Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
القيمة الفنية التي تتسم بالكفاءة الاحتوائية
BY Artist Jamil Malaeb
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
القيمة الفنية التي تتسم بالكفاءة الاحتوائية لموضوعات التشكيل وجماليته ضحى عبدالرؤوف المل يستخلص الفنان "جميل ملاعب" (Jamil Molaeb) في معرضه الذي يُقام في غاليري "جانين ربيز" الرؤى اليومية للحياة ذات الخصوصية التي تنطبع في مخيلته، ويضعها كنسق تشكيلي يُسبغه بالألوان، مما يجعل الخطوط قادرة على ترجمة المعنى. فيتعامل مع الريشة كالكاتب القصصي الذي يخوض في تصوير الحياة اليومية وتناقضاتها عبر المخيلة، ويمنحها القيمة الفنية التي تتسم بالكفاءة الاحتوائية لموضوعات التشكيل وجماليته، بل وملحوظاته الحسية القادرة على إحياء الشكل ومنحه روحية الواقع، بأجواء تميل إلى حفظ التراث والمزج بين الوصف والخصوصيات التشكيلية التي يحتفظ بها "جميل ملاعب"، ويسمو مع النص البصري الذي يقدمه للمتلقي من خلال الاحتفاظ بقيمة المقاييس الفنية داخل لوحاته، والالتزام بالنسب الذهبية، لتتضافر العناصر كلها مع المقاييس، وتصبح اللوحة قطعة جمالية قوية التأثير، قادرة على إحياء التراث بوضوح جمالي يُضاعف من قيمة القصة - اللوحة، والمخيلة التي تتحدى الواقع وتحتفظ بروحانية الحياة من خلال الإنسان، وتستخرج منه نغمات الألوان دون أن تتلاشى العاطفة الإنسانية في مبالغات الخطوط العمودية أو الأفقية أو حتى المنحنية والمتكررة، وفق تضاد حيوي هو أساس الرؤى التي يشحنها بانعكاسات ما يستحسنه من المحيط حوله.فهل يتخذ "جميل ملاعب" من اللوحة مساحة يتغنى بها لتكون قصة أو أغنية أو حكاية تراثية أو ما إلى ذلك؟ تتضح معاني الإنسان والطبيعة بقوة، يتعمد من خلالها الفنان "جميل ملاعب" التلاعب بالحركة وبالمفاهيم الرياضية: طويل - قصير، ضخم - نحيل، كبير - صغير، وما إلى ذلك، ومنح اللحظة الموشاة الاستمرارية التي نفقدها مع الزمن، ليسترسل مع الخطوط والألوان بتفاعل القديم والجديد، وبتحديث الرؤى، فيأخذ بالتأثيرات القوية التي تنتج عن فروقات مقاييس الخطوط بمفهوم رياضي يُطمسه بالأشكال والأحجام، لتتكون النغمات البصرية وفق نظرته الحياتية التي تحتفظ بقيمة المظاهر الإنسانية والحياتية التي تختفي مع الزمن، ويحتفظ بها "جميل ملاعب" في لوحة تروي الوقائع بفن تشكيلي يتخذ من الأنماط الجمالية ما يجعلنا نتناغم مع الواقع وتخيلاته، التي يخلع عليها من الحس اللوني ما يُبهج النفس، وبتناغم جمالي بين الواقع والمتخيل. لهذا، ربما يختلف الواقع الجديد عن الواقع القديم، ونشعر معه أن الإنسان ابن البيئة من حوله، وأن اللوحة ابنة الحس الوجداني المرتبط بحواس الرسام أو بباطن مشاعره وذكرياته ومحيطه، وصولًا إلى مسيرته الحياتية. فهل يُؤرشف الفنان "جميل ملاعب" لسيرة حياته، إن كان في الريف أو المدينة أو حتى عبر محيطه الداخلي، لنتبادل معه هذه المسافة البصرية التي يسترسل في منحها العواطف اللونية القوية والجياشة؟ تشابه وتناسب وتعقيد سلس، يُبطّنه ببساطة الشكل الذي ينتهجه "جميل ملاعب" بحنكة تشكيلية لها أصولها وقواعدها ونسبها، ليتوصل المتلقي إلى تأمل المعاني والتغلغل في الحس البصري، وقصصية يضعنا من خلالها وجهًا لوجه أمام التشابه وانسياب الضوء، والتكرار النغمي المؤصّل لاحتياجات الخط للون، وعبر خلفيات يُجرّدها ليرصد من خلالها التنافر البصري، لتمكين الشكل من إبراز نفسه. فيلخّص مسيرة المرأة أو الطفل أو الرجل أو الطبيعة المحيطة بالإنسان أو الواقع وارتهاناته الانعكاسية. فيكشف عن أحداث ظاهرة أو مخفية، بإيحاءات مبطّنة بصريًا، لنغرق في لجج النفس التي نشعر بها من خلال شخوصه المرسومة، والمحكوم عليها بلحظة انطبعت في ذاكرة تصويرية تخيّلية، تُضفي على الواقع روح التراث التشكيلي الخاص، الذي يحتفظ به "جميل ملاعب" في لوحاته كبصمة تندمج مع الشكل والمضمون، وتتدافع موسيقاها لتحتفظ اللوحة بقيمة الحياة بين الطبيعة والإنسان، أو بين الواقع والمتخيل، أو بين الظاهر والباطن، وما يكتنه اللوحة من مفاتيح جمالية نحاول تحليلها بصريًا في كل مرة نشاهد فيها أعماله التشكيلية. تم نشره قي أيلول 2017. في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Jamil Malaeb
جميل ملاعب (مواليد بيصور سنة 1948) هو رسام ونحات لبناني.درس ملاعب الفن في المعهد الوطني للفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وكان من معلميه شفيق عبود وپول جيراجوسيان. أمضى سنة في الجزائر في معهد الفن العالي وانتقل إلى الولايات المتحدة سنة 1984 حيث نال على ماجستير في الفنون الجميلة في معهد برات في نيويورك ثم حصل على الدكتوراه من جامعة ولاية أوهايو. عند عودته إلى لبنان عام 1989، بدأ بتدريس الفن في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. بين عامي 1991 و1992، كان ملاعب أمين عام نقابة الفنانين اللبنانيين https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%86%D9%8A-%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A/
الموروثات المورفولوجية للفن التشكيلي
BY Artist Arif Khan
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الموروثات المورفولوجية للفن التشكيلي على مستوى الفن الإسلامي ضحى عبدالرؤوف المل يعتمد الفنان الباكستاني "عريف خان" (Arif Khan) على التغيرات المورفولوجية في اللوحة التشكيلية، محتفظًا بالأسس التقليدية للفن الإسلامي، تاركًا للانتفاضات الشكلية المختلطة وجودها المؤسِّس للوحة، لتكون الميزة الشكلية نابعة من الأسس اللونية والخطوط التي تتغاير مع الألوان، وجودها وجماليتها، واتجاهاتها، وتراكيب الشكل الذي يعتمد عليه من منظور متطور ومترابط. تمثل الأشكال التي يتلاعب بها نوعًا من الرياضيات البصرية القائمة على الموروثات المورفولوجية للفن التشكيلي، على مستوى الفن الإسلامي أو الإنسان، والمزج الذي يتطلب إظهار جماليات الشكل، بغرض تبيان القدرة على الإبداع أو الخلق الفني التشكيلي المرتبط بالانزياحات، وفق تطورات تختلط معها الرؤى، وتحتوي على الكثير من المفاهيم التي تستقطب التأويلات، ليغوص المتأمل في حركة اللون والتضاد مع الاختلاطات التي تؤلف نوعًا من الموسيقى وضوابط اللوحة. تستثير الأشكال في أعمال الفنان "عريف خان" عفوية الحس الفني الذي ينعكس على جوهر الفكرة وعبثيتها، من حيث المبادئ والأفكار التي يتعامل معها. إذ يبدو التكنيك الأسلوبي بملامحه الفنية خاضعًا لتحديث داخلي يرتكز على توزيعات خطوط الطول، أو العامودية منها، والزخرفات المتعلقة بها، وبخاصة ما يثير الانتباه أو الحس البصري وتجليات الحركة اللونية وسماتها المصحوبة بمزاجية تخيلية متفاوتة جماليًّا. تتوهج الألوان الحارة ضمن نقاط معينة يوزعها وفق مساحات