Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
بارانويا الحبر الأسود على حائط الهوى
BY Artist Jean-Marc Nahas
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بارانويا الحبر الأسود على حائط الهوى ضحى عبدالرؤوف المل تبرز بارانويا الحبر الأسود على حائط الهوى بعقلانية. تصور الأحداث اليومية أو التاريخية أو الحياتية بفن واعٍ، وخلاق من خلال قدرة تقنية تحاكي الذاكرة، وتهرب من الواقع لتنطلق زمنيًا نحو الأبيض والأسود، كشريط ذكريات يروي الروايات ويسرد للتاريخ تكراره الزمني من خلال رسومات تجسد الذات، والآخر، والمجتمع، وربما تسخر من الحروب والاغتصابات، والانتهاكات، وتحقيق الذات والصراعات. وكل حدث يقع بسبب الأنانية والجشع والأطماع السياسية، وكل أمر يسبب إزالة الجمال من الحياة. طفل يشاكس قلم الحبر الأسود كتعبير عن رفض اجتماعي لكل ما حدث تاريخيًا ويحدث الآن. يرمي باللون الأسود كما يرمي اللون الأبيض ليقف بحيادية رمادية تجعله متعاطفًا مع المرأة العربية أو الريفية بشكل خاص، لكنه فنان البصمة الخاصة. فالوجوه الكثيفة وبأعداد هائلة، بعضها ملكي أسطوري، وكأنه خرج من تراث روسي أو حكايات ألف ليلة وليلة، وبعضها خرج من قمقم الحروب خائفًا، كبربري تتري مغولي. ما زال يمسك بالخناجر والسكاكين، لكن في أعماله ميزة عين تلتقط بسرعة بصمة الوجوه. فلا تجد في أعماله تلك التفاصيل التي تجعلك تشعر بالشبه، وكأن شخوصه زمنية حاضرة من الماضي حتى المستقبل، بل هو يرسم دهشته من بشرية لا تهتم إلا بالتسلط والقوة، وتنسى الأبيض والتسامح والغفران واللون الآخر. سرد، ثرثرة، حكاية، دينامية حبر أسود يتشكل كفيلم كرتوني. لو سحبناه بسرعة لرأينا الحركة المذهلة في رسوماته الجامدة شكلًا، والتعبيرية حركيًا، تاركًا نفسه كالحبر الأسود في عظمة تحقق الإبداع. فتراه في كل رسوماته يتقمص الأدوار المختلفة، والمتناقضة؛ تارة هو ذئب قد ينقض عليك، وقد يرضخ متأثرًا من مسحة فرشاة مغطسة بلون أبيض، وتارة هو الوجه الضاحك الساخر من كل حركة يستطيع فهمها بعمق نفسي يجعله يميل إلى العزلة أو يهرب لعالمه الذاتي الموجود فيه، لأنك تشعر أن "جان مارك نحاس" في داخل صوره وغير موجود في الحياة الخارجية، بل هو في الداخل دائمًا، وربما هو من يركب الزورق وينطلق صاروخيًا نحو المجهول في بحر المخاوف والجرأة وإثبات الذات. تسير في معرضه بصريًا، فلا تشعر بوقع الخطى بل بصوت فرشاة تعزف سمفونية العتمة الواثقة من نفسها، وبحنين القلم لعزف يشبه حفيف طبيعة تنفث الهواء الرقراق على وجوه تتألم، تعبس، تضحك، تصحو، تغفو، تأكل، تموت، تحيا، تولد، وتنشط مع غراب متشائم أو كلب شرس بدون طوق يمسك به صاحبه، أو ذئب يكشر عن أنيابه ويمزق أجساد الأحياء. فالعيون بيضاء دائرية أحيانًا، والأنوف مثلثات فارغة تفتقد لحاسة من حواس إنسانية لا تشم رائحة الدماء، كوجوه لا ترى! لا تسمع! لا تتكلم! تسكت عن الحقوق الإنسانية، وتكمل الحياة بسلبية معتمة، فهو لا يريد للذكريات أن تفارقه ولا يتمنى الولادة من جديد، إنما يتمنى الرحيل بقارب بحري بسرعة ضوئية زمنية تشبه انطلاقته، انطلاقة صاروخ فضائي تركه في ثنايا خطوطه السميكة، وزركشاته المتعرجة وغرفته الفارغة الشبيهة بزنزانة ملأها بلون أزرق، وبكل ضوء يبعده عن العتمة. كرسي! طاولة! بساط من رسومات يعيش معها، ورسومات افترشها هي مشهد متراكم في ذاكرة تفتقد لحنان امرأة قروية كريمة المشاعر والعطاء. "جان مارك نحاس" وجنون عظمة اقترنت ببارانويا حبر يضعنا أمام عناصر حياتية بسيطة ملونة أحيانًا خلفياتها بلون السماء أو لون الدماء، وهواجس نفسية وكاريكاتوريات تنشط حركيًا مع حركتك الذهنية، وتسكن مع سكونك الحركي، وكأن كل شيء في المعرض مرتبط بك داخليًا وخارجيًا، وبسطوة لون انفعالي يمتلك كل شحناتك السلبية ويترجمها إلى أفعال حركية تتغلغل في شخوص رسمها بدقة بصرية إيحائية. تكسر صمت الورق والجدران المغلقة، والفن التعبيري الشائك عن إنسانية تستحق الوجود، فالتنوع في رسوماته السريعة ما هو إلا همومه وهواجسه نحو إنسانية تدعو لحفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام لامرأة هي وطن وأم، وأخت، وحبيبة، ونصف مجتمع مبني على العاطفة والمحبة، فلماذا الظلام واللون الأسود؟... مرح تعبيري مقصود، وحركة تتحرر من قيود اللون الأسود في الغرفة الفارغة، لتذكرك بكل قديم انتزعته الحداثة بألوانها، وتفاصيلها الأساسية المبنية زمانيًا على أحداث ما قبلها، فهل يعاني "جان مارك نحاس" من نقطة العودة إلى الذات، ويخاف من ذئب غافٍ ما زال يتواجد في رسوماته متمتعًا بقساوة؟ ربما هي ردة فعل خوف من كل ما حوله؟ أم هو القلم الأسود القادر على منح السلام بصريًا؟ أو عودة الحرب على حائط هوى ترك عليه الوجوه التي يفتقدها؟ أم هي أوهام تجعلنا نستمتع بتاريخ بشرية حافل بالحروب، والانتهاكات من أيام المماليك والتتر والمغول حتى الآن؟ يسيطر "جان مارك نحاس" على جنون الحبر الأسود، وعظمة جاذبيته المختلطة مع فراغات تحاكي الخيال بحركية يد لها سطوتها على سماكة الخط ورقته، وقوته القادرة على تشكيل وجوه زركشها بشتى التفاصيل القادرة على الانسجام مع المتلقي. فهو يخلق مرئيات تصويرية، كفيلم وثائقي يهدف من خلاله إلى عرض تاريخي يتمنى تصحيحه، كما يصحح أي خطأ يصدر عن يده حين تلامس عاطفة يصورها في وجه امرأة ربطت على رأسها منديلًا قديمًا، لهذا هو غالبًا يضعها ضمن كتلة كاملة لا تحتاج لأي شيء آخر معها، وكأنه يمسك بآلة تصوير فوتوغرافية قديمة جدًا ويلتقط صوره بسرعة تقنية ليخلق دهشة يراها في عيون المتلقي. ينشئ "جان مارك نحاس" كائناته من واقع متخيل حر. يخرج من ذكريات حكائية كشف عنها ليتم تغييرها بعد أن رسم معالمها بالأسود الصارخ المجرد من الألوان غالبًا، كي يوائم بين الواقع والخيال، وبين الدهشة التي يريد التقاطها من الوجوه، ليؤثر تعبيريًا على المستوى السردي والنثري، والرؤيوي المتكرر ظاهريًا والمختلف باطنياً، لكنه يهدف لإثارة الغموض، وليمارس لعبة الاختباء على حائط الهوى. برؤية أخرى تناولت تجربة الفنان "جان مارك نحاس" وعمله الفني الذي يجسد الصراعات الإنسانية، والذاكرة، والتاريخ. يتناول قضايا الحروب والاغتصابات والانتهاكات التي يتعرض لها المجتمع، مما يعكس واقعًا اجتماعيًا مؤلمًا. من خلال طفل يشاكس قلم الحبر الأسود، يظهر التحدي والمقاومة ضد ما هو سائد. الإيقاع البصري في النص يتجلى من خلال استخدام الألوان، حيث يتنقل بين الأسود والأبيض، مما يعكس تباين المشاعر والصراعات الداخلية. الحبر الأسود يمثل الشقاء والمعاناة، بينما الأبيض يرمز إلى الأمل والتسامح. هذه الألوان تخلق إيقاعًا بصريًا يعبر عن الانفعالات المتناقضة في الأعمال الفنية. النص يعتمد على أسلوب سردي يعكس تدفق الأفكار والمشاعر، مما يُشعر القارئ وكأنه يتجول في معرض فني. الصور البلاغية والكلمات القوية تساهم في نقل التجربة الفنية بشكل مكثف، حيث تشعر كأنك ترى الألوان وتسمع الأصوات. التعبير عن المشاعر الإنسانية من خلال الأشكال والوجوه يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الإنسان. التعبير عن الصراعات النفسية واضح في تناقضات الشخصيات في الرسومات. يظهر القلق والخوف في الوجوه، وهو ما يتجلى في الملامح القاسية التي تتسم بها الشخصيات. تعكس هذه الشخصيات صراعات داخلية وتوترات نفسية، مما يعكس تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على النفس البشرية. الجمال في أعمال "جان مارك نحاس" ليس جمالاً تقليديًا، بل هو جمال معقد يتطلب تأملًا عميقًا. التباين بين الأشكال والألوان، واستخدام الخطوط السميكة والرفيعة يخلق تناغمًا بصريًا يعكس الحياة نفسها. الجمال هنا يكمن في التعبير عن الألم والأمل في آن واحد، مما يجعل المشاهد يتفاعل بشكل قوي مع الأعمال. العمل الفني لـ "جان مارك نحاس" يُعبر عن عمق الصراع الإنساني من خلال إيقاع بصري متنوع يجمع بين الألوان، الأشكال، والمشاعر. النص يعكس تجربة فنية جمالية تتجاوز الشكل الخارجي، لتتعمق في جوهر الإنسان وتاريخه. هذه الأعمال ليست مجرد رسومات، بل هي تأملات في الحياة، تحمل في طياتها دعوات للوعي والتغيير. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Jean-Marc Nahas
