Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
المعقول واللامعقول في اللوحة التشكيلية
BY Artist Paul Sarrassat
9.4
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المعقول واللامعقول في اللوحة التشكيلية الثائرة عن الأنماط التقليدية ضحى عبدالرؤوف المل تنتظم قوة التقاطعات الثلاثية الأبعاد في رسومات الفنان الفرنسي بول سرّاسات، التي تستحضر إيقاعات الموسيقى وفق الرؤية البنائية المتطورة، أو التي تم تحديثها عن البنائية الروسية، وظلالها الفنية في لوحات تضم مجموعة كائنات أو أشكال رياضية أو خطوط هندسية تنوعت في اتجاهاتها وموسيقاها البصرية. وتأثيرات الصدى وأبعادها الفنية بين الخط واللون، والتقطيع الهندسي أو الجيومتري بتعددية التصوير، والتنظيم المرتبط بتغيرات المجتمع أو تغيرات الزمن وتأثيره على المكان والإنسان من خلال الفن المفعم بالحيوية، والجامح بخطوطه الديناميكية المبنية على تدرجات الحركة للخطوط الساكنة مع الألوان أو العكس. أي الخطوط بين الألوان الباردة والحارة أو بين الأبيض والأسود، والظل والضوء من وجهة نظر إعادة تنظيم الظلال. إذ يهدف من خلال هذا الأسلوب الفني إلى تغيير نظام الشكل والسيطرة على موسيقاه البصرية، أو إيقاعاته وتردداته أو ذبذباته المؤدية إلى خلق جمالية تناظرية ذات مفردات حركية تتزاحم فيها التصورات التخيلية أو التصويرات المتقطعة، بتوازن، وبتفصيل هو تعبير عن نسيج يحتفظ من خلاله بول سرّاسات بمذهب خاص في الفن التشكيلي الذي انتهجه، محتفظاً بأبعاده القديمة والجديدة من خلال خلق الصدى البصري بمختلف معانيه وتطويره، ليُفهم والخروج من بوتقة الفن الوظيفي إلى الفن المعقول واللامعقول في آن. تجتاح لوحات الفنان بول سرّاسات البصر، فتجعله يجمع القطع الفنية أو الهندسية أو التصويرية وغير ذلك، ويفرقها، ومن ثم يحاول تنظيمها لإعادة فهمها في كل مرة تتكرر فيها التكوينات المختلفة للأشكال. وبعفوية يتكيف معها المضمون القائم على إعادة تأهيل الشكل والصورة، والمزج بين المعقول واللامعقول بتفصيل غرائبي نوعاً ما. لكنه يمجد التقطيع القائم على تنظيم المخزون المتخيل عبر اللوحة أو إعادة البناء البصري المتذبذب بين إيقاعات القديم والجديد في الفن المعاصر، وقدرته على الاكتشاف أو الاستنباط أو إعادة بناء الأفكار بتنظيمها عشوائياً، لتكون قادرة على وضع أسس جديدة لرؤية ذات أبعاد مختلفة. مما يمنح الرؤية البصرية التناقض والانسجام مع المعقول واللامعقول أو رصد الحركة لإدخالها في الأبعاد الثلاثية، ورسم الذبذبات الناتجة عن الاختلاف بين الأشكال والألوان، خاصة التي تعتمد على نفس الدرجات الصوتية واللونية والحجم والطول، وغيرها. يجمع الفنان بول سرّاسات في لوحاته بين الرسم والنحت، وبخصائص المرونة والصلابة بين الأشكال والخطوط والألوان، التي تشكل نوعاً من الانضباط في عفوية بنائية تهدف إلى بث التغيرات أو الاحتجاج على الشكل الواحد أو الشكل التقليدي. إذ تبدو الأشكال في لوحاته منفصلة ومتلاحمة، ويمكن تفكيكها وتركيبها وفق المخزون التخيلي لمتأمل لها، أو لمن يغوص في أعماقها، ويحاول البحث عن العلاقات المكانية للخط الفاصل بين أزمنة مختلفة تتوالف معها الألوان الأحادية والشكل الهندسي أو الخطوط الإيقاعية المنبثقة عن قوة الحركة، كنوع مستقل عن الرؤى التشكيلية الأخرى وزخرفيتها، وإن توافق معها في الأسس والمقاييس والمعايير. لكنه خرج عنها لمواجهة المعقول واللامعقول في اللوحة التشكيلية الثائرة عن الأنماط التقليدية في الفن وأبعاده، وما يترجمه من أحاسيس وأفكار، سواء كان ثائراً أو بنائياً أو عشوائياً أو حتى من مواجهة لتغيرات تفرض نفسها على الأفكار. بكفاءة تعيدنا إلى تطوير العالم المادي من خلال خلط الأشكال والاعتماد على العلاقات البصرية فيما بينها، لتؤدي بموسيقاها أو إيقاعاتها إلى خلق التكوين أو النسيج المتآلف وفق تناقضات مختلفة وضعها بول سرّاسات ضمن لوحة هي أشبه بقطع نحتية تمثل قوة التصور والإدراك في الفن التشكيلي. برؤية أخرى تعتبر أعمال الفنان الفرنسي بول سرّاسات تجسيداً للإيقاع البصري، حيث تتداخل فيها الأشكال، الألوان، والخطوط لتخلق تجربة بصرية فريدة تعبر عن المعقول واللامعقول. يتميز أسلوبه بالتوازن بين الديناميكية والسكون، مما يسمح للمشاهد بالتفاعل مع العمل بشكل عميق. عند مشاهدة لوحات بول سرّاسات، يُلاحظ تأثير