Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
البناء الفني والمعالجة الدرامية لقصة الملك لير
BY المخرج شادي الفخراني
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
البناء الفني والمعالجة الدرامية لقصة الملك لير في المسلسل المصري "دهشة" "دهشة العقل من جمر النفوس" بيروت - ضحى عبد الرؤوف المل عالج الكاتب "عبد الرحيم كمال" قصة "الملك لير" واستطاع توسيعها لتشمل تفاصيل الحياة الصعيدية لتتواءم مع الأصل، ولكن ضمن متعة درامية تمتد في حلقات تمثيلية مبنية برؤية قرية بناها ضمن معادلة إنسانية تتشابه معها الأزمنة والأمكنة، حيث المصائر الإنسانية والنفوس في الرخاء والشدة، والصراع ومحاسبة النفس، كما هي الحال مع أخته "سكن"، وهي ضمن معادلة حياة تتساوى مع قصة "الملك لير" للكاتب العالمي وليام شكسبير. فقد بنى "عبد الرحيم كمال" قريته بالصعيد الذي يمثل الجذور المصرية الأساسية للمبادئ والأسس التي ينتقدها المسلسل من خلال المفارقات في النفوس الإنسانية المتنوعة في تضادها وتوافقها، وفي النزاع أو الصراع على المال والسلاح والنفوذ الحاكم أو المتحكم برقاب الناس أو التهافت على السيادة والسيطرة والتفاخر بالمال والأولاد والسلاح. إن المعادلة الدرامية في مسلسل "دهشة" احتفظت بالقيمة الإنسانية القائمة على التجربة التي تحتفظ بالفكر والحكمة، وبالنظريات الحياتية التي تأتي نتيجة الخبرة والوعي، ولغموض ما في الجينات الوراثية أو في السلوك الناتج عن المنشأ وموازين الحياة التي تأخذ حق هذا وتترك حق ذاك. فهل استطاع الملك "لير" معرفة نفوس بناته قبل توزيع الثروة أم إن "الباسل" ترك كنزه الأخير لابنة حقد عليها بقدر ما أحبها؟ وهل المال هو مصدر السعادة في الحياة؟ ما رفع من قيمة العمل الدرامي في مسلسل "دهشة" هو القدرة على خلق معادلة تتوازى مع ملوكية "لير" ولكن ضمن بيئة عربية حاضنة. لنوعيات إنسانية هي بحد ذاتها هشة ومتواضعة ببنائها الدرامي ذي الدعائم التمثيلية المحبوكة ضمن قدرات تمثيلية رسخت المعنى ومنحته قوة إقناع وتأثير، وكأن القصة مكتوبة "لدهشة" بشكل خاص. أمسك "عبد الرحيم كمال" بالخيط الإنساني المحبوك ضمن نسيج حياتي يجمع بين قضايا البشر بشكل عام، لتجتمع العناصر الدرامية حوله في بناء أضاف عليه عفوية البعض، وشرور البعض، والخير في نفوس جبلت على الوفاء، ولا تستطيع التملق أو التكلف أو الغدر. فقد استطاع فهم قصة الملك "لير" التي تتوافق مع التجارب الإنسانية التي نقرأ عنها عبر التاريخ والتي تضع الإنسان أمام الخيارات الصعبة أو استنتاجات تترك لليد الواحدة اختلافات يصعب تفسيرها، لأنها تمثل الخلق والأنفس والأفكار المختلفة، ربما المبنية أيضًا على المعاناة، كما هي عند "الباسل" وأخته "سكن"، وفي المقابل الأخوة الأشقاء والاختلاف الشديد فيما بينهم، وهذا يتناسق مع الأسرة والقرية والمدينة والوطن بأكمله. لم تتعارض البنية التراجيدية الدائمة العتمة في تصويراتها الداخلية التي أكثر منها المخرج "شادي الفخراني" حتى الآن في الحلقات الأولى مقارنةً مع التصوير الخارجي، والخوض في المشاهد المكونة ببساطة على دعامة التصوير، والديكور التحليلي للمضمون المنسجم مع المكان والزمان، والواقع المؤكد على وجود "الباسل" في قرية هي من بناء الكاتب "عبد الرحيم كمال"، ومهندس الديكور والمخرج المكمل للرؤية بكل أبعادها التي تجسدت في قصة الملك "لير" رائعة وليام شكسبير، وما تحمله من معاني إنسانية عظيمة، خاصةً وأن الكاتب "عبد الرحيم كمال" يحاكي أدق تفاصيل الحياة الصعيدية المصرية حيث تصاحب الفكرة مواضيع مختلفة معيشية وسياسية من حيث شراء السلاح للحفاظ على الذات، وعلى التكامل الإنساني المشروط بالحفاظ على البقاء، ومن طبع اندمج مع الشخصيات العربية وفحواها من خلال التعاطي مع التفاصيل والقدرة على منح المشهد حيوية صادقة يشعر بها المتلقي. يقتنع المتفرج على مسلسل "دهشة" أن الحياة بحد ذاتها دراما أو تراجيديا متواصلة يتخللها الجنون، وبساطتها التي تتضح مع حمدتو المرافق لمصطفى حفيد "الباسل" المرتبط بأسلوب "وليام شكسبير" وميل الإنسان إلى ابتكار تفاصيل جنون مملوءة بالحكمة أحيانًا، وأحيانًا بمتاهات النفس المعقدة من الأحداث الضاغطة على مساراتها، وهذا ملموس في أقوال الفنان "يحيى الفخراني" مع بناته أو بالأحرى الملك "لير" وبناته الثلاثة. يتمثل الصراع بين القوى المدركة للشيء المتنازع عليه وبين القوى الجاهلة فيه كأزواج البنات الذين يتصارعون على الأشياء ويتركون الجوهر الذي تمسكت به الابنة الصغرى. إن في قصة الملك "لير" أو في مسلسل "دهشة" يتمثل الصراع الذاتي ما بين الشر والخير، وما بين الجنون والحكمة والخطأ في تقدير الأمور تبعًا للنفوس القادرة على معاندة الأقدار بل ورسم ما هو مجهول لإدراك ماهية الموت والحياة والقدرة على البقاء ضمن وجود متصالح مع الذات. أما التأليف الموسيقي للموسيقار "عمر خيرت" فقد اخترق المضمون واستطاع خلق تأثيرات حسية مضافة لتوحي بالمشهد الآتي أو بالمضمون الدرامي الحزين أو المفرح أو حتى الغاضب والراضي. فالتعبيرات الموسيقية لعبت دورها في الحلقات الأولى من حيث الانسجام مع المشاهد والفواصل وحتى شارة البداية. أما الدهشة الأخرى، فهي التي قدمها الممثل "فتحي عبد الوهاب" الابن غير الشرعي لعلام، أو للممثل "نبيل الحلفاوي" والفنانة "حنان مطاوع" في دور الابنة الكبرى. إلا أن "فتحي عبد الوهاب" منح الدور