جان مارك نحاس (مواليد العام 1963)، ولد نحاس في بيروت عام 1963، محاطًا بالصراع المدني والاضطرابات السياسية. انتقل إلى باريس في سن السابعة عشرة دون أي تدريب فني رسمي. وبسبب سنوات عديدة من الرسومات المتقنة، تم قبول نحاس في مدرسة الفنون الجميلة حيث درس لمدة خمس سنوات وبعد ذلك انتقل إلى مونتريال، والتي وصفها لاحقًا بأنها "حلم سيئ" في وقت لاحق. يعيش ويعمل الآن في بيروت. وصف أحد النقاد أعمال نحاس بأنها ضربات فرشاة تتناسب مع تناثر كلماته بسرعة: "إنه يغطي لوحاته بخطوط جريئة وألوان زاهية. وحركاته سريعة ومتناغمة، مثل الرسومات التي تم تدوينها على الورق في فترة من النشاط المضطرب". تُعرض أعماله في مجموعات مثل المتحف البريطاني وبنك عودة. معارض فردية مختارة 2011 Ginette Concept Store، بيروت 2010 Atelier Jean-Marc Nahas، بيروت 2009 Rose Issa Projects، لندن Sultan Gallery، الكويت 2008 Naila Kettaneh Kunigk، بيروت 2006 “Catastrophie”، Zico House، UMAM، بيروت 2005 المركز الثقافي الفرنسي، بيروت، لبنان 2004 Berytech، بيروت، لبنان (Naila Kunigk) 2003 المركز الثقافي الفرنسي في الشوف، دير القمر 2002 المركز الثقافي الفرنسي، بيروت، لبنان (Naila Kunigk) 2000 Ecole Supérieure des Affaires (ESA)، بيروت، لبنان (Naila Kunigk) معارض جماعية مختارة 2011 بعنوان فرعي: “مع سرديات من لبنان”، الكلية الملكية للفنون، لندن Rebirth، مركز معارض بيروت، بيروت 2008 “إعادة التوجيه: "تمثيلات عربية معاصرة"، البرلمان الأوروبي، بروكسل 2004 "معرض الخريف"، متحف سرسق، بيروت، لبنان 1987/1988 "معرض الخريف"، متحف سرسق، بيروت، لبنان 1999 الكلية الدولية، بيروت 1997 بينالي اللاذقية، سوريا
الخطوط الرئيسية في خلق الأشكال
BY Artist Marlon de Azambuja
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الخطوط الرئيسية في خلق الأشكال الحركية المعكوسة ضحى عبدالرؤوف المل يقدم "مارلون دو أزامبوجا" عملاً فنيًا يجمع من خلاله الأفكار العملية ضمن مثلثات من الفيبر غلاس، تجسد برؤوسها القائمة الأحرف بأشكالها التركيبية ذات الحسابات الرياضية أو المفاهيم الفكرية المتراكمة في ذهن الإنسان، ضمن مثلثات تحمل مربعات ذات خطوط أفقية وعامودية تتخذ صفة ديالكتيكية أو تفكيكية بنائية بسيطة في صورتها البصرية ولغتها الفنية، ومعقدة في اتزانها وارتفاعها، محافظًا بذلك على الأبعاد التي تمنح الخطوط لذة رؤية استجمعت خطوطها من أساسيات اللغة، وأبجديتها ذات الخطوط الرئيسية في خلق الأشكال الحركية المعكوسة. عوالم رقمية ترتبط بأشكال حروف هي جزء من اللعبة الهندسية التي تنشأ من تلقاء توازنات هي عبارة عن مثلثات تحمل في طياتها الأسرار الرقمية بأسلوب بصري يبرمج الخطوط المتسلسلة مع بعضها، كسلسلة بشرية رقمية ذات حروف لها أشكالها الكونكريتية، المبنية على حساب يحمل في طياته مفاهيم قديمة في عمقها ومعاصرة في حداثتها من حيث الفكرة والشكل وتوارد الأفكار عند الإنسان منذ الأزل حتى يومنا هذا. هذه البساطة المعقدة في مبناها الواعي والمنطلق بطاقته الفكرية من الجزء إلى الكل، وبالعكس تؤثر بصريًا على أبعاد الحرف المتناغم مع التسلسل النموذجي للأفكار الخاضعة إلى تراتيبية فوضوية في رؤاها الخارجية، ومنهجية في تراكيبها ذات النسب المدروسة في تشكلاتها البنائية، المؤدية إلى خلق إبداعي في فن العمارة الحديث الذي يمزج بعشوائية الأشكال ذات التوازنات الصعبة، وأهمها المثلث الذي يتمسك به "مارلون دو أزامبوجا" بكل تصميماته الفنية. تتشابك الأشكال الهندسية مع أشكال الحروف لتتنافر وتتناغم وفق أيديولوجية بصرية تؤثر على الوعي الإنساني، وتستخرج من ذهنه الأفكار بتوارد أو ما يُعرف بالتخاطر الذهني المبني على حسابات تكرارية أو مفهوم الكونكريت البنائي، وبانجذاب عفوي يؤدي دوره في خلق التتابع والاستقطاب الفكري، المشفر