الإيقاع البصري بشكل فوري. الألوان القوية والخطوط الديناميكية تمنح اللوحة إحساساً بالحركة، مما يعكس قوة تعبيرية متدفقة. تُظهر الأعمال كيف يمكن للألوان أن تنبض بالحياة، مما يجذب انتباه المشاهد ويدعوه لاستكشاف التفاصيل. كما يستخدم سرّاسات التكرار كوسيلة لإنشاء إيقاع بصري متوازن. الأشكال الهندسية المتكررة تُضيف بعداً من الانتظام، بينما تُعزز الحركة من خلال تباين العناصر. هذا الاستخدام الذكي للتكرار يجعل المشاهد يتفاعل مع العمل، مما يُشعره بالتناغم بين الأشكال والألوان. تتجلى الجمالية في أعماله من خلال المزج بين الألوان الباردة والحارة، حيث يعكس التباين بينهما مشاعر مختلفة. هذه الجمالية تُعزز من إحساس المشاهد وتجعله يتفاعل مع العمل على مستويات متعددة، سواء من خلال التأمل أو الاستكشاف.إذ يمكن اعتبار الإيقاع البصري في أعمال سرّاسات شبيهاً بالإيقاع الموسيقي، حيث تتناغم العناصر البصرية كما تتناغم النغمات الموسيقية. كل شكل ولون يُساهم في خلق لحن بصري فريد، مما يعكس قدرة سرّاسات على الدمج بين الفنون المختلفة في تجربة متكاملة. في النهاية، يمثل الإيقاع البصري في أعمال بول سرّاسات نقطة انطلاق لفهم عمق الفن التشكيلي المعاصر. من خلال دمج العناصر المختلفة في لوحة واحدة، يتمكن من التعبير عن أفكار معقدة ويمنح المشاهد تجربة بصرية غنية. إذ تجسد أعمال بول سرّاسات تفاعلاً ديناميكياً بين الأشكال والألوان، مما يجعلها محط اهتمام دائم. من خلال الإيقاع البصري، يقدم لنا رؤية جديدة للفن تعكس جماليات معاصرة وتفتح آفاقاً للتفكير في العلاقة بين الفن والمشاهد. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Paul Sarrassat
rtiste (Peinture, Collages) • Né(e) en 1946 • Ancien élève des Beaux-Arts de Clermont-Ferrand ou il obtient 3 diplomes d' Etat: Gravure- Peinture- Décoration (1964 à 1970). Devient Graphiste-illustrateur (parutions de nombreux travaux dans des revues nationales et internationales: Revue d'Art Moderne, Horizons du Fantastique, Graphis Design International, Libération, Elle, Vsd, Journal de la maison, Marie-Claire, Coté Sud, etc... Décors pour l'Opéra de Clermont-Ferrand, pour la ville de Vichy (ou il a débuté très jeune en peignant des affiches de cinéma..) Son métier de graphiste lui a permis de créer plusieurs pochettes de CD pour des artistes américains, d'etre sollicité par les couturiers Courrèges et Castelbajac pour la réalisation d'une collection spéciale de papeterie (signée Aries), ainsi que par les Musées Nationaux pour leurs librairies. A également créé de nombreux logotypes. Depuis 2005, se consacre à des oeuvres personnelles( technique mixte sur papier marouflé) Le style, bien que non figuratif, laisse apparaitre l'inspiration principale: la Nature. Ce travail répétitif et coloré traduit la profusion, la vigueur et l'éternel recommencement de ce monde végétal. https://www.artmajeur.com/paul-sarrassat
مفاتيح العمل الفني الموجه إلى المجتمعات
BY Artist Michelangelo Pistoletto
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مفاتيح العمل الفني الموجه إلى المجتمعات الإنسانية ضحى عبدالرؤوف المل يتشبث الفنان الإيطالي "ميشيل أنجلو بيستوليتو" (Michelangelo Pistoletto) بأصول الجمال المتواضع في مواصفاته، والعميق في نظرته، مع تمسكه بمساحات العرض المفاهيمي الكلاسيكية. ويتوجه بأعماله الفنية ذات النظرة المعاصرة بمضمونها نحو الرؤية الخلاقة، حيث يستقرأ مع المتلقي تفاصيل نظرته الازدواجية المرتبطة بالفن والحياة اليومية، بمختلف أضدادها وتفاصيلها البسيطة التي لا تخطر على البال من حيث المواد التي يلتقطها. ليجسد من خلالها أعماله غير مكترث بقوانين الفن التشكيلي أو بقواعد الفن المفاهيمي الإبداعي. إلا أن لمقاييسه رؤية تضع أعماله في عوالم خاصة، إذ يفتح فضاءات الخيال نحو الواقع المتأزم بأضداده الغنية والفقيرة، لتبرز المعاني الفنية من خلال الإنسان وأحاسيسه ومشاعره، والحدس المسيطر على الواقع بكافة مجالاته حتى بما يخص الذات، ومواضيع التأمل والتوحد مع العمل الفني وأبعاده الزمنية