تناقضات متوجعة ومفرحة ما بين الانتقام والأخوة، وعدل الزمن الذي يدور ضمن دائرة الحياة الواحدة، وهذا ما هو مبني على تآلف ما بين المخرج والممثل. ليبدع في أدواره المؤداة بإبداع درامي اكتمل مع وجود الفنان "يحيى الفخراني" الغني عن التعريف أو حتى عن أدواره في كل عمل درامي أو مسرحي، وفي هذا غنى لمسلسل "دهشة" الذي يتم عرضه الآن على شاشاتنا العربية في شهر رمضان المبارك. مسلسل "دهشة" للمخرج "شادي الفخراني" والمعالجة الدرامية للكاتب "عبد الرحيم كمال"، ومن بطولة الفنان "يحيى الفخراني". برؤية أخرى يعتبر مسلسل "دهشة" تجربة درامية غنية تستلهم من قصة "الملك لير" لوليام شكسبير، لكن بإطار صعيدي مصري يضفي عمقًا إضافيًا على الموضوعات الإنسانية الكلاسيكية. تبرز المعالجة الدرامية للكاتب "عبد الرحيم كمال" الجوانب الاجتماعية والنفسية للشخصيات، بينما يضفي المخرج "شادي الفخراني" رؤية فنية تأسر المشاهد. يتسم البناء الدرامي في "دهشة" بالتعقيد والتشابك، حيث يتم استعراض صراعات داخلية وخارجية تعكس تناقضات النفس البشرية. تُظهر الشخصيات من خلال صراعاتها بين الخير والشر، والجنون والحكمة، مما يخلق عمقًا إنسانيًا في القصة. كما أن توزيع الأدوار والمواقف يعكس تنوع الشخصيات، مما يساهم في استكشاف قضايا اجتماعية مثل المال، السلطة، والحب. نجح المخرج "شادي الفخراني" في خلق جو من التوتر الدرامي من خلال استخدام تقنيات تصوير مبتكرة. توازن بين المشاهد الداخلية التي تبرز العواطف الشخصية والمشاهد الخارجية التي تعكس البيئة الاجتماعية. التصوير البصري الغني بالمشاهد الصعيدية يسهم في خلق حالة من الانغماس في عالم القصة، مما يجعل المتلقي يشعر بالارتباط الوثيق بالشخصيات. تتجلى المهارة الفنية في تصميم المشاهد والديكورات، حيث تنعكس الثقافة الصعيدية بشكل واضح. الألوان، والأزياء، والتفاصيل المعمارية كلها تُستخدم لتعزيز الهوية البصرية للعمل. كما يُعتبر التأليف الموسيقي لـ "عمر خيرت" عنصرًا محوريًا، حيث يضفي عمقًا عاطفيًا على المشاهد، ويعزز من تأثير الأحداث. استخدم اللغة الأدبية ببلاغة لتجسيد الصراعات والمشاعر، حيث تعكس الحوار بين الشخصيات مزيجًا من الحكمة والمعاناة. تبرز الحوارات الغنية بالأبعاد النفسية، مما يجعل المشاهد يستشعر عمق التجربة الإنسانية. أيضًا، تم استخدام الرمزية بشكل ذكي، مما يتيح للمشاهدين التفكير في معاني أعمق وراء الأحداث. بشكل عام، يعد "دهشة" عملًا دراميًا متكاملًا يجمع بين الكتابة القوية والإخراج الفني المبدع. يعكس الصراعات الإنسانية بطريقة تأسر المشاهدين، مما يجعلهم يعيشون التجربة بعمق. إن هذا المسلسل لا يُعتبر مجرد إعادة سرد لقصة قديمة، بل هو إعادة تشكيل فنية تأخذنا إلى عوالم جديدة من الفهم والتأمل. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج شادي الفخراني
شادي الفخراني، مخرج مصري، هو ابن الممثل يحيى الفخراني والكاتبة لميس جابر.في مجال الإخراجعمل كمساعد مخرج في فيلم (الأولة في الغرام) كما أخرج عدد من الأفلام القصيرة، وأخرج أول مسلسل طويل له وهو الخواجة عبد القادر عام 2012، والثاني كان دهشة عام 2014، وأخيراً ونوس عام 2016. شادي محمد يحيي محمد إبراهيم مصطفى الفخراني الميلاد سنة 1985 (العمر 38–39 سنة) تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات الجنسية مصري الديانة مسلم الأب يحيي الفخراني الأم لميس جابر أخ طارق الفخراني مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
اقتباس درامي تراخت فيه الخيوط البنائية
BY المخرج سامر البرقاوي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
اقتباس درامي تراخت فيه الخيوط البنائية للمشاهد بيروت - لبنان يكتمل التنوع الإنساني في الحياة بالتضاد أو التناقض الجميل، فالمصطلحات الاجتماعية تحتاج إلى مفردات واقعية مأخوذة من البنية الاجتماعية أو البيئة المحيطة بالحدث لتكتمل معانيها مع الأضداد والمفاهيم الخارجية. إذ لا بد من خبايا نفسية لا يمكن ترجمتها أو الإحاطة بها كما ينبغي. لهذا تتنوع التفسيرات والتوضيحات تبعاً لرؤية تحكمها البيئة الاجتماعية أو بالأحرى المنبت الإنساني. فالخيانه تختلف بمقاييسها ومعاييرها وحتى بمفهومها بين المجتمعات، إن كانت غربية أو عربية. وما بين دراما عربية ودراما غربية قواسم مختلفة ومشتركة، ولكن هذا يعود لكيفية المعالجة الدرامية ورؤيتها من كافة النواحي وتآلفها مع العناصر برمتها من تأليف وتصوير وصوت وإخراج، وما إلى ذلك، ليتكامل العمل الدرامي بنسبة مرضية للجميع. تباعدت شخوص مسلسل "لو" الذي تم عرضه خلال شهر رمضان الكريم على شاشات التلفزيون العربية، ولم ترتبط بمفهومها التمثيلي إلا ضمن النص والرؤية الحوارية والإخراج، فهذه الثلاثية ابتعدت عن بعضها البعض، فلم نشعر بالتآلف بين المستويات الفنية في أسرة البرنامج. فما بين دور "جاد" ودور "غيث" اختلاف في الأداء، حيث تمكن "يوسف الخال" من تجسيد الدور واللعب على العفوية التي يتبناها، وهو مؤمن بالحب وبحرية المرأة التي لم تشعر نفسياً بمقاييس زوجها الحياتية التي رسمها لها من خلال روتين قاتل، لتسير عليها زمنياً برتابة حياة فقدت فيها وجودها كأنثى تحتاج لتجديد مشاعر أو للإحساس بوجودها. وهي المستسلمة لقوانين البيئة الاجتماعية، والتي تضع المرأة على مفترق طرق ما بين التغيير الجذري الذي يبتر أي اتصال قربى مع الأم والأخت والابنة، أو