من خلال حرف أو حركة تتراءى من خلالها فكرة ما وأنت تنظر إلى المجسم الثلاثي الأبعاد، وبتردد خاص بالحروف التي يضعها ضمن فكرة تراوده، فتنعكس على أفكار الآخرين عند رؤيتها، وفيزيائية حركية تمنح طاقة وحيوية للرائي الذي يحاول فك شيفرة التراكيب الشبيهة بخلايا الذاكرة الحية عند الإنسان. ارتقى الفنان "مارلون دو أزامبوجا" بالمعنى الكونكريتي، ليجعل من تصميمه أشكالاً تتنافى مع الخط، وتعجز الأفكار عن تنظيمه لتتوافق مع مجموع الأفكار التي تتوارد، وتختلف من شخص إلى شخص في الحياة، مستحوذًا بذلك على الوعي الإنساني من خلال فكرة تجعل الإنسان أمام صواب أو خطأ، وهذا يتجسد في أغلب أعمال الفنان "مارلون دو أزامبوجا" المصممة بفكر معاصر يتميز برؤية مستقبلية تعج بالحركة الموضوعية للشكل الذي يصممه وفقًا للفكرة والوعي البنائي معًا. إذ إن ذاتية التأثير التأليفي تلعب دورها في خلق التوازن بين الأشكال المتكررة بنظام، وبين أشكال الحروف المتكررة بعشوائية. وهذا الصراع بين الشكل المنظم والشكل العشوائي هو نبذ أيديولوجي في مضمونه غير المرئي، إنما هو ذهني في تطلعاته نحو الصراع الحياتي بين قوى الخير وقوى الشر، أو بمعنى النور والظلام، وانسياب الفكر بينهما. فهل للشكل تأثيرات على الوعي الإنساني دون إدراك منا لأهميته البصرية؟ برؤية أخرى تتجلى في الأعمال الفنية المعاصرة رؤية فريدة تعكس تفاعل الفنان مع العالم من حوله. يتميز إيقاع العمل الفني بتعبيره عن مشاعر معقدة، مما يخلق تجربة بصرية تشد انتباه المشاهد وتدعوه للتفاعل. يبرز إيقاع العمل من خلال استخدام الأشكال الهندسية والألوان المتعددة. تستند الأعمال إلى مفاهيم فلسفية تعكس التوتر بين النظام والفوضى، مما يؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار الجمالي الذي يُشجع على التفكير العميق. الأشكال المثلثية التي يقدمها الفنان تدل على الاستقرار والقلق في آن واحد، مما يعكس الحالة النفسية للإنسان المعاصر. يعكس إيقاع العمل تجربة إنسانية تتجاوز الحدود الثقافية. استخدام الألوان الحادة والمقاييس المختلفة يمثل الصراع الداخلي والتوتر، بينما تكرار الأشكال ينبه المشاهد إلى الحركات الذهنية المتكررة التي تمر بها النفس البشرية. المشاهد يجد نفسه في حالة من التأمل العميق، حيث تتداخل أفكاره ومشاعره مع إيقاع العمل. يمثل إيقاع العمل توازنًا بين الشكل والمحتوى. التقنيات المستخدمة، مثل اللعب بالألوان والخطوط، تخلق إيقاعًا بصريًا مميزًا. هذا الإيقاع يعبر عن الحركة، مما يمنح العمل بعدًا حيويًا. تعكس الأشكال التراكيب المعقدة للفكر الإنساني، مما يثري الحوار بين العمل والمشاهد. الجمال في العمل الفني لا يأتي فقط من التناسق البصري، بل من التوتر والإيقاع الموجود فيه. الألوان المتباينة تخلق تباينًا بصريًا يثير المشاعر ويحفز الفكر. يبرز الجمال في القدرة على الجمع بين الفوضى والترتيب، مما يعكس تعقيدات الحياة المعاصرة. إذ تعتبر الأعمال التعبيرية تجسيدًا لمشاعر إنسانية عميقة. الإيقاع البصري يتناغم مع الرسائل التي يريد الفنان إيصالها، مما يمنح العمل طابعًا شخصيًا. المشاهد يُدعى للتفاعل مع العمل بطريقة تلامس مشاعره وتجاربه، مما يجعلها تجربة فريدة. يعكس الإيقاع البصري في الأعمال الفنية المعاصرة تفاعلًا عميقًا بين الفن والإنسان. يتيح لنا تحليل هذه الأعمال من منظور انطباعي موضوعي نفسي فنّي جمالي تعبيرًا فريدًا عن تجربتنا الإنسانية. تدعو هذه الأعمال المشاهد للتفكير في ذاته والعالم من حوله، مما يجعلها قيمة في زمننا الحالي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Marlon de Azambuja
Marlon de Azambuja (b. 1978, Brasil, Porto Alegre), lives and works in Paris, France. De Azambuja works across a range of media including sculpture, installation, photography, and drawing. His work explores architecture and urbanism and the power-structures and norms that emanate from public space design choices.
