Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
أعمال الفنانة ميرفت عيسى:
BY Artist Mervat Essa
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أعمال الفنانة ميرفت عيسى: الوجه النحتي الفلسطيني وهموم الوطن ضحى عبدالرؤوف المل تستجيب الفنانة الفلسطينية «ميرفت عيسى» (Mervat Essa) لمتطلّبات المادة بين يديها، فتبثّها شغفها النحتي متخطية حدود ما بين النوعين الحجر والطين، لتجمع بينهما بالملمس البصري حيث تتشابه الجوانب المختلفة من النحت النافر والغائر لتدخل من خلال ذلك الى لب الوجه النحتي الفلسطيني المحمل بهموم قضايا الوطن، وبالتراث مبتعدة عن وظيفية المادة التي تجمع بين اللين والقسوة حيث الأشكال الحرّة، مما يعكس رؤيتها النحتية من منظور جدلي لتقدّم حوارات نحتية بصرية هي هندسة اللمسة واستخراج الفكرة بمعالم إنسانية، لتكون بمثابة تحدّيات فلسطينية بالفن النحتي المتشكّل من طين الأرض نفسها، وبأشكال مختلفة تتفاعل مع التعبير النحتي المتشكّل تجميليا من مواضيع تبثها معالم الكثير من الوجوه العابقة بالتاريخ خاصة ممن رحلوا، ليبقى الماضي هو جسر العبور الى الحاضر، لتصل إليهم من خلال منحهم المعنى الوجودي الإنساني الفلسطيني المتحرر من القتل والتشرّد والدمار، والتقوقع الناتج عن القسوة التي مارسها الاحتلال على شعب منحته تعبيراتها قبل أن تجف المادة، وتصبح تعبيريا من الذاكرة الحيّة القادرة على ترجمة هواجس شعب ما زال يمسك بالطين والحجر، ليقتلع الاحتلال من الجذور ويعود الى اللحظة التي تجسّد فيها «ميرفت عيسى» الجد والجدة والصرّة المحملة بالحوائج والكثير من الرمزيات والمطرزات التي تنتمي الى التراث الفلسطيني وجماليته أو الأشخاص الذين رحلوا وهم يحلمون بالعودة، فمنحتهم العودة الرمزية من خلال ما تنحته بالأصابع وتشكّله بالحس الإنساني النابع من المادة بين يديها قبل أن تمارس عليها فن الذاكرة النحتية الفلسطينية الخاصة ببصمتها الإبداعية. فهل حاولت «ميرفت عيسى» استرجاع لحظة تاريخية من خلال الفن الفلسطيني الخاص بها؟ الخروج من الموت الى الوجود بخبز الحياة، فمن المنديل الفلسطيني المطرز على الكروشيه الطيني و(بقج كفر برعم) التي تمثل النكبة والألم والوجع، والاحساس باليتم والبُعد عن الديار والعادات والتقاليد التي تبقيها قيد الحياة من خلال كل ما تقدّمه حتى عن العيش المشترك الفلسطيني ما بين المسيحي والمسلم واليهودي، فأعمالها لا تنتمي إلا لفلسطين الطين والأرض والحياة، والتاريخ الذي تحتفظ فيه بأعمالها المتحجرة التي تحوّلها الى ذاكرة دائمة تبقى مع التقاليد في الأفراح والأتراح، كانها تبحث عن ذاتها عن ذاتية فلسطين المتمسّكة بها من خلال لمسات الأصابع التي تستنكر ما حدث وترفض الابتعاد عن الأرض، من خلال النحت بأسلوب ديناميكي يدوي، لتبقي على كفر برعم بلحظة لا يمكن نسيانها، وفي اتجاه العائلات والأقارب مستخرجة من الذاكرة تجارب التهجير والاحتفاظ بنكهة كفر برعم في فلسطين. وجودية تنفي المنع والموت والحدود من خلال النحت الطيني، لتتصدّر أعمالها وجود فلسطيني آخر وجود الماضي في الحاضر كي لا تغادره، ليتواجد دائما في معاني أعمالها، وتعبيرات الوجوه والأشكال، وبتكرار هو إيقاع التأكيد على ان المنديل والبقجة وغيره هو مئة بالمئة فلسطين، مؤكدة ميرفت على طينتها الإنسانية التي تفيض بروحانية الإنسان القادر على التحدّي رغم التابوت الذي يتكرر أو منديل الزواج أو وضع الجد والجدة في أطر دائرية هي البداية والنهاية التي تتكرر من الأب والأم والأحفاد، لتؤكد على استمرارية الحياة لفلسطين الإنسان الموجود في القرى، وما زالت حاجياته مكانها كما تركها. فهل تكرر ميرفت رفض رحيلهم وتريد التأكيد على عودتهم من خلال أعمالها؟ وهل تجسّد أعمالها أوجاع خروج أهالي قرية كفر برعم من ديارهم؟ أعمال الفنانة الفلسطينية «ميرفت عيسى» (Mervat Essa) من مجموعة متحف فرحات. https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%AA-%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AD%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%87%D9%85%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86/ تم نشره عام 2019 في جريدة اللواء
×
Artist Mervat Essa
ميرفت عيسى . فنانة من كفر برعم - صفد. مكان الولادة : الجش - صفد تاريخ الولادة : 1970. ميرفت عيسى . فنانة من كفر برعم - صفد
عمل فني صامت ينطق لونياً
BY Artist Talal Moualla
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
عمل فني صامت ينطق لونياً بحقوق الإنسان واحترام الحياة. ضحى عبدالرؤوف المل تختنق الألوان في لوحات الفنان "طلال معلا" ليتنفس اللون الأبيض رحيق الحياة، حيث الاتجاهات المائلة التي تميل مع المعاناة، وشدة ألم أو فرح. إلا أنه يمتلك تصويرات جوهرية تنبع من الداخل الإنساني، لتنطلق نحو الخارج بكينونة ذاتية تترك أثرها على ريشة إيقاعاتها نغمة سكون شبيهة بصوت الماء. لأن الحركة في لوحات الفنان "طلال معلا" هي لعبة نور وعتمة أو ظل ضوء، ولعبة داكن وفاتح، وخطوط لونية تمتزج مع عبق المعنى الموضوعي في لوحات نسمع صوت ربيع ألوانها، ونستمتع بخريف ظلاله غائمة، وبشتاء أبيض ينبع من جرأة اللون الأبيض الصارخ بأوجاع. يريد الفنان "طلال معلا" محو أوجاع الإنسانية كلها من خلال الرموز الدلالية، والمجهولة تعبيرياً حيث تبدو الملامح فاقدة للرؤيا، وتفتش عن ذاتها في كل الاتجاهات، ولا تستطيع الاقتراب من الخط المستقيم. لأن شخوصه مجرد أهواء تميل مع أي عاصفة، لكنها تبحث عن الحياة وتحاول مقاومة الريح. كما تقاوم ريشته الأسلوب التجريدي لتتشظى في أساليب رمزية وتعبيرية وانطباعية جمعها في عمل فني صامت ينطق لونياً بحقوق الإنسان واحترام الحياة. يتواصل الفنان "طلال معلا" مع العالم الخارجي من خلال فكر فني يميل إلى رمزية غامضة، يتركها لتعصف ذهنياً بمتلقٍ يتأمل كل لون، وكأنه كائن حي ينادي بالوجود وبحق تقرير مصيره، ملامساً بذلك واقعية تجعلنا ندرك قيمة النص الفني التشكيلي المقروء بصرياً في عمله الفني الذي يتوجه به إلى العالم في ظل عولمة سريعة الانتشار تشبه ومضة اللون الأبيض، وبرمزية سيف بشطر الماضي والحاضر، ولكن بانتظار مستقبل مجهول. ربما يبدأ بكارثة تعيد له الحياة التي يبحث عنها، ليحيا بسلام وسط الألوان الإنسانية المتعددة في كون تجمعه عناصر شبيهة بعناصر اللوحة القادرة على منح رؤية تعيد لنا النظر والإحساس بالجمال، والعودة بعد موت فكري ترك الإنسان كأجساد خاوية لا مقاومة فيها، وهي مائلة حتى من الضوء. لأن