التي تجمع بمعطياته الماضي، الحاضر والمستقبل في بوتقة أفكار مفاهيمية هي الجزء المهم في تقنيته الفنية، التي تمثل لغة يستخدمها "ميشيل أنجلو بيستوليتو" في تكوين لغة انعكاسية غنية في ملامحها الحياتية وأنماطها الدينامية والكلاسيكية في آن. يستقصي بدقة الفنان "ميشيل أنجلو بيستوليتو" التفاصيل البيئية البنيوية القادرة على خلق دلالات ذات مؤثرات فكرية ورؤية حركية وبصرية تجعلنا نرى حقائق الحياة من خلال الفن أو المشهد الجمالي، وأبعاده التصويرية التي تفيض متعة عقلانية تدفع بالمتلقي إلى استكشاف تفاصيل أعماله، وماهية الرؤية النابضة بالحياة، وبشحنات تخيلية تسري في النفس، وكأننا نرى الذات عبر أزمان مختلفة، وعوالم مبنية من إيحاءات تستنهض بفطرتها الفنية الحس الإنساني المؤدي إلى إثارة الذهن، وحثه على التفكر في باطن العمل الفني، ومعناه الفلسفي والحركي وبطوباوية تنطوي على أسس تجريد الإنسان من النوازع المسيطرة على وعيه، محاولاً بذلك اكتشاف الجوهر الفني في أي فكرة انبثقت وتم تنفيذها بدقة تعكس الواقع الإنساني ومجتمعاته بمختلف اتجاهاتها أو نظرتها للحياة. يؤمن الفنان "ميشيل أنجلو بيستوليتو" بما نراه في الواقع، ولكن ضمن أبعاد تتشكل مع الحركة، كتلك المرايا التي ترسم نفسها بنفسها أمام المتلقي، وكأنها تتشكل معه مفاهيمه الرياضية، لتحديد رؤيته وتفاصيلها (أمام، خلف، كبير، صغير) ومن ارتسم في الداخل أو في الخارج، ليتساءل كل شخص: كيف أترجم ذاتي مع الآخرين؟ وما إلى ذلك من عصف ذهني يؤدي دوره كمجتمع فني يؤدي تحليلاته، وتفاعلاته في خلق تناغمات وتضادات نفسية متعددة، منفصلة ومتصلة مع العناصر التكوينية الشبيهة بالكون أو العالم أو المجتمع البيئي الصغير أو محيط مكان ما مؤطر بفن يحاكي بمصطلحاته البصرية رمزية الفن الحياتي، المتكون من مفاهيم معرفية وسلوكية، هي وليدة فكرة تطورت وفقاً لحكمة ما زالت في طور التجدد الفني عند بيستوليتو. إذ تبدو فكرة التكامل الفني المتجددة ذاتياً مع تطلعات المجتمعات في تطوير ذاتها ملموسة في أعماله المسماة فن الفقير (Art Povera). عناصر طبيعية واصطناعية وأشكال تجسدها لحظة ما مستوحاة من تصورات رياضية لا متناهية تتقاطع من خلالها المفاهيم، لنسأل ونحن في أوج التفكير بماهية العمل: ما هذا؟ ولماذا هذه الوسائل الفنية لتكوين العمل المفهومي؟ وما هي المحاور الأساسية في تطوير العمل الفني؟ ليوحي بقوة المعرفة عبر الأزمنة وتطورها أيضاً، من كلاسيكية إلى هيب هوب إلى الفن الحديث والمعاصر، ومن خلال نظرة تحديثية لمفاهيم حسية تحدث في إيقاعاتها الداخلية، أي عبر الخيال والمعنى التعبيري المجرد من التصورات الأحادية. إذ تتسع آفاق العناصر الإنسانية في أعماله نحو قوة المجتمعات الفقيرة في غناها الفكري. تزخر أعمال الفنان "ميشيل أنجلو بيستوليتو" بانفعالات فنية أبرز سماتها الرؤيوية هي الانفتاح والاتساع والانطلاق من الداخل إلى الخارج وبالعكس، حيث تتصالح الأطراف البنائية المساعدة في تكوين العمل مع بعضها البعض، وعبر مفهومي الاسترسال والاستطراد. لخلق نوع من محاكاة لا يمكن التحرر منها عند المتلقي، وكأن الفكر يلتصق بجوهر العمل محاولاً اكتشاف الفكرة وعواملها، وصلتها بالمجتمع والحياة والفن، والمقاييس، والمعايير، والمساحات التي تختزل بمضمونها كل تصوير فني ذي خصائص وأساليب يتوجه بها إلى كافة أنواع الأذواق، والأعمار، ومن خلال الحركة البصرية والمحاكاة العقلانية والوجدانية. ليملأ الحس بفن غني بموضوعاته الإنسانية، بما فيها تصوير الرؤى المفاهيمية وتقسيمها، الرؤية البصرية، الرؤية الرياضية، الرؤية الحياتية، والرؤية المجتمعية، والرؤية الفنية، ليرصد بذلك معاني فنية تتضمن إشارات تؤثر في النفس وتتجلى من خلال اللحظة المناسبة في تأمل العمل، أي إدراك معنى العمل من خلال المتأمل لأعماله. تخضع أعمال الفنان "ميشيل أنجلو بيستوليتو" لخصائص حسية لا متناهية. إذ يضبطها إيقاعياً بموازين ومقاييس تتناسب مع المجتمعات كافة، وفي أي زمن أو مكان كانت، حيث تنفلت منطقياً، لتنعطف مع المقاييس نحو التصوير الحركي متجاوزاً بذلك حاسة الفن البصري إلى مختلف الحواس الأخرى، كما أن الترابط بين الشكل والمعنى المتعدد في إيحاءاته التخيلية المساعدة في إخراج الصورة إلى الواقع، حيث تصبح ذات أهمية في التأثر والتأثير، لتمنح المتلقي مزيداً من الانفعالات الوجدانية المؤدية