها الغامقة والفاتحة، والمتباعدة والمتقاربة، وكأنها تؤلف طبقات ذات نسخ متعددة تحاكي من خلالها الذوق الإنساني، وكل متلقٍ استمتع بتنغيم وترقيق، وامتداد الخطوط المتسربلة مع اللون والحجم والمساحة ومستويات التفتيح والتعتيم. سينوغرافيا بصرية مؤلفة من تجريدات تشكيلية تتجسد مرئيًا، وفق مكنونات بصرية ذات تعبيرات مشبعة بالحركة والتوهج والتلاشي، لثلاثية الخط واللون والفراغ الذي تتمسك به "ستيفاني بويري"، لتمثل بذلك فنونًا تحاكي بمسرحياتها جزءًا من الوجود الفني المصمم بسكون الخط الأسود، وضجيج الألوان الساطعة. لتتبارى الموتيفات في صراعات الحركة داخل كل لوحة تركتها الفنانة "ستيفاني بويري" مفتوحة تخيليًا نحو أبعاد غامضة زمانيًا. لكنها تؤكد على قيمة المكان لتحديد الزمن، وليجمع البصر من شواطئ لوحاتها أصداف الحلم والوجود، والعدم، والحياة، وكأن الخيال يلملم من الواقع حقائق تتشكل تبعًا للخيال الفني. يتوازي الضوء عند الألوان الحارة المحافظة على مستويات شفافة تتصل ببعضها البعض، وترنو نحو بعضها البعض في أحجام تختلف في قياساتها والإحساس بالسماكة واللزوجة، والدوران الإيحائي المخضب بتصويرات سيمائية تكشف عن شاعرية ورومانسية تخيلية. متسعة بفضاءاتها المفتوحة نحو تكويرات الواقع التي تتجسد من خلال الخطوط المنحنية، والنقاط المتناثرة هنا وهناك. وكأنها تبني شبكات ضوئية لها مساراتها الفنية الممسكة بحواس المتذوق الفني من حيث جمالية التكوين والتأليف الفني الموسيقي، والمتناغم مع ذاتية كل شكل استدار وانحنى، وارتقع وتشكل وتآلف وانسجم مع ذاته، لتحاكي "ستيفاني بويري" بلغة كلاسيكية لم تتريث في تحديثها، ومنحها لغة جديدة معاصرة خاصة بها. غمرتها بتلاشٍ غامض يتمدد ويتقلص تبعًا للأبعاد التي تخبو وتتوهج، كمشاعر فنية ترتد في عمق اللوحة، وتنعكس على السطوح في دورة حياة تكتمل مع الألوان الزاخرة بنبض جمالي، مؤثر حسًّا على الوجدان، وعلى التفاعلات البصرية المنسجمة مع فروقات الخط واللون معًا. تخضع الألوان في أعمال "ستيفاني بويري" لتدرجات موجية تعلو، ومن ثم تتدرج وتنخفض في هبوط، لتتجرد اللوحة من ألوانها، ونرى الرسومات الأخرى بالأسود والأبيض ممتلئة بنقاط بداية لا نهاية لها. إذ تبرز للعين الموجات المنخفضة بجمالية تحافظ من خلالها على مستويات فنية تتوازى فيها حاسة اللون عند المتلقي، بوعي لا يعترف بلون الخط الأسود الذي يجرح الألوان. ليتشكل برسومات تعبيرية تتخذ من الواقع وجودًا لا يعترف بتضاد الألوان، وكأن اللون ينفرد عن الخط رغم تشكلاته الأخرى. أزرق أساسي مع ألوان مركبة، وخلفية حيادية تجمع الحار والبارد في ثنائية تمثلت بمقارنات ازدواجية، للوحات غلب عليها انطباعات تعبيرية، تأثرت بجدية خط اكتسب مرونة حيث برز بين الألوان، كنوع فني منفرد فسيولوجيًا بتكويناته التخيلية المتكاملة، والمتناسقة مع فكرة الوجود التي تبحث عنها "ستيفاني بويري" من خلال الخط واللون واللوحة المفتوحة سيميائيًا. تم نشره في جريدة اللواء لبنان عام 2014
×
Artist Stephanie Boueiri
ولدت ونشأت في بيروت من أم ألمانية وأب لبناني، ستيفاني بويري هي مصممة جرافيك مستقلة وفنانة خزفية ورسامة. تستخدم القماش كدعوة للهروب من الواقع إلى عالم من الخيال غير المقيد حيث الألوان والأشكال تتجاوز حدود العقل وتسمح لها بأن تكون حرة تمامًا. استخدامها الجريء للألوان والأنماط يخلق عملاً يعكس المرح والتجريد في آن واحد، كما أنه إيقاعي أيضًا. تستمد تركيباتها الحية التي تعتمد على الأشكال التجريدية إلهامها من التكرار والأنماط التي يمكن العثور عليها في الأشكال الجزيئية أو الزهرية. تضيف الجرأة في استخدام الخطوط السوداء لمسة ديناميكية على التجربة البصرية بأكملها.
«
131
132
133
134
135
»