الألوان الداكنة هي جزء من غموضه. هو كفنان يرسم بصمت بما يفكر به نحو شعوب يتمنى لها أن تمسك سيفها بيمينها لتستطيع تغيير الألوان القاتمة، ورمزية الألوان الحمراء التي توحي بالدماء ولكن أيضاً بزهور الأمل. تكتنز الألوان الممزوجة بتقنية سردية أقنعة بلاغية لها سيميائيات لونية تشير كل منها إلى اتجاه خاص، لا يمكن جمع هذه الأفكار إلا من خلال اللون الأبيض، والذي هو مزيج كل الألوان الباردة والحارة، أو بالأحرى السلبية والإيجابية، ولكن محا الملامح الإنسانية ببراعة تشكيلية حيث تأهَّ النظر في مرئيات بصرية لا تعتمد على الشكل الواضح للإنسان، إنما على الحس والإدراك للجمال والقبح، ولمتناقضات تجعلنا نبحث عن الأشكال المغطاة بالألوان أو عن خط أفقي أو عامودي في لوحة تثير علامات التعجب في اتجاهاتها الخطوطية، ومفاهيمها التشكيلية المنكوصة نفسياً من حيث قوة التأثر والتأثير بها، وبألوان نفتقد لوجودها في لوحة تحاور ذاتها، وتحاكي الوجدان من خلال عدة انفعالات لونية منها الأصفر والأزرق القاتم، ويخاطب العقل بالفراغات التأملية القادرة على خلق المعاني التي تبثها ريشة تفتش عن الإنسان القادر على الرؤية والمتجه نحو السلام. يتعمق الفنان "طلال معلا" في تفاصيل لوحته محاكياً بذلك العناصر الفنية من خلال مفردات جمالية تتمسك بمفاهيم فكرية يطلقها مع الضوء، ومع انبثاق تحولات مفاهيمية للخطوط الانسيابية، الفاصلة بين الفراغات الموسيقية ذات النغمات الهادئة، التي يتشرب اللون منها شفافية ذات تأثيرات بصرية توقظ الأحاسيس العاطفية، وتخلق مشهداً درامياً ذات مؤثرات بانورامية وتدرجات تجريدية مؤثرة، لنتعاطف مع شخوصه بموضوعية فنية لها تشكيلات تضم النظر من الخارج إلى الداخل، وكأن ألوانه تعصف ببعضها البعض، لتتجه نحو وسط اللوحة كنقطة ثابتة في الحياة، وهي كينونة الإنسان واحترامه لنفسه ولحقوق الآخرين. رمزية لونية ذات رؤية تفتقدها شخوصه التي ترمز إلى المجتمعات بأشكالها المختلفة حيث البساطة الفنية في تجسيد مرئي له حركته البصرية الخاصة بكل لون تكويني يعكس أساس الوجود، أو يهدف إلى فهم قيمة المعنى للون، فألوانه تتغير معانيها تبعاً لأحجام أشكاله الفنية، وقدرتها على المحاكاة مع بعضها البعض. إلا أن المتلقي يشعر بمحاولات الريشة في خلق تناغمات بين الجزء والكل، وبين الظل والنور رغم اتجاه الفنان "طلال معلا" نحو الألوان الداكنة، وكأنه يغوص في قدرات المجتمعات الإنسانية المترددة بمقاومتها للضوء، وكأنها اعتادت على العتمة وعلى الغيوم الملبدة في أماكن لا يحاول الحفاظ عليها، أو بالأحرى عجزه عن الانتقال من مكان لآخر. يترك الفنان "طلال معلا" لتوازنات الألوان ميزة خاصة به، لأنها تميل إلى طول موجي متوازن ضوئياً حيث يشعر الرائي بتغيرات اللون الحركي حسياً، وعند النظر إلى اللوحة من أماكن مختلفة، فريشته الفنية ذات نبرة ضوئية تتماوج نسبياً مع موجة كل لون يمزجه حسب رؤيته التي يخاطب بها لوحته الفيسيولوجية التي تعالج مواضيع اجتماعية، يطرحها ضمن أبعاد جمالية لها أسسها التشكيلية القادرة على خلق رمزية تعبيرية لها ألوانها التجريدية الخاصة، وشخوصها الضعيفة في مواجهة الحياة أو رؤية الجمال أو التفكر الفني، مما يمنح الوعي قيمة تحررية انطلقت من مفهوم اللاوعي الغارق بالأسرار الذي يدعونا إلى فهمها. لنصل من خلال تحاوراته إلى فلسفة تعيد للإنسان قيمة وجوده ككائن خُلق في أحسن تقويم. تم نشره في جريدة اللواء لبنان عام 2014