إلى فهم مفاتيح العمل الفني الموجه إلى المجتمعات الإنسانية التي بات كل إنسان فيها يترجم ذاته بمعنى مختلف، وهذا يظهر بشكل خاص في المرايا وطبيعتها المرنة. برؤية أخرى يظهر الإيقاع البصري في أعمال بيستوليتو من خلال تنوع العناصر الفنية واستخدامه للأشكال الطبيعية والاصطناعية. كل عنصر يُضاف إلى العمل لا ينفصل عن الإيقاع العام، بل يعزز من حركة العمل ويخلق تدفقًا بصريًا يجذب المتلقي. الإيقاع يتجلى أيضًا من خلال تكرار الأشكال أو الألوان، مما يسهم في خلق إحساس بالحيوية والديناميكية. يستخدم بيستوليتو التباين بين الألوان والأشكال لخلق تأثيرات بصرية قوية. فعلى سبيل المثال، استخدامه للألوان الدافئة مقابل الألوان الباردة يعكس تضاد الواقع الإنساني. هذا التباين لا يخلق فقط تفاعلًا بصريًا، بل يعكس أيضًا صراعًا داخليًا يعبر عن مختلف جوانب الحياة اليومية. الفراغ في أعماله يُستخدم بشكل مدروس. فالمساحات الفارغة تعزز من قوة العناصر الموجودة، مما يعطي إحساسًا بالتوازن. الحركة، التي تتجلى في طريقة توزيع العناصر، تخلق شعورًا بالحيوية. كما أن الحركة يمكن أن تتأثر بتوجه العين نحو النقاط البارزة في العمل، مما يسهل تجربة المشاهدة ويعزز من الانغماس في المعنى. تعكس الأعمال الفنية لبيستوليتو مشاعر إنسانية عميقة، حيث يتفاعل المتلقي مع الأعمال من خلال استكشاف حالات الشعور المختلفة. تُعبر الألوان والأشكال عن مشاعر الفرح، الحزن، والأمل، مما يجعل المشاهد ينغمس في تجربة عاطفية شخصية. من خلال استخدامه للمواد البسيطة والأفكار المعقدة، يُعبر بيستوليتو عن هويته كفنان ينتمي إلى واقع معاصر. تجسد أعماله صراع الإنسان المعاصر، وتحمل في طياتها رسائل تعكس التحديات الاجتماعية والثقافية. هذا يعكس قدرة الفن على أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات وفهم العالم. يدعو بيستوليتو من خلال أعماله إلى التفكير في كيفية استخدام الفن كأداة للتغيير الاجتماعي. يسلط الضوء على الفقر والغنى، ويُظهر كيف يمكن للفن أن يعكس التوترات بين هذين المفهومين. هذه الرؤية تعزز من فكرة أن الفن ليس مجرد جمالية بصرية، بل هو أيضاً وسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية. يتضح أن أعمال "ميشيل أنجلو بيستوليتو" تمثل تجربة فنية غنية تتداخل فيها العناصر الحسية والبصرية مع القضايا الاجتماعية والإنسانية. معرض الفنان " ميشال انجلو بيستوليتو" Michelangelo Pistoletto) ) برعاية سوليدير وغاليري كونتينوا وغاليري تانيت للأعمال الفنية ومؤسسة PistolettoCitadellArte) ( في مركز بيروت للمعارض) Beirut Exhibition Center)كانون الثاني 2015 Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Michelangelo Pistoletto
ميشيل أنجيلو بيستوليتو (ولد في 23 يونيو 1933) هو رسام إيطالي وفنان أداء وفنان أشياء، ونظري في الفن. يُعترف ببيستوليتو كواحد من الممثلين الرئيسيين لحركة "أرتي بوفيرا" الإيطالية. تتناول أعماله بشكل رئيسي موضوع الانعكاس (خاصةً في لوحاته المرآة) وتوحيد الفن والحياة اليومية من حيث "العمل الفني الشامل". السيرة الذاتية من عام 1947 حتى 1958، عمل بيستوليتو في ورشة ترميم والده في تورين. في الخمسينيات، بدأ في رسم أعمال تصويرية وصور ذاتية. في عام 1959، شارك في "بينالي سان مارينو". وفي العام التالي، أقام أول معرض فردي له في غاليريا غالاتيا في تورين. في بداية الستينيات، بدأ في رسم أعمال تصويرية وصور ذاتية على خلفيات معدنية أحادية اللون. لاحقاً، دمج بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي باستخدام تقنيات الكولاج على خلفيات عاكسة. وفي النهاية، تحول إلى طباعة مشاهد فوتوراليستية على ألواح فولاذية مصقولة بشكل عالٍ، مستخدماً تقنية الطباعة بالشاشة التي جعلت المشاهد يندمج تماماً مع ما تم تصويره. في منتصف الستينيات، أتاح له مالك المعرض إيلينا سونابند الاتصال بجمهور دولي. في عامي 1965/1966، أنتج سلسلة من الأعمال تحت عنوان "أجسام أقل" (Oggetti in meno)، التي تنتمي إلى أعماله النحتية المبكرة. في عام 1966، أقام أول معرض فردي له في الولايات المتحدة، في مركز وولكر للفنون في مينيسوتا. وفي عام 1967، حصلت أعماله على الجائزة الأولى في "بينالي ساو باولو". في نفس العام، بدأ التركيز على الأداء والفيديو والمسرح، وأسس مجموعة فن