الاستسلام لمشيئة الحياة التي ترفض العلاقة أو بالأحرى الصحوة أو التراجع عن الخطأ. أو ربما هي اكتشاف لمكنون داخلي كان مخفياً بروتين الحياة الباردة، وهذا أضفى استنكارات عند المشاهد ما بين الرفض والقبول، والتعاطف مع "غيث" (عابد فهد) أو مع "نادين نسيب نجيم" أو حتى "يوسف الخال". إلا أن التلميح للأم التي تلعب البوكر والمستهترة بحق نفسها وبناتها، ومن ثم موتها المفاجئ، لم يمنح المنطق التحليلي لتواجدها إلا الصورة البعيدة عن المفهوم الشرقي، لأن نسبة وجود هذه الأم في الشرق العربية نسبة استثنائية تكاد تكون شبه موجودة. إلا أنها تزيد من كاهل ابنتها المتمسكة بزوج غني استطاع تأمين الحياة الكريمة لها، أو بالأحرى رفض الفنان التشكيلي "جاد نعمة" لأنه غير مستقر عاطفياً. وفي هذا تلميح إيحائي بأن الفنان غير قادر على بناء أسرة، وفي هذا بناء درامي متذبذب بين الإنسان كإنسان ابن بيئة عربية يرفض الخيانة ويسعى نحو امرأة متزوجة ليتزوجها لمجرد اللقاء الغامض في البداية، وهذا لم يكتمل مع جاد كفنان تشكيلي ولد وهو بحاجة إلى الأم التي افتقدها والتي جعلته يبحث عنها بين النساء. إن المستويات التمثيلية بين الفنانين تأرجحت بين الأدوار المتقنة والأدوار غير المتقنة، وكان التنافس بين الممثل "عابد فهد" و"يوسف الخال" وضع المشاهد على المحك. وربما لأن دور غيث السهل الممتنع جعلنا نشعر بتعبيرات غيث التلقينية، وهو الممثل القدير الغني عن التعريف، كأنه يستخف بموضوع الخيانة أو غير مقتنع بشخصية الزوج الباحث عن الاستقرار أو بموضوع فشل الرجل الشرقي في الحفاظ على أنثاه. وهذا لم يترك المشاهد يتعمق بالشخصية لأبعد حدود المخيلة، ومنهم من انفصل عن المسلسل. لنشعر أن المسلسل هو مواضيع مختلفة في موضوع واحد، وكل منهم في واد، فالخيوط الدرامية في المسلسل لم تتوحد ليمسك بها المخرج في قبضة واحدة بل ترنحت المشاهد لتبقى ضمن تقنية آلية جامدة حتى في المشهد الأخير الذي لم يقاوم فيه جاد غيث، ولا حتى بحركة يد وهو البدين والقادر على الدفاع عن نفسه. فهل صدمة جاد تركت المخرج "سامر البرقاوي" في صدمة أيضاً؟ اقتباس درامي تراخت فيه الخيوط البنائية للمشاهد التي لم تحتكم لرؤية نص لم يجد فيه الكاتب منفذاً له. ليستكمل القصة إلا من خلال استدراج "عابد فهد" أو "غيث" إلى مصر ليبتعد مع صديق العمر الذي تخلى عنه ثم التقى به في السوبرماركت من خلال مشهد يمكن الاستغناء عنه، لكي تستطيع "نادين نسيب نجيم" التنفس بحرية في ظل المستجدات المتتابعة في هذه المرحلة غير المقنعة بكل تفاصيلها. إلا أن "نادين نسيب نجيم" منحت المسلسل نعومة وجمالية تمثيلية عميقة تجسدت بهدوئها المتقن لامرأة تعبث بمشاعرها قبل مشاعر الآخرين، ومن ثم تتمسك بعائلتها لتحافظ على البناء العائلي في مجتمع لن يرحم ابنتها أو أختها في حال افتضاح الأمر. بل وجعلتنا نتعاطف معها بكل الأبعاد المرسومة لها في تجسيد هذه الشخصية. كما أن الموسيقى التصويرية لعبت دوراً مهماً في التأثير التعبيري الذي يتكون منه المشهد برغم تباعد كل فنان بدوره عن الآخر من حيث تآلف الشخوص وتنافرها. وكان البعض يؤدّي المطلوب فقط بعيداً عن الإحساس الذي أتقنته "نادين نسيب نجيم" كما أتقنت الفنانة "إليسا" الهمس برقة شاعرية بالمفهوم العام من خلال إيقاع أغنية انسجمت معانيها مع المفهوم الذي كتبه الفنان "مروان خوري" بجمالية شاعرية اخترقت الحواس بكل تفاصيلها. إلا أن أسرة مسلسل "لو" بكاملها لم تنسجم مع بعضها كما يجب لتكتمل الدراما المقتبسة عن فيلم "Unfaithful"، وهذا لا يعني أن الاقتباس سيء بالنسبة للدراما المرئية، وإنما المعالجة الدرامية التي أشبه بقصاصات مشاهد من هنا وهناك، والتي لم تترابط مع المفاهيم المختلفة التي حاولت الكاتبة "نادين جابر" تجميع الأفكار بأسلوب تراخت فيه الحبكة التي لم تتأثر حتى بالحوارات الخاضعة لديناميكية "بلال شحادات" الذي حاول منح الحوارات اختزالات أحس بها بعض الممثلين، والتي نجح من خلالها الفنان "عابد فهد" والفنانة "نادين نسيب نجيم" والفنان "يوسف الخال" رسم ملامح تعبيرية على الوجوه قرأها المشاهد حسياً. ولكن رغم جدارة الممثل في التعبير التمثيلي والتأثر والتأثير، احتاجت بعض المشاهد لحوارات أقوى مع الملاحظة بأن "نادين جابر" رسمت في الخط المقابل للخيانة شخصية امرأة تحاول المحافظة على الأسرة من خلال الإنجاب المرضي وحاسة الأمومة التي بحثت عنها سارة حتى في الحفاظ على جنين مصاب بثقب في القلب، وكان يمكن استبدالها بموضوع ذي حبكة منطقية لتضع المشاهد أمام استنتاجات موضوعية وأكثر عقلانية وعاطفية من عائلة تضجر منها المشاهد. إن كلمة أرسطو "الفن مرآة الحياة" تحتاج لرؤية مبنية اجتماعياً على مواجهة حقيقية، وجرأة أكبر وأوسع، خصوصاً في ظل الشبكات العنكبوتية والعولمة المصغرة التي تكشف عن العديد من الخيانات. وهذا كان يحتاج لمعالجة درامية ناجحة تتواءم مع قدرة الأبطال الثلاثة الذين منحوا المسلسل عذوبة بصرية وجذباً للمشاهد، وبالأخص الفنانة "نادين نسيب نجيم" التي تخوفت من قصة صديقتها التي فشلت في الحفاظ على عائلة أو حبيب. وفي رؤيتها في الحلقة الأخيرة، خلق تأثيرات جعلتني أتساءل عن معنى ظهورها في المشهد. إذا كان يمكن الاستغناء عنها واختزال المشهد، لتعصف الأحداث بذهن المشاهد ويستنتج المغزى من تلقاء نفسه، ولا ينحصر في قالب الكاتبة المحدود درامياً. إن سريالية شارة البداية أعطت مفهوم الفن لغة اللاوعي الباطني الذي يقود صاحبه نحو الجنون أو الهذيان أو الخوف من الحقيقة التي يشك بها أو يخاف من مواجهتها. وأيضاً مع سريالية مشهد انتحار جاد حيث رهافة الفنان وأحاسيسه الدقيقة حتى في رسم الموت، ومنحه الأجواء المناسبة، ليكون موته بمثابة لوحة فنية سريالية تتماشى مع أحاسيسه التي يريد لها الخلود، دون أن ننسى ديكور بيت جاد المتناسق مع شخصية فنان تشكيلي، ونمط معيشته المتحررة من القيود. فهل تحرر "سامر البرقاوي" من "نادين جابر" ومن حوارات "بلال شحادات" المختزلة في مشاهد قيدته بمدة معينة درامياً؟ ليلتزم إخراجياً بالبعد الواحد للنص الذي انفصل إلى أجزاء لم تلتحم برغم براعة أبطاله؟ برؤية أخرى يتناول مسلسل "لو" مجموعة من الموضوعات المعقدة التي تنسج خيوطاً درامية غنية بالتحديات النفسية والاجتماعية. تتجلى هذه التعقيدات من خلال شخصيات متباينة تتصارع مع قضايا الحب والخيانة والهوية. ومن خلال عدسة إخراجية متميزة، يقدم العمل رؤية فنية تأسر المشاهد، لكنها أيضاً تكشف عن بعض الثغرات في التنسيق والتآلف بين عناصره. كما يعتمد البناء الدرامي في "لو" على ثنائية التناقض والتضاد، حيث تتجلى الأحداث من خلال صراعات نفسية متداخلة. تنقل الحبكة المشاهد بين مستويات مختلفة من التوتر، مما يعكس الواقع المعاش في المجتمعات العربية. ومع ذلك، تُظهر بعض المشاهد تباينًا في الإيقاع الدرامي، مما يؤدي إلى شعور بعدم التناسق أحيانًا. تتميز الشخصيات في المسلسل بتعقيدها النفسي. شخصية "جاد" (يوسف الخال) تعكس التحديات التي يواجهها الفنان في مجتمع تقليدي، بينما تمثل "نادين" (نادين نسيب نجيم) الصراع بين التقليد والحرية. يتجلى عمق الشخصيات من خلال الأداء، إلا أن بعض المشاهدات تفتقر إلى التفاعل المنسجم بين الأبطال، مما يُشعر المشاهد بتباعد بين الشخصيات. يُبرز المخرج سامر البرقاوي قدراته في توجيه المشاهد بأسلوب بصري جذاب. تساهم الإضاءة والتصوير في خلق أجواء تعكس المشاعر المعقدة للشخصيات. لكن أحيانًا يفتقر العمل إلى وحدة بصرية متكاملة، مما يؤثر على التدفق الدرامي. مشهد انتحار "جاد" على سبيل المثال، رغم أنه مُعبر، إلا أن طريقة تقديمه قد تعكس بعض الافتقار للتوازن. كما تسهم كتابة نص "لو" في إثراء المحتوى الدرامي، حيث تحمل الحوارات عمقًا عاطفيًا، لكنها أحيانًا تتسم بالإفراط في التقريرية. الحوار بين الشخصيات لا يعكس دوماً الواقعية التي يفترض أن تعكسها المواقف. كان من الممكن تحسين بعض المشاهد عبر اختزال الحوارات لتكون أكثر تأثيرًا وإيحاءً. تُعد الموسيقى التصويرية عنصرًا أساسيًا في إضفاء الأبعاد العاطفية، حيث تساهم في تعزيز الإحساس بالمواقف الدرامية. تنجح الأغاني المستخدمة في توصيل المشاعر، لكنها أيضًا قد تعكس بعدًا عاطفيًا غير متوازن مع الأحداث في بعض الأحيان. إذ يعكس التصميم الفني للمسلسل بيئة الحياة العربية المعاصرة، مما يضفي مصداقية على الحبكة. الديكور والأزياء تعكس الذوق والتوجهات الثقافية للشخصيات، لكن هناك أوقات يمكن أن يبدو فيها هذا الجانب متكررًا. يقدم مسلسل "لو" تجربة درامية غنية تعكس التحديات الإنسانية والقيود الاجتماعية. رغم بعض الثغرات في التنسيق بين العناصر المختلفة، يظل العمل قادرًا على جذب المشاهدين من خلال عمق الشخصيات والإخراج البصري المتميز. في النهاية، يشكل "لو" منصة تستحق المشاهدة والتأمل، مع أهمية التأكيد على تحسين التناغم بين مختلف جوانبه لتعزيز تجربة المشاهدة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج سامر البرقاوي
سامر برقاوي مخرج سوري بدء مسيرته في الدراما منذ عام 1995، لديه العديد من المسلسلات الدرامية مثل الهيبة، نص يوم، تشيللو لو، لعبة الموت، قلبي معكم، مسلسل شبابيك.. إضافة لبعض الأفلام القصيرة. حائز على العديد من الجوائز في الوطن العربي آخرها كان الموركس دور 2018 موريكس تقديري للمخرج سامر البرقاوي عن مسلسل «الهيبة».. الأعمال التي أخرجها 2006 الوزير وسعادة حرمه 2007 بنت النور 2008 بقعة ضوء ج6 2009 قلبي معكم 2010 بعد السقوط 2011 مرايا فوق السقف مطلوب رجال 2012 هوامير الصحراء 2013 صرخة روح (عدة مخرجين) لعبة الموت (بالشراكة مع الليث حجو) 2014 لو 2015 تشيللو 2016 نص يوم 2017 الهيبة (مسلسل) 2018 الهيبة العودة (مسلسل) 2019 الهيبة الحصاد (مسلسل) 2020 الهيبة الرد (مسلسل) 2021 الهيبة جبل (مسلسل) 2023: الزند : ذئب العاصي (مسلسل) 2024: تاج (مسلسل) المصدر موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%8A
رعود المزن" برؤية بدوية عربية
BY المخرج الأردني أحمد دعيبس