×
Artist Talal Moualla
طلال معلا (1952 - ) هو رسام وناقد وشاعر وفنان تشكيلي سوري، من مواليد مدينة بانياس، خبير ومستشار ثقافي، درس تاريخ الفن المعاصر في إيطاليا، واللغة العربية وآدابها في سوريا، يقيم حالياً في مدينة بريمن بألمانيا. عضوية يعمل مستشار ثقافي، وخبير في التراث اللامادي في منظمة (اليونسكو). عضو في منظمة النقد الدولية. عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين. عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية. منسّق ومقرر جائزة الشارقة للإبداع النقدي التشكيلي. مدير تنفيذي سابق لوحدة دعم وتطوير التراث الثقافي اللامادي في الأمانة السورية للتنمية. المرجع موقع ويكيبيديا
جمالية فنية معاصرة ذات زخارف جريئة
BY Artist Samuel Coisne
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
جمالية فنية معاصرة ذات زخارف جريئة بألوانها وخطوطها الضوئية ضحى عبدالرؤوف المل يمزج "صموئيل كوازين" بين الأفكار والأساليب الإبداعية ليخلق تصويرات ذات أبعاد رمزية توحي بقوة الرؤية والوضوح الموضوعي من حيث الأشكال والقياسات، والأمزجة المختلفة في أعماله، كالتأليف البصري الذي ينم عن جمالية فنية معاصرة ذات زخارف جريئة بألوانها وخطوطها الضوئية والتشابكات المحبوكة ضمن نظم جغرافية توحي فنيًا بتصويرات متعددة التشكيلات رغم بساطة الفكرة الخلاقة، كالسجادة المزخرفة والمنسوجة وفق خطوط مدروسة بصريًا. لتمنح البصر مساحات أفقية وعامودية، وتعرجات لها بداياتها ونهاياتها المثيرة ذهنيًا. لحواس تتبع كل خط ولون وكل تقسيمات أبدع في رسم قياساتها وألوانها "صموئيل كوازين" من ناحية التصميم ورؤاه المتعددة الأبعاد والاتجاهات، ومن ناحية الشكل كعمل إبداعي له تصوير متعدد الاستخدامات لما تتميز به أعماله من بساطة ووضوح وإتقان بصري. مساحات إبداعية مفتوحة الآفاق والأبعاد التخيلية والواقعية، وهي ذات حركة لونية وهندسية تنم عن مخيلة ينطلق معها "صموئيل كوازين" نحو أيقونات فنية واسعة لونياً، فهو يجمع الضوء في الخطوط البيضاء، ويوزع الفراغات بين الألوان بديناميكية توحي بحركة سريعة الاتجاهات، وهذا ما نلمسه في أكثر أعماله الفنية التركيبية التي يدعو من خلالها إلى التمسك بكل شيء من حولنا، وبالأخص جغرافية الحياة لفهم أسرارها وكينونتها وألوانها العابقة بالجمال. وبخطوط تتميز بشدة انتظامها وعشوائيتها، وبألياف بصرية تنبض بالحيوية والديناميكية، فالتناقض الحياتي واضح المفاهيم في تصميماته المؤلفة من مواد مختلفة جمعها لتتناسب مع الأشكال والأحجام وطريقة صنعها، كالقطعة المعدنية الشبيهة بدائرة تدور حول نفسها. ليضعنا أمام أفكاره الانتقادية وجهاً لوجه، ولكن مقروءة من خلال لغة فنية إبداعية أتقن النطق بها ببلاغة تصويرية تعيد للفن مفاهيمه الخلاقة. يلملم "صموئيل كوازين" المواد المستخدمة في تصميماته من الطبيعة التي يعايشها من خلال نظرته الفنية ذات الأفكار المرنة والمتناغمة مع ذاتها، لأنها منسجمة مع المادة الفنية والألوان المتناسقة بصريًا دون أن ينسى الحفاظ على مرونة