الأداء المسماة "مجموعة حديقة الحيوان"، التي قدمت عدة عروض بين عامي 1968 و1970. أرتي بوفيرا بدأ بيستوليتو في الرسم على المرايا عام 1962، مما ربط الرسم بالحقائق المتغيرة باستمرار التي يجد العمل نفسه فيها. وفي أواخر الستينيات، بدأ بجمع الخرق مع تماثيل كلاسيكية إيطالية لكسر الحواجز بين "الفن" والأشياء العادية. تُعتبر فنون المواد الفقيرة جانباً واحداً من تعريف "أرتي بوفيرا". في عمله "جدار الخرق" (Muretto di stracci) عام 1967، صنع بيستوليتو نسيجاً غريباً وفخماً يلف الطوب العادي بقطع قماش مهملة. حصل العمل على الكثير من ردود الفعل، حيث سرعان ما تم إدراج بيستوليتو كأحد الممثلين البارزين للحركة الجديدة، في أغلبها الإيطالية. أعماله تُعتبر "لوحات المرآة" (Mirror Paintings) الخاصة ببيستوليتو أعمالاً فنية مصنوعة من مرايا بحجم الإنسان. باستخدام هذه المرايا كمواد أساسية، يرسم شخصيات أو يطبع صور فوتوغرافية عليها. وقد تم إنشاء أولى لوحات المرآة في أوائل الستينيات. تستخدم أعماله الخصائص العاكسة للصلب لإنتاج حوار تفاعلي بين المشاهد والصورة أمامه. الجوائز والمعارض حصل بيستوليتو على جائزة "ليون دو أورو" لإنجازاته مدى الحياة في "بينالي فينيسيا" عام 2003. وفي عام 2007، تم تكريمه بجائزة مؤسسة وولف في القدس، تقديراً لمساهماته الواسعة في عالم الفن. كما أُقيمت له معارض استعادية في عدة متاحف دولية. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
مفهوم الكوميديا السوداء في الرسومات
BY Artist Bernard Hage
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مفهوم الكوميديا السوداء في الرسومات الإعلانية ضحى عبدالرؤوف المل تتخذ أشكال الرسومات في أعمال الفنان "برنارد حج" (Bernard Hage) والملقب "بوو" (boo) نوعًا من السخرية السوداء الفنية الهادفة إلى خلق مقارنات إعلانية تؤثر على المجتمع بسلبياتها وإيجابياتها. إذ تشاغب أقلام الفنان "بوو" ذاتها لتترجم معاني لغتها الفنية من خلال رسومات تحاكي المجتمعات بضحكة تؤثر على درامية المعنى الكاريكاتوري المنبعث من شخوصه الإعلانية، المرسومة فنيًا بدقة بصرية، تتسرب إلى الحواس لتعكس بأضوائها المضمونية قيمة الرسم الإعلاني أو بالأحرى الرسم الكوميدي المشاغب، وتأثره بالمضمون وبمحتويات قد تحمل في طياتها ما هو مفيد أو ما هو مسيء للإنسان. فهل يحاول الفنان "بوو" إلقاء الضوء على هذا النوع من الفن، أم أن الاهتمام بلغة الرسم الإعلاني هو جزء من اهتمامات المجتمعات، لتبنى بشكل يتوافق مع الحس البصري ومفهوم الكوميديا السوداء في الرسومات الإعلانية؟ خريشات ليست بالعشوائية، ولا تتميز بعفوية الأداء بل مدروسة بخطوطها ذات البعد الفني المتوازن بصريًا، وبعمق رؤيوي يؤدي دوره في ترسيخ المعنى في ذهن المتلقي. إذ يتخطى السخرية بخفة القلم أو بدقة الخط وتشابكه، وانعكاسه واتجاهاته في تشكيل الصورة الغرائبية التي تحمل بطابعها انتقادات مضحكة مبكية، منها الموجه إلى الإعلان، ومنها الموجه إلى الفكر لاستكشاف المعنى، وللاستبصار بما يتوافق مع مصطلح الكاريكاتير ويتناقض مع مصطلح التشكيل. فهو بضع رسوماته كأساس بصري حاضر بقوة الشكل المترجم لحالة ما أو لموضوع يهتم بمنتج إعلاني ذي وجهين مختلفين. فالخارج ربما لا يتطابق مع الداخل، والسخرية موجهة لبديهية الحس الوجداني، ولفكر يلتقط المعنى الحركي لاتجاهات الخطوط المتعاكسة التي تتشكل منها رسومات الفنان "بوو" الموجهة إعلانيًا إلى بيئة اجتماعية تحمل مفاتيح الفشل أو النجاح، لمنتج إعلاني قد يضر ولا ينفع، وبالعكس. وهذا ما يحاول إيصاله في معرضه هذا. فالخلاصة الفنية هي انعكاسات الكوميديا السوداء في رسومات ذات تأثير سلبي أو إيجابي على الإنسان بشكل خاص وعلى البيئة بشكل عام. زوايا متعددة ينطلق منها الفنان "بوو" لتجسيد أفكاره العميقة من خلال شكل قد لا يبدو بالأهمية التي يظهر من خلالها، كشمعة تحترق أو عبوة فارغة مهيأة للرمي أو حتى رأس إنسان مشتعل. فالضغط النفسي المحسوس في شخوصه يرمز إلى المعاناة الإنسانية التي تلجأ إلى التخفيف عن الذات من خلال التعبيرات التي تطلقها الرؤوس والأفواه والعيون. فالتركيز على الملامح الخارجية يوحي بما في الداخل من تأثيرات أخرى هي الأقوى في معانيها، وبنائها المتكامل فنيًا من حيث ترجمة الأفكار الموجعة أو المعاناة البيئية أو حتى تلك التي