Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
ريشة تعبيرية تؤلف مشاهدها الملحمية
BY Artist Ahmad Moualla
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ريشة تعبيرية تؤلف مشاهدها الملحمية ببراعة حركية. ضحى عبدالرؤوف المل يشعل الفنان "أحمد معلا" (Ahmad Moualla) خطوطه الفنية مثيرًا زوبعة ملحمية على سطوح مفتوحة بصريًا وضمن نطاق واسع، لتتصارع الأشكال بوضوح مع الخطوط والألوان، وبتعبيرية يمجدها بالحركة الأدائية أو الإيقاعية، وبعمق تجسيدي. إذ يخوض في تفاصيل الإنسان عبر التاريخ المتمازج مع أزمته التي رسخت في ذاكرته، وضمن رؤاه الفنية التي ينثرها كفنان يتشابك مع الماضي والحاضر، تاركًا للفراغ في لوحاته معنى المستقبل الذي يتجاهل تفاصيله ضوئيًا، ليزيد من درجات الألوان الأحادية، ويفصل بين جزء وجزء بتناغم وتنافر يجمع الأضداد التي ينظمها بحنكة تشكيلية، ليرمز إلى مسرح الحياة المتواصل في أحداثه وصراعاته التي لا تنتهي بين الخير والشر، دون الفصل بين المسافات أو التباعد بينها، ليوحي بتقارب الأحداث التاريخية وتشابهها والمراحل الإنسانية المتعاقبة مع الأجيال واللغة على السواء، ومن خلال ريشة تعبيرية تؤلف مشاهدها الملحمية ببراعة حركية وفهم إخراجي يتميز بحياكة فنية ينسجها وحبكة يشد عقدها من خلال خط، ولون، ومساحة، وظل، وحجم، حيث تتغاير التفاصيل التعبيرية بين لوحة وأخرى، وتتأرجح الحركة بين المعنى والمبنى، وبأسلوب إخراجي عميق الرؤية، بل! بفن تشكيلي جدلي يضع الإنسان ضمن بدائية صراعاته التي لا تنتهي، ومعاناته الاجتماعية والسياسية وما إلى ذلك. يملأ الفنان "أحمد معلا" لوحاته بحركة يقص من خلالها ملحمة شعرية تتداخل فيها مصطلحات أسطورية، وبمنطق جدلي ذي خصائص انحنائية في الخطوط المتمايلة بقوة. إذ يعتمد بشكل أساسي على التقاط الحقائق من المجتمعات الإنسانية، وزجها في تخيلات تسمح له بخلق تغيرات يرسمها بطابع شعري غني بالصور الدرامية التي تغذي المضمون، وتمنح الأسلوب ديناميكية وحيوية، وقوة في اختيار الموضوع وبوعي باطني يحرره من قيود الوعي الظاهر، ليترجم الأحداث وفق جدليته الفنية الخاصة. إن بلوحاته التي تعج بالشخوص والحركة والألوان، وإن بالحروفيات الكلاسيكية التي تمثل أيضًا صراع اللغة الواحدة على سطح لوحته، يمدها بخلفية درامية، توحي بواقع معاناة الشعوب والمجتمعات، كملهاة إنسانية تستمد تشكيلاتها من مخزونه ووعيه الباطن، تاركًا للمحاكاة ثلاثية تجمع بينه وبين اللوحة والمتلقي. ملامح واقعية التحمت مع العناصر التعبيرية التي يرسمها الفنان "أحمد معلا" بتشكيل تتباين فيه صياغة الخط، وبتقارب وتباعد موسيقي واختلاطات تتشابك من خلالها الرؤى الفنية بموضوعية مأخوذة من حروب أو اقتتال أو معاناة إنسانية شديدة التأثر ببعضها البعض، فأشكاله الفنية تسمو فوق الوقائع والأحداث أو فوق الكلمات والمعاني. إن باتجاهات الخطوط العمودية أو الأفقية في الحروفيات أو في الخطوط المائلة والمنحنية في سواها، محاكيًا الفعل البصري مع الفعل الحركي، ليتولد المعنى بجمالية يستقرأها المتلقي، وكأنه أمام ملهاة إنسانية أو ملحمة تتشابك أوجه الشبه فيها بمجاز هو تكنيك متمرس به الفنان "أحمد معلا" وضمن نظم الخطوط وتوازنات اللون، وتحاور وتجاور بين التفاصيل الأخرى. أجزاء جمالية يجمعها بتقنية تتوحد فيها المعاني التشكيلية، ويربطها بموضوع إنساني يؤثر على الحس ويؤدي إلى خلق تراجيديات في الأشكال والأحجام، ومعانيها ذات الطابع المتماهي مع المساحة، والتفاصيل، والعناصر، والخطوط المشبعة حسيًا بإنسانيات تتشابه مع كلاسيكية حروفه، وضمن الفعل اللوني المتميز من حيث تدرجاته وموجاته الطولية أو التلاعب على الداكن والفاتح، ودرجات الضوء بشاعرية يضعها على مسرح اللوحة، وتحت الأضواء المثيرة للبصر والغارقة بغايات يمجدها برسوماته التي تعيدنا إلى تاريخ الإنسان وبداياته الزمنية المغلفة بمعاناة تندرج ملحمًا مع فنه التشكيلي الذي يروي من خلاله الملاحم المختلفة التي تنم عن تخيلات يحاكي بها الواقع الإنساني من خلال لوحة تشكيلية أو حروفية، وفي كلتا الحالتين الأساس هو الخط واتجاهاته وتوازنه بين الأسس السينوغرافية التي يحافظ على جمالياتها بخصوصية وتفرّد فني. تناقض داخلي يؤثر على الأشكال التي يتركها ضمن جزئيات أو فواصل تتجدد من خلالها الفراغات التي تضيق وتتسع بين خط وخط أو بين شكل وشكل، حيث يرتجل الصورة الحركية بمقدرة تعبيرية ذات صلة بالانعكاسات، ومفاهيمها المتعلقة بالألوان الداكنة والفاتحة ودرجاتها وسطوعها، مؤلفًا بذلك وحدات بصرية ذات إيقاعات خاصة بكل شكل يجسد معاناة أو ألم أو فرح أو حتى حرف مائل ضمن