الموتيفات المتغايرة ضوئيًا ولونيًا مع المفهوم التشكيلي والإبداعي المؤلف من الألوان، والأشكال، والأحجام، والعمق الذي يحقق من خلاله نشاطًا ذهنيًا معنياً لدى المتلقي. ليؤثر بصريًا على كل مفهوم يلتقطه الرائي بوعي حياتي وفني ممزوج بدهشة تعصف بالحواس، وتتخذ وجدانيًا أشكالاً مختلفة من حيث القدرة على رؤية الأبعاد، وقراءة المفاهيم تبعًا لمفهومنا الحياتي للفن والإبداع، والتركيب اللوني المتقن هندسيًا ويدويًا. لأن أعماله تتميز بأسلوبها السهل الممتنع، وبدلالات لا تخلو من سيميائية يشير من خلالها إلى التمسك بخاصية كل فرد. كما يتمسك هو بخاصية كل عمل من أعماله، وبخاصة السجادة الضوئية ونسيجها اللوني المميز بصريًا. وسائل فنية متعددة، منها ما هو لين وقاسي، ومنها ما هو ينبض بالحياة، كالورق والأسلاك والمعادن والألوان، وما إلى ذلك مما يساعد في خلق أعمال فنية تأخذ موادها الأساسية من عناصر طبيعية يتم تركيبها وفق رؤية فكرية منسوجة بفلسفة إبداعية. تقوم أسسها على التفكير الخلاق المنتج لتصميمات يمكن استخدامها في مجالات متعددة، كمجسمات ونصب تذكارية ولوحات فنية وأقمشة وسجاد، وما إلى ذلك من مسميات فنية غنية بمواردها الحياتية المنسية أحيانًا والتي يمكن إعادة تدويرها. لتصبح المادة ذات فعالية يتولد منها كل ما هو جمالي أو هندسي أو حتى للاستخدامات العامة، وأيضًا ما يوحي بقضايا شعوب تتمسك بنسيجها الجغرافي حتى آخر رمق، وهذا ما هو ملموس في تصميم السجادة وألوانها الحارة والباردة والمضيئة. فكر بنائي هندسي تركيبي وإبداعي. يظهر حركيًا كضوء مشع في أعمال فنية غارقة بالجمال، وبتقنية تشكيلية ذات مفهوم تركيبي معاصر يتحدى الحاضر ويمنحنا نظرة مستقبلية لها أبعادها الخاصة التي تختصر المخاطر الإنسانية التي تهدد شعوبًا بدأت تبتعد عن الجمال، فمن خلال أعماله يمكن إعادة النظر لخلق حياة بسيطة يتم تكوين وسائل عيشها من مواد بسيطة، ولكن تساعد في رفع قيمة الفن والجمال. لنتخطى به الكوارث الاقتصادية وحتى السياسية، فكل هدوء في أعماله الساكنة بضجيج اضطرابات داخلية هي نتاج عقلانية تتخطى أي انفعال عاطفي بالفكر الإبداعي الهادئ إلى إيجاد حلول يمكن الاستفادة منها، كشجرة الأوراق أو كمجسمات مبنية بأبسط المواد، والتي تشير إلى فن معماري لا يخلو من تفكيكية بسطها أمام المتلقي بجمالية فن معاصر. فن بصري منسجم مع عقلانية فنية تتميز بشاعرية تضج بفروقات متناقضة عميقة المضمون والأسلوب، وجميلة المادة لغرابتها كالدانتيل الورقي أو شبكة الخيوط العنكبوتية التي تصلح للزخرفة وللتزيين، وللاستعمالات متعددة والأهم من هذا كله الجمالي منها، فالخيوط البصرية هي عبارة عن خطوط باردة وخطوط حارة يتبعها المتلقي بصريًا ليشعر بمتاهة تقوده إلى فكرة طرحها، وتركها تتغلغل في التصميم الحركي المناقض لفكرة السكون والخروج من مسارات الحياة التقليدية أو الكلاسيكية. ليتجه نحو الفكر الفني المعاصر والمنتج استهلاكيًا من النظرة البنائية، وإعادة تدوير المفاهيم القديمة واستبدالها بتراكيب إبداعية لها صِلاتها الفنية ذات الجمال الإبداعي الخاص. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Samuel Coisne
Samuel Coisne Born in France, 1980 Works and lives in Brussel, Belgium.