لا تثير انتباه الإنسان في الحياة وقد تشكل عدة أخطار له دون الاهتمام بها. فالتفاصيل الدقيقة في الملامح التي يبالغ بها في رسوماته هي نوع من الاستبطان المرئي الموجه إلى المجتمع بشكل متخيل نستخرج منه الصور الواقعية لأشياء من حولنا، وهي ذات أهمية بتأثيراتها على الإنسان. يبتكر الفنان "بوو" رسوماته من رؤية أو من كلمة أو من معنى ساخر استنبشه من حالة نقدية ذاتية لا ثبات فيها، لخلق تفاعلات بصرية غير محصورة بمفهوم إيجابي فقط، إنما ليظهر عدة وجوه مختلفة يتفاعل معها المتلقي كل وفق نظرته لمفهوم اللغة الإعلانية، وتوجهاتها الفكرية والبصرية حيث يفرض الحركة على الخطوط، كما يفرضها على منظومته الفنية المقروءة حسياً، وبفهم انتقادي لمادة إعلانية تحدد مسار المعنى الذي لا يمكن حصره في الشكل. إذ تسيطر على الرؤية العامة للصورة فكرة معقدة يعالج من خلالها لغة الصورة الإعلانية، ومؤثراتها المفتوحة الفضاءات نحو ملامح تتصارع فيما بينها، لتتضح قيمة الأفكار القادرة على بث تأثيراتها في صورة تجتاح الحواس بمعناها من خلال الشكل وتحولاته وقيمته التعبيرية. مفاهيم إعلانية تنطلق مع المضمون في معرض ضم عدة رسومات، تحاكي الخيال بواقعها المتسع، بتفاصيل نظمها من خلال شخوص اجتمعت في لوحات وضعها على مسرح فني ارتبط بفكرة مستوحاة من الحياة، وتفاصيلها الروتينية بمعزل عن انعكاسات الأضواء الإعلانية على البصر، وما تتسبب به جمالياً أو بالعكس، أو بمعنى أصح القبيح الجميل من حيث اللمسة الفنية وبساطتها في الأداء الشكلي المتميز بسخرية الشكل الإعلاني، وإبراز أهميته وخطورته الفنية المحملة بأحاسيس الفنان ومفهومه الحياتي بشكل عام. تمتاز رسومات الفنان "بوو" برشاقة الخط وخفة الموضوع، وبطبيعة شخوصه التي ترمز إلى نوعيات معينة من منتجات أو أشياء نراها ضمن الإعلانات أو من حولنا. فما يبدو كفن تجاري إعلاني هو جزء من ثقافة المجتمع المتفاعل بلغة العصر الحديث، ومتطلباته المتميزة في الأفكار والأشكال والصور، وما إلى ذلك من عناصر فنية نراها على التلفزيونات أو على الطرقات أو حتى كشعارات ترغيبية للشراء أو للبيع. ولكن "بوو" اعتمد في رسوماته على حركة فنية معاصرة تحاكي القديم وتتماشى مع كلاسيكية الفن الكاريكاتيري، وتنتقد اللغة الإعلانية برسومات تهدف إلى جذب بصري يعكس اتجاهات فنية مختلفة وبروح الفكاهة الإعلانية المبطنة. برؤية أخرى أعمال الفنان "بوو" (برنارد حج) تُعد تجسيدًا للكوميديا السوداء، حيث يمزج بين السخرية والعمق الفكري في رسوماته. يستخدم هذه التقنية لإيصال رسائل قوية عن المجتمع، ويقدم رؤية فنية تتجاوز السطح، مما يجعلها تجربة فريدة للمتلقي. إذتتميز أعمال "بوو" بالأسلوب الكاريكاتيري الذي يجمع بين التفاصيل الدقيقة والتبسيط الجمالي. الألوان المستخدمة غالبًا ما تعكس مشاعر متناقضة؛ الألوان الداكنة تعبر عن الحزن أو اللامبالاة، بينما الألوان الزاهية تضفي لمسة من السخرية. هذا التباين يعكس الصراع الداخلي للشخصيات ويعزز من عمق المعنى. الإيقاع في أعمال "بوو" يتجلى من خلال توزيع العناصر بشكل مبتكر، مما يخلق تدفقًا بصريًا جذابًا. الشخصيات تتفاعل بشكل ديناميكي، مما يجعل المشاهد يشعر بحيوية اللوحة. هذا الإيقاع يسهم في جذب الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة ويعزز من تجربة المشاهدة، حيث يجذب العين إلى العناصر الأساسية ويترك انطباعًا قويًا. تقدم أعمال "بوو" نقدًا اجتماعيًا حادًا، حيث يتناول قضايا مثل الاستهلاك، الفساد، والمعاناة الإنسانية. عبر تصويره لشخوص تعكس هذه القضايا، يُظهر الفنان كيف يمكن للكوميديا السوداء أن تكون وسيلة فعالة لطرح أسئلة صعبة. هذا التوجه يثير الوعي ويحفز النقاش حول الموضوعات المهمة. تدعو أعمال "بوو" المتلقي للتفكير والتفاعل معها على مستويات متعددة. الكوميديا السوداء في رسوماته ليست مجرد تسلية، بل هي دعوة للتأمل في القضايا الاجتماعية والنفسية. الأسلوب الفريد يجذب الانتباه، ولكنه أيضًا يحث على البحث عن المعاني الأعمق. تعتبر أعمال "بوو" تجسيدًا فنيًا للكوميديا السوداء، حيث يتداخل الجمال مع النقد الفكري. عبر إيقاعه البصري وتعبيره الجمالي، يخلق الفنان تجربة فريدة تأخذ المتلقي في رحلة لاستكشاف جوانب معقدة من الحياة الإنسانية. هذا التركيب المبدع يجعل من أعماله أدوات قوية للتواصل والتغيير الاجتماعي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Bernard Hage