نظام خط له تعبيراته أيضًا. إذ يبدو الواقع بميلودراميته مأساة تخيلية يربطها بطقوس تشكيلية تميل إلى الشعر التصويري أو السرد النثري الذي تترجمه ريشته من خلال الشخوص والحروف على السواء. حاولت فصل لوحاته الحروفية عن التعبيرية، إلا أن في تجريدهما نلمس المعنى الواحد المتجدد في العمق والملتزم بالوعي الخارجي الذي يظهره ارتجاليًا، ليستسيغ حس المتلقي ما يراه وما يقرأه، وما هو مشترك بين هذا وذاك، وبروحانية اللون وحيويته وفنتازيته القادرة على خلق جماليات تغمرها صفات كينونة لا متناهية في الفن الملحمي التشكيلي أو الخط الكلاسيكي أو جمالية اللغة البصرية التي يتقنها "أحمد معلا". برؤية أخرى الإيقاع البصري في أعمال "أحمد معلا" يظهر من خلال التوازن بين الألوان والأشكال والخطوط. يتمكن الفنان من خلق تناغم فريد بين العناصر التشكيلية، حيث تتداخل الألوان بطرق تعكس الحركة والديناميكية. كل لوحة تصبح بمثابة سيمفونية بصرية، حيث ينسجم الإيقاع مع المشاعر المتدفقة. تتسم أعمال "معلا" بتعبير قوي عن مشاعر الإنسان ومعاناته. الأشكال المتشابكة والخطوط المتعرجة تشير إلى الصراعات الداخلية والخارجية، مما يعكس حالة نفسية معقدة. يُشعر المشاهد بتوتر ومشاعر مختلطة، مما يدعوه للتفكر في التجارب الإنسانية والمآسي التاريخية. تتميز أعمال "أحمد معلا" بجمالية خاصة، حيث تتناغم الألوان والتفاصيل لتعكس شعورًا بالتفاؤل رغم المعاناة. تبرز الخطوط كرموز تعبر عن الحركة والحرية، مما يمنح اللوحات عمقًا إضافيًا. يبرز الجمال من خلال التنسيق بين الفضاءات، حيث يترك الفنان فراغات تمثل المستقبل، مما يضفي شعورًا بالتوسع والإمكانية. تتناول الأعمال قضايا إنسانية عميقة، مثل الحرب والصراع والهوية. يسعى الفنان إلى تسليط الضوء على تجارب الشعوب، مما يمنح لوحاته بعدًا سياسيًا واجتماعيًا. يُظهر "معلا" قدرة فائقة على تجسيد مشاعر الألم والأمل، حيث تنعكس أبعادها في كل لوحة. عند النظر إلى الأعمال، يشعر المتلقي باندماج بين الجمال والتراجيديا. ينشأ انطباع عن التحولات المستمرة في الإنسان المعاصر، مما يثير أسئلة حول الوجود والمصير. يمكن للمتلقي أن يتفاعل مع اللوحات بشكل شخصي، حيث تتيح له استكشاف مشاعره الخاصة والتفكر في التجارب التي تشكل هويته. في النهاية، تعتبر أعمال "أحمد معلا" تجسيدًا للفن المعاصر الذي يمزج بين التقنية والتعبير النفسي. يعكس الإيقاع البصري في لوحاته تجارب إنسانية غنية، مما يجعلها تتجاوز حدود الشكل لتصبح رحلة تأملية للمشاهد. تتفاعل الألوان والأشكال لتشكل لغة بصرية تنبض بالحياة، مما يجعل كل لوحة تجربة فريدة ومؤثرة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Ahmad Moualla
الفنان السوري أحمد معلا من مواليد 1958
الميلودراما البصرية الدقيقة الملاحظة والأبعاد
BY Artist Mohsen Abu Al-Azm
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الميلودراما البصرية الدقيقة الملاحظة والأبعاد الفكرية والفنية ضحى عبدالرؤوف المل تتمحور أعمال الفنان المصري "محسن أبو العزم" على الأنماط الإنسانية التي تعتمد على الميلودراما البصرية الدقيقة الملاحظة والأبعاد الفكرية والفنية، وبعمق نقدي اجتماعي ذي أبعاد تحليلية نفسية تتيح للمعنى بالظهور تلقائيًا أمام المتلقي. إذ يهتم الفنان "محسن أبو العزم" بالمضمون والشكل والإطار الاجتماعي التصويري للمشهد الذي يرسمه بتخيلات واقعية استنبطها من الحدث اللحظي الذي نعايشه اجتماعيًا. إلا أنه يعتمد على مضمون الشخصية التي يرسمها، لنقرأ ملامحها الداخلية من الخارج، بأسلوب فني لا يخلو من سخرية هادفة لا تقلل من قيمة الإنسان، إنما تثير ضحكة مؤلمة مبطنة تنتمي إلى فن ميلودرامي مرتبط بقصص قصيرة تنتمي إلى الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها التي يستمتع بها البصر والفكر معًا. لنكتشف سلبيات متعددة قد لا نراها إلا في العمق الفني التشكيلي الهادف إلى محاكاة الحياة بالواقع الاجتماعي المأخوذ منها، فالتغيرات بالحجم والشكل والمساحات المكتظة والألوان الباردة والحارة تكشف عن كثافة رمزية ذات تعبير بيئي يهتم بقضايا الإنسان. لغة فنية تصويرية تهتم بالأنماط الشعبية التي تحيا دون خط الفقر لتشكل القالب الأساسي للمشهد، ولشخوص يضعهم ضمن مسافات ذات محاور تخاطبية تضج بالحركة المثيرة للبصر، والتي تستفز بعناصرها الفنية ومفرداتها المتنوعة ما بين المبالغة البناءة المقروءة الملامح، وما بين النقد والوصف السردي بالألوان، والمعاني الحركية المؤدية إلى جمالية في بناء اللوحة ومحاكاتها لأي موضوع يطرحه الفنان "محسن أبو العزم" ضمن فنه المؤدي إلى التفاعل