التجريد العشوائي الذي يرتكز على مبدأ
BY Artist Sara Khayat
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التجريد العشوائي الذي يرتكز على مبدأ البداية والنهاية ودورة الحياة ضحى عبدالرؤوف المل تعج حبيبات اللون بمنظور يعكس قيمة الظل والضوء ضمن الفوضيات التجريدية التي تحاكي بصريًا كريات اللون المختلفة، كنقاط حركية تتميز بصمت ظل وضوء يتناغم كل منهما مع الآخر، وبحيثيات تتدرج منها الألوان الداكنة والفاتحة التي تفصلها أحيانًا الفنانة "سارة خياط" بلون يتضاد مع المنظور اللوني الذي تتلاعب به من خلال الكريات اللونية أو النقاط التي تتركب منها اللوحة الإيقاعية المتناغمة مع مفاهيم التماثل والتناظر والتكرار المبني على اختلاف الأحجام والأشكال، والتجريد العشوائي الذي يرتكز على مبدأ البداية والنهاية ودورة الحياة التي نجهل مكنونها الذاتي. إنما تتغلغل في أعماقنا من خلال انعكاسات الألوان التي تؤثر بصريًا على حواسنا، وبفيض جمالي تتكون منه الألوان عبر إشراقات الضوء والظلال بصياغة تستمد جمالياتها من كونية المعاني النابعة من تمازج الألوان في فرشاة تختزن ألوانها وفق الأبعاد المتآلفة والمتنافرة مع الكريات التي تشحنها بتدرجات اللون الواحد، والمزج مع الألوان الأخرى وفق معايير انفعالية في تشكيلاتها البعيدة والقريبة والصغيرة والكبيرة، وكأنها تزخرف قماش اللوحة بما تراه حواسها الفنية. مؤثرات لونية ذات لغة تجريدية تفيض بتربة غنية بالأفكار والمفاهيم التشكيلية التي تضعها الفنانة "سارة خياط" أمام المتلقي ببساطة استثنائية، وببصمة فنية تنهل من النقطة أسسها. لتحافظ على إيقاع اللوحة وانعكاساتها الضوئية بين المساحات والفراغات، والاشتقاقات اللونية المختلفة جماليًا من حيث نسب توزيعها بين الخطوط الوهمية المتعرجة بليونة منحنيات اللون المركب والأساسي، المشغول بحرفنة دأبت على إظهار الكثافة والشفافية والتوازن بينهما، ولجم الواقعية والتعبير من الظهور برغم من التجريد الناطق بكينونة الوجود، واللون الناشط بزهو تحاوره ريشة الفنانة "سارة خياط"، حيث تمد حضاراتها التشكيلية كأرض تحاصر ألوانها فراغات الضوء الانعكاسية بأنماطها المنهجية في موسيقاها العامرة بالحياة التي تتمثل بالألوان الزهري والبني والأخضر، بمختلف فروقاتهم، وكأن مرجانية كل نقطة أو كرة بلورية هي خلية حياة تتفجر منها الألوان بدهشة تؤسس لانفعالات بصرية عند المتلقي. تتسع فواتح الألوان لتبدو ككرات بلورية تشع بالجرأة والفرح والرقص والإيقاع والتناغم، والطاقة الإيجابية ذات الحيوية العميقة بدلالاتها الواعية، العامرة بجزئيات الألوان وماهية الخطوط الخفية، المتعرجة في إيحاءاتها البصرية المتشكلة كتضاريس جغرافية لأمكنة كونية بكر، تكونت على سطح ضوئي شفاف مزخرف بتطريز لوني يثير الفرح في النفس، وكان اللوحة دعوة إلى الحياة لنحياها بنشوة جمالية تتشكل في داخلنا كتشكل كريات الدم الحمراء والبيضاء في جسد اللوحة الناطقة بقوة اللون، وقدرته على خلق تشكيلات ذات دلالات تتشكل من خلالها المفردات الفنية من تكرار وإيقاع وتناظر وتضاد وتنافر وضوء وظل لتؤلف الفنانة "سارة خياط" من اللون موسيقاها الشاعرية والممتلئة بالحس الفني وبنشوة الوجود. فضاءات لونية تتناسل منها حبيبات الألوان وتتكاثر، لتحتل مساحات بصرية واسعة من اللوحة التجريدية ذات الدينامية الداخلية، العازفة على النقاط المرئية واللامرئية التي تنكفىء بصريًا عند التركيز عليها، وتتجدد في أماكن أخرى كأنها الغيوم المرسومة في مخيلة اللون الناتجة عن الحس الداخلي، المتكون في النفس وموسيقاها المنبعثة من وجودية الإنسان وحضاراته، وعوالمة التي تحتشد فيها المفاهيم الفيزيائية والكيميائية والرياضية ذات البعد الموضوعي في جزئياته التي نستلهم منها جمالية خاصة تتخذ من الكل منظورها ورؤاها الفلسفية، المتوائمة مع اللون وتغيراته الضوئية المجردة من خصوصية الواقع، والمعبرة عن تقنيات التجريد ضمن بلاغة اللون. فإن كانت لوحات الفنانة "سارة خياط" تشكل البداية لفن بصري ذي خاصية تأملية، فربما سنرى في انطلاقتها الأخرى تنوعًا فنيًا مختلفًا في مفرداته المعاصرة. برؤية أخرى عند النظر إلى أعمال الفنانة "سارة خياط"، يتجلى انطباع أولي عن الفوضى الجميلة التي تخلقها الألوان. اللوحات تمتاز بحركة ديناميكية تنبض