Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الأنماط الديناميكية وتغيراتها اللونية
BY Artist Frédéric Husseini
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الأنماط الديناميكية وتغيراتها اللونية بين جزء وجزء ضحى عبدالرؤوف المل يعتمد الفنان "فريدريك حسيني" (Frédéric Husseini) على تنسيق حركة الألوان، لينتج الأشكال المنسجمة مع محاكاته للطبيعة، ولفن بنائي جرده من المطابقة الشكلانية، ليبني مدنه وفق مخيلته اللونية التي تعتمد على طراز بنائي تجريدي بوصفه ذو دلالة تعبر عن رؤية تشكيلية صياغية تحتضن من خلالها اللوحة الحديثة، بمستويات تعبيرية توحي بقوة اللون، ومؤثراته الجمالية ذات المكنون الحار والبارد، والمتناقض بخطوط العمودية والأفقية، والضربات الخفيفة والقوية، حيث الأنغام الموسيقية لكل لون، والتي تلعب دورها في توازنات الضوء والفراغ عبر محاكاة ظاهرة وباطنة محسوسة ومرئية، ليخلق في ذهن المتلقي مقارنات يهدف منها إيجاد لغة حركية تعنى بتوحيد فني تجريدي الطابع يجمع بين الفلسفة والجمال، كما يجمع الواقع والخيال، والهندسة ذات الأشكال المتنوعة مع الانفعالات العاطفية الغنية بالدلالات التي نستشف منها الأنماط الديناميكية، وتغيراتها اللونية بين جزء وجزء، ليجرد كل الأشياء من حوله ويتركها ضمن مخيلة بنائية نستكشفها من خلال لوحة فنية تشكيلية. تكرار حسي إيقاعي متسق مع الرؤية البصرية المنسجمة مع المساحة، وانعكاسات مختلفة تندمج مع التجريد الموضوعي، والواعي شعوريًا لمقدرات الخط اللوني، ومساراته المتصارعة بهدوء يتسم بذبذبات الألوان الحارة والباردة المتناسبة مع الرؤية البنائية، وواقعية الطبيعة الإيحائية التي يمزجها "فريدريك حسيني" بمخيلة التجريد، وما خفي من نظرة معمارية طمسها بشفافية مشدودة جماليًا. يتناول من خلالها الفضاءات المتحررة من المقاييس والمعايير، ولكن ملتزمة بجمالية التفاعل مع الألوان، وأبعادها البصرية المتناسقة ضمن خضوع مع الضوء أو الألوان الفاتحة التي يتركها ضمن موجات طولية تحيط بالأشكال التصاعدية، والمترائية بجمالياتها الصغيرة والكبيرة، التي يتلاعب فيها بين فوق وتحت، لتبدو حقائق الأشياء ضمن تجريدات دقيقة الملاحظة، وبظلال متقاربة تتناسب وتتضاد فيما بينها، ليرتقي بالخيالات البصرية وجمالياتها المتصلة بكينونة اللون وماهيته الحيوية، والمختلطة مع الضوء ضمن نسب يحددها بمزاجية حسية، ونظرة بنائية سيمترية، وتجريدية نستمتع من خلالها بمعاني الألوان وجوانبها المتماثلة المرتبطة بألوان الطبيعة. مستطيلات ومربعات وفراغات يتركها الفنان "فريدريك حسيني"، لتترسم الأشكال ضمن هندسة لونية تجريدية بعفويتها، ولونيتها الحديثة في ارتسامها بمزج عبثي يلامس بثيماته إيقاعات تتكرر، وهي نوع من الحبك المكثف لونيًا. كما أنها تحدد تفاصيل حركة الفرشاة بين النسب والأحجام، وبتفاعلات تعتمد بشكل كبير على أخاديد تلعب دورها في امتصاص الضوء، ليبرز الشكل كنقوش إسفنجية شبيهة ببصمة متشابكة وسلسة بخطابها الحقيقي للحواس، فهو يسعى من خلال اللوحة الحديثة كفن يندمج مع الحياة ضمن معادلة الفن والحياة، واللوحة المعاصرة الجريئة بحواراتها الداخلية المفتوحة الأفق، والقادرة على خلق مستويات إيحائية مختلفة في الحركة والضوء، والظل، والخط، والكثافة، والشفافية، والتكرار المستوحى من التغيرات الحياتية المغطات تجريديًا برؤية رياضية ذات جمالية تزيينية قادرة على إثارة الحواس. تأثيرات لونية مختلفة ذات خصوصية مزاجية، وضربات ريشة معاصرة تكشف عن زخارف تصميمية تتآلف العين معها، حيث تنخفض سطوع الألوان وترتفع تبعًا لموسيقاها الداخلية، ولتقنيات تحقق بتآلفها وتنافرها الحركي نظمًا نُظمت بتصنيفات نثرتها، بما يوائم مرتكزات الخط الذي يخفيه بمكونات لونية دلالية لطبيعتين لونيّتين أو رياضيّتين مختلفتين من حيث البعيد والقريب، والصغير والكبير، وضمن مساحة معقدة كالحياة التي تتجسد بمتناقضاتها في لوحاته المعاصرة بفنها اللوني التجريدي. تصور ذهني أو إدراك حسي يسهم في بناء الشكل اللوني الذي يحبكه الفنان "فريدريك حسيني" كتصميم يحاكي به الأبعاد الفنية التي يضعها بتشكيل زماني مكاني يعكس المعنى التجريدي، لحركة