التعبيري المزدوج بين اللوحة والمتأمل لها، وكأن المتلقي أمام مشهد مفتوح مكتمل المعاني على مسرح تشكيلي مؤلف من لون، وخط، وظل، ونور، ومسافات، وتسطيحات، وحركة ذات اختلافات ما بين القريب والبعيد، وما بين الأحجام صغير وكبير ليعتمد على التضاد المفاهيمي الملامس لمواقف حياتية تثيرها شخوصها المضحكة، وألوانه العابقة بالواقع وبفلكلورية شعبية ينقلها إلى لوحة مفتوحة بملودراميتها نحو عدة تأويلات فنية. سرد تشكيلي واقعي شعبي يهيمن على لغة الفنان "محسن أبو العزم" وعلى رمزية ضحكة كاريكاتورية هي وجع يجسد معايشات لامستها ريشته ضمن الأحياء المصرية المكتظة والكثيفة بشخوصها. لكنها في الوقت نفسه تمثل التنافر والتجاذب، والاختلاط المرتبط بحميمية شعب اعتاد على العيش ضمن مفارقات ذهنية هي قصص متنوعة ضمن مشاهد اختلفت أماكنها وأزمنتها. إلا أنها احتفظت بملامح شخوصها، وكأنهم أبطال يتناقلهم الزمن تباعًا. لنراهم في لوحات تثري الخيال وتؤلف بخطوطها وأشكالها مواضيع مختلفة منها ما هو للمرأة ومنها ما هو للأسرة ومنها ما هو للرجل والطفل وما إلى ذلك. إلا أن من يرى يتفكر، لأنه لم يقصد المباشرة في إيضاح المفهوم، إنما اعتمد على الفكرة في إبراز فنية ريشته وقدرتها على التصوير المغاير بمعنى رسم الملامح الداخلية قبل الخارجية، وبأسلوب ممتع بصريًا وبوعي تقني تخيلي يعيدنا إلى فن القديم الجديد بكل الوجوه التقليدية، والمعاصرة من حيث قوة المحاكاة الشعبية من خلال الفن التشكيلي. يبحث الفنان "محسن أبو العزم" عن الإبهار في الشكل واللون، كقوتين أساسيتين لجذب الفكر والبصر معًا مبتعدًا بذلك عن جفاف المواضيع الاجتماعية التي يثيرها للمتلقي، ليضعه أمام الحقائق التي يصعب رؤية عمقها بالعين المجردة، فما بين امرأة تضحك لمشهد على تلفاز ومتلقي يضحك لمشهد امرأة تسكب الشاي على صينية ترابط بصري دقيق الملاحظة. إلا أن عمق اللوحة هو في جزئياتها الجانبية أي بالصورة بشكل عام، وما تحتويه من تعبير عن سوء حال يثير الشفقة بل والبكاء على حالنا الاجتماعية التي تزداد يومًا بعد يوم. شخوص فنية لونها بتضاد حار وبارد، وبتدرجات طبيعية تثير إشكالية تتأرجح بمعناها العام بين ما هو تصويري وكاريكاتوري، وبين ما هو متقن بالشكل واللون والخط من حيث مرونة الصورة المفتوحة على مشاهد مبطنة ومضمون موضوعي متحرك تشكيليًا. إذا تحاكي الصورة زمنية المكان وعبثية الوجود الإنساني بل وعشوائيته في الحياة وبمنولوجات وظفها تشكيليًا لتخدم حيوية الحركة واللون معًا. إذ تبدو الأحداث منطقية مع إبراز الملامح المبالغ فيها من حيث إظهار المعنى، وهيمنة الوصف التصويري المتطابق مع الواقع والسينوغرافيا المتأثرة بجوانب الحياة التفصيلية ومستلزماتها الفنية التي أظهرها "محسن أبو العزم" بأسلوب خيالي خصب ذي إيضاحات حركية تتخذ من الواقع البعد الثقافي والاجتماعي والفني، والجمالي، وضمن مستويات مقروءة بصريًا بسلاسة ذهنية لا صعوبة فيها. إنما تتجلى النسق المضمونية كأننا أمام مسرح شعبي يستند على تكامل الألوان وأضدادها، وعلى الأشكال التصويرية والبعد الأدائي والمرئي والخطاب التشكيلي المنسجم مع الموضوع. مساحات مفتوحة الفضاءات بكل معانيها وتجلياتها التصويرية حيث تتجاوز مفاهيم الجمال بمعناه العام نحو الجمال بمعناه الخاص، أي اعتماد البعد التكويني للشخصية، وأسسها الجمالية من منظور مسرحي، ورؤية ديناميكية تحررت من قيود الفن التشكيلي، ومنحت اللوحة فنًا إخراجيًا تشكيليًا ينصهر مع العناصر التشكيلية وفضاءاتها الواسعة ذات الأطر الاجتماعية المتلائمة مع بعضها البعض. إذ إن الربط بين ما هو متخيل وما هو واقعي يؤدي إلى خلق انسجامات حسية تتعلق بمصداقية الرؤية الاجتماعية والقدرة على تصويرها بفن جمالي هادف ثقافيًا. برؤية أخرى تتسم الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات إنسانية واجتماعية بإيقاع بصري متنوع، حيث يتحرك الشكل واللون بسلاسة ضمن تداخلات تعكس الحركات اليومية لشخصياتها. يسهم هذا الإيقاع في خلق تجربة بصرية غنية، تجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من المشهد، مما يعزز التأثير النفسي للعمل. تكشف الأعمال عن أعماق الشخصيات وتفاعلاتها، حيث تعكس تعبيرات الوجوه وحركات الأجساد حالات شعورية متعددة: من الفرح إلى الألم، ومن السخرية إلى التراجيديا. يعكس الفنان الصراعات الداخلية للشخصيات من خلال أسلوب كاريكاتوري، حيث تُبالغ ملامح الوجوه لتعبر عن مشاعر مركبة وتحديات الحياة اليومية. يتمتع العمل بالتنوع في التقنيات والأساليب، حيث يدمج الفنان بين الأشكال المجردة والتفاصيل الواقعية. تتداخل الألوان الباردة والحارة