برنارد هاج، المعروف عادةً باسم بوووهو رسام وكاريكاتوريست عانى من كتابة سيرته الذاتية وهو يشير إلى نفسه بصيغة الغائب. وُلِد برنارد بالصدفة ونشأ في مدينة صغيرة ا". اختار برنارد مهنة في مجال الإعلان في عام 2014. ثم أطلق أول كتاب له من القصص القصيرة المصورة وموسيقى أصلية بعنوان "في عمق الليل – قصص لوقت النوم للبالغين" في عام 2017. كان والده قد غاب عن كلا الحدثين. كتابه الأحدث، "تشريح طبق الحمص"، الذي نُشر في أبريل 2021، هو مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية الاجتماعية والسياسية التي توثق الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان. أُطلق الكتاب في بيروت، لكنه حصل على مراجعات مخيبة للآمال، حيث جاءت معظمها من نباتيين غاضبين خُدعوا بعنوان الكتاب وظنوا أن المحتوى ليس للضحك. في أوقات فراغه، يؤلف برنارد الموسيقى على بيانو خاص به، وقد وُصفت موسيقاه بأنها "نيواكسبيرمنتال-ميديم-راير-إندي يشتهر برنارد بشكل أساسي برسومه الكاريكاتيرية. وقد نشر أسبوعيًا في جريدة "لورينت لو جور" منذ عام 2018
عدسة فوتوغرافية تعتمد على العلو والاتساع
BY photographer george haddad
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
عدسة فوتوغرافية تعتمد على العلو والاتساع في التقاطها التصويري... ضحى عبدالرؤوف المل يعتني الفنان الفوتوغرافي "جورج حداد" (George Haddad) بالضوء وتوزيعاته عبر صوره الليلية التي تعتمد على إيقاع ضوء يخضع لمراحل مختلفة من عدسة فوتوغرافية تعتمد على العلو والاتساع في التقاطها التصويري، ليظهر المعنى من خلال صورة تكتظ فيها الأضواء التي تحيط بها عتمة تنشق من بين أبنية تشع منها مفاهيم الأضواء في المدن، ومؤثراتها البصرية المؤدية إلى توزيع نقاط هي بمثابة خطوط ضوئية يعكسها بأسلوب فني يمنح الصورة رؤية مدينة بيروت أثناء ليل يشع بالأضواء والانعكاسات، المفتوحة سينوغرافياً على مفهومي الضوء والعتمة. فأساسيات التصوير الضوئي في صوره ذات أسس فوتوغرافية تلتزم بالمسارات الضوئية ذات الجمالية المضمونية والأسلوبية من حيث مساحة الصورة وعمقها وجوانبها، وأطرها المحدودة الأطراف وبقياسات تحتاج لقطة فنية ضمن زمن محدد ومعايير ضوئية خاصة. خاصية تصويرية ذات منظور فوتوغرافي متسع جغرافياً، أي ضمن مساحة تصويرية قصوى تضمها العدسة، لتخرج بتباين تفصيلي واضح المعالم، ويعتمد على أهداف مختلفة تتخذ من الانعكاسات الضوئية بداية لها. فالليل الظاهر في صور الفنان الفوتوغرافي "جورج حداد" هو تحدٍ لعدسة تلتقط تفاصيل الأضواء في المدن، وضمن ظواهر مرئية نستنبط من خلالها المسافات الضيقة الفاصلة بين أسطح أبنية مدّها، كمجسمات ملتقطة من الجو. إلا أنها ممدودة ضمن خط عدسة انعكاسية مائلة موجهة على نقطة ضوء واحدة، لتتوازن المساحات المتسعة الحساسة ضوئياً مع الليل أو العتمة، وببطء ساهم في خلق حيوية منحت الصورة تباينات فوتوغرافية ذات جمالية ليلية خاصة. معالجات فنية متوازية مع العدسة واليد، ورؤية الالتقاط البصري الدقيق في معاييره اللحظية. أي التي تعتمد على نوعية الالتقاط الرصين المحدد الأهداف، وضمن الارتفاع والانخفاض المدروس بصرياً، لتتساوى معادلة الضوء والعتمة مع الانعكاسات وقدرة العدسة، ونوعيتها على التقاط التفاصيل الرياضية في ميزتها التناظرية والتحليلية، والكفاءة التصويرية المتزنة برؤيتها بشكل عام. إذ تبدو ماهية الأسطح مع الأبنية المرتفعة والمنخفضة والشاشات الضوئية البارزة في مدينة بيروت مع أشكال تبدو كمربعات ومستطيلات تغطي مساحات بصرية، تعتبر كنوع من تلوث بصري ليلي يمنع الإنسان من لذة تأملات تخطف من الليل متعة جماله في مدينة تزداد فيها كثافة الأبنية، كما تزداد فيها الشاشات الإعلانية على الطرقات والأبنية. مساحة تصويرية مفتوحة على معالم معينة أراد إظهارها الفنان "جورج حداد" تتراوح ما بين قصيرة المدى وبعيدة المدى، ليمزج الدقة مع البساطة، والتكلف مع التقنية وضمن معادلة واقعية وظفها في إخراج موضوعي يهدف إلى رؤية تعتمد على مفاهيم مضمونية تخدم الصورة من حيث المفهوم والأسلوب، ونقاط التحكم الذاتي مع العدسة وحساسيتها، وأيضاً جودتها الرقمية ذات التقنية المرتكزة على الانعكاسات الضوئية وقدرتها على التباين. فتشكيلات العناصر الفنية المتلائمة مع