ريشة ديناميكية تتميز بطابعها الحواري، وبمقارنات تشبيهية مألوفة من حيث المربعات والمستطيلات التي يمدها عبر طبقات اللون الشديدة التماسك مع بعضها، وذات الصبغة التأملية الموحية بتقلبات وتغيرات ضمن أنماط الحياة الواقعية، ونسقها المنطقي في اللوحة الفنية المعاصرة المسبوكة بتعقيدات يشد أواصرها عبر سلسلة ألوان تسمو ببنيتها مع الطبيعة، بوصفها تمثل البنية التشكيلية وتغيراتها اللونية عبر الليل والنهار، والأزمنة المتعاقبة على الكون وغموضه الإنساني والطبيعي، وبمراحله المتجددة، وبتقنيات معاصرة تقاوم نمط الحياة الكلاسيكية التي يتمرد عليها الفنان "فريدريك حسيني"، وبطابع تراكمي تتجلى من خلاله الأساليب التجريدية، وعلاقاتها النموذجية التي تشير إلى الحياة. تترابط المعاني الفنية في لوحات الفنان "فريدريك حسيني" بالشكل والمضمون، وتداخلت ميكانيكية ثابتة ومتحركة بخصائصها التراتيبية مع طبقات الألوان في اللوحة. إذ تبدو عبثية في ظاهرها، وهي عقلانية مغلفة بعاطفة لون متيقظ، ويخضع لجوانب حسية، وانعكاسات ضوئية متوازية تزيد من تعقيدات اللوحة وبساطتها في آن، وكأنه يرسم الحياة بكل حروبها وإنسانيتها وآثارها وحضارتها، وبخصوصية فنان يدرك قيمة الجمال المنبعث من الشكل وكنه اللون، ومعناه ضمن تواجده في الألوان الأخرى. لإثراء الذهن بتخيلات انعكاسية مماثلة لواقعية يتم من خلالها رسم التصورات البنائية التي يحتفظ بها ضمن مفردات بيئية تتوافق مع الرؤية التشكيلية، ومع معطيات الحياة المقاومة بوجودها للزمن وأمكنتها المنفية في لوحات فريدريك حسيني المتماهية تجريديًا مع الطبيعة وألوانها. برؤية أخرى يترك العمل الفني للفنان "فريدريك حسيني" انطباعًا قويًا يدعو المشاهد للتأمل في التفاعلات اللونية. تنسجم الألوان المتنوعة، حيث تشكل تباينات دافئة وباردة تعكس مشاعر متناقضة. هذا الإيقاع اللوني يولد شعورًا بالانسجام والتوتر في آن واحد، مما يخلق تجربة بصرية تتفاعل مع الحواس. تتجلى في الأعمال مواضيع تتعلق بالواقع والخيال، والتفاعل بين الطبيعة والإنسان. من خلال استخدام الأشكال الهندسية والتجريد، يتجاوز الفنان التفاصيل الشكلانية ليغوص في عمق التجربة الإنسانية. يمثل العمل رحلة داخلية تعكس الانفعالات العاطفية التي تتفاعل مع البيئة المحيطة. يتجلى تأثير العمل على نفسية المتلقي من خلال تفاعلات الألوان والأشكال. الألوان الحارة قد تثير الحماس والطاقة، بينما الألوان الباردة تمنح شعورًا بالهدوء والتأمل. هذا التفاعل النفسي يخلق بيئة تعزز من التفكير والتأمل، مما يساعد المشاهد على استكشاف مشاعره الداخلية. يستمد العمل جماله من القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية من خلال الألوان والأشكال. الإيقاعات البصرية التي يقدمها حسيني تتجاوز الفهم السطحي، لتدخل في عمق التجربة الجمالية، حيث يشعر المتلقي بجمال اللحظة والتجربة نفسها، مما يمنح العمل قيمة فنية جمالية عالية. الإيقاع البصري هو عنصر أساسي في عمل حسيني، حيث تتناغم الخطوط والألوان لتخلق حركة بصرية تشد انتباه المشاهد. الاستخدام المدروس للفراغات والتكرار يجعل من اللوحة تجسيدًا للإيقاع الموسيقي، حيث تتداخل الألوان كأنها نوتات موسيقية تعزف معًا. هذا الإيقاع يمنح العمل طابعًا ديناميكيًا، حيث يمكن أن يتغير الانطباع مع كل نظرة جديدة. يعكس عمل "فريدريك حسيني" تفاعلاً معقدًا بين الألوان والأشكال، مما يعبر عن مشاعر إنسانية عميقة. من خلال الإيقاع البصري، يتمكن الفنان من خلق تجربة فنية متكاملة تغمر المتلقي في عالم من التأمل والعمق النفسي، مما يجعل لوحاته تجربة فريدة تجمع بين الجمال الفني والعمق الإنساني. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Frédéric Husseini