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مسرحية "روميو وجوليت" أو "رعود المزن" برؤية بدوية عربية ضحى عبدالرؤوف المل هل يموت السلام بين قصص الحرب والحب عبر التاريخ، أم إن الدراما باتت في تجدد ذاتي مستمر لما هو عالمي أو مثير للجدل؟ فما بين مسرحية "روميو وجوليت" لـ"ويليام شكسبير" وما كتبته "وفاء بكر" من اقتباس أو معالجة درامية برؤية بدوية، مع الحوارات الغنية بالتفاعل الفني النشط بالشعر والغزل والحب والكره والحقد والغضب، يظهر الشر الذي أبدعت في إظهاره الجازية أو الفنانة "عبير عيسى". وهو ليس بكتابة قصة جديدة، وإنما حبكة درامية صحراوية التهبت فيها أدوار المرأة بمختلف تفاصيلها. ما قدمته هو رؤية درامية لقصة حب ولدت في الصحراء بين حبيبين ينتمي كل منهما لقبيلة مختلفة، وهما يتصارعان. فكرتها مقتبسة من "روميو وجوليت"، إلا أن الحب يولد بدون جرس إنذار تقرعه الحروب. فهل استطاع المسلسل تقديم ما هو مفيد للمتلقي من خلال إعادة مسرحية "روميو وجوليت" للاذهان، أو "رعود المزن" برؤية بدوية عربية؟ أم إن الأداء التمثيلي المتقن استطاع خلق إثارة تفاعلية بين المشاهد والممثلين، والشعر العربي الجميل ما بين الشاعر "موسى حوامدة" وصوت "غادة عباسي"، مما أضاف نوعًا من الرومانسية المتوالفة مع الأحداث المتناقضة مع الحب؟ استطاع مسلسل "رعود المزن" كسر الروتين العربي في قصص الحب البدوية. كما استطاعت الممثلة القديرة "جوليت عواد" جذب الأنظار إليها من خلال تقمصها دور الجدة أو المرأة العربية ذات الحكمة والقدرة على فهم الأمور، وتحويلها الصبر وحسن تحليل الأمور إلى سلاح يتواءم مع كيد المرأة. حيث جسدت الجازية كيد المرأة الشريرة وكيدها في الحب أيضًا، وما تمتلكه من دهاء تستطيع به خلق حروب متواصلة. كما تستطيع أيضًا أن تكون الحكيمة والرؤوفة القلب، والقادرة على تدوير الأحداث والتفكر بالنفوس كالجدة أو الفنانة "جوليت عواد". وهذا وضع المشاهد أمام المرأة بكل صفاتها، فهي كالرجل ولا يستهان بها. فالأوجه الإنسانية المختلفة حبكتها الكاتبة وفاء في شخصياتها العربية ضمن رؤية معاصرة لا يمكن إنكارها، بداية من الجازية أو الفنانة "عبير عيسى" إلى "صيتة" أو الفنانة "هدى حمدان" وصولاً للمزن، الفنانة "ريم عبدالله" الصبورة والكتومة والقادرة على مواجهة القبيلة بحبها لرجل مشهود له بالفروسية والشهامة، وسواهن المختلفات جماليًا وفكريًا وفي اتجاهاتهن الحياتية وإيمانهن بالحب المشرف الصافي بين القلوب. حملت اللغة الشعرية توجهات عاطفية وجدانية غنية بمعانيها ومضمونها الجمالي، كأغنية المقدمة التي كتب كلماتها الشاعر "موسى حوامدة"، ومع المتفرقات الشعرية المتسلسلة ضمن الحلقات الغنية بالأحداث العاطفية المؤثرة والتي تأثر بها المشاهد وتفاعل معها، ومع موسيقى "وليد الهيشيم" التصويرية التي استطاعت نقل الأجواء المنسجمة مع الصورة، ومع الأصوات الحسية الأخرى من صوت النار وصوت السيوف، وغيرها. ومع ما أنشدوه من شعر يحمل من المعاني الموسيقية والنغمة اللغوية ما يتناسق مع الديكور والملابس والرؤية الإخراجية. تطرح الكاتبة "وفاء بكر" إشكالية التحليل المنطقي بكل ما يجري من حولنا، فلا يجوز التسليم بالأحداث كما هي، إشارة إلى الجدة أو "جوليت عواد"، وكيفية مراعاة هذا الحب الذي تفهم قدره وأحاسيسه مع الحفاظ على الإبقاء عليه معافى من شوائب العار وما هو متعارف عليه بين القبائل والعشائر. إلا أن النظرة الدرامية المأخوذة من مسرحية شكسبير تركت المشاهد في حالة صدمة غير متوقعة، وكأن ما رآه هو مسرحية شكسبير بكل تفاصيلها من خلال مشهد واحد اختزل كل المسرحية ومضمونها. إلا أن الحوارات المتتابعة والغنية بالتشويق والإثارة استطاعت تغطية الحدث الأخير، وما أحس به المشاهد من سلبية الموقف بين الحبيبين. لينطلق في ذاكرته بين ما تغلغل في الذهن من قدرة المرأة على الخير والشر، وعلى الحكمة والتفكر بمجريات الأحداث، كما هي قادرة على خلق الفتن بين النفوس. لتضيء بذلك على جوانب نفسية وجمالية عند المرأة العربية بالأخص، وأن تراءى الزمن بالبعد المتكرر مكانيًا، أي إمكانية تكرار ما حدث من مسرحية شكسبير وصولًا إلى "رعود المزن"، وما سيأتي بعده من أزمنة تعيد نفسها ولكن بأساليب مختلفة وطريقة عيش تختلف، بدائية أو بدوية أو معاصرة في زمن العولمة الجديد. لأن الحب هو الحب والشر هو الشر والحرب والسلام معادلة يصعب الوصول إليها في كل الأزمنة. تصوير خارجي ذو قدرة على التحكم باتجاهات الحركة المتوقعة لكل ممثل مع الحفاظ على دينامية البداية والنهاية لكل مشهد، أظهر من خلاله "ليث النعيمات" جمالية فنية ذات معايير تتناسب مع الداخل والخارج، والفترات النهارية التي يصعب فيها التصوير المتنقل لانعكاسات الشمس على العدسة، أو حتى على خلق مقاييس ليلية تظهر تفاصيل خلفيات أو عن بُعد في كثير من المشاهد التي نجحت بنسبة جيدة في التقاط المشاهد ذات الصفاء البصري الملفت للانتباه والتباينات اللونية في كل وقت وزمان ومكان، والجاذب للحواس وللوجدان الفني. مما منح المشاهد ارتياحًا مرئيًا مع إظهار جمال الصحراء وعادات الحياة البدوية من ديكور ولباس، وحتى جمال المرأة البدوية وعاداتها العمرية مع الحفاظ على الفوارق، وأيضًا جمالية الخيل العربية. وما إلى ذلك ليستكمل المسلسل الدرامي عناصره الفنية المتماسكة مع بعضها من خلال التآلف بين عائلة المسلسل الفنية الواحدة، وقدرة الممثلين دون استثناء، مع الإشارة إلى أن الفنانة "ريم عبدالله" كانت تحتاج للمزيد من اللفظ اللغوي البدوي، وهذا ما تميز به الفنان "ياسر المصري" الذي أبدع بالأداء أو بتقمص الشخصية بنسبة عالية، مع الإشارة إلى الأدوار الأخرى التي نجحت في التعبير الفني التمثيلي، ورسم الملامح المناسبة لخلق التعاطف معها كما فعلت "صيتة" أو الفنانة "هدى حمدان"، أو الفنانة القديرة "جوليت عواد" و"جميل عواد". إن دراما "رعود المزن" جذبت المشاهد العربي إليها. كما استطاعت الموسيقى التصويرية للموسيقي "وليد الهيشيم" ترجمة الحدث إيقاعيًا مع الحفاظ على التناغم المشهدي والموسيقي المرتبط بتغيرات وتحولات الحدث والمكان. لنقارن بين ما هو مقروء وما هو مشاهد، وما استطاعت من خلاله "وفاء بكر" معالجته