عدسة أنثوية غارقة بالضوء
BY Photographer Aftimos Diane
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
عدسة أنثوية غارقة بالضوء ترسم عناوينها بألوان فلسفية الروح الضائعة - الأنا – النسيان ضحى عبدالرؤوف المل تكثف "دايان افتيموس" من نسبة الضوء، ليبرز سطوعه على سطوح تعكس الأسود الواعي من خلال أسلوبها في التصوير الذاتي الذي يخاطب بتناقض لونين، لكل منهما رمزية خاصة من حيث الداكن والفاتح، والأبيض والأسود، والظل المخفي بين الأشكال التي تتراىء كصورة تحتاج لتصفية من الشوائب، فتستفز حواس المتلقي محاولاً بذلك البحث عن تفاصيل أخرى قد تساعده في اكتشاف ذاته. فالأبيض في صورها الفوتوغرافية يؤكد على عتمة العدسة التي ترسم بها فنياً ما تشعر به من حزن أو فرح أو الحواجز الحياتية التي تتعرض لها "دايان افتيموس" وتخرج منها وسط جمال تتصالح به مع نفسها أو مع عدستها الضوئية. لهذا تلف صورها بغموض هو عبارة عن تشويشات عدسة مدروسة تؤدي أهدافها تبعاً لما رسمته دايان في مخيلتها، وما انطبع على اللوحة من أحاسيس رومانسية، ومشاعر أنثوية غارقة في التأملات الحالمة، والجمال الفوتوغرافي الملامس لفنون التشكيل واللون الذي يسرد بذاتية منسجمة مع ما حولها من تأملات وتحولات وتغيرات تحدث وتتسبب بجاذبية بصرية تثير عدسة أنثوية غارقة بالضوء ترسم عناوينها بألوان فلسفية تبحث عن معنى الروح الضائعة! الأنا! النسيان! تتعامل "دايان افتيموس" مع عدستها كطفلة تحاول محو الزمن الماضي. كلما تجدد الحاضر لتحيا الأنا في لحظة ذاتية وآنية، وهذا ينطبق على عدستها، وكأنها تتوحد مع عدستها الضوئية بغرابة سريالية، ولكن بغموض يبتعد عن الوضوح التصويري، فهي تتعمد الرسم بالضوء لتبدو الطبيعة الثلجية في لوحاتها شتائية المصدر أو بالأحرى متجمدة في لحظة قطبية هي أقرب للحلم، ولكن تقدم كل التفاصيل الفنية من خلال لقطة فنية مدروسة جمالياً وذات مشهد مفتوح من حيث المفاهيم الهادئة، والباحثة عن روح الأشياء لا عن الشكل أو المظهر الخارجي. فهل من روح للضوء الذي تظهره ككائن عرائسي أو شتائي تستريح فيه الأنثى؟ أم إنها تبحث عن السكينة والهدوء والسلام عبر الضوء الذي يثير حواسها الفنية؟ توشح "دايان افتيموس" الصورة الفوتوغرافية وفق رؤيتها الفلسفية الباحثة عن الأنا، وتضعها ضمن اختزالات معرفية وسلوكية، وكأنها تشاكس عدستها لتخفي بعض ما التقطته بواسطة أسلوب إخراجي تحذف بواسطته أشياء، وتضيف إليه أسلوباً ضوئياً مختلفاً عن العدسة، ليتشكل المشهد الفوتوغرافي المنسجم مع اللقطة بلحظاتها التقنية الديناميكية التي تتصف بليونة سوداء تتهشم وتلتحم لونياً، فتظهر بعد