خرج فريديريك حسيني من مدرسة الهندسة المعمارية في مرسيليا لوميني. عمل في فرنسا كمهندس معماري ورجل أعمال قبل أن يعود إلى لبنان في عام 1991، حيث عمل في القطاع الصناعي. في عام 2000 تم تعيينه مديرًا عامًا للآثار في وزارة الثقافة، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2010. أقيم معرضه الأول، Art Kéo، في عام 2008 في بيروت. كشف المعرض عن جانب من حياته كان يخفيه حتى ذلك الحين، من خلال أعمال أنتجها على مدى عدة سنوات. تعكس لوحاته العالم التجريدي الذي هو جزء منه، حيث يجمع بين المادة والشفافية والطائرات والهندسة والآثار والبصمات. يستخدم مفردات من الأفعال التي تعطي مادية للزمان والمكان في لوحاته، ويكشف كل منها كعملية في الحركة. يستخدم نهجه التجريدي نفس اللغة أثناء استكشاف طرق جديدة. فريديريك حسيني (مواليد 1957) 2008 آرت كيو، سرداب كنيسة جامعة القديس يوسف – بيروت 2012 صالون الخريف الحادي والثلاثون متحف نيكولا سرسق – بيروت 2014 مقاومات، جاليري 169 – بيروت 2016 فن S.O.S، جماعي، قصر اليونسكو – بيروت 2017 #SerialNumber جاليري 392Rmeil393 – بيروت 2019 مجموعة "17 أكتوبر 2019"، جاليري جانين ربيز – بيروت 2021 اندلاع-اندلاع، صالون الفن المعاصر Art3f – باريس 2021 اندلاع-اندلاع، صالون الفن المعاصر Art3f – مرسيليا 2022 « كنوز مخفية » من معرض مونات – مدريد 2022 معرض "أوفيرإكسبوكس" و"إعادة ولادة بيروت" و"أتلييه سي إم" - بيروت
فن الكتاب الإسلامي من مجموعة ليدن ...
BY مجموعة ليدن
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فن الكتاب الإسلامي من مجموعة ليدن ... ضحى عبدالرؤوف المل تتزين الحروف العربية بخطوط هندسية ذات تصويرات إسلامية كفن يحاكي بحركته كينونة الحرف ووجوده، وهو الذي يجمع الخط مع الشكل بأسلوب مختلف في مسمياته الحرفية المعروفة من كوفي وغيره. وتبلغ ذروة جمال الحرف في النقوش المختلفة أيضًا المرسومة على أسقف المساجد أو على لوحات تتزين بتراث حرف عربي يمثل حقيقة الجمال في الحرف العربي بشكل عام، والإسلامي بشكل خاص. حيث تلتقي الحقائق الحروفية مع الألوان والفواصل في "مجموعة ليدن" لفن إسلامي تراثي ذي تاريخ جمالي يعنى بفن الكتاب الإسلامي والمتميز في مخطوطات الشرق التي تعكس جمال الفن العربي المتمثل بلغة الكتاب، وبتراث خط يعتبر الركيزة الأساسية لهذه المخطوطات بكافة مراحلها الجمالية التي يمكن من خلالها رؤية الحضارة المتأصلة في هذه الخطوط والتصويرات والزخرفات والمنمنمات التاريخية التي تؤكد على عظمة الفن الإسلامي ومدلولاته الحضارية. إذ تبدو مصطلحات الخط متحررة من محدودية المفاهيم الخطوطية، حيث ترتبط بنقاط وأسس ونظم تزيد من جمالية الحرف وشكله ومضمونه، وإيقاعاته البصرية الموزونة حركيًا، والمتميز بالبساطة والعمق. مما يعطي لمكونات هذه المخطوطات معرفة جوهرية بالشكل ومضامينه الجمالية. استقراء بصري يؤثر في غنى الحس عند المتلقي، لجمالية مختلفة العناصر من لون الورق ونوعيته وشكل الحرف وجماله، والألوان التي تختلف في مراحلها التكوينية. لتكون جزءًا من الحركة والسكون عند استكمال القراءة أو الوقوف عند النقاط الحمراء ذات التشكيل المزدان بالمعنى المفاهيمي للقراءة وأسلوبها، وكذلك المعين الأصفر الصغير المرسوم لتحديد نهاية كل آية، وأيضًا المربع الأحمر الذي يشير إلى نهاية مجموعة من عشر آيات. فالمعطيات الدقيقة في التفاصيل الخطوطية الظاهرة في هذه المخطوطات التي تفتح الآفاق أمام الفكر، ليستنبط مجاهيل الحرف وزواياه والنقاط الحسابية فيه، ومستويات الخطوط المختلفة التي تنضبط مع الإيقاع البصري بدون خلل في المنظور الكوديكولوجي بمعناه العلمي الدقيق، وبأسلوبه الفني المتنوع في نصوصه وخطوطها، وفي تصويراته وزخرفيتها، وفي قيمة التآزر بين الخط والمخطوطة نفسها ذات النسب المختلفة في حركة كل خط ونوعيته أو مسمياته من كوفي وغيره. اتخذت "مجموعة ليدن" من المخطوطات نقطة ارتكاز لها، لتُظهر قيمة الفن الإسلامي عبر تاريخ قديم حمل تراث فن يدوي تخطه اليد بجمالية مصقولة بكافة نواحيها وأنماطها الماورائية المختلفة أي المفصولة عن المعنى الديني، والمنسجمة مع المعنى المادي لاتجاهات الخط وما ينتج عنه من جذب هندسي ذي دلالات بنائية توحي بقدرات الحرف الحسابية، وبالمقاييس وأبعادها، إن في المخطوطات أو النقوش الجدارية أو في الرسومات المتنوعة الأخرى. تصاوير وزخارف وثراء فني في معرض الفن الإسلامي "لمجموعة ليدن" تتضمن جودة في الخط إضافة إلى مختارات من تصميمات تتداخل في حيثياتها الفنية مع الفن الكتابي، وقيمته الثقافية والجمالية التي يحتلها الفن الإسلامي