يمدها بإيحاءات ضوئية تلامس، بفراغاتها، النظام اللوني الذي يعتمده في أغلب لوحاته، مع الاحتفاظ بتدرجات الألوان الباردة والحارة، وبشفافية غارقة في جماليات الفن الإسلامي بشكل خاص. تتخذ الأشكال في هذه اللوحات أبعادًا محورية تخرج عن نطاقها التقليدي وتنسجم معها في أجزاء أخرى، كالدوائر والأشكال المنفردة، ومقومات الوحدات التي تتوحد مع نمطية الفن الإسلامي وتقاسيم كلماته المتناسقة مع المعنى، وعبر تلاوين منسجمة، وفق أداء الريشة أو التراكيب الإبداعية التي يضيفها إلى أعماله، وبمجازية صاخبة في دلالاتها البصرية المؤدية إلى التخيلات وفتح الفضاءات التي تفضي إلى الحركة، وبتفاصيل مدروسة تبحث عن التأملات الكونية، أو تلك الصوفية منها الباحثة عن السكون، وفق هينمات الحركة، والارتقاء الضوئي المنبعث من الأشكال التي تحتوي الآيات القرآنية وخطوطها، لتشمل الأشكال الهندسية كالدائرة والمربع وما إلى ذلك. يغوص البصر في لجج الفراغات في أعمال الفنان "عريف خان"، لتتجدد النشوة الحسية المدركة لقيمة الكلمة ومعناها داخل الشكل، الذي يجعله بين مدارات هي امتداد لاستدارات يتقنها، فتنْتعكس الألوان الباردة وتضج حرارة لوحاته، بل تختصر الأشكال اللامرئية بجمالية توحي بالتصوف، وبالحنو الرمزي للخطوط التي تتراخى وتشتد تبعًا لمفهوم الكلمة التي يخطّها، وفق معادلات ضوئية يترجمها اللون، والشكل، والحجم، والمساحة، وبشفافية تتميز بالمخيلة الفنية التشكيلية المحتفظة بتقليدية الفن الإسلامي في اللوحة الإبداعية، المتمسكة بأحاسيس الآيات القرآنية ومعانيها الجمالية المنسجمة مع الأشكال الفنية. تجذبك لوحات "عريف خان" لبساطتها وتعقيدها في آنٍ واحد، وكأن اللوحة قطعة تراثية فنية مشغولة يدويًا بتجرّدٍ تكاتفت فيه الأحاسيس الفنية برمتها، من رسم وتركيب إبداعي، واختلاطات متنوعة، واختلافات في جزئيات يسبغها بالتعتيق. فتختزل الأشكال القيمة الحقيقية لما ينشده "عريف خان" من إثارة الدهشة البصرية عند المتلقي، وإن بأسلوب يضج بالتناقضات البصرية، مما يجعل من اللوحة كتلة فنية نحلّق مع آياتها عبر فضاءات الألوان والأشكال التي تستجيب للإيحاءات، وللتخيلات النابعة من شفافية تتسم بالإبداع الفني، لتراكيب الكلمات الداخلية التي ينفذها، وفق إشارات الحرف ومحتوى الكلمة داخل اللوحة. أعمال الفنان الباكستاني “عريف خان (Arif Khan)” ضحى عبد الرؤوف المل dohamol@hotmail.com تم نشره عام 2017 في جريدة اللواء لبنان
×
Artist Arif Khan
لاحقا
الرؤية الجمالية ورمزيتها القائمة فنيًا
BY Artist Nedim Kufi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الرؤية الجمالية ورمزيتها القائمة فنيًا على دقة الملاحظة ضحى عبدالرؤوف المل يدمج الفنان العراقي "نديم الكوفي" (Nedim Kufi) بين الأفكار البصرية والثقافات الفنية المختلفة، بغموضٍ يكمن في أسلوب الاشتغال على الرؤية الجمالية ورمزيتها القائمة فنيًا على دقة الملاحظة، والتأثير على ثنائية تعزيز العلاقات الفنية بين الوجود واللاوجود، وإن بشكل جزئي، في أعمال تشكّل الماضي والحاضر في كل منها، وبرمزيةٍ يبحث من خلالها عن الاختلافات بين الماضي والحاضر، وبين الغرب والشرق، وفق تضادّ الأساليب التي يستخدمها أيضًا من فن مفاهيمي أو فوتوشوب أو غير ذلك، لتكون أعماله الفنية متنوعة الهويات أيضًا، وفق نظرته المتميزة ببساطتها وحدّتها في دقة الملاحظة