بالحياة، حيث تتناغم الألوان الزاهية مع الظلال بجرأة وجرعة من الفرح، مما ينقل شعورًا بالانطلاق والتجدد. تدور الموضوعات حول التجريد العشوائي، حيث تتداخل الأشكال والألوان لتشكل عالماً من التنوع البصري. تستخدم الفنانة الكريات اللونية كنقاط مرجعية تعبر عن مراحل الحياة، مما يعكس فكرة البداية والنهاية. تشكل الألوان الدافئة والباردة توازنًا يبرز التباين ويجذب النظر. تشير اللوحات إلى عمق نفسي يتجاوز السطح. تثير الألوان تفاعلات داخلية، حيث تشكل تجارب شخصية وتأملات وجودية. تكاد تشعر بالانفصال عن الواقع الملموس، مما يفتح المجال لتجارب عاطفية متباينة. إن الألوان الزاهية تنبض بالحياة، بينما الألوان الداكنة قد تعكس أبعادًا من الحزن أو التأمل. تعتمد "سارة خياط" على تقنيات متعددة تعزز من التجربة البصرية، حيث تتداخل الأشكال وتتشابك الألوان في نسيج غني. تقنيات المزج بين الألوان الأساسية والثانوية تبرز توازنًا لونيًا مدروسًا. كما أن استخدام الخطوط الوهمية يعزز الإحساس بالعمق والحركة، مما يمنح اللوحات حيوية فريدة. يتسم الأسلوب الفني بالجرأة، حيث تُستخدم الألوان لتعبير عن انفعالات عميقة. تعكس اللوحات حالة من التناغم الداخلي والخارجي، وتعبر عن رحلة الإنسان في مواجهة الحياة. تشكل الأشكال غير المنتظمة تجربة بصرية تعكس الفوضى والانسجام في ذات الوقت، مما يخلق شعورًا بالحرية والانطلاق. يمثل الإيقاع البصري محورًا مركزيًا في الأعمال. تتنقل العين بين الأشكال والألوان، مما يخلق تدفقًا سلسًا. تعزز التكرارات والتناظرات من تجربة المشاهدة، مما يؤدي إلى توازن بصري يسهل استيعابه. كل لوحة تعبر عن إيقاع خاص بها، ينقل إحساسًا موسيقيًا متكاملًا، حيث تتحرك الألوان كما لو كانت تعزف لحنًا فنيًا. تقدم أعمال "سارة خياط" تجربة غنية تجمع بين الجمال الفني والعواطف النفسية. من خلال التجريد العشوائي، تنجح في خلق فضاءات بصرية تعكس التوتر والانسجام، مما يجعل كل عمل فني حكاية فريدة تدعو المتلقي إلى التأمل والتفاعل. إن الإيقاع البصري المستخدم في هذه الأعمال يعزز من التفاعل العاطفي، مما يجعلها تجربة فريدة تتجاوز حدود الزمن والمكان. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Sara Khayat
سارة خياط من مواليد دمشق، درست في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، قسم الاتصالات البصرية، تخرجت عام 2015، وانتقلت بعدها إلى تركيا، اختارت أن تتوقف عن العمل باختصاصها-التصميم – وتوجهت للرسم، نتاجها الفني معني بقضايا المرأة، والهويات، وتوثيق الذاكرة، إلى جانب شغفها برسم قصص الأطفال؛ وهو ما تصفه بمصدر الطاقة، تقول سارة إنها تحب الأفلام الوثائقية والقراءة عن الصحة النفسية وكيفية تعاطي أجسادنا مع حالاتنا النفسية المتغير
فلسطينية تتمسك بالجذور وتنطلق نحو رؤية فنية
BY Artist areej lawen
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فلسطينية تتمسك بالجذور وتنطلق نحو رؤية فنية تشكيلية تنبع من صميم تراب فلسطين. ضحى عبدالرؤوف المل الشجرة الموجوعة في فلسطين لا تموت شجرة مباركة، ولا تندثر أصولها، مهما حاول من حاول اقتلاع شجرة الزيتون من أرض فلسطين. فزيتها المبارك جعلت منه الفنانة الفلسطينية "أريج لاون" لونًا مميزًا للرسم برص الزيتون على القماش. لتمارس بإصرار وبقوة رسوماتها التي تمجّد هذه الشجرة الموجوعة في فلسطين، برسم وجوه فلسطينية بحتة، ومعالم شجرتها الموحية بفن انطلق من أحاسيس فلسطينية تتمسك بالجذور وتنطلق نحو رؤية فنية تشكيلية تنبع من صميم تراب فلسطين المجبول بدماء شعب ما زال يحمل شعلة فلسطين في وجوه صهاينة يغتالون كل أثر وكل غصن زيتون. فالرؤية عند "أريج لاون" متشابكة مع لون الزيت وتفاعله مع القماش، والقدرة على مسايرة الحبة ضمن الفراغات التي ترتسم مع نقاط زيتية، وضمن الخطوط العامودية أو الأفقية أو النقاط المتناثرة بأبعاد عشوائية. وبمرونة أشكالها المختلفة، من صورة القدس المحاطة بشجرة العطايا، وصولًا إلى بذر حبة الزيتون الذي جمعته بفن مفاهيمي إبداعي يختلف في تنوعه ما بين تشكيل ورسم بورق الذهب. لتترك هذه اللوحة عنوانًا تهديه لفلسطين التي تحتضن هذه الشجرة المباركة رغم كل التحديات والصعوبات. فلسطين الصابرة على المحن عبر الزمن والمكان مرئية بصرية ذات