بمخطوطاته المتداخلة بجدلية الحرف، والكلمة والشكل والتأثير على النمط الكتابي لحروف اللغة العربية وخطوطها من حيث البنية والتناسب البصري في النقوش الجدارية على المباني الأثرية التي ما زالت محتفظة بثقافات حضارة أضافت لفخامة الحرف فن الزخرفة، وما يتخللها من انسياب سلس بين الفراغات ومن زخرفات تزدان برؤية مريحة للبصر، وتبعا للمادة الكتابية المختارة وحجمها مع الحفاظ على عدد السطور، وحجم الكلمات إضافة إلى نوعية المخطوطة ونصوصها المدونة، كوثيقة تاريخية تفصل نوعية الخطوط التي كانت معروفة آنذاك. يقول الشريف الجرجاني: "الصناعة ملكة نفسانية يصدر عنها الأفعال الاختيارية من غير روية"، وقيل هي العلم المتعلق بكيفية العمل. صناعة كتابية ذات مهارات فنية، وملكة زخرفية تتجسد في هندسة وحساب، ورياضيات دقيقة في حركاتها العلمية والثقافية، والجمالية المتباينة في متونها الإسلامية ذات المعايير التراثية المحتفظة بتاريخ خط يحمل المعاني العربية، وقدسية الحرف المرتبط باللغة القرآنية. إذ يستنطق الناسخ الحركة في اتجاهات الحرف من الدلالات والمعاني للألفاظ، وأشكالها من حيث المعنى والمضمون أو من حيث قدسية الآية، وتراكيبها وعدد كلماتها ومجموع الآيات في السورة الواحدة، وتقسيماتها ضمن مساحة هي جزء من كل، يكمل بعضه البعض من حيث البدايات والنهايات في كل مخطوطة نرى جوهرها التراثي الجميل، وما يحمله من إرث عربي إسلامي تحتفظ به مخطوطة تنتمي إلى حضارة انسجمت مع ذاتها، وأنتجت فنا جميلا تميزت به عبر الأزمنة. طيات ثنائية من القرآن من النصف الثاني من القرن الثامن عشر أو بدايات القرن التاسع بخط بني، وعلى رق يتبع لنوعية المادة الكتابية وحدودها القياسية المنسوخة بفن خط ذي وحدات قياسية قديمة متوازنة في أبعادها أي المسافة الفاصلة بين الكلمة والكلمة، وخاصة شكل الألف وتكرارها الإيقاعي ذي الجمال الخاص إضافة إلى الحروف الأخرى في المخطوطات التركية والرسومات في السقف كتلك القطعة التي تُظهر جمالية فن العمارة الإسلامية وهي من ضريح السلطان مراد الثالث 1599 بعد الترميم. . برؤية أخرى يتناول الفن الإسلامي تجليات عميقة من الجماليات البصرية التي تبرز من خلال الخط العربي والزخارف الهندسية. تندمج عناصره لتشكل رؤية شاملة تعكس الهوية الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي، مما يجعله وسيلة للتعبير عن الروح والعمق الفكري. عند النظر إلى الأعمال، يتجلى الإيقاع البصري من خلال تكرار الأشكال الهندسية والتعاقب المتناغم للألوان. الحروف ليست مجرد رموز، بل هي كائنات حية تتنقل عبر اللوحة، تتراقص في تناغم لامتناهي، مما يبعث شعورًا بالحيوية والديناميكية. تثير الأعمال الفنية مشاعر مختلفة؛ من التأمل إلى الإعجاب. فالتفاصيل الدقيقة، مثل التكرار في النقوش، تخلق حالة من التركيز الذهني، مما يمكن المشاهد من الانغماس في تجربة روحية عميقة. هذا التأمل يبعث في النفس إحساسًا بالسلام والسكينة، ويعكس الصلة الوثيقة بين الفن والروحانية في الثقافة الإسلامية. الفن الإسلامي، من خلال إيقاعه البصري، يحث المتلقي على استكشاف أبعاد جديدة في فهم الجمال. كل شكل وخط له دلالاته العميقة، مما يسهم في تكوين هوية فردية قائمة على التجربة الشخصية والمشاعر المتنوعة. تعتمد الأعمال على تقنيات متقنة تبرز البراعة في تشكيل الخطوط والزخارف. يُستخدم التكرار والتناظر ليخلق إحساسًا بالتوازن والتناغم، مما يجعل الأعمال الفنية ليست فقط عينية، بل تجارب حسية كاملة. يتميز الفن الإسلامي أيضًا بالاستفادة من الظل والنور، مما يعزز من عمق العمل ويمنح المشاهد تجربة بصرية غنية. يتجاوز الفن الإسلامي حدود الشكل ليعبر عن أفكار فلسفية عميقة. الزخارف ليست مجرد تزيين، بل تحمل معاني روحية وثقافية تعكس التراث والتقاليد. الألوان المستخدمة تعكس أيضًا حالات نفسية؛ فالألوان الدافئة تدل على الحميمية، بينما الألوان الباردة قد تعكس الهدوء والتأمل. كل قطعة فنية تمثل تجربة حسية متكاملة، حيث يمكن للمشاهد أن يشعر بالحركة والهدوء في آن واحد. إيقاع العناصر البصرية يشبه الموسيقى، حيث تخلق الانسيابية توازنًا بين الحركة والسكون، مما يعزز من التجربة الكلية. يمكن القول إن الفن الإسلامي، من خلال إيقاعه البصري، يقدم تجربة جمالية فريدة تجمع بين الفن والنفسية والروحانية. إنه دعوة للتأمل والاستكشاف، مما يجعل المتلقي يكتشف عمق الثقافة الإسلامية ويتفاعل مع الجمال بشكل أكثر وعياً. معرض الفن الإسلامي بالشراكة بين «شركة سوليدير» و«جامعة لايدن» في هولندا جرى في بيروت عام 2014 Doha El Mol