ذلك الصورة الضوئية من داخل عتمة فرضتها على نفسها، كي تضع حلمها على قماش وفق قياسات تفصيلية تؤكد من خلالها على وجود العناصر التشكيلية في الصورة الفوتوغرافية القادرة على إظهار الجمال بروح لونية تتناقض فيها الحرارة والبرودة. بل ويطغى اللون الأبيض على أغلب المساحات، ولكن ضمن رؤية تشكيلية فوتوغرافية. تحافظ "دايان افتيموس" على بيئة فوتوغرافية ذات جمالية خاصة يستريح فيها البصر، فبيئتها البصرية تعكس صفاوة لونية تنبعث من قدرة الضوء الطاغي على الموتيفات الأخرى، وبقدرات متفاوتة بين أجزاء الصورة ومساحتها، لتتشكل الزوايا المفتوحة نحو فضاءات تخيلية، إلا أنها فضاءات واقعية في المعنى المجازي، لأنها تحاور ذاتها من خلال عدسة تتسع ضوئياً نحو العتمة، أي تضع المشهد داخل اللوحة بحيث نشعر أن عالمها هو داخلي ينبعث بموضوعية جمالية إلى خارج ذي غموض تركت معالمه كماضي هو جزء من لحظة أو ومضة ساطعة يزيغ البصر منها، ليعود البصر من رحلة ضوئية سريعة تكاد تتسابق مع واقعية الأسود الواعي في صورها الممزوجة بتقنية (مغبش) ضبابي الرؤية، ثلجي البرودة هادئ، ساكن وقادر على وضع الصورة بخانة الفن التشكيلي الإيحائي القادر على بث إيقاعات حسية، ونغمة تشكيلية ذات تكوين فوتوغرافي متسع بصرياً إلى ما لا نهاية حيث سرعة الزمن تعادل سرعة الضوء، والأبيض يطغى على الأسود والتخيل يزيد من واقعية الأسود ووعيه. معادلات ثلاثية تضعنا أمام منطق فلسفي فوتوغرافي، ناتج عن مفاهيم فن تشكيلي له قواعده الفوتوغرافية، المرتبطة بعدسة أنثوية لها أحلامها وتوازناتها. فهي تريد لروح الأشياء أن تنطق بجمالية الحياة التي تتمنى لها أن تكون سرعتها أقوى من سرعة الضوء، وأن تمنح الأنثى بلونها الأبيض الذي ترمز له "دايان افتيموس" على اللون الأسود الذي يعيدها إلى ذاتها في كل مرة تتخطاه عدستها بموضوعية لها حساباتها وقياساتها وتميزها في التشكيل البصري المؤدي إلى خلق حالات نفسية متعددة ننتقل إليها بصرياً من لوحة إلى لوحة، ومن حركة إلى حركة مضافاً إليها تغيرات اللون الأبيض وكثافته داخل كل مساحة لا فراغ فيها. فالمسارات التكوينية داخل لوحاتها أو صورها الفوتوغرافية تكشف عن تآلف فني منسجم مع الكل بانفعالات معاكسة، مما يجذب العين إلى الأجزاء الفنية كلها بشكل عام، وكأننا أمام زهرة ياسمين تتشكل تبعاً لإسقاطات الضوء عليها، بل! وكأنها في أعمالها الفنية، كالياسمينة هي المحور الفاصل بين ضوئين حيث تتوحد مع ذاتها، فتنتج الصورة الفوتوغرافية بجمالية تشكيلية شفافة ورومانسية. تم نشره عام 2014 في جريدة اللواء
×
Photographer Aftimos Diane
لاحقا
«
133
134
135
136
137
»