والانتقال بنا من عصر يحفل بعادات غربية إلى صحراء بدوية عربية تحمل النخوة والشهامة وحتى العداوة والبغضاء بين القبائل المتناحرة. أما عروض المشاهد الاسترجاعية، التي استرجعنا معها بعد المواقف التي كنا نتساءل عن أجوبتها في البداية، ترجمت كل إثارة انفعالية حدثت عند المشاهد، ولكن كانت تحتاج لحركة بطيئة نوعًا ما، لأنها أتت سريعة، ولم يتمكن المشاهد من استرجاعها الكلي مع الشخصية، خصوصًا بمواقف الجازية، وما كان يتراءى لها من تهيؤات نفسية أبدعت في إظهارها من المخبوء النفسي. ليقتنع المشاهد بالأداء التفاعلي المؤثر مرئيًا على الحس الدرامي لإثارة الخيال الذهني ووضعه أمام الأفق المتسع في كل مشهد اكتملت أركانه بنسبة ما. فالمسلسل استطاع تسجيل هوية حداثية في المسلسلات البدوية من خلال العديد من النقاط، ولكن من أهمها دور المرأة العربية وقدرتها على إدارة الفكر السلوكي الانعكاسي وتقلباتها المؤثرة بشكل عام على المجتمع. برؤية أخرى تتجلى عبقرية وليم شكسبير في قدرته على معالجة القضايا الإنسانية الخالدة، مثل الحب، الحرب، والعنف. ومع مسرحية "روميو وجوليت" التي تتناول قصة حب مأساوية، تأتي "رعود المزن" لتقدم منظورًا بدويًا يعيد تشكيل هذه القصة ويضفي عليها أبعادًا ثقافية جديدة. هذه المعالجة ليست مجرد إعادة سرد، بل هي تمثيل عميق يعكس تصورات المجتمعات العربية التقليدية وقيمها. الحب هو المحور الرئيسي، إلا أن سياقهما يختلف. "روميو وجوليت" تتمحور حول الحب الممنوع الذي يُواجه بالتقاليد والعائلية، بينما "رعود المزن" تعكس حبًا ينشأ بين حبيبين من قبيلتين مختلفتين، مما يزيد من تعقيدات العلاقة. هذا الاختلاف يُبرز الصراع بين القيم القبلية والفردية، ويجعل الحب يتحدى الأعراف الاجتماعية، مما يخلق توترًا دراميًا غنيًا. يتميز العمل البدوي بتوظيف الشعر والغزل بطريقة تُثري النص. استخدام الشعر العربي في "رعود المزن" يضفي جمالية تعبيرية تسهم في إيصال المشاعر العميقة، مما يعكس الروح البدوية الغنية بالتصوير الشعري. بينما في مسرح شكسبير، يُستخدم الشعر أيضًا كوسيلة للتعبير عن المشاعر المعقدة، مما يخلق توازيًا في استخدام اللغة الفنية. تجسيد الشخصيات في "رعود المزن" يبرز جماليات المرأة في المجتمع البدوي. فالشخصيات النسائية مثل الجازية تجسد الحكمة والقدرة على التأثير، مما يعكس دور المرأة كمحور في الصراع. في حين، تتمحور شخصيات شكسبير حول الحب والتضحية، مما يُظهر التعقيد النفسي الذي يواجهه الأفراد. التحولات في "رعود المزن" تُظهر كيفية دمج الأسلوب الإخراجي المعاصر مع التقاليد البدوية، مما يخلق فضاءً بصريًا يتماشى مع جوهر القصة. الاستخدام الذكي للتصوير الخارجي، والديكورات، والأزياء يعكس التقاليد البدوية، مما يُعزز من الشعور بالواقع. بينما في مسرح شكسبير، غالبًا ما يتم تقديم المسرحيات في فضاء مغلق، مما يُركز على الأداء والحوارات، لكن يمكن استنتاج العواطف من خلال الأداء الجسدي المكثف. عند الجمع بين مسرح شكسبير والمفهوم البدوي، نجد أن كلا العملين يتناولان موضوعات إنسانية عميقة تتجاوز حدود الزمان والمكان. "روميو وجوليت" و"رعود المزن" يقدم كل منهما نظرة فريدة على الحب والصراع، مما يخلق تجارب إنسانية متقاطعة تُعزز من فهمنا لعمق العلاقات الإنسانية وتعقيداتها. في النهاية، تبرز هذه الأعمال كجسر يربط بين الثقافات، ويظهر كيف يمكن للفن أن يتجاوز الفوارق ويعبر عن مشاعر إنسانية عالمية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج الأردني أحمد دعيبس
مخرج أردني ولد عام 1955، عمل في بداية مشواره الفني كمصور في التليفزيون الأردني، ثم التحق بدائرة الأخبار في التلفزيون الأردني منذ عام 1975 ولاحقا إنتقل للعمل بالشركة الأردنية للإنتاج، من أوائل أعماله كمخرج هو مسلسل (الختم والخاتم) الذي أنتج عام 1994، توالت أعماله بعدها والتي من أبرزها (آخر أيام التوت، عيال الذيب، العنود، راس غليص الجزء الأول )، خاض تجربة في مجال التمثيل من خلال فيلم (المسعور) عام 1982.أبرز الإنجازات الفنية: اسم العمل نوع المشاركة الجهة المنتجة السنة قلوب وأبناء مخرج أضواء الفن 1987 الجذور الطيبة مخرج محمود الشيبي 1989 صقر الجبل مخرج روحي الصفدي 1989 الفرداوي مخرج المركز العربي 1993 آخر أيام التوت مخرج المركز العربي 1992 شام شريف مخرج المركز العربي 1996 عرس الصقر مخرج المركز العربي 1998 عيال الذيب مخرج تلفزيون قطر 1999 آخر أيام اليمامة مخرج المركز العربي 2002 أواه يا مال مخرج تلفزيون الكويت 2004 راس غليص مخرج المركز العربي 2007 القدس أولى القبلتين مخرج كنوز الخليج-الكويت 2008 رسائل من صدف مخرج تلفزيون الرأي 2009 شارك في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، وفي مهرجان الخليج الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير والتكريم: الجائزة الجهة المانحة التاريخ جائزة الإخراج عن "عرس الصقر" القاهرة وقرطاج 1999 جائزة الإخراج عن "القرية" مهرجان الخليج 2005 أفضل عمل عن "آخر أيام التوت" القاهرة 2002 أفضل إخراج عن "عيال الذيب" مهرجان الخليج 1999 أفضل إخراج عن "آخر أيام اليمامة" القاهرة 2002 جائزة الدولة التقديرية وزارة الثقافة درع تكريم عن مجمل مسيرته مهرجان مادبا للثقافة والفنون بدورته الثانية 2019 مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
حقًا هو كلام على ورق؟...