×
مجموعة ليدن
لاحقا
تأليف فني إيقاعي تندمج معه الحواس
BY Artist LILIANE TYAN
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تأليف فني إيقاعي تندمج معه الحواس بدقة جمالية مستوحاة من الطبيعة. ضحى عبدالرؤوف المل تفتح الفنانة "ليليان تيان" مساحاتها التأملية نحو الضوء المتحرر من بوتقة الألوان التي تجمعها عبر تجريد يوحي بتعبيرات ودلالات حياتية، تستمد منها تيان الحركة المتناسقة مع الأبعاد والتناسب، والتوازي البصري المريح للمتلقي من حيث المعنى المتشكل من الطبيعة البكر، والمضمون الفني والأسلوب التجريدي القادر على تأليف فني إيقاعي تندمج معه الحواس بدقة جمالية مستوحاة من الطبيعة وعنفوانها، وبساطتها، وعفويتها، ولحظاتها الزمنية المغايرة. ومن خلال بصمة تلتقطها العين، تتناغم معها ريشة عازفة على درجات الألوان الحارة والباردة، وعلى خلق مساحات معقدة بطبيعة لون تبتكر منه أشكالها المحاكية للجمال. تخطو ريشة "ليليان تيان" خطواتها الإيقاعية ببيولوجية رؤية تشكيلية، تجرد الأشياء من خلالها بوعي جدلي يتولد عنه تحولات وتغيرات تبرز كينونتها المتجاذبة عبر تطورات الخط، وأبعاده وإضافاته الرومانسية المراعية للون المحرك للحس البصري من حيث التناقض مع الحار والبارد، ومع تكرار إيقاعي لطخات لون أبيض أو لون يتركه يفصح عن نغمة الطبيعة في لوحاتها ذات البنية التجريدية، المتمثلة في اتساع رؤية اللون ومعناه ومنظومته الداخلية المرتبطة بلون آخر أكثر حرارة أو أكثر برودة. مما يعكس حركة الأنماط الداخلية بتوهج تتلاقى فيه جمالية الفراغات والظل، والاختلافات المؤثرة على تضاد اللون وتوافقه. لتتشابه لوحاتها مع الطبيعة المترابطة موضوعياً مع قيمة الفن والصورة. إن الصلات اللونية بين الأنماط والموتيفات الجزئية التي تحبكها الفنانة "ليليان تيان" بتشابه وتماثل وسيمترية بصرية متوازية مع الألوان الأكثر عفوية أو تلك التي تفرض نفسها في لوحة يتقلب فيها البصر، وكأنه يحتضن الطبيعة التي ترسمها بحنكة لون يرغب في احتضان الطبيعة بكل تفاصيلها وتوافقها، وتناقضها المترتبة على أحكام وقوانين هي ضرورة في بناء اللوحة من حيث المعايير، والمقاييس ومسارات اللون الداخلي ذات الصيغة التأملية المؤدية إلى خلق انعكاسات تسمو مع الطبيعة بوعي بنيوي لوني، يتماسك ويتراخى تبعاً لمضمون اللوحة ورؤيتها وتطورات الحركة فيها، إذ تترك "ليليان تيان" لفوضوية لون ما على لوحاتها. تنسجم الألوان في لوحات الفنانة "ليليان تيان" مع جوهر اللون الداخلي، والسينوغرافية المؤثرة في كنه التجريد وصفاته الإيحائية المتشكلة في ذهن المتلقي تبعاً لأحاسيسه الداخلية، المتميزة أسلوبياً ومضمونياً ضمن صفات تتجلى كمفردات متماثلة تحاكي من خلالها حقيقة الطبيعة المهيمنة بعوالمها على لوحة ذات منهج طبيعة تجريدية، وانطباعات تمتزج مع الحس الفني والتأملي، كتعبير عن حلم مشترك بين الطبيعة و"ليليان تيان" من حيث التعبير بلغة تجريدية عن التغيرات غير الثابتة في لحظات الحياة. وبهذا تجمع ريشتها بين المجرد والحسي من خلال العاطفة المتدفقة من وجدانها وعقلانية الخط الداخلي المتغلغل مع اللون والممسك بقواعد تشكيلية تتميز بخصوصية جمالية ووعي بصري من حيث التوازن مع الضوء واللون أو لعبة الألوان في منح اللوحة معنى الطبيعة وجمالها الحسي المتصل بخطوات فكر تأملي غني بالمضامين الاجتماعية والشاعرية وبهندسة مخبوءة داخل حبكات اللون وتقنياته. تسيطر اللحظة الفنية الراهنة على تشكيل اللوحة عند الفنانة "ليليان تيان" وعبر تخيلات لانهائية تتداعى فيها أحاسيس عوالم داخلية تخضع لحركة لون واعٍ يثير الخيال بحيثياته الإيجابية والسلبية. مما يجذب البصر إلى تضاداته من حيث الأبعاد في رؤية مفتوحة على إيحاءات مثقلة بالشكل الحر، واتجاهاته المتوافقة مع التصورات التجريدية، وخصوصيتها