لتشكل تباينات تعزز الإيقاع البصري، ما يجعل كل جزء من العمل يتحرك بتناغم مع العناصر الأخرى، كأنها تؤدي رقصتها الخاصة. الجمالية التعبيرية هنا لا تقتصر على الأشكال فقط، بل تمتد إلى استخدام الألوان والخطوط. تمثل الألوان المتضادة تجارب الحياة، حيث تعكس الألوان الحارة المشاعر القوية، بينما تعبر الألوان الباردة عن الفترات الهادئة أو الحزينة. هذا التباين يخلق إحساسًا ديناميكيًا يجذب العين ويدعوها لاستكشاف تفاصيل جديدة. الكاريكاتورية تلعب دورًا محوريًا في توصيل الرسائل الاجتماعية والنقدية. من خلال المبالغة في تصوير الشخصيات، يقدم الفنان تعبيرًا عن الواقع بشكل غير مباشر، مما يمكّن المتلقي من استيعاب الأفكار بعمق أكبر. هذا الأسلوب يسهم في جعل المشاهد يتفاعل مع العمل على مستويات متعددة، فالعرض المبالغ فيه يحمل الكثير من الدلالات الرمزية التي تتطلب التأمل. الإيقاع البصري هنا يتجلى في تنقل العين بين عناصر اللوحة. تتميز التكوينات بحركتها المتوازنة، مما يخلق شعورًا بالتدفق والتسلسل. يمكّن هذا الإيقاع المشاهد من التنقل بحرية بين الأشكال، مما يسهم في تعزيز التجربة البصرية. من خلال هذه الحركة، يتحقق تواصل قوي بين العمل والفرد، مما يعزز انغماسه في الرسالة التي يحملها الفنان. بناءً على ما سبق، يتضح أن العمل الفني يمزج بين الجوانب النفسية والفنية والجمالية، معززة بإيقاع بصري يحفز التفكير والتفاعل. هذا النهج المتكامل يساهم في جعل العمل ليس مجرد قطعة فنية، بل تجربة حية تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية وتجاربها المتنوعة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Mohsen Abu Al-Azm
محسن أبو العزم (مواليد 1958 ) هو فنان تشكيلي مصري، يعُد من أهم الرسامين الذين جسدوا ملامح الحارة الشعبية المصرية. وهو عضو في نقابة الفنانيين التشكيليين، وعمل بالعديد من الوظائف منها التدريس بالجامعة وكرسام صحفي، ونظم عشرات المعارض الخاصة، وشارك بالمعارض المحلية والدولية.حياتهولد في عام 1959 بمحافظة الفيوم، وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة حلوان عام 1981. ثم عمل بالتدريس في الخارج من 1982 حتى 1996، وعمل كرسام صحفي في مجلة الثقافة العربية بالجماهيرية الليبية و معيد في كلية المعلمين في تبوك بالمملكة العربية السعودية وعمل بمجلة صباح الخير، روز اليوسف وأخبار اليوم.نظم عشرات المعارض الخاصة وشارك بالمعارض المحلية والدولية منها بالمركز الثقافي الهندي وليبيا، ومنحته الجماهيرية الليبية جائزة النهر العظيم. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
معالم الصراع البشري
BY Artist Amir-Hossein Zanjan
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لغة الفن التشكيلي التي نرى من خلالها معالم الصراع البشري ضحى عبدالرؤوف المل تأسر ريشة الفنان "أمير حسين زنجاني" (Amir Hossein Zanjani) بتعبيراتها عن الحروب. تفاصيل ألوان تميزت بالانفلات من قيود الرؤية السياسية، فلجأت إلى لغة الفن التشكيلي التي نرى من خلالها معالم الصراع البشري وقساوة ذلك على الحياة العمرانية والمؤثرات المؤدية إلى خرابها بيئيًا قبل إنسانيًا. وهذا ملموس في تعبيراته الملونة بضربات ريشة حيوية تحاول إظهار سلطة الحرب على الإنسان والانقياد الأعمى لها من قبل جنود تهشمت معالمهم الإنسانية في لوحات "أمير حسين زنجاني" المحاكية للحروب بكل مضامينها ومساوئها، وكانها ما بين التعبير والواقع لجأت إلى نوع من التجريد الحي. لنشعر أن لغة الكلام المقيدة تحررت بين الألوان والأشكال، بل أظهرت حالة من التعاطف مع مظاهر الحروب وقسوتها التي لا يحصدها إلا الإنسان الذي انطبعت في ذهنه معالمها بكل التفاصيل المؤلمة. جنون حرب أم جنون سياسة في لوحات الفنان "أمير حسين زنجاني"؟ يتساءل من يتأمل لوحاته عن هذه النزعة الانقيادية التي يظهرها من خلال ملامح الرجال الذين يقاتلون والحافلة بالطاعة العمياء، والانقياد لسلطة السلاح ولغة الحروب في مشاهد فنية مليئة بالتدمير. فهل من ربح وخسارة في الحرب، أم هي خسارة في كل وجوهها التي تجعل من الجنود يرفعون أسلحتهم كعلامات انتصار، حيث تبدو على لوحاته لغة الانقياد المتناقضة مع طبيعة الإنسان المحب والشغوف بالجمال والسلام؟ بناء لوني متماسك وألوان داكنة تتضاد مع الظل والضوء، والسرد التعبيري المجبول بلغة الحروب لإظهار سلبياتها بتجريدات سينوغرافية تثير الغموض حسيًا أحيانًا، وأحيانًا بواقعية قاسية تعانق الأفكار المنبثقة من لوحاته، والباحثة عن معنى الحروب ومدى عقلانيتها. وكان الواقف أمام لوحاته الفنية التي تخاطب بمعانيها الانفعالية المتلقي كالمتفرج على مشاهد الحرب باستسلام لا ينهي الصراعات التي تزيد من دمار البشرية ومحو كل جمال فيها، ليضفي على الإنسان قيمة الطبيعة والحياة، والصراعات الإنسانية المؤدية إلى إشعال الحروب أكثر وأكثر. فهل يبحث "أمير حسين زنجاني" عن صحوة إنسانية تجعله يميل عن لغة الحروب في لوحاته التي تتسع مساحاتها لمشاهد يفصلها عن الحرارة؟ لنشعر أن برودة الألوان من برودة الحرب التي يرسمها بكل تفاصيلها المؤثرة على الحس البصري والفكر الذي يقتصر على الأوامر العسكرية المسببة إلى انقياد الشعوب أو الإنسان خلف الحروب المتسببة في دمار البشرية. إدراك فني يتنامى بسيمترية رؤيوية للحرب ومفاهيمها المبنية على السلطة وقواها القادرة على تسخير الإنسان لخدمتها دون الرجوع إلى مبادئ الإنسان التي ولد من أجلها، وهي التآخي مع الطبيعة واستنباط الحياة وجمالياتها. وهذه الحقيقة المتناقضة مع الطبيعة التي يواجه بها "أمير حسين زنجاني" المتلقي، ليتفكر في تفاصيل لوحاته الفنية المبنية على رؤى الحروب، وبواطنها ومخططاتها التي تسعى إلى التدمير، وخلق بشاعات تتناقض مع الفن التشكيلي الذي يجسد من خلاله "أمير حسين زنجاني" قدراته الفنية في خلق جدلية الحرب والجمال، والصراعات النفسية ضد الحرب من حيث التشتت والتهشيم في الأشكال والألوان. فالحرب في لوحاته هي للخراب والدمار، وليس لقتل الإنسان جسديًا، إنما فكريًا، حيث لا نرى في لوحاته معالم الموت بتوازن مع معالم الخراب التي تظهر بكثرة في التفاصيل، وبين الزوايا، حيث يترك لريشته ترجمة آثار الحروب على البيئة الطبيعية من حولنا. يراعي "أمير حسين زنجاني" نارية الألوان الممزوجة مع برودة ألوان أخرى، لتشتعل السماء باللون الأحمر المشرق، والممزق مع الرمادي، لتتجهم الطبيعة مع الأحداث المؤلمة التي يرسمها بديناميكية لونية، وفق لغة بصرية تحاكي ذهنية الإنسان وحواسه، محركًا بذلك عاطفة اللون في إثارة التفكر بالحلول والتأثير المباشر المفتوح أمام مشاهد الحروب، وعمق الحركة اللونية في كل مشهد مزجه بمضمون موضوعي حداثي كلاسيكي وذاتية تشترك فيها الخطوط الثابتة والمتحركة. ليجمع بين الأساليب التعبيرية المؤدية إلى ترجمة اللوحة بوعي فني يخاطب به جمهور الفن التشكيلي، ليستقر معه لغة الحروب المدمرة للإنسانية عبر نماذج تهدف إلى خلق تضاد بين اللون والشكل والمعنى، حيث السكون الحسي يصل للمتلقي بصريًا بوضوح معنوي فني وحسي يضعنا أمام جمالية تختلف معالمها من حيث الخط والفراغات والظل والضوء والتعتيم والتفتيح والتلاعب بالكثافة والشفافية في أكثر من لوحة تركها لتثير التخيلات والإيحاءات. إذ رسم فيها فقط معالم الدمار، وبعضها رسم فيها سلطة الإنسان على الإنسان من خلال رجال بأسلحتهم ضمن صفوف متراصة كأنه تم برمجتهم لذلك. يقول تروتسكي: "قد لا ترغب في الحرب ولكن الحرب ترغب فيك." وقد لا ترغب في رؤية لوحات الفنان "أمير حسين زنجاني" التي تمثل حروبنا المستمرة، ولكنها تضعك أمام مسافات فاصلة بين الحقيقة والحقيقة بوجوهها التي تمثل بشاعة الحرب وجمال الفن، أو ألم الدمار وحلاوة الإنسان المبدع الخلاق ومدى تأثره بما يراه، وبما لا يستطيع قوله إنما رسمه فقط. فهل لغة الحروب في الفن التشكيلي هي روايات بصرية ذات تأويلات وتحليلات تختصر آلاف المقالات والكلمات التي من شأنها أن تمحى من ذاكرة الأوطان؟ لتبقى اللوحة هي المحاكاة الفنية التي تواجه هذه الصراعات بمشاهد عميقة لا تراها العين المجردة، إنما تقرأها البصيرة الفنية بجمالية صياغية يحتفظ فيها الفن التشكيلي. برؤية أخرى يعتبر الإيقاع البصري من العناصر الأساسية التي تؤثر على انطباع المشاهد. فهو يخلق تفاعلًا بين الأشكال والألوان، مما يؤدي إلى تجارب بصرية عميقة تعكس مشاعر الفنان وتجسد أفكاره. هذا الإيقاع يمكن أن يكون متوازنًا، متقطعًا، أو حتى متفجرًا، وهو ما يساهم في تشكيل المعنى الكامن وراء العمل الفني. يتحقق الإيقاع البصري من خلال تنوع الألوان، الأشكال، والأنماط. على سبيل المثال، استخدام الألوان الدافئة بجانب الألوان الباردة يمكن أن يولد توترًا بصريًا، في حين أن التنقل بين الأشكال الحادة والدائرية يمكن أن يخلق إحساسًا بالتوازن أو عدم الاستقرار. تكرار العناصر أو أنماط معينة يمكن أن يعزز هذا الإيقاع، مما يمنح العمل الفني حيوية ديناميكية. يتفاعل المشاهد مع الإيقاع البصري بناءً على تجربته الشخصية، مما يخلق ردود فعل نفسية متنوعة. يمكن أن يثير العمل الفني مشاعر السعادة، الحزن، القلق، أو حتى الهدوء، اعتمادًا على كيفية تشكيل الإيقاع. على سبيل المثال، لوحات تحمل إيقاعًا متقطعًا قد تعكس شعورًا بالفوضى أو