التي تتولّد عنها. إذ يهتم بالمتلقي من خلال استفزاز البصر، لاكتشاف الفروقات بين الثنائيات الرمزية التي يشتغل عليها ضمن الأبعاد التاريخية أو الزمنية، أو القديم والجديد بين الفنون والأمكنة والأزمنة، وما إلى ذلك. لغةٌ فنية يمارسها من خلال تعزيز أساليبه المفاهيمية وتطويرها، ليثير دهشة الجمهور عبر طرحه لفكرة غير معقّدة وتتميّز بالبساطة الشديدة، رغم أنها تعتمد على إبراز الفروقات، وبتداخل بصري غالبًا ما يؤدي إلى اكتشافات متعددة في الصورة أو اللوحة، التي تشير إلى سرد تاريخي أو اجتماعي أو تراثي، متأثّرًا بتصميمات جرافيكية يتلاعب من خلالها بالأفكار التي ينفّذها على الأشكال، وفق ثلاثية التناقض والتشابه، والتنافر العقلاني لإدراك قيمة الاختلاف بين الأزمنة. ليشكّل بذلك هوية تجمع بين الثقافات المختلفة بأسلوب فني جميل، مفتوح على عدة تأويلات بصرية، وينتج عنها تفاعلات مختلفة بين كل متلقٍّ، لأنها تؤدي إلى عملية سرد بصري وأخرى إثارة التساؤلات المختلفة عن التناقض والاختلاف في الحياة بشكل عام. وجودٌ فني مشترك لا ينفصل عن الحقائق التاريخية التي تجمع الأوطان مع بعضها البعض، أو تلك التي نفتقدها بعد زمن مضى. لتكون الصور هي رمزية الغياب والوجود، من خلال التلاعب الفوتوشوبي بالصور، ومنحها قوة ازدواجية تعبيرية عن الفراغات الإنسانية التي تحدث فجأة في المشاعر والأماكن، وتؤثر على الإنسان من عدّة منطلقات وجدانية وعقلانية، بتزامن بين صورتين لفكرة واحدة، هي الغياب الفجائي عن زمنٍ ما. لتظهر المسافة الزمنية كالبعد التاريخي الذي نفتقده في كل بلد أحدثت فيه التغيرات السياسية انفصالات جمالية أو شرخًا في الهوية المكانية، كالذين هاجروا وتركوا أماكن وُلدوا ونشأوا فيها، لخلق مسافات شاسعة بين الطفولة والنضوج، والوعي الباحث عن الهوية التائهة، مستخدمًا الفضاءات التخيلية الموحية فنيًا بقسوة الهجرة الفجائية عن الأمكنة التي نحبها ونكبر بعيدًا عنها. إذ تُشكّل قيمة الماضي والحاضر هويةً لمستقبل لا يمكن أن يتعافى ما لم تندمج فيه الحضارات بأفكارها وثقافاتها، وحتى أمكنتها التي تم محوها من خلال التهجير والعيش خارج الوطن. دمجٌ للحظات جديدة مع الماضي يُشكّل نوعًا من البلسم النفسي، وبأسلوب فني مختلط يمثل الحنين إلى الماضي واكتشاف جماليته الغائبة في نفس الفنان العراقي "نديم الكوفي"، الذي يحاكي كل الأجيال في العالم، وفي العراق خاصة، ليكمل إلى الفروقات الزمنية والسلوكية بين الغرب والشرق، وما تمثّله صورة كل منهما للمتلقي، أو بالأحرى للإنسانية بشكل شامل، والجوهر المشترك بين كل إنسان على وجه الأرض، وهو الطبيعة الوجودية التي تتمثل بالهوية الإنسانية، والبحث عن السلام من خلال تمثيل الفروقات بين الموجود في الماضي والمختفي عنه. لأن المكان ينمو كما ينمو الإنسان، ويشكّل جزءًا من هويته التي لا يمكن أن تفارقه أبدًا. فهل للصور القديمة في أعمال الفنان "نديم الكوفي" قيمةٌ تاريخية يبحث من خلالها عن الأنا والآخر؟ أعمال الفنان العراقي "نديم الكوفي" (Nedim Kufi) من مجموعة متحف فرحات (Farhat Art Museum) ضحى عبد الرؤوف المل dohamol@hotmail.com تم نشره في جريدة اللواء عام 2017
×
Artist Nedim Kufi
ديم كوفي فنان عراقي متعدد الوسائط، يقيم ويعمل في هولندا منذ 1994. بعد إتمام دراسته، عمل هناك في مجال التصميم الرقمي والوسائط متمماً لحرفته ..