BY المخرج محمد سامي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حقًا هو كلام على ورق؟... ضحى عبد الرؤوف المل - بيروت - لبنان اعتمد المسلسل الدرامي "كلام على ورق" على نجومية الفنانة "هيفا وهبي" دون إخراج مكنونها التمثيلي ضمن تفاعل أدائي بقي على الهامش، برغم أن مسلسل "كلام على ورق" حاول الرقي بمشاهده المكثفة ليثير دهشة ممزوجة بالتأثر والتأثير. إلا أنه أخفق بذلك لأن السرد أو الفلاش باك لم يتسبب بأي انفعالات وجدانية مع المتلقي. كما أنه فشل في الإمساك بالرؤية الإخراجية الناجحة لإتمام العمل والنهوض به، ليخرج من الخاص إلى العام دون التركيز على فرد واحد في العمل، وهذا من ضمن مسؤولية فريق العمل بشكل عام والمخرج بشكل خاص. فالإطار الزمني لبعض المشاهد لم يتوازن منطقيًا تقريبًا إذا تراوح بين الطويل والقصير دون إبراز أهمية المدة الزمنية التي من شأنها الإمساك بالمشاهد من حيث التأثر والتأثير بالمؤثرات الفنية بشتى أنواعها لتبقي على دينامية المضمون في مشاهد كان يمكن اختزالها، وأخرى تحتاج لتوسيع رؤية المشهد أكثر ليستطيع ربط الأحداث التي حافظت على برودتها برغم بوليسية المسلسل، إلا في البعض منه أو بعدد مشاهد يكاد لا يُذكر، إضافة إلى اللقطات ذات الزوايا الجانبية أو المائلة بصريًا عن المحور الأساسي، والمزعجة حسياً للمشاهد إذا لم يكتفِ بلقطة تصويرية مائلة أو ذات زوايا جانبية واحدة أو أكثر قليلاً في الحلقة الواحدة. إنما عدد اللقطات تخطى ما هو منطقي بصريًا وحسيًا، مما تسبب بنفور المشاهد أحيانًا من النظر إلى الشاشة. لعبت شارة البداية أو تتر المسلسل جمالية إذا استطاعت اختصار القصة برقصة تعبيرية ممزوجة بأغنية حققت المعنى. إضافة إلى الموسيقى التصويرية وانسجامها مع الحدث المبطن، ولكنها تنافرت حسياً مع الزوايا التصويرية المائلة إذا بدا أسلوبها الروتيني في المشاهد المحورية ذات الأسس الموضوعية في إبراز الفكرة كالفيديو كليب، إذ يمكن مشاهدة هذا النمط لدقائق وليس لساعات في حلقات متتابعة، لينفصل المشاهد بصريًا عن الصورة برغم تقنية التقاط الصورة وأركانها الأساسية في العمق، إن في الصورة ذات الزوايا الجانبية التي لم تكن لحظية، وتكررت رغم جمالية بعضها كانت تحتاج لاختزال مضاعف. ليرتاح المشاهد بصريًا ويستطيع التواصل الحسي والفكري مع مشاهد مسلسل "كلام على ورق" الذي أخرجه "محمد سامي" وقام ببطولته لفيف من الممثلين مثل ماجد المصري (ناصر الطيار)، أحمد زاهي (فرج شبل)، حسن الإمام (دودي)، أشرف زكي (مجدي أديب)، عمار شلق (نمر)، ندا أبو فرحات (كارين)، والفنان جهاد الأطرش. رواية تؤدي بكاتبها إلى الموت وعالم دعارة تتسخ فيه الضمائر والأيادي وقتل لا يؤدي إلا إلى القتل ودوامة إخراجية لم تكتمل فيها ما قيل في المشهد التحقيقي مع حبيبة أو "هيفا وهبي"، "تعرف أن للانتقام شهوة لكنها لا تضاهي في نظرك شهوة معرفتك للحقيقة، وتعرف أن للحقيقة ثمن والانتقام كذلك" لتخرج حبيبة بريئة من ثلاثين حلقة لم تحمل فيها من المفاجآت ما يترك أثره في الذهن أو حتى في الوجدان العاصف بكل نواحي المسلسل حتى حين قالت إنها القاتلة، ولو عاد بها الزمن ستقتلهم في كل مرة. إلا أنه منح الفن الروائي أو "حمزة قصير" أحمد السعدني خيوطًا بنائية وهمية بعيدة كل البعد عن المشهد الذي قُتل فيه، حيث تناثرت أوراق روايته. فالسيناريو لم يترابط، ومشاهد القتل تصلح لأفلام الكوبوي بكادراتها الفنية. حقيقة دفع المشاهد ثمن المجهود البصري في تتبع المشاهد التصويرية، وفي تتبع البحث عن الفصل الأخير لرواية، لم نشعر إلا أنها سرديات لا تؤدي دورها الدرامي، إلا لإبراز قدرة المرأة على الانتقام. فهل "كلام على ورق" حبكة روائية ضعيفة؟ أم أن السيناريو أو ورشة الكتابة التي أشرف عليها "أحمد شوقي" لم تكتمل بعناصرها الفنية الكاملة لإنتاج عمل درامي مكتمل الأركان؟ وربما هذا الضعف في القصة أو في السيناريو لم يشد من أزر الممثلين، ليتفاعلوا مع الشخصيات في قصة لم تعالج دراميًا لتتناسب مع المشاهد وقوة تأثيرها على البصر والوجدان والنفس. لم يشيد "محمد سامي" أسس البناء الدرامي بما يكفي لينطلق في إخراجه نحو الإبهار، وخلق دهشة تثير المشاهد الذي شعر بخيبة بعد الحلقة الأولى. إذ اعتمد على ورشة كتابة محدودة الفكرة لم ترتبط فيها القصة بالصورة، ولم تستطع الحوارات اختراق أحاسيس الممثل ليرفع من قيمة المشهد، وغض عن أمور فنية كثيرة. إذ افتقد رصانة البناء الدرامي، ولم يستطع رسم خط إخراجي متماسك وواضح التصورات أو حتى متصاعد جمالياً. لتحمل كل حلقة إثارة تشويقية إما بالموضوع أو التصوير ليكمل المشاهد بشغف الحلقة التالية. فالحدس التمثيلي انفصل عن المشاهد الذي تاه بين السرد أو الفلاش باك. لرواية ضاع فصلها الأخير، وأكملته القاتلة دون أي خطوط للرؤية تتوازى معها الخطوط الفعلية للدراما بشكل متوازن أو سيمتري. ليسلط الضوء بالكامل على حبيبة حتى في المشاهد التي غابت عنها فعليًا وتواجدت فيها حسياً، وكأنها لم ترتكب أي ذنب يعاقب عليه الوجدان الإنساني أو حتى القانوني أو حتى لتأنيب ضمير انفعالي يثير المشاهد. ليتعاطف معها أو لتقوية العلاقة بين المشاهد والمسلسل ليتبقى في الذهن الاستنتاج الاجتماعي أو السلوكي المفيد، وهذا لم يتحقق خلال حلقات مسلسل "كلام على ورق". فهل استطاع المسلسل إلقاء الضوء على هذه المافيات التي حاربها أم اكتفى بالجزء فقط؟ إن إحساس كل شخصية في مسلسل "كلام على ورق" لم يخرج من الباطن العفوي إلا بنسبة ضئيلة، وهذا ارتسم على وجوه الفنانين دون استثناء وكانوا في حالة شرود ذهني، خصوصًا المشهد الثلاثي لأفراد العصابة وهم يتناقشون بمجريات الأمور. إذا تبدو كؤوس الخمر التي كان يرتفع رنين الثلج فيها أكثر من أصواتهم، بل وكانوا يتناوبون على شرب الكؤوس بروتين ممل يصب المشاهد بالذهول من برودة مشهد يفترض أن يكون جدليًا بسخونته الحوارية، لأنه مرتبط بالحياة أو الموت. برؤية أخرى مسلسل "كلام على ورق" يتميز بمحاولة جريئة لطرح قضايا معاصرة في إطار درامي، لكن الإخراج والكتابة لم يعكسا عمق هذه القضايا. شعرت بأن هناك تباينًا واضحًا بين طموحات العمل ونتائج تنفيذه. على الرغم من أن القصة تحمل موضوعات مثيرة، مثل الانتقام والدعارة، إلا أن الحبكة كانت ضعيفة. الشخصيات لم تتطور بشكل كافٍ، مما أدى إلى فقدان القدرة على التعاطف معها. كان من الممكن تقديم المزيد من المفاجآت والانعطافات في الأحداث لتقوية الانغماس الدرامي. إخراج "محمد سامي" يعكس رؤية جمالية واضحة، لكنه في كثير من الأحيان بدت الاختيارات الإخراجية تقليدية. كانت هناك محاولات لتوظيف الزوايا الجانبية والتقنيات المبتكرة، لكنها أحيانًا بدت متكررة وغير فعّالة. كان من الأفضل تحسين التنوع في الزوايا والحركات لإضفاء حيوية على المشاهد. الكتابة، التي أشرف عليها "أحمد شوقي"، لم تنجح في توفير حوارات مؤثرة. هناك افتقار للعمق في الشخصيات والمواقف، مما جعل الحوار يبدو سطحيًا وأحيانًا مملًا. كان من الضروري إدخال عناصر درامية أكثر تعقيدًا لإبراز الصراعات الداخلية للشخصيات. الجوانب الجمالية في المسلسل كانت لافتة، خاصة في شارة البداية والموسيقى التصويرية التي ساهمت في خلق جو درامي. ولكن، هناك تنافر بين الموسيقى والزوايا التصويرية، مما أثر على الانسجام العام للعمل. من حيث التواصل مع الجمهور، كان هناك فشل في خلق اتصال عاطفي مع الشخصيات. المشاهد لم يشعر بالاستثمار العاطفي الكافي في مجريات القصة، وهذا أثر سلبًا على تجربة المشاهدة. على الرغم من محاولات "كلام على ورق" لتقديم عمل درامي يلامس قضايا واقعية، إلا أن القصور في الإخراج والكتابة أدى إلى نتائج أقل من المتوقع. كان بالإمكان أن يصبح العمل أكثر تأثيرًا لو تم التركيز على عمق الشخصيات وتطوير الحبكة بشكل أفضل. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج محمد سامي
محمد سامي (26 أغسطس 1983)، مخرج مصري. حياته ولد في القاهرة، ودرس في الجامعة الأمريكية هو الابن الوحيد لدكتور الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الشركة العربية للتجارة الدولية د. سامي عبد العزيز و والدته هي النائبة البرلمانية د.صبورة السيد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة سليبه التعليمية وعضو مجلس إدارة كلية دار العلوم وكان لوالديه دور رئيسي في بناء شخصيته القيادية و تعليمه فنون الإدارة منذ الصغر و هذا ما أضاف له كثيراً وجعلة يتطور في مجاله العملي بصورة ملحوظة. تزوج من الممثلة مي عمر عام 2010م ورزق بإبنتينه (تايا) و(سيلين). أعماله مسلسلات من إخراجه 2011: آدم 2012: مع سبق الإصرار 2013: حكاية حياة 2014: كلام على ورق 2016: الأسطورة 2019: ولد الغلابة 2020: البرنس 2020: لؤلؤ (إشراف على الإخراج) 2021: نسل الأغراب 2022: حيرة 2023: جعفر العمدة 2024: نعمة الأفوكاتو أفلام من إخراجه 2012: عمر وسلمى 3 2015: ريجاتا 2015: أهواك 2017: جواب اعتقال 2017: تصبح على خير 2021: سري للغاية 2021: العميل صفر تمثيل 2011: آدم (حسان متهم أمن الدولة) 2014: شكلك مش غريب (برنامج) أغاني أنت تاني (هيفاء وهبي) مليون إحساس (هيفاء وهبي) انكتبلي عمر تعرفي لو هكون غير ليك bum bum (محمد رمضان) مسلسلات من تأليفه 2019: ولد الغلابة (كلمات الأغاني) 2020: البرنس (مؤلف) 2020: لؤلؤ (إشراف على الكتابة) 2021: نسل الأغراب (مؤلف) 2023: جعفر العمدة (مؤلف ومخرج) 2024: نعمة الأفوكاتو أفلام من تأليفه 2015: ريجاتا (سيناريو) 2015: أهواك (مؤلف) 2017: جواب اعتقال (مؤلف) 2017: تصبح على خير (قصة وسيناريو وحوار) مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
«
10
11
12
13
14
»