الارتباك، بينما الإيقاع المتناغم قد يوحي بالسلام والانسجام. الجمال في الفن لا ينفصل عن الإيقاع البصري. فالتوازن بين الألوان، الأشكال، والفضاءات الفارغة يساهم في إنشاء جمالية بصرية تأسر العين. عندما يكون الإيقاع بصريًا متناغمًا، فإن العمل الفني يصبح أكثر جذبًا للمشاهد، مما يزيد من قدرته على التأمل والتفاعل. الجمال هنا ليس فقط في الشكل الخارجي، بل في الطريقة التي تنسجم بها العناصر معًا لتخلق تجربة بصرية متكاملة. يعد الإيقاع البصري وسيلة لتعبير الفنان عن مشاعره وأفكاره. يمكن أن يُستخدم لتعزيز مواضيع معينة، مثل الحروب، السلام، الصراع، أو الحب. من خلال الأشكال والألوان والإيقاع، يمكن للفنان أن ينقل قصصًا عميقة ومعقدة، مما يجعل المشاهد يشارك في التجربة. الإيقاع البصري هو لغة بصرية تعبر عن الأفكار والمشاعر، وهو عنصر محوري في تشكيل التجربة الفنية. من خلال فهم الإيقاع، يمكن للمشاهدين تقدير الأعمال الفنية بعمق أكبر، مما يؤدي إلى تفاعل أكثر غنى وتأملًا. إن الفن، بصفته وسيلة للتواصل، يتجاوز الحدود اللفظية ليعبر عن إنسانية المشاعر والتجارب عبر الإيقاع البصري. وبرؤية أخرى أيضا تتميز لوحات "أمير حسين زنجاني" بإيقاع بصري معقد يعكس الصراع البشري والدمار الناتج عن الحروب. يتنقل الإيقاع بين الألوان الدافئة والباردة، حيث تخلق الألوان الحمراء والزرقاء المتضادة توترًا بصريًا يشد انتباه المشاهد. استخدام الأشكال الحادة والمتموجة يساهم في خلق ديناميكية في الحركة، مما يعكس الارتباك والاضطراب الناتج عن الحروب. تؤثر لوحات زنجاني بشكل عميق على المشاعر النفسية للمشاهد. تثير الألوان القوية والتعبيرات الحادة إحساسًا بالفوضى والقلق، بينما يعكس التجريد أبعادًا نفسية أعمق للصراع الإنساني. المشاهد يمكن أن يشعر بالانزعاج أو التعاطف، مما يدفعه للتفكير في تأثيرات الحرب على النفس البشرية. إن المعاناة التي تجسدها الأشكال والتفاصيل تخلق تجربة مؤلمة، تعكس الدمار النفسي الذي يرافق الحروب. الجمالية في لوحات زنجاني لا تقتصر على الألوان فقط، بل تشمل تكوينات الأشكال والتوازن بينها. تعكس الألوان الداكنة والتباينات الحادة بين الضوء والظل جماليات مأساوية، مما يخلق تأثيرًا بصريًا قويًا. الأشكال المجردة والملامح المشوهة تضيف عمقًا لجماليات اللوحات، حيث يظهر الفن كوسيلة لتقديم واقع مؤلم بطريقة جمالية مدهشة. يستخدم زنجاني الإيقاع البصري كوسيلة للتعبير عن مشاعر القلق والانكسار. تتجلى مواضيع الحرب والتدمير بشكل واضح، حيث تعكس الأشكال المحطمة والملونة صراع الإنسان مع ذاته ومع محيطه. تعكس لوحاته الحزن والغضب، مما يجعل المشاهد يتفاعل مع التجربة الإنسانية المعقدة التي يعيشها الفنان. إن الإيقاع المتوازن وغير المتوازن في اللوحات يسهم في تعزيز الرسالة الفنية. فالإيقاع المتقطع يعكس الانفصال والتشتت، بينما الإيقاع السلس يوحي بالاستقرار. من خلال هذه التغيرات، يتمكن زنجاني من نقل قصص عن المعاناة، المقاومة، والبحث عن الأمل في ظل الصراعات. تجسد لوحات "أمير حسين زنجاني" تجربة إنسانية عميقة من خلال إيقاع بصري مؤثر. تعكس الألوان، الأشكال، والتكوينات الفنية حالة من الصراع الداخلي والخارجي، مما يجعل المشاهد ينغمس في عالم من التعاطف والتأمل. إن الإيقاع البصري، كعنصر محوري في أعماله، يُعزز من قيمة الرسالة الفنية ويدعو إلى التفكير في تأثيرات الحروب على النفس البشرية والمجتمع. Doha EL Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Amir-Hossein Zanjan
Amir-Hossein Zanjani (b. 1980, Isfahan, Iran) has received his BFA in Painting from the Islamic Azad University of Tehran, and his MFA from the Tehran University Art. In his paintings, he addresses social problems with referencing to political and historical issues. Humanity is always at the core of his works. In 2011, Zanjani received the Celeste Prize 2011 and was granted a scholarship at the Siena Art Institute in Italy. He won in the category of Best Emerging Artist Using Painting in the Prudential Eye Awards 2015 in Singapore and his work was exhibited in Singapore’s Museum of Contemporary Arts. Zanjani’s works have been maintained in several private collections in the Middle East, Europe, and North America. Since 2007, he has held 10 solo shows domestically and internationally, and his works have been exhibited in more than 30 group shows inside and outside of Iran. Zanjani lives and works in Tehran.