هل يصبح الحرف صلاة
BY Artist Saleh Al-Hajar
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل يصبح الحرف صلاة في لوحات الفنان صالح الهجر؟ ضحى عبدالرؤوف المل تندرج لوحات الفنان صالح الهجر في تيار «الحروفية العربية»، وهو تيار فني وُلد في خمسينيات القرن العشرين كردّ على الاستلاب الثقافي الذي صاحب الحداثة الغربية. وقد سعى روّاده إلى تحويل الحرف العربي من مجرد وسيط لغوي إلى كائن بصري وجمالي مستقل، يُغني اللوحة ويمنحها طاقة روحانية وهوية بصرية شرقية. تدخلنا لوحات الفنان صالح الهجر في لب هذا التيار خطوة أبعد، لا باستخدام الحرف فحسب، بل بجعله مركزاً وجوهراً لذاته. فهو لا يعرض علينا نصاً قابلاً للقراءة، بل تجربة حسّية، رمزية، وروحية، تنفتح على التأويل من غير أن تُغلق على معنى محدّد. فهل اللون في لوحاته هو لغة ما وراء الحرف؟ تغمر لوحاته درجات الأزرق المتماوجة، من النيلي العميق إلى السماوي الهادئ، وكذلك الألوان الأخرى بميزة تدرّجاتها التي ترفع من قيمة التأمّل في تدرّجات تُذكّرنا بسطح بحر صوفي، أو سماء ليل مضمّخ بالتأمّل. اللون هنا ليس زينة سطحية، بل حامل للحالة الشعورية. فالأزرق، في الثقافة الصوفية، يرتبط بالصفاء، والتسامي، والانخطاف الروحي. كأن اللوحة كلّها نافذة على عوالم داخلية، يحرسها هذا الأزرق المترقرق كأنفاس المتصوّفة في حضرة الحبّ الإلهي. والأبيض، في المقابل، يُستخدم بشكل حاذق لإبراز الكلمة المركزية: «هو الحبّ». هذا التباين بين الأزرق والأبيض ليس فقط جمالياً، بل أيضاً رمزياً. الأبيض يشرق من قلب الأزرق، كما يشرق المعنى من بحر الحروف، أو كما يسطع النور في قلب المتأمّل. فهل الحرف ينقلنا من بناء لغوي إلى طاقة تشكيلية؟ الحرف العربي في هذه اللوحة ليس جماداً، بل كائن حيّ. نراه ينساب، يلتفّ، يتكاثف، ويتناثر كما لو كان جسداً راقصاً أو ذبذبة صوت. تتداخل الحروف، بعضها متحرّر وبعضها متراصّ، بأحجام وزوايا متباينة، لتشكّل طيفاً بصرياً نابضاً بالحركة. لا تكاد تستطيع القبض على كلمات واضحة سوى «هو الحبّ»، وهو ما يعزّز من شعور الغموض والتأمّل. هذا التكوين المتموّج يذكّرنا بتجربة صوفية، حيث تبدأ العبارة المعلومة («هو الحبّ») كنقطة انطلاق، ثم تنفلت منها المعاني، وتتلاشى الحدود بين الذات والموضوع، بين الحرف والمعنى، فيغدو العمل كلّه رحلة نحو المجهول. فهل المعنى الرمزي هو الحبّ كمصدر للحركة؟ في المركز، تتوسّط اللوحة عبارة «هو الحبّ»، وكأنها القلب النابض الذي تشعّ منه بقية الحروف. هذا الترتيب ليس عشوائياً. فالحروف الأخرى تبدو كأنها تتفجّر أو تنساب من هذه العبارة المحورية، في تموّجات دائرية، تشبه الطاقات الكونية أو دوائر الذكر الصوفي. هنا لا يعود الحبّ مجرد موضوع، بل يصبح المبدأ الأول، المصدر، والغاية. إنه ما يُحرّك اللوحة ويُفعّلها، كما يُحرّك الوجود