الحافلة بمنبهات لونية تعتمد على الأصفر، والأحمر، والأبيض الهادئ بتفاعلاته، وموسيقاه الداخلية المتأثرة بالمربعات الإيقاعية الصغيرة في نقاطها، والمعايير المنطقية لإيحاءات تعممها على مساحة اللوحة ومقاييسها المتآخية مع المشهد الواحد المتخيل تجريدياً، والمتصف بوعي جمالي يترك المتلقي في حالة دهشة لا يعرف سرها، وفي هذا معالجة فنية برؤية تقنية تتشابك مع هندسة اللون، وإدراك كنه مؤثراته ومعناه، لتبتكر تخيلات تجريدية مأخوذة من الطبيعة بعد تجريد انطباعي هو جزء من حبكة اللوحة. إن استقلالية اللوحة الطبيعية في أسلوب الفنانة "ليليان تيان" ترمز إلى الإنسان وقدراته في استنباط الجمال، المضاف إلى الوجود وروحه الجمالية التي تلتقط أبعادها ليليان من خلال ريشة وجدانية، عاطفية تشتعل بجرأة لون يتمسك بجذوره الطبيعية التي تنطوي على أسرار لا يمكن فصلها عن خيال يحقق بتجريداته قيمة واقعية للطبيعة البكر، الخالية من ملوثات بيئية تتجلى بقوة الإيقاع اللوني الماطر على اللوحة، وانعكاساته الداخلية والخارجية، ومضمونها الفعال تجريدياً والمرتبط بسيرورة الضوء المتصل بالألوان، والمنفصل عن فراغات منتقاة بديناميكية واعية تستند على خبرة فنية، تخضع لمعايير ذاتية مسبوغة بأحاسيس شاعرية خاصة. يتأثر الحس البصري والفكر التجريدي بأبعاد اللون وجديته ورصانته عند رؤية لوحات الفنانة "ليليان تيان" كترميز تخضعه لاختبارات تتطابق فيها روح اللون مع فاعلية الخط، كتعبير موشوم بأسلوب تجريدي تحاور من خلاله الإنسان، ليبحث عن الجمال الحقيقي في الطبيعة، ويستمتع بحركتها وسكونها ومعاييرها المنطقية الغنية بهباتها الجوهرية المتمسكة بازدواجية الشكل والمضمون وتأثيرهما بالألوان وخصائصها المشتركة. برؤية أخرى تستند الأعمال الفنية، مثل تلك التي تقدمها الفنانة "ليليان تيان"، إلى استلهام العناصر الطبيعية والمشاعر الإنسانية، مما يخلق تفاعلًا عميقًا مع المتلقي. يتجلى هذا من خلال استكشاف الأبعاد الجمالية والروحية للطبيعة، حيث تصبح الألوان والأنماط تجسيدًا لمشاعر متدفقة وتفاعلات حيوية. يمثل الإيقاع البصري أحد العناصر الأساسية في أعمال "ليليان تيان". تتناغم الألوان والحركات في لوحاتها، مما يخلق شعورًا بالتدفق والحركة. الإيقاعات المتكررة، سواء كانت ناعمة أو قوية، تؤثر على كيفية استجابة العين والعقل، وتوجه المتلقي عبر فضاء العمل الفني. هذا النوع من الإيقاع يعكس ديناميكية الحياة نفسها، حيث تتداخل اللحظات الهادئة مع اللحظات المليئة بالطاقة. تتميز أعمال تيان بالتجريد، حيث يتم استخدام الأشكال والألوان للتعبير عن المشاعر والأحاسيس بدلًا من تقديم تمثيل دقيق للواقع. هذا الأسلوب يتيح للمتلقي أن يتفاعل مع العمل الفني بطريقة شخصية، مما يمنحه حرية التأويل. الجمال في هذه الأعمال لا يكمن فقط في الألوان المستخدمة، بل في الطريقة التي تتفاعل بها هذه الألوان مع بعضها ومع الفضاء المحيط، مما يخلق تجربة حسية شاملة. يمكن تحليل أعمال تيان من منظور نفسي، حيث تعكس استخداماتها للألوان والأشكال رغبة في استكشاف الذات والتواصل مع المشاعر الداخلية. الألوان الدافئة قد تعبر عن الحب والشغف، بينما الألوان الباردة قد تعكس الهدوء والتأمل. هذا التنوع يسمح بتجربة نفسية غنية، حيث يمكن للمتلقي أن يشعر بالتوتر أو السكينة بحسب تركيب اللوحة. تحدث أعمال "ليليان تيان" تأثيرًا قويًا على المتلقي، إذ تدعوه للغوص في عمق التجربة الجمالية. التكرار والإيقاع يخلق شعورًا بالراحة والترقب، بينما الألوان المتباينة تضيف عنصر المفاجأة والتحدي. هذا التفاعل يرسخ العلاقة بين الفنان والمتلقي، ويحول العمل الفني إلى تجربة حية تتجاوز حدود الشكل. يمكن اعتبار أعمال "ليليان تيان" تجسيدًا لإيقاع بصري يحمل في طياته معانٍ عميقة تتعلق بالإنسان والطبيعة. من خلال الجمع بين الجماليات والتعبير، تدعو الفنانة المتلقي للتفاعل مع أعمالها على مستويات متعددة، مما يخلق تجربة فنية شاملة تعكس تعقيدات المشاعر الإنسانية وتجليات الطبيعة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist LILIANE TYAN
LILIANE TYAN (B. 1952)
روح الفن المتشكل ببساطة من أدوات أقرب للطبيعة.