لغة فوتوغرافية تؤنسن الإنسان
BY Photographer Taryn Simon
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لغة فوتوغرافية تؤنسن الإنسان وترفع من قيمته الواقعية. ضحى عبدالرؤوف المل تجمع الفنانة الأمريكية "تارين سيمون" (Taryn Simon) بين الرؤية والشكل لتستكشف الغموض الباطني للصورة الفوتوغرافية، وعمقها النفسي التحليلي الذي يعتمد على تفاصيل تضعها أمام مقارنات خاصة لا تنتمي لأزمنة حاضرة، إنما هي من الماضي. وبمثابة تحقيق، تبرز من خلاله أهمية الصورة الفوتوغرافية وتوليفاتها المتحررة من التصاميم المسبقة، والمقيدة فنيًا ضمن أنظمة الضوء، والظل، والمساحة، وما إلى ذلك. إلا أنها حافظت على التوازن والأطر، معتمدة على لغة فوتوغرافية تؤنسن الإنسان وترفع من قيمته الواقعية المؤرشفة لحدث ما، وتترجم كل فعل تلتقطه الصورة، وتحوله إلى لغة بصرية مفتوحة إلى عدة ترجمات نحو نص مرئي يتكون من مجموعة مصطلحات فوتوغرافية. تنطلق الفنانة "تارين سيمون" في اختيارات مواضيع تصويراتها الفوتوغرافية من معايير إنسانية، وميزة فنية تجمعهما ضمن نص فوتوغرافي يحاكي شخصيات متعددة ذات رؤى تعكس بصدق الواقع والمشاعر المرافقة، لبيئة الصورة ولحظتها الزمنية، دون أن تغفل في بعض الأحيان عن المكان وأهميته من حيث السينوغرافيا أو الخلفية المحاكية لبيئة أرادت تصويرها بشكل غير مباشر، ولكن ضمن نص بصري يحمل معايير موضوعية لا تنتمي للذات الفوتوغرافية، إنما لاختيارات تطرحها بفن تختلط فيه الأجناس الفوتوغرافية من حيث الموضوع، والصورة، والرؤى المتوازنة التي تخدم الموضوع الإنساني بكل تفاصيله الاجتماعية والأطر الفنية المتلائمة مع تنويعاتها التصويرية وانتماءاتها الفكرية ذات الدوافع الإنسانية. تمنح الفنانة "تارين سيمون" المضمون الفوتوغرافي قوة موضوعية بتصويراتها الواقعية للأشخاص، وانسجامهم مع العدسة. إن من ناحية بث مؤثرات الإقناع بموضوع ما، أو من حيث التأثر والتأثير الذي نقرأه من ملامح الوجوه أو تفاصيل الصورة الواسعة الأبعاد ضوئيًا أو المعتمة، ضمن اختلافات شكلانية انطبعت فوتوغرافيًا بصفة الصورة الواعية إبداعيًا للمضمون والشكل، وأهمية إسقاط الضوء على المعنى البصري المفتوح على تصوير تحليلي يتجلى باستخلاص المعاني، ودورها في الإيضاح البصري الحقيقي لواقع يطغى بأهميته على مصطلحات الفن التشكيلي، لتؤكد على دور الفن الفوتوغرافي في كشف الغموض الذي تجهله العين أحيانًا، أو حتى الذاكرة، لتؤرشف هي بتصويراتها ما تغفل عنه العين ويفهمه العقل من خلال صورة فوتوغرافية تعكس الحقائق وتعزز قيمة الإبداع الفني بحس ضوئي بصري مقروء بلغة إنسانية بحتة. إن الحس الفني المترابط بصريًا مع الموضوع في صور الفنانة "تارين سيمون" يفتح بعدًا واقعيًا أمام المتلقي، بوعي فني يضيء بمفاهيمه معايير الجمال الموضوعي والذاتي المتعلق بالحس الاجتماعي، والفكر التحليلي الذي تبرز من خلاله تارين مواضيع مختلفة. تتسلح بها عدستها لتواجه بها البصر قبل النظر، لتتغلغل المفاهيم في عمق الإحساس الفني بصورها الفوتوغرافية ولغتها الخاصة المسبوكة ضمن الرؤى الإنسانية، وخدمة المجتمعات مع العوالم الداخلية المتمردة على الخيال والسريالية، لتنتج بواقعها حقيقة نبحث عنها من خلال صورة فوتوغرافية هي جزء من عناصر الرؤى الفنية التي اجتمعت ضمن صورة ذات أسس عقلانية ترتكز بمضمونها على اللاشعور الضوئي الخصب والدوافع الجوهرية التحفيزية المشحونة بأسس محرضة لخلق إبداعات تسمو على الجمال بحس متماسك موضوعيًا ومضمونًا مع الشكل اللامرئي. شطحات فوتوغرافية تكمن في اللاشعور الفني المتحد شكلًا ومضمونًا، ومعنى يثري النماذج التي تقدمها "تارين سيمون" في تصويراتها المتضمنة بيئة اجتماعية معينة، وأسلوب متفاوت في التحليلات البصرية التي تضعها أحيانًا بغموض مبهم، كنقاط تثير موضوعات غريبة، ومستحدثة وقادرة على إلقاء ضوء واقعي إنساني، وببعد فني فوتوغرافي يؤرق الفكر، ويثير طروحات اجتماعية تكشف منها النقاب على مواضيع تؤيد أو تعارض المجتمعات بشكل عام. إذ تعتمد في الخلق الفني الفوتوغرافي على الإنسان، وما يكتسبه من الواقع المفروض عليه ضمن الرؤية التصويرية التحليلية التي تعتمد على الملامح والخلفيات، وما