ذاته. فالحروف، التي تمثل اللغة والمعنى، لا تستمد حياتها إلّا من هذا المركز العاطفي - الروحي. وكأن صالح الشاعر يردّد مع ابن عربي: «الحب ديني وإيماني». ولتوقيعه بخط دقيق سحر التكوين. التوقيع ليس فقط إثبات ملكية، بل أيضاً تأكيد على معاصرة التجربة. فنحن أمام أعمال حديثة وُلدت من رحم اللحظة الراهنة، لكنه ينهل من إرث بصري وروحي عريق. إنه امتداد حيّ للخط العربي، وليس مجرّد تكرار زخرفي. فهل يصبح الحرف صلاة في لوحات صالح الهجر؟ يُرافق الأبيض لوحات صالح الهجر كضوء ينبثق من عمق الظلال، يضيف توازناً ونقاءً إلى حركة الخطوط التي تطوف برشاقة في فضاء اللوحة. هذه الخطوط ليست مجرد حروف، بل أشبه بأشكال راقصة تتناغم مع فراغات اللوحة، فتخلق إيقاعاً بصرياً متناغماً، ينبع من معايير حروفية دقيقة ومتقنة. من هذا الانسجام البصري تنبثق مفاهيم جمالية متعددة، لا تقتصر على جمال الخط ذاته، بل تتعدّاه إلى ما يشبه لغة جديدة تتحدث بها اللوحة عبر حركات الخطوط وتداخل الألوان، لغة تحلّق بين الرؤية والتأمّل، وتفتح آفاقاً واسعة للتفاعل مع العمل الفني. هنا، يصبح الحرف ليس فقط أداة كتابة، بل تجربة بصرية تنسج حكايات لا تُقال بالكلمات، بل تُحسّ وتُستشعر. من هذه الرشاقة الحركية تنشأ مفاهيم جمالية تتجاوز وظيفة الحرف اللغوية التقليدية، لتتحوّل إلى لغة بصرية متجددة تتحدث عن التفاعل بين الشكل واللون، الضوء والظل، الثبات والحركة. فالحرف هنا ليس فقط رمزاً يُقرأ، بل كيان حيّ ينبض بالحياة، ينساب ويحتضن الفضاء، يخلق حواراً ديناميكياً بين الأشكال والعناصر داخل اللوحة. إنه إيقاع روحي مرئي، يفتح نوافذ للتأمّل الذاتي، حيث تصبح كل لوحة رحلة بصرية تذوب فيها الحدود بين الحرف والصورة، بين الخط والمعنى، وتتلاقى فيها الأصالة مع الحداثة في مشهد فني مدهش. لوحات ساحرة، فكل لوحة ليست فقط فناً تشكيلياً، بل تجربة تأمّلية. إنها مرآة يتأمّل فيها المُشاهد ذاته، ونافذة يطلّ منها على جماليات الحرف، وطاقات اللون، وعوالم الروح. إنها مثال حيّ على قدرة الفن العربي على التجدّد، وعلى أن يظل حاملاً لرسالته الحضارية والروحية، حتى في أكثر الأشكال التجريدية. معرض صالح الهجر في غاليري الأفينوز الكويت وينتهي في 31/6/2025 https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%81-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1/
×
Artist Saleh Al-Hajar
صالح الهجر في سطور خطاط وفنان تشكيلي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب عضو نقابة الفنون الجميلة في سوريا عضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عضو جمعية الخط العربي والزخرفة الإسلامية في الإمارات العربية المتحدة مؤسس الحركة الفنية في عصر الأصول الإفتراضية حاصل على الدكتوراه الفخرية من إتحاد منظمات الشرق الأوسط في فرنسا حاصل على الإجازة