انعكاسات تخط حدودها بفن ممهور بالصبر والأناء، وبمقاومة تتيح للصورة إبراز كينونتها الفلسطينية ذات الرموز الوطنية، كوجه المرأة العجوز وخطوط وجهها البارزة، مشيرةً إلى فلسطين الصابرة على المحن عبر الزمن والمكان. بأسلوب يد تمسك بالحجر، وتدق حبات الزيتون ليتحرر الزيت المخنوق على القماش تاركًا تعبيرات إيقاعية تنقشها "أريج لاون" بتناغم ما بين حبة الزيتون والحجر والقماش. كما أنها تنسج لوحاتها كأثواب فلسطين الفلكلورية لتمنح لوحاتها ميزة حبة مباركة انتهكها الصهاينة واقتلعوا شجرتها أكثر من مرة. إلا أنها تنمو دائمًا بتجدد ألوانها وعطائها المتنوعة، وتصارع الوجود بشتى الطرق التي تجعلها رمز وطن أحبه الأبناء والأحفاد والأجداد، والغصن الذي حملته حمامة السلام بمحبة وجمال وبرمزية الأمن والطمأنينة. فهل استطاعت الفنانة التشكيلية "أريج لاون" أن تتحدى الصهاينة برسوماتها المحملة بزيت الأرض التي تضم في جيناتها جذور شجرة الزيتون؟ أم إن الذهب الأخضر في لوحاتها أضاء العالم بصريًا لتراه كل عين تعشق فلسطين؟ بث تعبيرات ذات دلالات وإيحاءات وطنية فن مفاهيمي زينته أريج بحبة الزيتون الحاملة لكوفية فلسطينية تشبه أرجوحة طفل مولود، وهي ترمز أيضًا إلى الشجرة من حيث جمالياتها واتزانها البصري الممزوج بتقنية فلكلورية لم تنف فلسطين، ولم تبتعد عن رمزية شجرتها التي انطلقت منها "أريج لاون" في الرسم والتشكيل، والفن المفاهيمي الذي يعتمد على التركيب الإبداعي البسيط بأدواته، وبرؤيته الفنية القادرة على بث تعبيرات ذات دلالات وإيحاءات وطنية. هي هوية فلسطينية تحملها "أريج لاون" في لوحاتها التشكيلية المتميزة بيسمة زيت استخرجته من حبة زيتون، ومن بقايا الحبة المرصوفة ضمن رسومات تلاعبت بتدرجاتها اللونية. كما تلاعبت بالشكل والمضمون والأسلوب. لتترك صياغة اللوحة لحبة تحمل الخير في طياتها للعالم. المقاومة القادرة على التصدي بالإبداع والفن حرفية فنية تجمع بين الريشة والإبرة والخيط، ورص الزيتون والفن المفاهيمي، لتنتج أشكالًا وتصويرات واقعية ورمزية هي لفلسطين فقط، وبعيون تتشارك الحزن والألم والمعاناة، والفرح والانتصار والمقاومة القادرة على التصدي بالإبداع والفن، وبنهم تلونه بشتى طرق الإبداع الفني المتمثل بنقطة زيت ترسم معالم القدس فيه. لتحفظ لوحتها بأطر الشجرة التي تقطف منها حبتها المباركة، وتشعل زيتها بصريًا ليرتسم كحدود وطنها في لوحة لا محدودة، وذات قياسات تختلف في معناها ومبناها وأسلوبها العربي المتميز في خلق محاكاة بصرية وفنية تحاور الفكر التحليلي للوحاتها التخاطبية، وبشكل جمالي إيحائي ظاهر ومبطن، ومن خلال شيفرة القوة الإبداعية المتمثلة برص يحتاج لعزم وإصرار، ولمفاهيم جمالية ترمز لجمال فلسطين. كوطن يتزيا بتراث يحاكي العالم برغم الظلم والمعاناة المحاط به من الصهاينة. إذ تحررت رسومات "أريج لاون" من القيود لتنفلت بشفافية الزيت وقيمته المادية المتآخية مع الخامة، والمتعشقة للأنسجة التي تتمسك بها بتعطش ازدواجي، تتناغم معه القماشة والزيوت بعيدًا عن حبة الزيتون المتلاشية بين أصابع "أريج لاون" بتراخٍ وقساوة وطاعة لفنانة تعشق فلسطين وأرضها، وتمنح لوحاتها قيمة الذهب الأخضر الغامر فلسطين. إيقاعات حسية وطنية خاصة بفلسطين تمنحنا الفنانة الفلسطينية "أريج لاون" من خلال لوحاتها الأمل المشع من ألوان شفافة تتمازج عبر إيقاعات حسية وطنية خاصة بفلسطين، وأنطولوجيتها التشكيلية المتعددة الرسومات، والمؤدية إلى التمسك بفلسطين وتراثها وحقوقها وكنوزها التي أنعم الله بها على فنانة بعمر الورد. فما من زيت تنطفئ شعلته مهما حاول المغتصب. لأن من استخدمه في تشكيلات تحاكي العالم استطاع تخطي الحواجز المغلقة، ومنح فلسطين صورة تقاوم بتحدياتها كل الممنوعات والانتهاكات التي مارسها عليها الصهاينة، برص يشيه الإصرار على تحقيق النصر لفلسطين، وإبراز جمالها للعالم كافة، وبرسومات بسيطة في رؤاها وخاماتها ووسائلها اللونية. لأنها تشكل التبر الحقيقي للوطن الذي استطاعت "أريج لاون" منحه محاكاتها البصرية، وبفن فلسطيني بدأ بحبة زيتون أخرجت زيتها على القماش. لتجمع تفاصيل المسجد الأقصى، وبتكثيف حركي ذي فراغات ترتبط بذهنية الصورة الفلسطينية المرتسمة بوعي عصري، أدرك قيمة الفن التشكيلي في المقاومة الجمالية الأكثر تأثيرًا