تجسده المشاعر الداخلية الواعية لكل صورة موضوعية ذات حس فردي أو اجتماعي أو إنساني مصقول بهدف أسقطت عليه الضوء الفنانة "تارين سيمون" بفكر واقعي وإحساس فني فوتوغرافي. تكرار يوحي بالجمود أحيانًا، وربما بالنساب وتسلسل البشرية، فشخوصها الإنسانية أو الحيوانية كالأرانب وأشياء أخرى، وحتى نقاط تلغرافية توزيعية ضمن جغرافية ضوئية، وتوثيق لمفردات وعناصر إنسانية تهدف إلى إثبات تواجدها ضمن حياة تضعها بين أطرها الاجتماعية الديناميكية ومفاهيمها الموضوعية عن الإنسان والحياة. لتبدو كقصص تصويرية تروي نفسها بنفسها بصريًا، لأنها قادرة على ترك بصمة معاصرة، وبواقع فوتوغرافي يفرض نفسه بصورة تحتفظ بمعالم إنسان أو حيوان أو أي شيء آخر يثير تساؤلات متعددة من خلال ملامحه التي أرادت "تارين سيمون" إظهارها بموضوعية فنية ذات أصول تصويرية وجمالية هادفة لخلق تضاد وتنافر يوازي واقعية الحياة وتناقضها ضمن مختلف وجوهها البشرية والوجودية. تضيء الفوتوغرافية "تارين سيمون" بتصويراتها على الوجوه باختلاف أجناسها وانتماءاتها، وحتى أشكالها الأخرى المرتبطة بنماذج إنسانية شمولية بمعناها ومواصفاتها الفوتوغرافية التي تعكس الاختلاف التصويري في الكل والجزء، ومن مختلف جوانب الوجه، وانعكاسات ذلك على الموضوع والمضمون والشكل من حيث البعد الإنساني ومشاكل البشرية التي تتسع يومًا بعد يوم. برؤية أخرى تعتبر تارين سيمون واحدة من أبرز المصورات في عالم الفن المعاصر، حيث تجمع بين الأسلوب الفني الدقيق والرؤية الإنسانية العميقة. يبرز عملها قدرة التصوير الفوتوغرافي على التقاط اللحظات وتحويلها إلى قصص بصرية غنية تحمل دلالات عميقة. تركز تارين سيمون في أعمالها على مواضيع إنسانية واجتماعية متنوعة، تتراوح بين الشخصيات اليومية والأماكن التي تحمل تاريخًا. من خلال هذا الاختيار، تتمكن من تسليط الضوء على الجوانب غير المرئية من الحياة، مما يدعو المشاهدين للتفكير في تجارب الآخرين. تتميز صور سيمون بتكوين مدروس للغاية، حيث تستخدم قاعدة الأثلاث والترتيب البصري لتحقيق توازن بصري. تساعد هذه التقنيات في توجيه العين نحو التفاصيل المهمة في الصورة، مما يعزز من الرسالة المراد إيصالها. تلعب الإضاءة دورًا حيويًا في أعمال تارين. تستخدم الضوء بطرق مبتكرة، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لتسليط الضوء على التفاصيل الدقيقة في الموضوعات. الإضاءة تساعد على خلق أجواء درامية وتبرز المشاعر، مما يزيد من تأثير الصورة على المشاهد. الألوان في أعمال سيمون غالبًا ما تكون مختارة بعناية لتعكس الحالة المزاجية للموضوع. استخدام الألوان الحادة أو الباهتة يمكن أن يثير مشاعر مختلفة، مما يعكس تجارب إنسانية معقدة. تنسيق الألوان يعزز من عمق الصورة ويساعد على إبراز التفاصيل أعمال تارين سيمون ليست مجرد صور؛ بل هي دعوات للتفكير. كل عمل يحمل رسالة واضحة، سواء كانت تتعلق بالذاكرة، الهوية، أو القضايا الاجتماعية. تتحدى صورها المشاهدين للتفاعل مع القضايا المطروحة وفهمها بشكل أعمق. التفاعل بين أعمال سيمون والمتلقي هو جزء أساسي من نجاحها. تُثير الصور أسئلة وتفكر في تجارب إنسانية مشتركة، مما يجعل المشاهدين يشعرون بالاتصال العميق مع الموضوعات. هذا النوع من التفاعل يعزز من تجربة المشاهدة ويجعلها أكثر عمقًا. تظل أعمال تارين سيمون نموذجًا مثاليًا لكيفية استخدام التصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتعبير الفني والإنساني. من خلال أسلوبها الفريد واختيار مواضيعها بعناية، تتمكن من خلق تأثير قوي يلامس القلوب والعقول، مما يساهم في تعزيز دور الفن الفوتوغرافي كوسيلة فعالة للتواصل والفهم. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Photographer Taryn Simon
Taryn Simon (born February 4, 1975) is an American multidisciplinary artist who works in photography, text, sculpture, and performance. Currently residing and maintaining a studio practice in New York City, Simon has had work featured in the Venice Biennale (2015). In 2001, Simon was selected as a Guggenheim Fellow.[1] مصدر السيرة موقع ويكيبيديا
«
94
95
96
97
98
»