من كبير الخطاطين ونقيب الخطاطين في مصر مسعد خضير البورسعيدي له العديد من المعارض الفردية والمشتركة وأهمها : المعرض الفردي اﻷول بدمشق المركز الثقافي العربي بالمزة وكان برعاية وزارة الثقافة بعنوان الكلمة بين الخط والشعر2001 المعرض الفردي الثاني بالمركز الثقافي اﻹسباني بعنوان من وحي الفؤاد 2003 المعرض الفردي الثالث بدمشق غاليري فري هاند 2010 المعرض الفردي الرابع بعنوان نسيج الحروف برواق الشارقة للفنون ضمن فعاليات مهرجان الفنون اﻹسلامية بدولة الامارات 2010 المعرض الفردي الخامس من وحي رمضان بغاليري إيتاليان بورتريه فندق كورنيش البحيرة بدولة اﻹمارت 2011 المعرض الفردي السادس اسماء الله الحسنى ضمن فعاليات مهرجان الفنون اﻹسلامية بالشارقة 2012 المعرض الفردي السابع بجمعية الفنون اﻹماراتية 2013 معرض أمطار الروح بالمركز الثقافي العربي بدمشق 2014 المعرض الفردي التاسع حروف على ضفاف الشهر الفضيل 2017 غاليري بيت الفن طرابلس - لبنان المعرض العاشر حروف وامرأة من ضياء الرابطة الثقافية بقاعة المؤتمرات الكبرى 2017 المعرض الحادي عشر روح أنثى بقاعة فندق غولدن توليب 2019 المعرض الثاني عشر رسائل كتبت على عجل بمدينة المعارض معرض رشيد كرامي الدولي 2019 المعرض الثالث عشر من أجل الإنسانية بفندق أتلانتس دبي برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات 2021 المعرض الرابع عشر في النادي الثقافي العربي في الشارقة 2022 المعرض الخامس عشر الأبجدية تعانق الرياض في غاليري عارف آرت المملكة العربية السعودية 2023 المعرض السادس عشر ضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية في غاليري بيت الفن في لبنان 2024 وله العديد من المشاركات الدولية والجماعية داخل وخارج سورية ومنها: ملتقى أوغاريت الثاني للفن التشكيلي العربي المعاصرفي اللاذقية 2009 ملتقى الشارقة لفن الخط العربي بدورته السادسة 2014 و2022 معرض ثلاثي بعنوان جبل ونهر وبحر مع الفنانان كاسر أسعد واسماعيل سلمان باللاذقية عام 2010 معرض ثنائي بالمركز الثقافي الروسي بعنوان جماليات الخط العربي 2009 حاصل على العديد من شهادات التقدير من سوريا لبنان ومن جامعة سيدة اللويزة ومن دولة اﻹمارات العربية المتحدة والكويت وكان آخرها الدرع التكريمي من وزارة الثقافة اللبنانية 2024 حاز على الجائزة التقديرية بملتقى الشارقة لفن الخط العربي ( اﻹتجاه الحروفي) بدورته السادسة 2014 وله العديد من اﻷعمال الجدارية المنفذة بالحرف العربي داخل وخارج سوريا له العديد من ورش العمل التي نفذها داخل وخارج سورية له العديد من المقتنيات في كل من وزارة الثقافة السورية ومجلس مدينة دبي ومركز الدراسات المريمية بجامعة سيدة اللويزة وفي كل من لبنان والكويت ودبي والرياض وقطر والامارات وباريس وكاليفورنيا وواشنطن واسبانيا والمغرب وتونس
«
138
139
140
141
142
»