على البصر، وعلى التفكير بحال وطن يعيش مقاومة الاحتلال بكافة الطرق والوسائل. الأبعاد الفنية المزودة بالمعرفة التراثية لكنوز وطن يقاوم المحتل تستولي "أريج لاون" على ذهنية لوحاتها بأسلوبها السهل الممتنع من خلال التباعد والتقارب بين الخطوط، وفتح المساحات الفراغية أمام النقاط المتلاشية والمجتمعة حول تفاصيل رسوماتها التعبيرية ذات المقدرة البصرية والأبعاد الفنية، المزودة بالمعرفة التراثية لكنوز وطن يقاوم المحتل، بالحاضر المبني على قوة التخاطب البصري الذي تمنحه لوحة فنية لكل متلقٍ يرى، يحلل، يفكر بالمعنى والمبنى في لوحات "أريج لاون" المكونة من القماش وزيت الزيتون أو من كوفية وحبات الزيتون، مثيرة دهشة عند المتلقي، ولمن يحتفظ بلوحاتها أو لمعارض مفتوحة للوحاتها. لتترك بصمة زمنية استطاعت من خلالها "أريج لاون" صنع مقاومة فنية تصرخ: أنا فلسطين، وبمهارة تشكيلية عبرت إلى العالم. كنوز فلسطين وتراثياتها من شجرة الزيتون وصولًا إلى المسجد الأقصى تميز جوهري بالمعنى والمبنى والواقعية الرمزية في فن تشكيلي فلسطيني، مكوناته حبة زيتون تقود الذهن نحو كنوز فلسطين وتراثياتها من شجرة الزيتون وصولًا إلى المسجد الأقصى، والمرأة التي ترمز إلى الوطن المحتضن الأبناء بقوة المحبة والعطاء. فاللوحة ذات تأثير وتأثير على المتلقي المتأمل تفاصيل خيوط الزيت المتناثر هنا وهناك، وفق أبعاد تتناقض وتتناغم مع بعضها البعض. لتؤلف الشكل المبني على مفاهيم وطنية بحتة تبحث عن تحقيق الرؤية، لتترسخ في أذهان العالم بجمال يقاوم الصهاينة بأسلوب منحته الفنانة "أريج لاون" ميزة لونية خاصة تتأثر شكلًا ومضمونًا بالرسومات وفراغاتها المحاكية للإنسان، ولطبيعة وطن زاخر بشجرة مباركة باقية في أرض فلسطين مهما حاول المحتل إزالتها. لأنها جزء من أرض طيبة ووطن رسمته "أريج لاون" بحبة زيت نثرت زيتها. برؤية أخرى العمل الفني للفنانة "أريج لاون" يُشعر الناظر بقوة الهوية الفلسطينية من خلال استخدام عناصر بصرية غنية، تتنوع بين الألوان والتراكيب، مما يعكس التوتر بين الجمال والمعاناة. اللوحات ليست مجرد تصوير، بل هي تعبير عن عمق التجربة الإنسانية والموروث الثقافي. النفس البشرية تتأثر بشدة بالمحتوى العاطفي للأعمال. يُظهر استخدام "لاون" لزيت الزيتون كوسيلة تعبيرية ارتباطًا عميقًا بجذور الهوية الفلسطينية. يشعر المتلقي بتعاطف قوي مع الموضوعات المطروحة، خاصة عندما تُبرز صور الوجوه والمعالم الفلسطينية، مما يخلق حالة من الارتباط النفسي مع التراث والمقاومة. تقنيات "لاون" في استخدام الألوان والتراكيب تُظهر مهارة فنية متقدمة. الألوان الهادئة والمشرقة تعكس الطبيعة الفلسطينية، بينما الألوان الداكنة تعبر عن المعاناة. استخدام زيت الزيتون كوسيلة فنية يُعتبر ابتكارًا، حيث يمنح العمل طابعًا مميزًا ويجعل المشاهد يشعر بملمس الزيت، مما يعزز التجربة الحسية. الجمال في أعمال "لاون" لا يقتصر على الأشكال أو الألوان، بل يتجاوز ذلك ليشمل العمق الرمزي. الشجرة، على سبيل المثال، تُستخدم كرمز للصمود والخصوبة، مما يضفي على اللوحات بعدًا جماليًا يتجاوز الشكل الظاهر. الإيقاع البصري هنا يتكون من تداخل الأشكال والألوان، مما يجعل العين تكتشف تفاصيل جديدة في كل مرة تُشاهد فيها العمل. كما أن توزيع العناصر داخل اللوحات يُظهر إيقاعًا بصريًا متوازنًا. الخطوط والأشكال تُستخدم لتنظيم الفضاء بطريقة تُشعر المتلقي بالحركة والتفاعل. استخدام النقاط والزوايا يُضفي ديناميكية على العمل، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من القصة التي ترويها اللوحات. تعكس أعمال "أريج لاون" تفاعلًا عميقًا بين الهوية، الثقافة، والفن. من خلال الإيقاع البصري والتعبير الجمالي، تنجح الفنانة في نقل مشاعر قوية وعميقة تتعلق بالقضية الفلسطينية، مما يجعل كل لوحة ليست مجرد عمل فني، بل تجربة إنسانية متكاملة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist areej lawen
اسمها أريج لاون، وهي فلسطينية تعيش في مدينة الناصرة. تبلغ من العمر 23 عاماً، بدأت الرسم منذ سنوات طفولتها الباكرة جداً. واكتشفت الفنانة الفلسطينية موهبتها في فن الرسم في الرابعة من عمرها، معتبرة أن جميع الفنانين الذين نجحوا في وضع بصماتهم العالمية هم قدوتها،
«
89
90
91
92
93
»