BY Artist Racha kassir
8.8
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
روح الفن المتشكل ببساطة من أدوات أقرب للطبيعة. ضحى عبدالرؤوف المل تدمج "رشا قصير" (Racha Kassir) في رسوماتها تقنيات فنية تؤدي إلى خلق مزج تجريدي معاصر عبر مواد وأساليب تجمع القديم والجديد معًا، لتتولد رؤية فنية تحاكي ما هو مستوحى من أساليب عصور وسطى بدائية في تطلعاتها، ولكنها متمردة على الوسائل التقليدية من ريشة وغيرها، بل بلغة الحاضر الفني المتشكل من وسائل متعددة. فالمزج المتجذر من أشكال وعناصر يعيدنا إلى الخرمشة والكشط والحفر والنقش، والليونة الضوئية المتجسدة في ألوان الخطوط ومساراتها، والابتعاد عن الريشة وحركتها، معتمدة بذلك على روح الفن المتشكل ببساطة من أدوات أقرب للطبيعة، مثل الرمل والسماكة المؤثرة على أبعاد الخط وتعرجاته، وبصمة اليد وحركتها في خلق رسومات تحتوي أيضًا نوعًا من التركيب الإبداعي، ولكن ضمن محاكاة الجمال التجريدي الذي لم تنفصل عنه في لوحاتها. إنما تشكل من أسلوبها الجدلي في تمازج وتنافر المواد الفنية المستعملة في تشكيل اللوحة. حس فني مرهف وصدى ألوان طبيعية في تمازجها، وانسجامها المؤدي إلى فتح الآفاق التجريدية وتخيلاتها الإيحائية في رؤية المدن أو الأبنية أو الشخوص عبر حركتها الحوارية الداخلية، السابحة بأفكار تنساب وتتدفق بين سماكة الألوان وشفافية الضوء، ولزوجة العتمة وانسكاب الظل الغامر للألوان الحارة المثقلة بمادة رملية ومادة صلبة، ومواد أخرى تمثل بتواجدها طبيعة تأوي إليها المادة، كنوع من جمالية إبداعية تعنى بتعبير يمتزج مع تجريدية لم تلمسها فرشاة بأسلوبها الإيقاعي، وإنما الأنامل القادرة على ترنيم إيقاعي يترجم كنه النفس الملامسة لجمالية الطبيعة، وبتجسيد ذي مقاييس ومعايير متصلة ببعضها البعض من حيث التنسيق في الظواهر الباطنية للأشكال والأحجام، والعناصر والجزئيات المتفاعلة بصريًا مع الخطوط والسينوغرافيا التي تشكل في محاكاتها للطبيعة تجريدًا رمليًا، وسماكة تحتم على حركة اليد رسومات هي بمثابة زخرفات أو نقوش شبيهة بالكشط أو بخرمشة إيقاعية تساهم في بناء اللوحة والتأثير على الحبك اللوني وتقنيته، ومعانيه وسطوعه ودرجاته الفاتحة والداكنة. تتجرد الألوان في لوحات الفنانة "رشا قصير" من مؤثراتها الانطباعية المأخوذة من الطبيعة التجريدية، وبلغة مسبوكة بسماكة معاجين هي الأسس في بناء اللوحة وتشكيلها. إذ تتميز بالغنى البصري وبمشهد هو جزء من واقع التقطته بمخيلة فنية تحتاج من المتلقي المزيد من التفحص والتأمل، والإمعان في حركة اللوحة الداخلية التي نستشف منها جمالية تعتمد على خلق عناصرها المستقلة من خلال الخط، ولولبياته أحيانًا، أو من خلال الخط القاسي والرفيع في مساراته الضيقة بوصفه يمثل العلاقة الأساسية مع اللون على نطاق واسع. يقول جورج سانتيانا: "لا بد للفنان من أن يرتد إلى الطبيعة في صبر وتواضع، محاولًا دراسة ما فيها من أشكال نموذجية، عاكفًا على تعميق أنماطها وتغيراتها، مهتمًا دائمًا بالعمل على ترويض خياله عن طريق هذا الاحتكاك المستمر بالعالم." فالتصور التخيلي للطبيعة وتشكيلاتها في عالم اللوحة المستندة إلى الأشكال التي نعكف على رؤيتها دائمًا، هي بمثابة مشهديات مكتملة العناصر من حيث الضوء والظل، والمساحة والحوار الداخلي والمحاكاة الباطنية في أدق أحاسيسها ومشاعرها، وجمالياتها المترجمة لحركة المادة وصعوبة انعكاساتها على الرؤية المتآلفة مع الطبيعة، والمتنافرة انطباعيًا عن تجريد تركته "رشا قصير" مختلطًا مع تركيب إبداعي تتفق معه في تشكيل الصورة التي تريدها أن تكون في عوالمها التشكيلية من خلال المادة الرملية المعجونة بالألوان القوية، الباردة منها