اللقطة الحاسمة أثناء التصوير أو رؤية الكادر النهائي للصورة، ومضمونها يحتاج لفترة زمنية تحدد بعقلانية رؤية تجمع موضوعها وعناصرها. لتخرج ضمن مواصفات حددها لتلائم ما يريد إظهاره، ومن خلال عناصر تكوين تحتاج أيضاً لتحضير مسبق قد يحتاج لسنوات، وفي هذا قدرة على تمييز الخطوط التي يريد تصويرها داخلياً، أي من حيث الخطوط الضوئية الأفقية والمائلة والرأسية أيضاً، وبتماسك مبني على الأبنية وتشكلاتها وأبعادها الرأسية مقارنة مع الضوء والعتمة، والأشكال التي تجسد الشاشات الضوئية، أي المربعات والمستطيلات. ما بين الخطوط الرأسية الكثيفة فوتوغرافياً، والخطوط الأفقية استراحات لنقاط ضوء توحي بضخامة الأبنية وامتداداتها السكنية، المتميزة ببقع الضوء المثيرة بصرياً، والتي تتسم بضجيج ضوئي بصري يؤثر على العين في المدن. فالتكوين التصويري الذي اعتمده الفنان "جورج حداد" لا يثير الملل عند المتلقي، بل يساعد على تحفيز الحواس لرؤية الأضرار البصرية التي تتسبب في انخفاض الجاذبية البصرية، وتشتت البصر من كثرة الأضواء الاصطناعية المتسعة كالشاشات الإلكترونية على الأسطح، وبين الأبنية وعلى الطرقات، وهذا يؤثر على حركة العين، كما يؤثر على حركة العدسة الفوتوغرافية التي تحتاج لمجهود مضاعف في التقاط كل تلك العناصر، ضمن صورة واحدة متوازنة في المعنى والمبنى والمضمون والأسلوب. ليمنح الإحساس نوعاً من الهدوء والاسترخاء وديناميكية ضوئية تتسم بالحركة رغم سكون الليل الذي تفتقده المدن الكبرى. استطاع الفنان "جورج حداد" أن يقود بصر المتلقي مع عدسته، وما أظهرته من معادلات فوتوغرافية تبعد الملل عن البصر، وبحس فني جمالي تلاحم مع الليل ومعانيه، وبأضداد حسية جمعها كالسكون والضجيج والعتمة والضوء، ومع الأضداد الفوتوغرافية الضرورية في بناء الصورة، كالخطوط الأفقية والرأسية مع الأشكال الرياضية وأحجام الكتل المتلاصقة والمتباعدة، وضمن فواصل ومساحات مدروسة الأبعاد والظلال، ودون تشتيت ضوئي يذكر، مستفيداً بذلك من التفاوت الرأسي والأفقي في الأبنية، محافظاً بذلك على جودة اللون والتباين، وبنسبة مرضية فوتوغرافياً وجمالياً وبنقاط قوية تكوينياً. حيث تتكافأ العناصر البنائية للصورة فيما بينها وبتوازن ذي ثقل بصري يجذب الاهتمام عند المتلقي. برؤية أخرى التصوير الفوتوغرافي هو فن يمتزج فيه الإبداع بالتقنية، ويعكس رؤية الفنان للعالم من حوله. ينطوي تحليل الصور الفوتوغرافية على تقييم العناصر البصرية، التكوين، والإضاءة، بالإضافة إلى المشاعر والانطباعات التي تثيرها الصورة في المتلقي. في هذا السياق، سنستعرض عناصر العمل الفوتوغرافي لجورج حداد، مستندين إلى رؤى بصرية وجمالية. يعتمد حداد بشكل أساسي على اللعب بالإضاءة، حيث يبرز تفاصيل الظل والنور. تخلق الإضاءة الليلية تأثيرات درامية، تعكس طبيعة الحياة في المدن، مما يجعلها مركز التركيز في الصور. إذ يتبع حداد أنماط تكوينية متوازنة، حيث يستفيد من الخطوط الرأسية والأفقية لتوجيه عين المتلقي. هذه الخطوط تمثل الأبنية والشاشات الضوئية، مما يساهم في خلق عمق بصري وتوازن في الصورة. تميزت أعماله باستخدام الألوان الزاهية والتباينات القوية. الأضواء الاصطناعية في المدينة تعكس تنوع الألوان، مما يعزز الانطباع البصري ويعطي الحياة للصورة. تثير أعمال جورج حداد شعوراً بالدهشة والترقب. فالتباين بين الضوء والعتمة يثير تساؤلات حول الحياة الليلية، مما يجعل المتلقي يتفاعل مع الصورة على مستويات متعددة. يُحسّ بوجود الحركة في السكون، حيث تظهر الأبنية وكأنها تنبض بالحياة رغم هدوء الليل. يعتبر الأسلوب الفني لحداد تجسيداً للحداثة، حيث يجمع بين الرؤية الذاتية والموضوعية. يعتمد على معالجة الفضاء الحضري بطريقة تجعله ينطق بقصص معقدة، ويمزج بين الرومانسية والواقعية. يُظهر الفنان قدرته على استكشاف العلاقات بين الضوء والظلام، مما يخلق عملاً فنياً يعكس التوتر الجمالي بين العواطف والمكان. إن تحليل أعمال جورج حداد يُظهر كيف يمكن للفوتوغرافيا أن تكون وسيلة للتعبير الفني العميق. من خلال الضوء، التكوين، والألوان، يخلق حداد عالماً بصرياً يعكس تجربة إنسانية فريدة. تثير صوره مشاعر متنوعة، مما يجعلها تُعتبر أعمالاً فنية تستحق التأمل والاستكشاف. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
photographer george haddad
لاحقا
«
93
94
95
96
97
»