والحارة. حفر! نقوش! زخرفات، أشكال محدودة ضمن مساحات مفتوحة ذات تناقضات وتنسيق تختلف معانيه من حيث قيمة الخط الضعيف والقوي، وتشابكات الضوء المهيمن على الشكل، وغموضه المتسم بصراعات تتصف بلزوجة سميكة مخفية بتعرجات ندرك من خلالها جوهرية اللوحة، وعلاقتها بالرؤية الفنية بشكل عام، واستفزازها للمتلقي على التأمل لمعرفة ماهية تكوينها أو تفسيراتها السينوغرافية المدركة لحقيقة الطبيعة والمكتنفة بأسرار تركتها "رشا القصير" لتخلق علامات تعجب في لوحاتها ذات الجمال الفني النابع من الأحاسيس والمشاعر، والعواطف المترجمة للوعي الوجداني في لمس كل حركة طبيعية جذابة للبصر، وقادرة على محاكاة النفس بوجدانية خط أو لون أو ضوء وظل أو حتى مفارقات العتمة من خلال الألوان الداكنة، والجمع بين الحار والحار. ينساح البصر بين الخطوط وتموجاتها السلبية والإيجابية، وضمن إضاءات لم تهمل جوانبها المضمونية الفنانة "رشا القصير". إذ تبرز أهمية الخطوط من خلال عمقها واتجاهاتها، ومعانيها كرسوم قلم رصاص أو كشط آلة حادة، بينما هي تهدف إلى خلق تحديات مبنية على حركة الأنامل واليد الموصولة ذهنيًا بقوة الملاحظة، والمدعومة برؤية متحررة من المدينة، والأبنية وكل ما من شأنه أن يسبب الاكتظاظ البصري بمعناه المادي، لتحرر الجمال من خلال الألوان وطبيعتها في إثارة البصر والذهن، وضمن حركة الجمادات التي تتمثل بخارطة أو ورقة أو حتى كلمات مركبة، وهي من خواص أسلوبها الفني المعاصر في ظاهره وفي منظوره الظاهري. برؤية أخرى يعد الإيقاع البصري عنصرًا محوريًا في الأعمال الفنية، حيث يتشكل من تكرار العناصر البصرية والتباين بينها، مما يخلق حركة وسلاسة في التفاعل مع العمل الفني. في أعمال "رشا قصير"، يتجلى الإيقاع من خلال تنقل العين بين الألوان والخطوط، مما يعكس تفاعلًا مستمرًا بين الحركات السلبية والإيجابية. تتشابك الأشكال، وتنبض الحركة في كل زاوية، مما يتيح للمتلقي استكشاف العمل بعمق. تتناول أعمال "رشا قصير" موضوعات مستوحاة من الطبيعة، تمزج بين التجريد والواقعية، مما يعكس تأملها في جماليات العالم من حولها. تنقل لوحاتها شعورًا قويًا بالارتباط بين العناصر الطبيعية والفنية، حيث يبرز التجريد كوسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية وملامح الحياة. إذ يمكن فهم أعمال الفنانة كوسيلة للتعبير عن الذات. تبرز الألوان الجريئة والتفاصيل الدقيقة مشاعر متنوعة، من الحزن إلى الفرح، مما يجعل المتلقي يشعر بتجارب إنسانية مشتركة. يساهم الإيقاع في خلق حالة من الاستجابة العاطفية، حيث يتفاعل المشاهد مع الأعمال بشكل يعكس حالته النفسية. تستخدم "رشا قصير" تقنيات مختلفة، مثل الخرمشة والكشط، لتجسد أفكارها بطرق مبتكرة. إن أسلوبها في دمج الألوان والمواد يعكس انفتاحًا على التجربة الإبداعية، حيث يتجلى تفاعلها مع المواد كجزء من عملية التعبير عن الذات. يتسم عملها بالشجاعة والتمرد على الأساليب التقليدية، مما يمنحها صوتًا فنيًا فريدًا. تتسم الأعمال بجمالية مدهشة، حيث تبرز الألوان القوية والتباين بين الضوء والظل. تعكس الألوان تنوع المشاعر، وتخلق جوًا من الغموض والجاذبية. يعتمد جمال العمل على التفاعل بين العناصر، مما يسهم في خلق تجربة بصرية شاملة. تجسد أعمال "رشا قصير" توازنًا بين الإيقاع البصري والمشاعر الإنسانية، مما يجعلها تجربة فنية غنية. من خلال المزج بين التجريد والواقعية، تتيح الفنانة للمتلقي استكشاف عالم داخلي مليء بالتعقيدات، مما يعكس عمق التجربة الإنسانية. إن الإيقاع البصري في أعمالها ليس مجرد أداة، بل هو لغة تعبر عن التجربة الحياتية والتواصل الروحي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Racha kassir
لاحقا
«
92
93
94
95
96
»